المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فشاوروه فألفوه أخا علل … في الحرب لا عاجزًا نكسًا - في تاريخ الأدب الجاهلي

[علي الجندي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌الجاهليون

- ‌معنى الجاهلية

- ‌بلاد العرب الجاهليين

- ‌العرب القدامى

- ‌مدخل

- ‌العرب العاربة:

- ‌العرب المتعربة:

- ‌العرب المستعربة:

- ‌أنساب العرب

- ‌مدخل

-

- ‌أنساب القحطانيين:

- ‌بنو كهلان:

- ‌قضاعة:

-

- ‌أنساب العدنانين:

- ‌مضر

- ‌قيس عيلان بن مضر:

- ‌ربيعة

- ‌إياد:

- ‌منازل القبائل العربية

- ‌حياتهم ومعيشتهم

- ‌حالتهم السياسية

- ‌حالتهم الإجتماعية

- ‌مدخل

- ‌الكهانة والعرافة:

- ‌ زجر الطير وضرب الحصى وخط الرمل:

- ‌ الاستقسام بالأزلام:

- ‌ الميسر:

- ‌عبادة الأصنام والأوثان:

- ‌ البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي

- ‌حالتهم الدينية

- ‌اتصالاتهم

- ‌معارفهم

- ‌حول الأدب الجاهلي

- ‌حقائق عامة

- ‌لغة الأدب الجاهلي

- ‌مدخل

- ‌ الناحية الدينية:

- ‌ الناحية الاقتصادية:

-

- ‌ الناحية الاجتماعية:

- ‌ عنعنة تميم:

- ‌ قلقلة بهراء:

- ‌ كسكسة تميم:

- ‌كشكة أسد أو ربيعة

- ‌ فحفحة هذيل:

- ‌ وكم ربيعة:

- ‌ وهم بني كلب:

- ‌ جمجمة قضاعة:

- ‌ وتم أهل اليمن:

- ‌ الاستنطاء:

- ‌ شنشنة اليمن:

- ‌ لخلخانية الشحر:

- ‌ طمطمانية حمير:

- ‌ غمغمة قضاعة:

- ‌رواية الأدب الجاهلي

- ‌مدخل

- ‌محمد بن السائب الكلبي:

- ‌ عوانة بن الحكم بن عياض:

- ‌ محمد بن إسحاق:

- ‌4- أبو عمرو بن العلاء:

- ‌ حماد الرواية:

- ‌ المفضل الضبي:

- ‌ خلف الأحمر:

- ‌ هشام بن الكلبي:

- ‌ الهيثم بن عدي:

- ‌ أبو عبيدة:

- ‌ أبو عمرو الشيباني:

- ‌ أبو زيد الأنصاري:

- ‌ الأصمعي:

- ‌ ابن الأعرابي:

- ‌ ابن سلام الجمحي:

- ‌ ابن السكيت:

- ‌أبو حاتم السجستائي

- ‌ ابن قتيبة:

- ‌ السكري:

- ‌المبرد:

- ‌ ثعلب:

- ‌ الطبري:

- ‌ أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري:

- ‌الأصبهاني:

- ‌ المرزباني:

- ‌تدوين الأدب الجاهلي

- ‌مصادر الأدب الجاهلي

- ‌مدخل

- ‌ المعلقات:

- ‌ المفضليات:

- ‌ الأصمعيات:

- ‌ جمهرة أشعار العرب:

- ‌ مختارات ابن الشجري:

-

- ‌ دواوين الحماسة:

- ‌ ديوان الحماسة لأبي تمام:

- ‌ حماسة البحتري:

- ‌ حماسة الخالديين:

- ‌ حماسة ابن الشجرى:

- ‌ الحماسة المغربية:

- ‌ الحماسة البصرية:

- ‌قضية الانتحال في الأدب الجاهلي

- ‌مدخل

- ‌ نوع مقطوع بصحته وأصالته:

- ‌ نوع مقطوع بانتحاله:

- ‌ نوع جاء عن طريق غير موثوق بها:

- ‌ نوع جاء عن طريق رواة موثوق بهم:

- ‌ نوع منسوب إلى جاهلي بدون سند:

- ‌النثر والشعر في العصر الجاهلي

- ‌تمهيد

- ‌النثر الجاهلي

- ‌مدخل

- ‌دواعي النثر الجاهلي:

- ‌الحكم والأمثال:

- ‌المفاخرات والمنافرات:

- ‌الخطابة:

- ‌الوصايا:

- ‌سجع الكهان:

- ‌تعليق عام عن النثر الجاهلي:

-

- ‌الشعر الجاهلي

- ‌مدخل

- ‌نوع الشعر الجاهلي:

- ‌كثرة الشعراء في العصر الجاهلي:

- ‌عدد الشعراء

- ‌الشعراء الأمراء:

- ‌ الشعراء الفرسان:

- ‌ الشعراء الحكماء:

- ‌ومن العشاق:

