الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قرفة: فاطمة بنت ربيعة بن بدر، كما أخذوا أم قرفة فقتلها قيس بن المحسر، وقتل النعمان وعبيد الله ابني مسعدة بن حكمة بن مالك بن بدر.
وكانت العرب تقول: "لو كنت أعز من أم قرفة "(1)، لأنها كانت يغلق في بيتها خمسون سيفا كلهم لها ذو محرم (2).
وعاد زيد إلى المدينة، فقرع باب النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج إليه مسرعا واعتنقه وقبله، فأخبره زيد بانتصاره وغنائمه.
أما جارية ابنة أم قرفة، فقد وهبها مسلمة بن الأكوع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فوهبها لحزن بن أبي وهب خال النبي صلى الله عليه وسلم، فولدت له امرأة ليس له منها ولد غيرها (3).
وهكذا أخذ زيد بثأر المسلمين الذين قتلتهم فزارة، وأعاد هيبة المسلمين إلى تلك المنطقة، ولقن فزارة درسا لا ينسونه أبدا، كما لقن غيرها من القبائل مثل هذا الدرس.
(1) عيون الأثر (2/ 108)
(2)
عيون الأثر (2/ 110)
(3)
طبقات ابن سعد (2/ 90 - 91) ومغازي الواقدي (2/ 564 - 565) وانظر عيون الأثر (2/ 107 - 108)
قائد سرية مؤتة
بعث النبي صلى الله عليه وسلم زيدا على سرية إلى مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان الهجرية، وكان سبب بعث هذه السرية أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث الحارث بن عمير الأزدي أحد بني لهب إلى ملك بصرى (1) بكتاب، فلما نزل مؤتة عرض له
(1) بصرى: مدينة من أعمال دمشق وهي قصبة كورة حوران، انظر التفاصيل في معجم البلدان (2/ 208)
شرحبيل بن عمرو الغساني فقتله، ولم يقتل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، رسول غيره، فاشتد ذلك عليه، وندب الناس فأسرعوا وعسكروا بالجرف (1)، وهم ثلاثة آلاف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أمير الناس زيد بن حارثة، فإن قتل فجعفر بن أبي طالب، فإن قتل فعبد الله بن رواحة، فإن قتل فليرتض المسلمون بينهم رجلا فيجعلوه عليهم (2)» .
وعقد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، لواء أبيض دفعه إلى زيد، وأوصاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير وأن يدعوا من هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا عليهم بالله وقاتلوهم. وخرج مشيعا لهم حتى بلغ (ثنية الوداع)(3)، فوقف وودعهم، فلما ساروا من معسكرهم نادى المسلمون: دفع الله عنكما وردكم صالحين غانمين! فقال عبد الله بن رواحة:
لكنني أسأل الرحمن مغفرة
…
وضربة ذات فرع تقذف الزبدا (4)
ولما فصلوا من المدينة، سمع العدو بمسيرتهم، فجمعوا لهم، وقام فيهم شرحبيل بن عمرو، فجمع أكثر من مائة ألف، وقدم الطلائع أمامه.
ونزل المسلمون (معان)(5) من أرض الشام، وبلغ الناس أن هرقل قد نزل (مآب)(6) من أرض البلقاء في مائة ألف من بهراء ووائل وبكر ولخم وجذام.
وأقام المسلمون ليلتين لينظروا في أمرهم، وقالوا: نكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنخبره الخبر. . . فشجعهم عبد الله بن رواحة على المضي، فمضوا إلى مؤتة.
ووافاهم المشركون، فجاء ما لا قبل لأحد به من العدد والسلاح والكراع
(1) الجرف: موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام، انظر التفاصيل في معجم البلدان (3/ 86)
(2)
صحيح البخاري المغازي (4261).
(3)
ثنية الوداع: ثنية مشرفة على المدينة، سميت لتوديع المسافرين، انظر معجم البلدان (3/ 25)
(4)
ذات فرع: أي ذات سعة
(5)
معان: مدينة بطرف بادية الشام تلقاء الحجار، انظر معجم البلدان (8/ 93)
(6)
مآب: مدينة في طرف الشام من نواحي البلقاء، انظر معجم البلدان (7/ 249)