الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- 107 -
اياكِ اعني يانفسي فسمعي وعي
أي عزيزتي
دعيني من العالم وما هو عليه وهاتي جوابك عما اسالك عنه واياكِ والتمجل فاني اقدم حديثك للعقلاء فلا تنطقي الا بحق ولا تبدي غير ما عزمت عليه
ما الذي حملك ِ على الظهور بما يسئ صاحبك ويغيظ جارك وبوغر عليكِ الصدور اانت ممن يفضل الموت على الحياةِ السيئة حتى اخذت تقجين الجهالة وتحثين على الاداب ومحاسن الاخلاق. كيف تسورت هذا الحصن العظيم واهله في الدنيا السواد الاعظم ألست واحدة من هذه النفوس المنتشرة في الوجود فلم لم تجهلي مع الجاهلين وتتأدبي مع المتأدبين وتتعالي مع العالمين وتسيري مع المخرفين في طريقهم الذي لو سلكته لقبلت يتاك ولثمت اطراف ثوبك ألم تحفظي من اخبار الاولين قتل الخطباء وشنق الدعاة وضرب المودبين وطرد المهذبين ولا يسعك انكار ماتاتينه من الاعمال والاقوال وانتِ تنادين بلسان ذاتك بصوت شرقي صداه في الغرب اف لك فقد كدرت عيشي وانحلت جسمي وشوشت فكري وبغضت الاهل في والزمنتي السهر والاوراق بما لم يكلفني به الا املك الطويل وتمنيكِ البعيد
النفس ما بالك تطيل الكلام بما لم يكن في حساني ألست بين رجال اذكياء تدعو فيجيبون وتنصح فيسمعون وتحذر فيتركون وتحث فيسعون والكل مجد في طريق التعليم ساع في تحصيل ثمرة ادبية او تشييد اثر تاريخي ومن وجد مثل هولاء وكره الصحبة او سئم من المخاطبة كان محلاً للومك ومرجعاً لتأنيبك فان كان عندك غير هذا فهاته والا فنحن في ارض المعارف تحت سماء الذكاء بين رجال الفتوه والحمية ولا يضيع بينهم عمل عامل ولا يعرفون غير الحق طريقاً
نديم اسمعي اسمعي ان قيل فيكِ انك خبيثة تحذرين من القبيح وتأتينه وتأمرين بالجميل ولا تتبعينه هل انتِ راضية بذلك
نفسه نعم راضية فان العقلاء يعرفون سيري ويحفظون مشربي فلا يضرني جاهل يرى السهام مفوقة اليه فيرميني بما ابتلى به وان ملاء بمفترياته القهاوي والطرقات
نديم ان قيل فيكِ انك ضالة مضلة لاتعرفين الدين ولا تعترفين باهل الفضل فهل انتِ
راضية
نفسه راضية فان بنات افكاري وابناء ادابي تكذب من يقول ذلك ممن لايعرف الا ضروريات حياته التي لايجعلها البهيم.
وكسبي ما انادي به الان من الاداب ورايته عن اهل الفضل يوجب على الاعتارف بفضلهم ومنكر الواجب مارق
نديم ان قيل فيكِ انكِ لاتؤمنين على درهم ولا دينار لطمع خلقت به وشره جبلت عليه فهل انت راضية
- 108 -
نفسه نعم راضية فاني اعذر القائل لعلمي ان الفقير لو خلق من الامانة ونفخت فيه روح العفة ما ائتمن على درهم ولا دينار لتوهم احتياجه اليهما ولو كون الغني من ضد ما كون منه الفقير وسلب من النقود كثيراً لخرست الالسن وان تكلمت وجد لهُ الف مدافع لتوهم غناه عنها وهذا غريزي في النفوس فلا اتكدر منه على اني لست خازنة ولا امينة بيت مال
نديم ان قيل فيك انك تسعين خلف مقصد سئي وافتري عليك مفتريات واكاذيب ربما اغضبت عليك مواليك ان تعدمك فهل انت راضية
نفسه راضية بقيت او عدمت فساكون سيرة يرويها الحاضر للاتي تلبث خفايا الامور حتى تظهر فيكون سوء مكافأتي على اجتهادي غرة في تاريخ حياتي
نديم ان قيل عنك انك لم تقصدي بسعيك الا الشهرة التي توصلك لرتبة تنا لينها او رزق تتمتعين به لتكوني من اهل اللذات والنعم الجليلة فهل انت راضية
نفسه راضية فما الانسان الا قلبه ولسانه وهما مني بين يدي كل انسان يقلبهما كيف يشأ فما وجده فيما حكم عليّ به واما اللذة المقصودة بالشهرة فانها ظاهرة في سرير نومي وسترتي الوحيدة وانعم بها من لذة لو دامت فما النعمة الا ما يحفظك من شرب ماء اللئيم وكل عيش المجرمين
نديم قد قيل فيكِ انك تسبين اخوانك الذين يؤيدون اعمالهم الخيرية باتحادهم وتسعين في حل عروة الاتحاد التي احكمتها فهل انت راضية بذلك ايضاً
نفسه ارضي بالموت ولا ارضى ان اكون علة في حل عروة الاتحاد الخيري بعد ان صار في يد عظماء الرجال وكرامهم
ن يانديم ان كنت اتعبتك في حملي فقد اضررت بي في صبرك وان كنت اساءتك بالاماني فقد غظتني بالاتباع وان كنت آلمتك بآمال فقد اعدمتي بصرف زمنك فيها فاعدل بي هداك الله الى طريق استوى فيها مع مثلي وسر بي في سبيل لااعدم فيه رفقاء وحسبك من الخير ما جمعت اليه الرجال وحفظه كرام الناس وامرائهم والا فاني احمل على جسمك يفيض بها ماء حياته وادعك سيرة تتلوها الجرائد والتواريخ على مسامع العباد
نديم لك الله يجزيك على اتعابك التي اذهبت بها قوتي واشبت راسي ولحيتي وقد اجبتك لهذا الطلب المحمود الظاهر السئ الباطن فقد كنت اود صرف الباقي من حياتي في طفل اربيه وعقل انوره وروح استخلصه من الجهالة ولكن جهد المقل دموعه وما علي من ترك عمله لاهل الخير وكرام الناس من بأس
فأنظريني اسبوعاً او اسبوعين وانتظريني فان انا صرت في ثاني العالمين فقد ارحتك من الاتعاب وان ظهرت في طور جديد حملتك على اخطار واتعاب يكون لك بها