الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- 109 -
عند الله الحسني وزيادة ودعيني من الخلق فالسعي اليوم والجزاء في غد عند من لايضيع عمل عامل جل شأنه
اتبع الحق وان عز عليك ظهوره
أي زمان
حدثني عن الارواح التي زارتك وكيف كانت نشأتها فقد رجعنا في تصفح تاريخك الى حد وقفت فيه العقول فاخذت بالقياس التخمين ولم نر غير انسان يقطع عمرك بفناء لجزائه فهو يختط البلاد ويبني البنيان ويغرس الوديان ويركب الحار ويسعى في غنيمة يكسبها ولذة يحصلها وغرض يقضيه وكلها ترجع لمثيله فتراه يريد الغنيمة ولا يجد لها غير قتل اخيه سبيلاً ويميل للذة ولا يحصلها الايجعل عرض اخيه طريقاً يشتم ولكن مثله ويضرب ولكن جنسه ويقتل ولكن قرينه فهو القاتل والمقتول والناهب والمنهوب والسالب والمسلوب والعائب والمعيب يرى اللقمة في يده غداً لجوفه ولا يعلم انه يجوع يوماً ما فلا يجدها ويسعى في اهلاك اخيه ولا يدري انه ربما نجا واهلكه سعيه وقد اختلفت طباعه وتعددت مساكنه وكثرت لغاته وتباينت معتقداته فسمى المذهب واللغة والوطنية والجنسية وتعصب لكل منها بحسب ماتدعو اليه اغراضه فانتج هذا التشيع وجود العداوة التي تحسن لضارب الرصاص اطلاقه من غير خوف ولا جزع ولا اسف فانه يعد نفسه قسما غير من جعله غرضاً لناره وبهذه العداوة تسمت الممالك وخططت وحددت وحصنت واصبح كل يدافع عن مملكته بروحه وماله بالوجود غير انسان واحد
فيا زمان هل كان انسانك الاول عدو نفسه بطعمها حيناً ويجيعها زمناً ويضربها وقتاً ويريحها اونة حتى نبت بذرة بهذا الغرس المتمائل مع الاهواء. ام كان محباً لذاتهِ محافظاً على حياتهِ مجتهداً في نمو قوته وتأييد سطوته ونحن ننسب اليهِ بالصورة ونباينه بالطباع. كم قتيل كتبتهُ في دفتر وجودك ممن ذاق المنون من المظلمومين. كم مشرّد قيدته عندك ممن اوغرت عليهم الصدور ظلماً وهم لايشعرون. كم امناء اهينوا بالاوهام وماهم من الخائنين. كم حكماء تسلط عليهم الاغبياء فحجرت عليهم افكار تهدى العالمين. كم علماء هزأ بهم الجهال فماتوا وفي صدورهم ها للمتقين. كم امة كانت امنة مطمئنة فاصبحت من الهالكين. كم فئة اتحدت قلوباً ففسدت بلسان غوى مبين. لاتقل ادواري تقضي عليهم بها التفاتي وانت تعلم ان الآجال مقدرة فلو صبر القاتل على المقتول لحظة لمات ولكنه ابي الا ارتكاب الاثم واتباع الاغراض فسفك الدماء وهتك الاعراض وسلب الحقوق وغرس
العدوان واوغر الصدور وارجف القلوب وهو في سعيه من الفرحين اهذا هو الانسان ام العين تبصر شكلاً
- 110 -
كشكله وهو غير مشاهد فانا نجيل الطرف فلا نجد الا اكفاء وامثالاً ام الانسان اسم غصبناه وادعاه كل ذي قوام عامودي والا بان كنا هو فما بالنا نسعى فيما يضر بهذه البنية الشريفة ونجتهد في اعدامها هل الارواح تغتنم فياخذ الساعي روح اخيه لتكون مع روحه في جسمه ام الاعمار تورث ولكل ساع في هلاك اخيه ما بقى من عمره. والى من وجدت الشرائع اذا لم يتقيد بها الانسان اين الخوف من النار ونحن نتفكه بالغيبة ونتسلى بالمفتريات بن الرهبة من النقمة ونحن نهجم على المعاصي هجوم العاشق لها. اين الخوف على النعم ونحن مغرورون بما بايدينا مع العلم بان السلب اقرب من الايجاب. اين الطمع فيم عند الله اذا اتحد رجال على ايذاء رجل. اين الرغبة في النعيم الابدي اذا جعلنا الحب وسيلة للشر. اين السعي في الطاعات. اذا كانت الاساءة منتهى الآمال. اين الصدق اذا كذبنا لانفاذ غرضنا. اين الحق اذا ركبنا البطل اجابة للنفس في طلبها. اين الانسانية اذا اجتمع الاقوياء على الضعيف. اين الفضيلة اذا كان للنقيصة عندنا شأن عظيم. اين العقول اذا لعبت بها الاهواء
الا يحسن بها النوع الشريف ان يسلك طريق الحق ويدع هوى النفس ايليق بي واما من الانسان ان اصحب واحداً اتسلى بالفاظه واطرب بكلماته واسر بمفاكهته واقتبس منه ما اهتدى بهِ في ظلمات اغراضي واروى عنه ما تتنور بهِ افكاري وارى منه اشكالاً وغرائب واتمدح به في كل مكان وافاخر به كل انسان واتيه بوجود في ارضى وافضله على السابقين من امثاله واسير معه في كل طريق سار فيه واحسن كل عمل يأتيه واساعده على كل مهمة يطلبها ونازلة يدفعها وهو يذكر لي من المحاسن ما يسمو بهِ قدري ويعلو شاني ويثنى عليّ بما يخلد لي ذكراً جميلاً ثم عد هذا الغرام والشغف والالتصاق والمصافاة اقطع حبل وده بسعاية وابغضه بدسيسه محتال واهجوه اليوم بما كنت ابرئه منه امس واذمه بما كنت ادفعه عنه وارميه بما لو انصف به لدنس مجدي وقذر شر في واسعى في نفور القلوب منه بعد ان كنت اجمعها عليه
ولو تأنيت في الامر واخذته بالحكمة لظهر المفسد من بيننا ظهور المس فصفعناه واخذنا حذرنا من مثله والا فان غضبي بالاوهام وتصديقي من عرفت كذبهم واختيرت مفترياتهم
وكانت لهم عندي سابقة السوء ليس من الحكمة ولكن اذا ملئت الاذان بمفتريات كدرت النفوس وحولت القلوب وزحزحت العقول ولا ينزعها التنصل ولا يدفعها الاعتراف فاولى لمن سلطت عليه السن ذي الغايات ان يستلم لقضاء ويلزم الوحدة حتى يصل الى احدى الغايتين اما ظهور الحقيقة وتحقيق برأته والاعتذار اليه وما تمكن السعاة من اسأته وذهابه شهيد الغايات او اسير المفتريات. وعار على شيوخ