- ‌ومن أشهر المتيمين:

- ‌ الشعراء الصعاليك:

- ‌ الشعراء اليهود:

- ‌ النساء الشواعر:

- ‌ الشعراء الهجائين:

- ‌ الشعراء الوصافين للخيل:

- ‌ الشعراء الموالي:

- ‌ سائر الشعراء الجاهليين:

- ‌بناء القصيدة الجاهلية والوحدة فيها:

- ‌ معلقة امرئ القيس

- ‌ معلقة طرفة بن العبد

- ‌ معلقة زهير بن أبي سلمى

- ‌ معلقة لبيد بن ربيعة

- ‌ معلقة عنترة العبسي

- ‌معلقة عمرو بن كلثوم

- ‌معلقة الحارث بن حلزة

- ‌التعليق على تحليل المعلقات:

- ‌الشعور العام في المعلقات:

- ‌بدء المعلقات:

- ‌العرض الشعري في المعلقات وقيمتها:

- ‌أغراض الشعر الجاهلي

- ‌مدخل

- ‌الوصف:

- ‌الفخر:

- ‌الهجاء والوعيد والإنذار:

- ‌المدح:

- ‌الرثاء:

- ‌الاعتذار:

- ‌الغزل:

- ‌في الحياة والناس:

- ‌المنصفات

- ‌من مُثلُهم العليا:

- ‌الصعاليك:

- ‌الشعر ديوان العرب:

- ‌الظواهر العامة في الشعر الجاهلي

- ‌مدخل

- ‌المادية والحسية:

- ‌البساطة في التفكير:

- ‌الصلة بالبيئة:

- ‌وحدة المعاني وتنوع الصور:

- ‌الصدق والدقة:

- ‌الحياة والحركة:

- ‌الفن القصصي:

- ‌الروح الجماعية:

- ‌المحافظة على التقاليد الشعرية:

- ‌العناية بالألفاظ والعبارات

- ‌المحسنات البلاغية:

- ‌المراجع

- ‌جداول الأنساب

- ‌محتويات الكتاب

الفصل: فشاوروه فألفوه أخا علل … في الحرب لا عاجزًا نكسًا

فشاوروه فألفوه أخا علل

في الحرب لا عاجزًا نكسًا ولا ورعا242

لقد بذلت لكم نصحي بلا دخل

فاستيقظوا، إن خير العلم ما نفعا243

هذا كتابي إليكم والنذير لكم

لمن رأى فيه منكم ومن سمعا

وهكذا يتجلى في إنذار العشيرة بالخطر للاستعداد لملاقاته الحب والإخلاص.

ص: 382

‌المدح:

كانوا يمدحون إشادة بعظيم، أو إعجابًا وإكبارًا لعمل جليل. أو اعترافًا بصنع جميل، أو رغبة في معروف، أو حبًّا في العطايا والمنح، وكانت المعاني التي تردد في المدح من بين تلك التي يتغنون بها في الفخر.

يروى أنه لما حارب الحارث بن جبلة بن أبي شمر الغساني بني تميم، وانتصر عليهم. أخذ أسراهم. وفيهم شأس أخو علقمة الفحل. فرحل إليه علقمة يطلبه منه، فقال قصيدة يمدح فيها الحارث، بدأها بالغزل ووصف الناقة التي حملته إلى الممدوح. ثم شرع في المدح، فكان مما قال244:

وأنت امرؤ أفضت إليك أمانتي

وقبلك ربتني، فضعت، ربوب245

فأدت بنو كعب بن عوف ربيبها

وغودر في بعض الجنود ربيب246

فوالله لولا فارس الجون منهم

لآبوا خزايا، والإياب حبيب247

242 العلل: الشرب بعد الشرب وهو هنا مجاز، ومعناه أنه لا يسأم الحرب. النكس: الضعيف. والورع: الجامع للنقائض من جبن، وصغر نفس، وضعف في الرأي والعقل والبدن.

243 الدخل هنا: الغش.

244 المفضلة رقم 119، والعقد الثمين: ديوان علقمة قصيدة رقم2

245 أفضت إليك أمانتي: صارت نصيحتي لك، أي توجهت نحوك وانتهيت إليك. ربوب: جمع رب وهو السيد والمالك. ربتني: ملكتني.

246 أدت: سلمت وخلصت. الربيب: الملوك. غودر: ترك. ربيب أسير، يقصد أخاه شأسا.

247 الجون: فرس الممدوح، والجون معناه الأسود، وقد يكون الأبيض. أي لولاك كنت معهم لرجعوا مغلوبين. خزايا: جمع خزيان من الخزاية وهي كل ما يستحيا منه.

