الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ست الهجرية، والطرف ماء قريب من المراض دون النخيل على ستة وثلاثين ميلا من المدينة طريق البقرة على المحجة.
وخرج زيد إلى بني ثعلبة في خمسة عشر رجلا، فأصاب نعما وشاء، وهربت الأعراب، وصبح زيد بالنعم المدينة، وهي عشرون بعيرا، ولم يلق كيدا، وغاب أربع ليال، وكان شعارهم: أمت. . . أمت. . . (1)
وكان هدف هذه السرية، تأمين المدينة القاعدة الأمينة للإسلام، وفرض سيطرة المسلمين على القبائل بالهجوم عليها، لأن الهجوم أنجع وسائل الدفاع، إذ إن الأعراب إذا لم يهاجموا من المسلمين، هاجموا المسلمين، كما هو دأبهم.
(1) طبقات ابن سعد (2/ 87) ومغازي الواقدي (2/ 555)
قائد سرية حسمى:
بعث النبي صلى الله عليه وسلم زيدا على سرية إلى حسمى، وهي وراء وادي القرى، في جمادى الآخرة من السنة السادسة الهجرية.
وسبب بعث هذه السرية، أن دحية برت خليفة الكلبي - وكان مسلما- أقبل من عند قيصر الروم، وقد أجاره وكساه، فلقيه الهنيد بن عارض وابنه عارض بن الهنيد في ناس من بني حذام بحسمى، فقطعوا عليه الطريق، ولما يتركوا حلله عليه إلا سمل ثوب، فسمع بذلك نفر من بني الضبيب، فنفروا إليهم، واستنقذوا لدحية متاعه.
وقدم دحية على النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره بذلك، فبعث زيد بن حارثة في خمسمائة رجل، ورد معه دحية.
وكان زيد يسير الليل ويكمن النهار، ومعه دليل من بني عذرة، فأقبل بهم حتى هجم بهم مع الصبح على القوم. فأغاروا عليهم وقتلوا فيهم فأوجعوا، وقتلوا الهنيد وابنه، وأغاروا على ماشيتهم ونعمهم ونسائهم، فأخذوا من النعم ألف بعير،