الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زوجي مهزوز الثقة بالنفس
..!!!
المجيب فاطمة الرشودي
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية / الثقة/بالنفس
التاريخ 25-3-1423
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أنا متزوجة من عدة سنوات مشكلتي تكمن أن زوجي مهزوز الثقة بالنفس وحذر جداً وجبان.. يخاف أن أشترك بأي نشاط ولو حتى بمظاهرة سلمية خوفاً أن يكتب أسمه!!! فضلاً عن أن يشارك هو.
هو ييأس من العمل بسرعة إذا واجهته فيه المشاكل وغير مبادر ويجب على تحفيزه..!! دائماً يحس أن الناس لا يحبونه وعندما ألمح له بذلك يبرر الجبن بالحرص والحذر والخوف من مخالطة الناس وبأن العزلة أفضل لأيمانه يواجه المشاكل بالاكتئاب وليس بالعمل.
دلوني على طرق التعامل البناء معه وكيفية تغييره لأني أريده رجل البيت وقدوة لأطفالي فأنا من داخلي لا أشعر باحترامه وتقديره فالمرأة تحب الأقوى، وأنا طموحة جداً لا أرضى بالأقل أبداً.. أعشق العمل والإنتاج وشخصيتي قوية، ومن باب العدل فهو مستقيم، نزيه لا يخادع ملتزم محب لي مثقف عادل مخلص ولقد تعرض في مراهقته لألم نفسي شديد..!! وكان يلاقي سخرية شديدة من زملائه. أفيدوني مشكورين.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
الأخت الفاضلة: حفظك الله ووفقك وزوجك لكل خير ورشاد لقد نعت زوجك بعدة صفات فقلت أنه:
1-
مهزوز الثقة بالنفس 2- حذر جداً 3- جبان 4- يخاف
5-
ييأس من حل أي مشكلة 6- يشعر بعدم محبة الناس له
هذه المشكلات أختي الكريمة تدخل ضمن الاضطرابات الانفعالية في مشكلات الطفولة والمراهقة.
والاضطراب الانفعالي حالة تكون فيها ردود الفعل الانفعالية غير مناسبة لمثيرها بالزيادة أو بالنقصان.
فالخوف الشديد كاستجابة لمثير مخيف فعلاً لا يعتبر اضطراباً انفعالياً بل يعتبر استجابة انفعالية عادية وضرورية للمحافظة على الحياة. أما الخوف الشديد من مثير غير مخيف فإنه يعتبر اضطراباً انفعالياً. وتلك الاضطرابات الانفعالية لها أسبابها ولعلك ذكرت شيئاً منها وهو معاناته النفسية..!! وتعرضه للسخرية الشديدة من قبل زملائه وهذا يسبب اهتزاز الثقة بالنفس، ومن الأسباب أيضاً بالنسبة للخوف الخبرات الأليمة في الطفولة والحكايات المخيفة للأطفال والإحباط والفشل إضافة إلى البيئة المنزلية المضطربة.
أما عن العلاج فهو كما يلي:
1-
البحث عن الأسباب الحقيقية للاضطراب الانفعالي وإزالتها.
2-
علاج البيئة المحيطة به بإزالة كل ما من شأنه أن يسبب المخاوف لزوجك ليشعر بالاطمئنان والأمن.
3-
بعد ذلك تكريس الجهود على البحث في السيرة وخاصة فيما يتعلق بالشجاعة والتوكل إضافة إلى قراءة سير الصحابة والتابعين والعلماء والأبطال وجعل ذلك بجلسة أسرية يومية فهذه القصص نافعة للكبار والصغار.. ففيها تربية لأطفالك أيضاً.
4-
العلاج النفسي بالتشجيع وإبراز نواحي القوة والإيجابية لدى زوجك وتنمية الثقة في النفس واعتماده على نفسه وتشجيع النجاح وتحمل المسؤولية. (يمكنك الإيحاء إليه بشكل غير مباشر لمراجعة احد العيادات النفسية لتقديم الاستشارة المناسبة) .
5-
عدم ذكر صفات زوجك السلبية السابقة أمامه وإبراز ما هو عليه من اضطرابات انفعالية فإن ذكرك لها ومصارحته بذلك يعزز من توغل تلك الصفات فيه.
أخيراً احمدي الله على صفات زوجك الإيجابية من الاستقامة والنزاهة والحب والثقافة فهذه نعمة عظيمة تفقدها كثير من الزوجات ممن ابتلين بأزواج فيهم من الغلظة والحدة والقسوة وتتمنى إحداهن الكلمة الطيبة أو الابتسامة الصادقة. فالنظر إلى الإيجابيات يزيد الألفة بين الزوجين ويقرب بعضهما لبعض وخير شاهد في ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم:" لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي آخر ". معنى " لا يفرك" أي لا يبغض.
وفقنا الله وإياك للصواب.