ص: 382

تقدمه حتى تغيب حجوله

وأنت لبيض الدارعين ضروب248

مظاهر سربالي حديد عليهما

عقيلا سيوف مخذم ورسوب249

فجالدتهم حتى اتقوك بكبشهم

وقد حان من شمس النهار غروب250

تخشخش أبدان الحديد عليهم

كما خشخشت يبس الحصاد جنوب251

وقاتل من غسان أهل حفاظها

وهنب وقاس جالدت وشبيب252

كأن رجال الأوس تحت لبانه

وما جمعت جل معًا وشبيب253

رغا فوقهم سقب السماء فداحض

بشكته لم يستلب وسليب254

كأنهم صابت عليهم سحابة

صواعقها لطيرهن دبيب255

فلم تنج إلا شطبة بلجامها

وإلا طِمِرٌّ كالقناة نجيب256

وإلا كمي ذو حفاظ كأنه

بما ابتل من حد الظبات خضيب257

وأنت الذي آثاره في عدوه

من البؤس والنعمى لهن ندوب258

248 تقدمه: أي في الحرب: تغيب حجوله: أي حتى تواري الدم قوائمه. الدارعين: أصحاب الدروع والحجول ما في يديه ورجليه من البياض، وهي موضع الخلاخيل.

249 السربال هنا: الدرع. أي لبس درعين واحدة على الأخرى. عقيلا سيوف: كريمان منها، وكان الحارث يتقلد بسيفين. المخذم: الذي يبين الضريبة أي يقطعها والرسوب: الغائص في الضريبة.

250 اتقوك بكبشهم: جعلوك بينه وبينهم، الكبش هنا الرئيس

251 تخشخش: تصوت. الأبدان الدروع. الجنوب: ريح

252 هنب وقاس وشبيب وغسان: قبائل يمنية

253 شبيب: حي من جام سبتهم بنو شيبان. تحت لبانه: أي فرسه، لأنه الرئيس فكلهم يحفون به. وقيل: جل شبيب من غسان، ويقال: جل من قضاعة، وعتيب من جذام، وهي حلفاء بني شيبان.

254 السقب ولد الناقة: يقصد سقب ناقة صالح عليه السلام، أي نزل بهم ما نزل بثمود من الهلاك حين عقروا الناقة. الداحض: الزلق، ومعناه زل فسقط. بشكته: أي عليه سلاحه. أي منهم من سلب ومنهم من لم يسلب.

255 صابت: مطرت، يقول: كأن ما أصابهم ونزل بهم من القتل الذريع والاستئصال، سحابة جاءت بصواعق، فقتلت ما أصابت من الطير، وبقي ما أفلت منها يدب لا يقدر على الطيران، والدبيب: مشي ضعيف.

256 الشطبة: الطويلة. الطمر: الخفيف، ويقال هو الشديد الوثب. لم تنج: لم تفلت بلجامها: ملجمة. كالقناة: أي في ضمره وصلابته.

257 الكمي: الشجاع. الظبات: جمع ظبة، وهي أطراف الأسنة. مخضوب: يقصد أن يمينه احمرت من الدم فكأنه مخضوب.

258 الندوب: آثار الجروح.

ص: 383

وفي كل حي قد خبطت بنعمة

فحق لشأس من نداك ذنوب259

وما مثله في الناس إلا قبيله

مساوٍ ولا دانٍ لذاك قريب260

فلا تحرمني نائلا عن جنابة

فإني امرؤ وسط القباب غريب261

وحينما يسدي الممدوح إلى الشاعر أو قبيلته معروفًا. كأن يطلق أسراهم، أو يحمي اللاجئين إليه منهم. يعترف له الشاعر بالفضل ويشكره على حسن صنيعه. ويثني عليه جزاء ما قدم من جميل.

ويروى أنه لما أغار النعمان بن وائل بن الجلاح الكلبي على بني ذبيان أخذ منهم. وسبى سبيًا من غطفان. وأخذ عقرب بنت النابغة الذيباني فسألها: من أنت؟ فقالت: أنا بنت النابغة. فقال لها: والله ما أحد أكرم علينا من أبيك وما أنفع لنا عند الملك. ثم جهزها. وخلاها. ثم قال: والله ما أرى النابغة يرضى بهذا منا. فأطلق له سبي غطفان وأسراهم.

فقال النابغة في مدحه262:

لعمري لنعم الحي صبح سربنا

وأبياتنا يومًا بذات المراود263

يقودهم النعمان منه بمحصف

وكيد يعم الخارجي مناجد

وشيمة لا وانٍ ولا واهن القوى

وجد إذا خاب المفيدون صاعد

فآب بأبكار وعون عقائل

أوانس يحميها امرؤ غير زاهد

ويخططن بالعيدان في كل مقعد

يخبئن رمان الثدي النواهد

ويضربن بالأيدي وراء براغز

حسان الوجوه كالظباء العواقد

غرائر لم يلقين بأساء قبلها

لدى ابن الجلاح ما يثقن بوافد

أصاب بني غيظ فأضحوا عباده

وجللها نعمى على غير واحد

259 خبطت بنعمة: أي أنعمت وتفضلت. شأس: أخو عقلمة، الذنوب، بفتح الذال: الدلو، يقصد الحظ والنصيب.

