الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يسري في بلاد الإسلام سريان النار في الهشيم؛ نتيجة للفراغ وضعف الإيمان في الأكثرية، وغلبة الجهل وقلة التربية الصحيحة والسليمة، فقد استطاعت الأحزاب الشيوعية في روسيا والصين وغيرهما أن تتلقف كل حاقد وموتور من ضعفاء الإيمان، وتجعلهما ركائز في بلادهم ينشرون الإلحاد والفكر الشيوعي الخبيث، وتعدهم وتمنيهم بأعلى المناصب والمراتب، فإذا ما وقعوا تحت سيطرتها أحكمت أمرها فيهما وأدبت بعضهم ببعض، وسفكت دماء من عارض أو توقف، حتى أوجدت قطعانا من بني الإنسان حربا على أممهم وأهليهم وعذابا على إخوانهم وبني قومهم، فمزقوا بهم أمة الإسلام، وجعلوهم جنودا للشيطان، يعاونهم في ذلك النصارى واليهود بالتهيئة والتوطئة أحيانا، وبالمدد والعون أحيانا أخرى؛ ذلك أنهم وإن اختلفوا فيما بينهم فإنهم جميعا يد واحدة على المسلمين، يرون أن الإسلام هو عدوهم اللدود، ولذا نراهم متعاونين متكاتفين بعضهم أولياء بعض ضد المسلمين، فالله سبحانه المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.
سؤال:
غلاء المهور
مشكلة اجتماعية لا بد من وضع حل لها. فما هو رأيكم في هذه المشكلة الخطيرة؟
جواب: لا شك أن غلاء المهور مشكلة اجتماعية يجب التعاون بين الدولة والعلماء وأعيان البلاد في حلها، وذلك بالتواصي بتخفيف المهور وبيان فوائد ذلك، وفعل ذلك عمليا حتى يقتدى بمن فعل ذلك من الأمراء والعلماء والأعيان.
وقد ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصدق أحدا من نسائه أكثر من خمسمائة درهم، وهو صلى الله عليه وسلم القدوة في أقواله وأعماله، وقد روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:«خير الصدق أيسره (1)» . وقال عليه السلام: «أبركهن أيسرهن مهورا» . وقد زوج صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه امرأة على أن يعلمها شيئا من القرآن الكريم لما لم يجد عنده مالا.
والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، والآثار من السلف الصالح كلها تدل على شرعية التسامح في المهور، وعدم التكلف في الولائم، ولا شك أن التسابق في هذه الأمور مما يسبب مبادرة الشباب للزواج وإعفاف الكثير منهم ومن الفتيات، وحماية المجتمع من مكائد الشيطان ونزغاته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يا
(1) سنن أبو داود النكاح (2117).