الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل أنا مسحورة
؟!
المجيب د. سعيد بن ناصر الغامدي
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /السحر والمس
التاريخ 29/8/1424هـ
السؤال
أنا عربية متزوجة منذ ست سنوات، اكتشفت أنا وزوجي أننا مسحوران، ذهبت إلى شيخين مختلفين، وقرؤوا علي القرآن، الشيخ الأول قرأ ثلاث أو أربع مرات وأخرج الجني مني، لكن عاد إلي جني آخر، ولم أعط الشيخ أي شيء من المال؛ لأنه كان يفعل ذلك لوجه الله، وتكرر ذلك يقرأ الشيخ علي فيخرج الجني ويعود جني آخر إلى جسمي، ثم دلني الشيخ على شيخ آخر أكثر خبرة منه، لكنه يأخذ مقابل عمله، وقد دفعنا له أجرة وأخرج الحجاب المعمول من مكانه، والظاهر أنه ما زال علي تأثير من ذلك السحر، وعندما ينتابني هذا الإحساس أرى وجوههم على السجاد أمامي، وأرى كذلك وميضاً منهم أمامي، وأشعر بهم داخل جسمي مثل الرعشة تسير داخل جسمي، وأرى كوابيس مخيفة عنهم، ولا أستطيع أن أنام وحدي حيث أشد ما يكون الأمر علي في الليل، وقد ذكر لي الشيخان أن من فعل ذلك بي أناس يريدون زوجي أن يطلقني ليتزوج من ابنتهم، نظراً لوضعه المالي الممتاز، الحمد لله أنا وزوجي في وئام وليس بيننا سوى بعض المشاكل ونعامل بعضنا كما يريد الله، ماذا أفعل للتخلص من السحر الواقع علي؟ أمي تقرأ القرآن على ماء لأشربه، وعلمت أنه يجب علي أن أغسل شعري وجسمي من هذا الماء كل أسبوع، وأتلو الأذكار، وأقرأ القرآن والرقية، هل هناك ما ينقصني؟ قريباً سأنتقل مع زوجي إلى منطقة القصيم بالسعودية، فهل ترشدوني إلى أحد المشايخ هناك؟.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية من كل داء، بالنسبة لما ذكرت من تشخيص وعلاج حول حالة السحر التي مرت بك، وأنك قد شفيت منها فأود أولاً أن أبين أن أوهام الناس في هذا الباب كثيرة جداً، ومما يزيد رسوخ هذه الأوهام ما يقوم به بعض القراء من أعمال وتشخيصات ووصفات، وأخطر من ذلك ما يقوم به الدجالون والكهنة والسحرة، حتى يصبح المريض في حالة من اللبس والشك واختلاط الأمور عليه والتحسس والارتياب، ثم ينتقل إلى درجة اليقين بأنه مريض بالسحر أو المس، وهكذا يدخل في دوامة غير متناهية من الأمراض والعلل والأوهام، ولا يعني قولي هذا أنه لا يوجد مس أو سحر أو عين، ولكن وجوده بهذه الكثرة وتلك التفصيلات، وتلك الأحوال التي يتحدث بها بعض الرقاة غير متطابق مع الشرع والعلم والعقل والواقع، وتاريخ الأمة من عهد الرسالة إلى أزمنتنا هذه التي أضحى السحر والمس مطية للتكسب عند البعض، وسبباً للتخلص من تبعات بعض التصرفات عند المخفقين في حياتهم، وعموداً يعلقون عليه اخفاقاتهم وكسلهم وضعفهم، لا يعلم كل هؤلاء أن النفس تمرض كما يمرض الجسد، وأن هناك أمراضاً عصبية، وأمراضاً جسدية لها تأثيرات نفسية، ما دمت أيتها السائلة قد شفيت من المرض بلا رقية فاحمدي الله واستمري على الأذكار والتحصينات الشرعية، وابتعدي عن الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الدين والإيمان، ولا تكثري التفكير في المرض الذي أصابك، فإن كثرة التفكير فيه ترسخه وتقويه في نفسك، وثقي بالله وعونه وحمايته، وكوني شديدة التعلق به، عظيمة التوكل عليه، فإن ذلك من أهم أسباب الشفاء - بإذن الله-، وإذا أصابك شيء فيمكنك رقية نفسك أو يرقيك أحد ممن حولك من الأقارب، فليست الرقية مختصة بفئة أو بشخص معين. نسأل الله تعالى لنا ولك العافية.