260 أي لا يساوي هذا الممدوح ولا يدنو منه في الفضل والشرف إلا قبيلته.

261 عن جنابة: عن هنا بمعنى بعد، والجنابة: الغربة، أى لا تحرمني بعد غربة وبعد دياري.

262 العقد الثمين: ديوان النابغة، قصيدة رقم6.

263 ذات المراود: موضع بعقيق المدينة.

ص: 384

فلابد من عوجاء تهوي براكب

إلى ابن الجلاح سيرها ليل قاصد

تخب إلى النعمان حتى تناله

فدا لك من رب طريفي وتالدي

فسكنت نفسي بعدما طار روحها

ولبستني نعمى ولست بشاهد

وكنت امرءًا لا أمدح الدهر سوقة

فلست على خير أتاك بحاسد

سبقت الرجال الباهشين إلى العلا

كسبق الجواد اصطاد قبل الطوارد

علوت معدا. نائلا ونكاية

فأنت لغيث الحمد أول رائد

وقد اشتهر بالمدح ثلاثة من الشعراء الجاهليين، هم: زهير بن أبي سلمى، والنابغة الذبياني، وأعشى قيس.

وكان زهير يعجب بالعظماء الذين يقومون بالأعمال الجليلة. فيثني عليهم. ويشيد بمآثرهم وأفضالهم. وقيل عنه إنه كان لا يمدح الشخص إلا بما فيه، وقد مر بنا في معلقته إشادته بالحارث بن عوف، وهرم بن سنان لما قاما به من الصلح بين عبس وذبيان وتحملهما ديات القتلى. ومن مدائحه في هرم قوله:

لعمر أبيك ما هرم بن سلمى

بملحي إذ اللؤماء ليموا264

ولا ساهي الفؤاد ولا عيي ال

لسان إذا تشاجرت الخصوم265

ولكن عصمة في كل أمر

يطيف به المخول والعديم266

متى تسدد به لهوات ثغر

يشار إليه جانبه سقيم267

مخوف بأسه، يكلأك منه

قوى، لا ألف ولا سئوم268

له في الذاهبين أروم صدق

وكان لكل ذي حسب أروم269

264 ملحي: ملوم. أي أنه من كرام القوم، البعيدين عن إتيان أي شيء يستحق اللوم.

265 ساهي الفؤاد: طائش. ولاعيي اللسان: فصيح بليغ. يقصد أنه عاقل فطن، بعيد النظر حكيم، يمتاز بالقول الفصل والحكمة والعقل.

266 عصمة: ملجأ وملاذ، يطيف به: يلجأ إليه. المخول: الغني. العديم: الفقير.

267 اللهوات: جمع لهاة، وهي مدخل الطعام في الحلق. يشار إليه: يهتم به. جانبه سقيم: يخشى أن يأتي منه العدو.

268 يكلأك: يحفظك. ألف: ثقيل بطيء. سئوم: ملول.

269 الذاهبين: السابقين من الآباء والأجداد. حسب: أصل كريم، أروم: جمع أرومة، وهي الأصل.

ص: 385

وعود قومه هرم عليه

ومن عاداته الخلق الكريم270

كما قد كان عودهم أبوه

إذا أزمت بهم سنة أزوم271

لينجوا من ملاومها، وكانوا

إذا شهدوا العظائم لم يليموا 273

كذلك خيمهم ولكل قوم

إذا مستهم الضراء خيم274

وقال في مدح حصن بن حذيفة بن بدر275:

وأبيض فياض يداه غمامة

على معتفيه ما تغب فواضله

بكرت عليه غدوة فرأيته

قعودًا لديه بالصريم عواذله

يفدينه طورًا وطورًا يلمنه

وأعيا فما يدرين أين مخاتله

فأقصرن منه عن كريم مرزء

عزوم على الأمر الذي هو فاعله

أخي ثقة لا تتلف الخمر ماله

ولكنه قد يهلك المال نائله

تراه إذا ما جئته متهللا

كأنك تعطيه الذي أنت سائله

وذي نسب ناء بعيد وصلته

بمال وما يدري بأنك واصله

وذي نعمة تممتها وشكرتها

وخصم يكاد يغلب الحق باطله

دفعت بمعروف من القول صائب

إذا ما أضل الناطقين مفاصله

وذي خطل في القول يحسب أنه

مصيب فما يلمم به فهو قائله

عبأت له حلمًا وأكرمت غيره

وأعرضت عنه وهو باد مقاتله

حذيفة ينميه وبدر كلاهما

إلى باذخ يعلو على من يطاوله

ومن مثل حصن في الحروب ومثله

لإنكار ضيم أو لأمر يحاوله

أبى الضيم والنعمان يحرق نابه

عليه فأفضى والسيوف معاقله

270 عود قومه عليه: جعل لهم عادة عليه.

271 أزمت: أصابتهم شدة. أزوم: صعبة شديدة.

