الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كما أن زيدا كان يحشد قواته قبل الإقدام على خوض المعركة، وكان يديم معنويات تلك القوات، ويمكن اعتبار سراياه في هدفها الرئيس سرايا معنويات بالدرجة الأولى كما ذكرنا من قبل.
وكان يطبق مبدأ الأمن، فلم يستطع العدو مباغتة سرايا زيد في أية معركة خاضها، وحتى سرية مؤتة لم يباغت بتفوق القوات المعادية على قوات المسلمين عددا وعددا. ولكنه اختار لنفسه الشهادة، فكان له ما أراد.
وكانت سرايا زيد تتحلى بالطاعة المطلقة، وهي مما نسميه اليوم: الضبط المتين، كما امتازت سراياه بالشجاعة والإقدام والجلد والصبر والمصابرة وتحمل المشاق، وهي الصفات المعنوية الباقية على الزمان لكل جيش متماسك في كل زمان ومكان.
وكان زيد يتحلى بنفس مزايا جيشه المعنوية، وكان مثالا شخصيا رائعا لسراياه في كل تلك المزايا والصفات.
لقد كان زيد قائدا متميزا حقا.
زيد في التاريخ:
يذكر التاريخ لزيد، أنه أصاب سباء في الجاهلية، فطوحت به الأقدار بعيدا عن أهله ليصبح في كنف النبي صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه.
وأن أباه وعمه وإخوته أرادوا فداءه، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم على أبيه وعمه وإخوته، فارتبط مصيره بالإسلام والمسلمين.
وأنه كان أول من أسلم، أو من أول من أسلم، فكان أول من أسلم من الموالي بدون خلاف.
وأنه رافق النبي صلى الله عليه وسلم إلى مدينة الطائف لدعوة بني ثقيف إلى الإسلام، فشهد أقسى ما لاقاه النبي صلى الله عليه وسلم من ثقيف في رحلته الصعبة الشاقة.
وأنه هاجر إلى المدينة المنورة، وحمل معه قسما من بنات النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته.
وأنه شهد بدرا وأحدا والخندق وغيرها من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وأبلى فيها أعظم البلاء.
وأنه تولى قيادة تسع سرايا من سرايا النبي صلى الله عليه وسلم، فكان أكثر قادة النبي صلى الله عليه وسلم في قيادة سراياه.
وأنه الوحيد الذي ذكر بالاسم من بين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحاب النبيين والمرسلين في القرآن الكريم.
وأنه كان حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا حبه أسامة بن زيد الكلبي.
وأنه توج حياته الحافلة بالجهاد المتواصل بالشهادة، فضحى بنفسه فداء لعقيدته، ولم يضح بعقيدته فداء لنفسه.
رضي الله عن الصحابي الجليل، القائد الشهيد، الإداري الحازم، حب رسول الله زيد بن حارثة الكلبي.