الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- 26 -
سيدي ومولاي
اني وان جنيت على نفسي وخرجت عن حد الادب فيما يجب على العبد لسيده فاني عبد نعمتك وصنيع احسانك وذنبي وان عظم وضاق باب التوبة عن قبول المعذرة فالعفو عنه بعض حسناتك التي فطرت عليها والاغضاه عني سر من اسرارك التي تميل اليها فاجعل العفو عني قربة الى مولى الموالي واترك العبد عتيق مكارم الاخلاق والا نضع سيف نقمتك في فر عبدك نعمتك وانت حل من دم اراقه اهله وآل امره الى وارث لايسعه الا النزول عن المطالبة به الا هو وهو مقام جلالتكم السامي وحاشاك ان تعدم الصادق قي الخدمة بهفوة لم يقصدها وذنب اقله عنه وعلى كل فالعبد بين يديك وامره منك واليك وقد القى اليك مقاليد الاجل فافعل ما تشاه واتق الله عز وجل
فلما قراه على المامور كاد يطير فرحاً بتجاه هذا الشاب واقتادره على الانشاء البديع وقال كيف يكون هذا بثلثمائة ورئيسه بالف قرش فقال له الوكيل هذا من اولاد الفقراء وليس له محسوبية على احد الامراء ولا يعرف الناق ولا يفعل افعال المحتالين التي نقدمه عند ذوي الغايات ولئن تأخر مثله في زمن ترفت فيه الجهلة بالمحسوبية والمجون والتوسط في القبائح فسوف يتقد في هيئتنا الحاضرة فانها لا تبالي بالمحسوبية ولا تريد اهل الخيانة ولا ترقي الاُ اهل المعارف والاداب حتى لايبقى في لزوايا خبايا (التنكيت) اعظم مصيبة من رئيس كتاب لايعرف الا نشاء وجود مأمور لايحس كتابة جواب من شأنه ان يكون من اسراره الخفيه
جواب عن سوال
ورد الى التنكيت
السوال
باي سبب ماتت صنائع الشرق وافتقر اهلها وباي وسيلة تحيا وتعود ثروة اهلها
الجواب
ماتت الصانع تجاسد اهلها وتباغضهم اللذين اورثاهم الفقر وفقد الامن والثقة بهم. وذلك ان اصحاب الاعمال اذا ارادوا فتح عمل كالبناء مثلاُ احضروا طائفة المعمار ووضعوا لهم ورقة يسمونها قائمة المزاد وامروهم بالتناقص في المقدار المعين لذاك العمل فاذا كان العمل يساوي الف جنيه قال واحد علي بسبعمائة فيتحرك بغيضه ويقول علي بخمسمائة ثم يتحرك بغيض الثاني ويقول علي بثلثمائة وهكذا حتى ينتهي المزاد الى مائتين فيرى صاحب العمل ان الالف لايقوم بعمله فضلاُ عن المائتين ولكنه فرح بهذا التناقص فيطلب من العامل تاميناُ وضامناُ غارماُ ثم يتركه لا يعرف له شيئاُ مقدماُ فيبتدى المسكين يبيع مصاغ زوجته وحليها وامتعه بيه واذا انتهى
- 27 -
العمل وجه اليه صاحبه واحداُ من المعلمين فيبتدي بسب اخيه ولعنه ويقول له هذا. العمل مغاير لما في الشروط فان الحجر احرش والبلاط معصراني والقصر مل كله تراب والهيصم مرمل والجير قليل وقلب البنيان فارغ والبياض قشرة واحد والجبس بارد والسلم قائم والسقف واطي والجدار ناقص وسمك الحائط ناقص عشرة سانتي متراُ وهكذا كله يمنعني من التصديق على نظافة عملك فاذا صافحه برابط المحبة (الجنيه) قال له لا باس من تنازلك عن عشرة في المائة من اصل المطلوب لك فيضطر المسكين لختم الكشف والتصديق على ما بقوله معلمه الاكبر وقد خرج من العمل بخراب بيته وكثرة ديونه واوقعه التباغض والتحاسد في الفقر وفقد الامن والثقة
فان قلت ِلمَ لم تفتقر الاجانب وهي تأخذ الاشغال العظيمة والاعمال الجسيمة. قلت نحن مغرومون بحب الاجنبي والاعجاب بكل ما جاء به من الاعمال حسنت او قبحت واذا اراد احد مقاولة اجنبي وساومه على عمل قيمته مائة جنيه قال له (دي اعملتو إحنا ميتين كمسين جنيه) واذا قدم لاخر من جنسه قال (يا خيبي دي راجل مجنون دي إسوى ثلاثة مية
كمسين جنيه) وقصده بذلك ان ياخذه اخوه وهو يشتغل معه في باطنه ليربحا معاُ وهذه فضيلة جميلة ووسيلة لزيادة ثروتهم واراك تسال عن الطريقة التي بها يتوصل اهل الصناعة لاعدة ثروتهم وتقدم صناعتهم فخذ الجواب من مشفق عليك طامع في انقاذك من مخالب الفاقة وناب الذلة
يعلم كل وطني ان هيئة حكومتنا الان غير ماكانت عليه قبل وغاية امالها تقدم ابناء الوطن وتهذيبهم تشهد بذلك اعمالها الجليلة ومساعيها الخيرية فانها وكلت امراء يرون ان لا دولة الا بالرجال ولا رجال الا بالمال ولا مال الا بتقدم الصناعة والفلاحة. فاذا اجتهدنا في مساعدتهم على افكارهم الحسنة لزمنا ان نسعى في عقد جمعية لكل طائفة تحت رئاسة عقلائها فاذا طراء عليهم عمل من الاعمال كان امره مفوضاٌ لمجلس الروساء من الطائفة يساوم من يشاء وياخذ ما يشاء ثم يوزع فيه من العمال بقدر مايتحمله وعند ما يطرأ غيره يوزع فيه من لم يكن في الاول وهكذا. وهذا العمل يلزمه راس مال يديرونه به فعلى روساء الطائفة ان يفرضوا فريضة على كل صانع بصفة سهام على قدر قوته واقتداره والمجموع يكون في صندوق تدور به الاعمال وعندما توزع الارباح يحجز المجلس من كل صانع جزءا يضيفه لسهامه حتى يصبح ذا ثروة من حيث لايشعر. وحيث ان الغالب من اهل الصناعة لايقراون ولا يهتدون لاسرار الجمعيات فعلى النبهاء من اخواننا ان يتنازلوا لهؤلاء الضعفاء بحثهم على عمل صناديق الاقتصاد وادارة الاعمال بالاتحاد والوفاق ولا باس من تفيهمهم بعض ما يقرؤنه في الجرائد من تقدم صناع اوروبا واجتهاد في زيادة