272 عظيمة مغرم: غرامة عظيمة، أي كبرت عليهم أن يحملوها، فيحملها هرم. تهم الناس: تثير الهموم لديهم.

273 الملاوم: جمع ملامة. لم يليموا. أي لم يأتوا شيئًا يستحقون عليه أن يلومهم الناس.

274 الخيم: الشيمة والطبيعة.

275 ديوان زهير، ص 46.

ص: 386

أما النابغة الذبياني فقال عن نفسه أنه لا يمدح السوقة، فكان يمدح الملوك والعظماء، من ذلك قوله في مدح عمرو بن الحارث الأصغر بن الحارث الأكبر الغساني*:

كليني لِهَمٍّ يا أميمة ناصب

وليل أقاسيه بطيء الكواكب

تطاول حتى قلت ليس بمنقض

وليس الذي يرعى النجوم بآيب

وصدر أراح الليل عازب همه

تضاعف فيه الهم من كل جانب276

علي لعمرو نعمة بعد نعمة

لوالده ليست بذات عقارب277

حلفت يمينًا غير ذي مثنوية

ولا علم إلا حسن ظن بصاحب278

لئن كان للقبرين قبر بجلق

وقبر بصيداء الذي عند حارب279

وللحارث الجفني سيد قومه

ليلتمسن بالجيش دار المحارب

وثقت له بالنصر إذ قيل قد غزت

كتائب من غسان غير أشائب

بنو عمه دنيا وعمرو بن عامر

أولئك قوم بأسهم غير كاذب

إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم

عصائب طير تهتدي بعصائب

يصاحبنهم حتى يغرن مغارهم

من الضاريات بالدماء الدوارب

تراهن خلف القوم خزرًا عيونها

جلوس الشيوخ في ثياب المرانب280

جوانح قد أيقن أن قبيله

إذا ما التقى الجمعان أول غالب

لهن عليهم عادة قد عرفنها

إذا عرض الخطي فوق الكواثب281

على عارفات للطعان عوابس

بهن كلوم بين دامٍ وجالب282

* من ديوان النابغة الذيباني، طبعة الهلال سنة 1911، ص:9.

276 أراح: رد. عازب: بعيد.

277 ليست بذات عقارب: لم يكدرها من ولا أذى.

278 غير ذي مثنوية: لا استثناء فيها. حسن ظني بصاحبي: ثقة به.

279 قبر بجلق وقبر بصيداء: هما القبران اللذان فيهما أبو الممدوح وجده.

280 خزرًا عيونها: تنظر بمؤخرة عيونها. والثياب المرنبانية: ثياب يميل لونها إلى السواد، شبه ألوان النسور بها.

281 الكاثبة في المنسج أمام القربوس. الخطي: الرماح المنسوبة إلى الخط وهو موضع.

282 الكلوم: جمع كلم وهو الجرح. الدامي: الذي يسيل دمه. الجالب: اليابس من الجراح أي الجرح الذي جف. عوابس: كوالح: أي خيل غاضبة.

ص: 387

إذا استنزلوا عنهن للطعن أرقلوا

إلى الموت إرقال الجمال المصاعب283

فهم يتساقون المنية بينهم

بأيديهم بيض رقاق المضارب

تطير فضاضًا بينها كل قونس

ويتبعها منهم فراش الحواجب284

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم

بهن فلول من قراع الكتائب

تورثن من أزمان يوم حليمة

إلى اليوم قد جربن كل التجارب

تقد السلوقي المضاعف نسجه

وتوقد بالصفاح نار الحباحب285

بضرب يزيل الهام عن سكناته

وطعن كإيزاغ المخاض الضوارب286

لهم شيمة لم يعطها الله غيرهم

من الجود والأحلام غير عوازب287

محلتهم ذات الإله ودينهم

قويم فما يرجون غير العواقب288

رقاق النعال طيب حجزاتهم

يحيون بالريحان يوم السباسب289

تحييهم بيض الولائد بينهم

وأكسية الإضريج فوق المشاجب290

يصونون أجسادًا قديمًا نعيمها

بخالصة الأردان خضر المناكب291

ولا يحسبون الخير لا شر بعده

ولا يحسبون الشر ضربة لازب292

283 أرقلوا: أسرعوا. المصاعب: جمع صعب وهو فحل الإبل الذي لا يمكن صده.

284 الفضاض: ما انفض وتفرق. القونس: أعلى البيضة. الفراش: العظام.

285 الصفاح: حجارة عراض. السلوقي: الدرع المصنوع في سلوق وهي بلدة رومية. الحباحب: ذباب له شعاع بالليل وقيل نار الحباحب: ما اقتدح من شرر النار في الهواء بتصادم حجرين.

286 الهام: جمع هامة وهي الرأس. الإيزاغ: دفع الناقة ببولها. المخاض: النوق الحوامل. الضوارب: التي تضرب بأرجلها إذا أرادها الفحل.

287 الأحلام: العقول. العوازب: البعيدة.

