الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اكتئاب
…
وهلع!! وأمور أخرى
!!
المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الاكتئاب
التاريخ 26/4/1422
السؤال
زوجتي تعاني من ما يسمى عند الأطباء بنوبات الهلع والاكتئاب والأفكار السوداوية زوجتي تعاني من الخوف من الموت والمستقبل وتأتي لها أفكار عن الذات الإلاهية ودائماً ما تشعر بحزن وضيقة، علماً بأنها تصلي وتقرأ في بعض الأحيان القرآن. الأطباء ينصحون باستخدام الأدوية، ولكن ما هي الطريقة الدينية للتخلص من هذا المرض.
الجواب
أعانك الله على ما أنت فيه وشفى الله زوجتك وعافاها وجميع مرضى المسلمين.
بالنسبة لاستشارتك فرأيي فيها ما يلي:
أولاً - بالنسبة لتشخيصك لوضع زوجتك فلا أدري عن دقته وصحته وإن صح فلا أدري ما نسبته ولكن الذي يظهر من سؤالك أنك قد استشرت بعض الأطباء النفسيين وكما تقول اقترحوا عليك العلاج بالأدوية فإن كان كذلك فهذا يعني أن تشخيصك دقيقاً وعلمياً.
ثانياً - اعلم يا أخي أن الاكتئاب النفسي من أكثر الأمراض النفسية شيوعاً ويتباين في شدته بين إحساس المريض بالحزن العميق والضيق والهم والغم الشديدين وبين الشعور الكبير باليأس من الحياة وربما محاولة التخلص منها وتصاب به النساء عادة أكثر من الرجال بنسبة قد تصل إلى الضعف تقريباً أما أعراضه فهي الشعور بالحزن والكآبة والانطواء والعزلة والتشاؤم وعدم الرغبة في عمل أي شيء أو الاستماع في أي شيء والشعور المستمر بالذنب وتأنيب الضمير ولوم النفس وقلة النشاط والاضطراب في نظام النوم والطعام أحياناً بالزيادة وأحياناً بالنقص!!! والسوداوية الكثيرة في النظرة للحياة والناس والإحساس الكبير أحياناً بالظلم وقد يتطور الأمر إلى كثرة النسيان وبعض الهلاوس السمعية وربما البصرية!!
واما القلق فيعتبر بشكل عام أحد المشاعر الأساسية في تكوين النفس الانسانية وهو يعني الإحساس بالخطر وعدم الاطمئنان!!
ويمكننا القول إن القلق في حدود معقولة مطلب ضروري وشعور إيجابي لانه يساعد الإنسان على الاستعداد لمواجهة الحياة ومتطلباتها بشرط ألا يتجاوز حدوده ويتحول إلى قلق مرضي مزعج للشخص المصاب به ولمن حوله!! وقد يتطور إلى أمراض نفسية اكثر عمقا وخطورة!! أو يصل إلى ما يسمى بنوبات القلق أو الهلع الحاد حيث يشعر المريض خلالها بالتوتر والانزعاج والخوف وتزداد ضربات قلبه ويشعر بضيق في التنفس وفي الصدر وربما بعض الألم!؟ وقد يحدث لديه نوع من الشعور با لاغماء وقد يشعر بان نهايته قد اقتربت وانه سيموت مما يزيد من حالته سوءا حتى يصل إلى إحساس طاغ بأنه سيفقد عقله وقدرته في السيطرة على نفسه وافعاله!!!
وهذه النوبات قد تتكرر في اليوم الواحد اكثر من مرة ولأوقات متفاوتة.
ثالثاً - يخلط بعض الناس بين الاكتئاب المرضي والحزن الطبيعي الذي يحدث عند الإنسان نتيجة موقف معين وهو يشبه في بعض أعراضه الاكتئاب المرضي!! إلا أنه يعتبر طبيعياً ويتلاشى تدريجياً مع الأيام دون الحاجة إلى تدخل علاجي.
رابعاً - لكل ما سبق فإني ارجح أن يكون ما تعاني منه زوجتك ((اكتئاب حاد)) و ((نوبات قلق وهلع)) فقط وما سوى ذلك أعراض مرضية وتبعات طبيعية لهذا المرض!!
فما هي أسباب الاكتئاب..والقلق؟؟
قد تكون هناك أسباب بيولوجية ووراثية.. وقد يكون له أسباب نفسية او اجتماعية اوتربوية تتعلق بالتنشئة التي مر بها المريض!! وقد يكون له أسباب خاصة بطبيعة المريض وتركيبته النفسية والعقلية وقد ترتبط أسباب الاكتئاب بظروف الحياة وتقلبات الزمن.
خامساً - اقترح عليك أخي الكريم ضرورة عرض زوجتك على أحد الأطباء النفسيين الثقات وهم كثر ولله الحمد ولا تتردد في ذلك فهو القادر بإذن الله على تشخيص الداء ووصف الدواء وهو بحمد الله دواء مجرب ومأمون إلى حد كبير ولا يؤدي إلى الإدمان ولكن يجب الالتزام بتوصيات الطبيب والمعالج النفسي سواء أكان العلاج الذي رأوه علاجا دوائيا قد يستمر استعماله لعدة اشهر او كان علاجا نفسيا يعتمد على فنيات تعديل السلوك عن طريق الجلسات النفسية العلاجية وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لدى المريض وأبشرك أن النتائج في مثل هذه الأدوية والجلسات كبيرة وإيجابية بفضل الله.
سادساً - مع كل ذلك على مريضك إحسان الظن بالله والثقة فيه بأنه الشافي المعافي والإكثار من قراءة القرآن والأوراد اليومية المعروفة وأذكار الصباح والمساء وهي بفضل الله متوفرة في كتيبات ومطويات في كثير من المكتبات وكذلك الدعاء الصادق بالشفاء وتحري مواطن الإجابة كالسجود وأدبار الصلوات وآخر الليل وعند ختم القرآن والإلحاح بالدعاء فإن الله تعالى قريب يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ولا بأس في الرقية الشرعية وطرقها معروفة..
سابعاً - لا تعارض أخي الكريم بين كل ما سبق فنحن مطالبون بفعل الأسباب فلا بأس هنا بين زيارة الطبيب النفسي والالتزام بتوصياته والقيام بالأمور الشرعية الأخرى من أدعية وأوراد ورقية وفقك الله إلى ما فيه الخير وشفى مريضك وجميع مرضى المسلمين عاجلاً غير آجل إنه ولي ذلك والقادر عليه.