الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَنْبِيْهَاتٌ
(1)
(تنبيهاتٌ) ثلاثةٌ توضِّحُ مَا مَرَّ مما حُكِمَ بضَعْفِهِ، وغيرِهِ:
249 -
وَإنْ تَجِدْ مَتْناً ضَعِيْفَ السَّنَدِ
…
فَقُلْ: ضَعِيْفٌ أي: بِهَذَا فَاقْصِدِ
250 -
وَلَا تُضَعِّفْ مُطْلَقاً بِنَاءَا
…
عَلَى الطَّرِيْقِ، إذْ لَعَلَّ جَاءَا
251 -
بِسَنَدٍ مُجَوَّدٍ، بَلْ يَقِفُ
…
ذَاكَ عَلَى حُكْمِ إمَامٍ يَصِفُ
252 -
بَيَانَ ضَعْفِهِ، فَإنْ أطْلَقَهُ
…
فَالشَّيْخُ فِيما بَعْدَهُ حَقَّقَهُ
أحدُها: مَا تضمنَّهُ قولُهُ (وإنْ تَجِدْ مَتْناً) أي: حَدِيثاً (ضَعِيْفَ السَّندِ، فَقُلْ): هُوَ (ضَعِيْفٌ أي: بِهذا) السَّندِ فَقَطْ. (فَاقْصِدِ) ذَلِكَ، فإنْ صرَّحتَ بِهِ، فَهُوَ أولَى.
(وَلَا تُضَعِّفْ) هُ (مُطْلَقاً بناءا عَلَى) ضَعْفِ ذاكَ (الطَّريقِ) أي: السنَدِ؛ (إِذْ
لَعَلَّ) هُ (جَاءا بِسَنَدٍ) آخرَ (مُجَوَّدٍ) يَثْبُتُ (2) بمثلِهِ، أَوْ بِهما (3).
(بَلْ يَقِفُ ذاكَ) أي: الإطلاقُ أي: جوازُهُ (عَلَى حُكْمِ إمامٍ) من أئمةِ الحديثِ (يَصِفُ بيانَ) وَجْهِ (ضَعْفِهِ) أي: المتنِ، بأنَّه شاذٌّ، أَوْ منكرٌ، أَوْ بأنَّه لا إسْنادَ (4) لَهُ يَثْبُتُ بمثلِهِ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ (5).
(فإنْ أَطْلَقَهُ) أي: ذَلِكَ الإمامُ: الضَّعْفَ، (فالشَّيْخُ) ابنُ الصَّلاحِ (فِيْمَا بَعْدَهُ)، وَفِي نُسخَةِ ((بعدُ)) قَدْ (حَقَّقَهُ)(6).
(1) أي: إيضاحات لأشياء يشعر بها ما قبل هنا من الأنواع التي حكم بضعفها من المقلوب والموضوع والمضطرب وغيرها إشعاراً خفياً. أفاده البقاعي: 193/ أ.
(2)
في (ص): ((ثبت)).
(3)
لذلك قالوا: لا يلزم من صحّة الإسناد صحّة المتن، ولا من ضعفه ضعف المتن.
(4)
في (ق): ((سند)).
(5)
انظر: الإرشاد 1/ 268، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 442، والنكت لابن حجر 1/ 887، وفتح المغيث 1/ 310، وشرح السيوطي:229.
(6)
في النّوع الثّالث والعشرين من كتابه. ذكره العراقي في شرح التبصرة والتذكرة 1/ 442، وانظر: معرفة أنواع علم الحديث: 255 وما بعدها.
وسيأتي (1) بيانُهُ فِي قولِ النَّاظِمِ: ((فإن يقلْ (2): قلَّ بيانُ مَنْ جَرَحَ)) إلى آخرِهِ.
وما ذُكِرَ عَنْ ابن الصَّلاحِ مِن مَنْعِ إِطلاقِ التضعيفِ، قَالَ شَيْخُنا: الظاهرُ أنَّه عَلَى أصلِهِ مِنْ تعذُّرِ استقلالِ المتأخِّرينَ بالحُكْمِ عَلَى الحَدِيْثِ بما يليقُ بِهِ، والحقُّ خلافُهُ، كَمَا تَقَرَّرَ فِي مَحلِّهِ، فإذا غَلَبَ عَلَى ظنِّ الحافظِ المتأهِّلِ (3)، أنَّ ذَلِكَ السندَ ضعيفٌ، وَلَمْ يجدْ غيرَهُ بَعْدَ التفتيشِ، سَاغَ لَهُ تَضْعيفُ الحَدِيْثِ؛ لأنَّ الأصلَ عَدَمُ سندٍ آخرَ (4).