288 محلتهم: مسكنهم وموطنهم. ذات الإله: بيت القدس، وناحية الشام هي منازل الأنبياء وهي الأرض المقدسة.

289 رقاق النعال: أي ملوك لا يخصفون نعالهم. طيب حجزاتهم: أي من صفاتهم العفة، يقال: فلان طيب الحجزة إذا كان عفيف الفرج. والحجزة: الإزار، أي يشدون الإزار على عفة، السباسب: عيد النصارى.

290 الولائد: الإماء. الإضريح: الخز الأحمر. المشاجب. جمع مشجب، وهو عود ينشر عليه الثوب.

291 الأردان: جمع ردن. وهو مقدم كم القميص. الخالص: الشديد البياض. مناكبها خضر: يقصد ثياب خضر كانت تتخذ لملوكهم.

292 لازب: ثابت ولازم.

ص: 388

وأما الأعشى فكان مغرمًا بالخمر والنساء، فكان في حاجة إلى المال فراح ينتقل في جميع الأمكنة بين الشام والعراق. واليمن، يمدح الملوك والأشراف لينال عطاياهم. فمدح آل جفنة ملوك غسان، والمناذرة ملوك الحيرة. ومدح إياس بن قبيصة الطائي. وهوذة بن علي الحنفي في اليمامة، وقيس بن معد يكرب الكندي، وسلامة ذا فائش أحد أمراء اليمن.

وقد قال في شغفه بحب المال وجمعه:

وما زلت أبغى المال مذ أنا يافع

وليدًا وكهلا حين شبت وأمردا

وأبتذل العيس المراقيل تغتلي

مسافة ما بين النجير فصرخدا293

وكان في العادة يبدأ المدح بالحديث عن ناقته وما لاقته في سفرها من تعب وجهد وإعياء، ثم يعزيها عما لقيت بما سيناله من عطاء الممدوح.

وفي مدحه للعظماء كان الأعشى يصرخ بطلبه العطاء، فمثلًا عندما مدح قيس بن معد يكرب الكندي، وأفاض في الثناء عليه قال:

ونبئت قيسًا ولم أبله

كما زعموا خير أهل اليمن

رفيع الوساد طويل النجا

د ضخم الدسيعة رحب العطن

يشق الأمور ويحتابها

كشق القراري ثوب الردن

فجئتك مرتاد ما خبروا

ولولا الذي خبروا لم ترن

فلا تحرمني نداك الجزيل

فإني امرؤ قبلكم لم أهن294

ومما يقوله في مدح هوذة بن علي الحنفي295

إلى هوذة الوهاب أهديت مدحتي

أرجي نوالا فاضلا من عطائكا

293 ديوان الأعشى: نشر الدكتور محمد حسين، قصيدة 17 ب 5-6 ص 135

294 رفع الوساد يكنى عن سمو مكانته، طويل النجاد يكنى به عن طول قامته، والنجاة حمائل السيف. الدسيعة

الجفنة الكبيرة يكني بذلك عن كرمه، العطن المناخ حول مورد الماء، واجتاب الأرض قطعها. القراري: الخياط. الردن: الخز. الارتياد طلب النجعة والكلأ.

295 ديوان الأعشى. ق 11 ب 14-30 ص 89.

ص: 389

تجانف عن جل اليمامة ناقتي

وما قصدت من أهلها لسوائكا296

ألمت بأقوام فعافت حياضهم

قلوصي وكان الشرب منها بمائكا

فلما أتت آطام جو وأهله

أنيخت وألقت رحلها بفنائكا297

ولم يسع في الأقوام سعيك واحد

وليس إناء للندى كإنائكا

سمعت بسمع الباع والجود والندى

فأدليت دلوي فاستقت برشائكا

فتى يحمل الأعباء لو كان غيره

من الناس لم ينهض بها متماسكا

وأنت الذي عودتني أن تريشني

وأنت الذي آويتني في ظلالكا298

فإنك فيما بيننا في موزع

بخير وإني مولع بثنائكا

وجدت عليًّا بانيًا فورثته

وطلقا وشيبان الجواد ومالكا

بحور تقوت الناس في كل لزبة

أبوك وأعمام هم هؤلائكا299

وما ذاك إلا أن كفيك بالندى

تجودان بالأعطاء قبل سؤالكا

وأروع نباض أحد ململم

ألا رب منهم من يعيش بمالكا

وجدت انهدام ثلمة فبنيتها

فأنعمت إذ ألحقتها ببنائكا

وربيت أيتامًا وألحقت صبية

وأدركت جهد السعي قبل عنائكا

ولم يسع في العلياء سعيك ماجد

ولا ذو إنىً في الحي مثل قرائكا

وفي كل عام أنت جاشم غزوة

تشد لأقصاها عزيم عزائكا

حتى بين المتخاصمين كان يأخذ جانب من يرى فيه القوة ويتوقع له الغلبة فيمدحه، ويذم الآخر، من ذلك أنه حينما حدثت الخصومة والمنافرة بين عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة، مدح عامرًا وهجا علقمة فكان مما قال في ذلك300:

296 تجانف: تميل. جل: معظم.

297 ألم بالقوم زارهم زيارة قصيرة. الحياض جمع حوض وهو الذي تشرب فيه الماشية، كنى به عن بيوتهم وضيافتهم. القلوص: الناقة. الشرب "بفتح الشين" مصدر شرب. آطام جمع أطم وهو الحصن. جو: هي مدينة اليمامة.

298 الرشاء حبل الدلو. راشه: أعانه وأغناه.

299 علي هو أبو الممدوح. طلق وشيبان ومالك أعمامه. فإنه رزقه وأمد بالقوت. لزبة: شدة وضيق

300 ديوان الأعشى، ق18 من ب15 ص141.

ص: 390

علقم لا لست إلى عامر

الناقض الأوتار والواتر

واللابس الخيل بخيل إذا

ثار غبار الكبة الثائر

سدت بني الأحوص لم تعدهم

وعامر ساد بني عامر

ساد وألفى قومه سادة

وكابرًا سادوك عن كابر301

ما يجعل الجد الظنون الذي

جنب صوب اللجب الزاخر

مثل الفراتي إذا ما طما

يقذف بالبوصي والماهر302

إن الذي فيه تماريتما

يبين السامع والناظر

حكمتموني فقضى بينكم

أبلج مثل القمر الباهر

لا يأخذ الرشوة في حكمه

ولا يبالي غبن الخاسر

لا يرهب المنكر منكم ولا

يرجوكم إلا نقا الآصر

يا عجب الدهر متى سويا

كم ضاحك من ذا وكم ساخر 303

فاقن حياء أنت ضيعته

مالك بعد الشيب من عاذر

ولست بالأكثر منهم حصى

وإنما العزة للكاثر

ولست في الأثرين من مالك

ولا أبي بكر ذوي الناصر304

هم هامة الحي إذا حصلوا

من جعفر في سؤدد القاهر

أقول لما جاءني فخره

سبحان من علقمة الفاخر

علقم لا تسفه ولا تجعلن

عرضك للوارد والصادر305

301 اللابس: الخالط. السكبة: الدفعة من الخيل. الأحوص: جد علقمة. عامر بن صعصعة الجد الأكبر الذي يجتمع عنده عامر وعلقمة وبقية الفروع الأخرى. ألفى قومه سادة، يقصد أبا براء وهو عامر بن مالك بن جعفر عم عامر. وقد تنازع عامر وعلقمة الرياسة لما أسن. الكابر: الكبير والرفيع القدر.

302 الجد: البئر الظنون الذي لا يعرف أفيه ماء أم لا، أو القليل الماء. جنبه الشيء أبعده عنه. الصوب هنا الناحية اللجب الذي به صوت وجلبة. الزاخر الكثير الماء. طما البحر ارتفع ماؤه. البوصي السفين وهو كذلك الملاح. الماهر السابح.

303 تماريتما: اختلفتما. أبلج: واضح مشرق الوجه. الباهر: الذي يبهر النجوم فيقطع ضوءها. المنكر: الذي ينكر حكمه ولا يرضاه. النقا: عظم العضد أو كل عظم ذي مخ داخله. أصر الشيء "كضرب" أصرًا كسره.

304 قنى الحياء لزمه. الأثرى الكثير المال. أبو بكر هم بنو أبي بكر بن كلاب بن أبي ربيعة بن عامر بن صعصعة.

305 هامة الحي: رأسه. حصلوا: جمعوا وميزوا. السؤدد: السيادة. القاهر: الغالب. سبحان منه تعجب، أي سبحان الله منه. الوارد الذي يجيء الماء ليشرب. الصادر الذي يعود من الماء بعد أن شرب.

ص: 391

أؤول الحكم على وجهه

ليس قضائي بالهوى الجائر

قد قلت قولا فقضى بينكم

واعترف المنفور للنافر

كم قد مضى شعري في مثله

فسار لي من منطق سائر306

إن ترجع الحكم إلى أهله

فلست بالمستى ولا النائر

ولست في السلم بذي نائل

ولست في الهيجاء بالجاسر

إنيَ آليت على حلفة

ولم أقله عثرة العاثر

ليأتينه منطق سائر

مستوثق للمسمع الآثر307

وكان الأعشى لا يتورع عن مدح عامة الناس إذا أصاب منهم خيرًا، من ذلك أنه مدح المحلق بن جشم بن شداد، لمجرد أنه أنزله ضيفًا، وبالغ في إكرامه، رجاء أن يصيبه خير من مدحه، فكان مما قال فيه308:

لعمري لقد لاحت عيون كثيرة

إلى ضوء نار في يفاع تحرق

تشب لمقرورين يصطليانها

وبات على النار الندى والمحلق

رضيعي لبان ثدي أم تحالفا

بأسحم داجٍ عوض لا نتفرق309

يداك يدا صدق فكف مفيدة

وأخرى إذا ما ضن بالزاد تنفق

ترى الجود يجرى ظاهرًا فوق وجهه

كما زان متن الهندواني رونق

وأما إذا ما أوب المحل سرحهم

ولاح لهم من العشيات سملق

306 أول الحكم إلى أهله رده إليهم أي جعله يئول ويرجع إليهم. الجائر المنحرف عن الصواب والحق. المنفور: المغلوب في المنافرة. والنافر: الغالب فيها. منطق سائر مشهور ذهب بين الناس وسار.