253 -
وَإنْ تُرِدْ نَقْلاً لِوَاهٍ، أوْ لِمَا
…
يُشَكُّ فِيهِ لَا بِإسْنَادِهِمَا (5)
255 -
وَسَهَّلُوا في غَيْرِ مَوْضُوْعٍ رَوَوْا
…
مِنْ غَيْرِ تَبْيِينٍ لِضَعْفٍ، وَرَأوْا
254 -
فَأتِ بِتَمْرِيضٍ كـ (يُرْوَى) وَاجْزِمِ
…
بِنَقْلِ مَا صَحَّ كـ (قَالَ) فَاعْلَمِ (6)
256 -
بَيَانَهُ فِي الحُكْمِ وَالعَقَائِدِ
…
عَنِ (ابنِ مَهْدِيٍّ) وَغَيْرِ وَاحِدِ
(و) ثانيها: مَا تضمنَّهُ قولُهُ: (إنْ تُردْ نقلاً لـ) مَتْنٍ (واهٍ) أي: ضَعِيْفٍ لَمْ يَبْلُغِ الوضعَ، (أَوْ لما يُشَكُّ فِيهِ) من أَهْلِ الحَدِيْثِ أهو صَحِيْحٌ أَوْ ضَعِيْفٌ؟ (لا ب) ذِكْرِ (إسنادِهما) أي: الواهي، والمشكوكُ فِيهِ، بَلْ بمجردِ إضافتهِما إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ إلى غيرِهِ، بحيثُ يشملُ المعلَّقَ (فأتِ بتمريضٍ) أي: بصيغتِهِ التي اكتُفِيَ بِها عَنِ التَّصْرِيحِ بالضَّعْفِ (ك: يُرْوَى)، ويُذْكرُ، ورُوِي، وذُكِرَ، ورَوَى بعضُهُم، ولا تجزمْ بنقلِهِ خوفاً من الوعيدِ (7).
(1) البيت رقم (272).
(2)
سقطت من (ق).
(3)
في (ص): ((المتأمل)).
(4)
النكت لابن حجر 2/ 887 وفي النقل اختصار وتقديم وتأخير.
(5)
كذا في جميع النسخ الخطية لمتن وشرح الألفية، وفي النفائس:((بإسناديهما))، وقال البقاعي:
254 -
فَأتِ بِتَمْرِيضٍ كـ (يُرْوَى) وَاجْزِمِ
…
((الضمير فيه للواهي والذي يشك فيه أي: إذا نقلت الضعيف بغير سندٍ أو المشكوك في ضعفه بغير سند)). النكت الوفية: 193/ أ.
(6)
في نسخة (ج) من متن الألفية: ((واعلم)).
(7)
انظر: معرفة أنواع علم الحديث: 248، والنكت للزركشي 2/ 322، والإرشاد 1/ 271، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 443، وهدي الساري:19.
(وَاجْزِمِ بنَقْلِ) أي: ائتِ بصيغةِ الجزمِ فِي نقلِكَ بلا سندٍ (مَا صَحَّ ك: ((قَالَ)) فاعْلَمِ) ذَلِكَ، ولا تأتِ بصيغةِ التمريضِ، وإنْ فَعلَهُ بَعْضُ الفقهاء (1).
(و) ثالثُها - وَهُوَ قَسيمُ ((لا بإسنادِهما)) - مَا تضمَّنهُ قولُه: (سهَّلوا) أي: جوَّزوا التساهُلَ (فِي غَيْرِ مَوْضُوْعٍ) من الحَدِيْثِ، حَيْثُ (رووا) أي: رَوَوا بإسنادِهِ
(مِنْ غَيْرِ تَبْيينٍ لِضَعْفٍ) إن كَانَ فِي الترغيبِ والترهيبِ (2) من المواعِظِ، والقِصَصِ، وفضائلِ الأعمالِ ونحوِها (3).
(وَرَأَوْا بَيَانَهُ) وعَدَمَ التسَاهُلِ فِيهِ، وإنْ ذكروا إسنادَهُ إن كَانَ (فِي الحُكْمِ) الشرعِيِّ مِن حَلالٍ وحرامٍ وغيرِهِما.
(و) فِي (العقائِدِ) كَصِفاتِ اللهِ تَعَالَى، وما يجوز لَهُ وما يستحيلُ عَلَيْهِ.
وما ذُكِرَ مِنْ جَوَازِ التَّساهُلِ وَعَدمِهِ منقولٌ (عَنِ ابنِ مَهْدِيٍّ) عَبْدِ الرحمانِ (4)(وغَيْرِ وَاحِدِ) مِنَ الأئمةِ كأحمدَ بنِ حَنْبَلٍ (5)، وابنِ مَعِيْنٍ (6)، وابنِ المباركِ (7).
(1) نقل النووي اتفاق محقّقي المحدّثين وغيرهم على هذا، وأنه لا ينبغي الجزم بشيء ضعيف؛
…
لأنها صيغة تقتضي صحته عن المضاف إليه، فلا ينبغي أن تطلق إلا فيما صحّ، قال:((وقد أهمل ذلك كثير من المصنفين من الفقهاء وغيرهم واشتد إنكار البيهقيّ على من خالف ذلك وهو تساهل قبيح جداً من فاعله، إذ يقول في الصّحيح: يذكر ويروى، وفي الضّعيف: قال وروى، وهذا قلب للمعاني وحيدٌ عن الصّواب)). نقله محقق الإرشاد 1/ 271.
(2)
في (ق): ((الترغيب والترغيب)).
(3)
انظر: شرح التبصرة والتذكرة 1/ 444، وفتح المغيث 1/ 311، تدريب الرّاوي 1/ 298.
(4)
نقله عنه الحاكم في المدخل إلى الإكليل: 6، والخطيب في الجامع 2/ 91 (1265).
(5)
نقله عنه الحاكم في المدخل إلى الإكليل: 6 - 7، والخطيب في الكفاية:(213 ت، 134 هـ)، وابن الأثير في جامع الأصول 1/ 109.
(6)
نقله عنه القاسمي في قواعد التحديث: 114 وقال: هي رواية عبّاس الدوري.
(7)
نقله عنه ابن أبي حاتم في الحرج والتعديل 2/ 30 - 31.