307 أستى الثوب وأسداه أقام سداه، السدى من الثوب ما مد من خيوطه، وهو خلاف لحمته. والنير هدب الثوب ولحمته، يريد أن يقول له لست شيئًا. النائل العطاء. الهيجاء الحرب. الجاسر الجريء الشجاع. أقال عثرته صفح عنه. منطق سائر شعر ينال شهرة بين الناس. استوثق له الأمر أمكنه، الآثر الذى يأثر الخبر أو الشعر ويرويه فهو أثر، والكلام مأثور.

308 ديوان الأعشى، ق33 ب51 - 62 ص222.

309 تشب توقد أي النار. المقرور من أصابه البرد. اصطلى النار استدفأ بها. الندى الكرم. بأسحم داجٍ يحتمل أن يكون المقصود هو الليل، أو يكون المقصود هو حلمة الثدى ويقصد الثدى الذي رضعا منه. عوض أي أبد الدهر، مبني على الضم مثل قط وقبل وبعد.

ص: 392

نفى الذم عن آل المحلق جفنة

كجابية السيح العراقي تفهق310

يروح فتى صدق ويغدو عليهم

بملء جفان من سديف يدفق

وعاد فتى صدق عليهم بجفنة

وسوداء لأيا بالمزادة تمرق311

ترى القوم فيها شارعين ودونهم

من القوم ولدان من النسل دردق

طويل اليدين رهطة غير ثنية

أشم كريم جاره لا يرهق

كذلك فافعل ما حييت إليهم

وأقدم إذا ما أعين الناس تبرق412

كان الحديث عن صفات البطولة والمروءة والإيقاع بالأعداء والكرم والسخاء صاحب النصيب الأوفى في شعر المدح، وذلك هو ما نجده في كل من الفخر والرثاء، وضد ما في الهجاء. وذلك يرينا كيف كان العرب في ذلك العصر يقدرون هذه الصفات، ومدى أهميتها لهم في حياتهم ومعيشتهم.

وأغلب الشعر هنا من إنتاج النابغة الذبياني. وزهير بن أبي سلمى. والأعشى وهم الشعراء الذين شاع عنهم التكسب بالشعر في الجاهلية. أما الأقلية الباقية من شعر المدح فمن إنتاج قلة من الشعراء. قال كل منهم شيئًا في مناسبة معينة خاصة. على خلاف الحال عند هؤلاء الثلاثة.

وهناك فرق واضح بين مدح الشعراء الذي لم يخصصوا أنفسهم لمدح شخص معين. ومدح هؤلاء الشعراء الثلاثة الذين اشتهروا بالمدح والتكسب بالشعر. فمع أن الجميع يشتركون في المدح بالشجاعة والقوة والحزم والحكمة في الحرب والصبر على الشدائد، وغير ذلك من صفات

310 رونق السيف طلاوته وماؤه وبريقه الذي يتلألأ متموجًا. متن السيف صفحته. أوب أرجع. المحل القحط والجفاف. السرح الإبل، أرجعوها لأنهم لا يجدون لها مكانًا معشبًا ترعاه. السملقة والسملق القاع الصفصف المستوي من الأرض. الجابية الحوض الذي يجبى فيه الماء للإبل لتشرب منه. السيح النهر. فتق الإناء: امتلأ حتى صار يتصبب.

311 الجفان جمع جفنة وهي القصعة التي يقدم فيها الطعام. السديف شحم السنام. سوداء يقصد القدر، وهي سوداء الظاهر لكثرة استعمالها في الطبخ لأنه يطعم ضيفانه دائمًا. اللأي الشدة والبطء والمشقة. المزادة الراوية، وهي قربة من جلدين يوصلان بثالث بينهما ليوسعها. مرق القدر أكثر مرقها. يقول إنه هذه القدر لا يكاد يصب عليها من ماء القربة إلا القليل. فالقدر مملوءة لحمًا وطعامًا وهو لا يكثرها بالماء.

312 شرع الرجل في الماء شرب بكفيه أو تناوله بفمه، الدردق: الأطفال والصغير من كل شيء. ثنية جمع ثنى "بكسر ففتح" وهو من دون السيد في المرتبة. رهقه اتهمه بشر. أو حمله ما لا يطيق. برق كعلم تحير حتى لا يطرق، أو دهش فلم يبصر.

ص: 393