الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- 219 -
درس تهذيبي
التلميذ ونديم
(ت) وعدتني بدرس الاسبوع الماضي وما تلقيته بسبب مرضي وما انا قد نقهت فتفضل بشرح حال السير الانساني ولكنه يحتاج للايضاح والتفسير
(ن) أي بني لا تصل للتهذيب الانساني الا بمعرفة الحقوق واول حق نطالب به حق مريك فاعرف له من الفضل ما خدمك به ونقلك من البهيمية الى الانسانية واخفض له جناح الخضوع اليه وابسط له بساط الحنو عليه ولا تجبهه اذا خطأ ولا تفحش عليه اذا عثر في كلامه واعنه على معاشه وحفظ حياته بقدر ما يصل اليه امكانك وادفع عنه العدو واحفظ له السر ولا تجلب عليه من الشرور ما لا يصل اليه الا منك واجعل مجلسك معه ادبا ومسامرة لتزداد معارفك وتقوى مدركتك وعامله بالرفق الذي كان يعاملك به لتجلب رضاه وتجذب قلبه اليك. وان فعلت غير ذلك كفرت النعمة وتعرضت النقمة ودنست مجد ابيك بما تظهره من اللؤم وما ترتكبه من القبائح وما تخرج به عن حد الادب الانساني
(ت) هذا حق المربي فما حق الوطن علي من جهة اللغة والصاعة والعلوم والحاكم والنظام العام
(نديم) حق الوطن حفظ لغته وتثبيت العمل وتنقيح وحشيها واضافة ما يحدث من اسماء الألات ومحدثات الصناعة لئلا يدخل فيها ما ليس منها فيفسدها ويضيع مجدها واجهد في ان تكون مخاطبتك لاحبابك وكتابتك في ديوانك وقضاياك جميعها بلغتك التي تجمعك مع مواطنك وتحفظ لك النظام العام
وحقه من جهة الصناعة ان تجتهد في نشرها في بلادك ولا تلبس الا من صنعة بلادك أي ما كان من غرسها او اصواف واوبار حيوانها مشغولا بمعرفة الوطني مخبطا بيده مبيعاً في دكانه لتحفظ ثروة البلاد وتزيد في عمرانها وقوة حاكمها فان من ترك الصناعة واستعمل المشغول في غير بلده كان كالاجير الذي يشتغل لغيره فيرفع الحجر ويحمل الطين ويبني حتى يرفع بيتا جميلا ليسكنه مستأجره وانظر للانكليز لما حجرت على الهند صناعتها الخياطية واشترت منها محصولات البلاد واشتغلتها في بلادها صبرت اهالي الهند كالالة في يدها لفقد الصنعة منهم واحتياجهم لما يتسترون به وقد ربح الانكليز الكسب مضاعفا
مرتين من المحصول عند اشترائه بثمن النجس ومن المصنوع عند بيعه باعلى الاسعار وما وصل بالهنديين لهذه الدرجة الا تركهم الصناهة وميلهم لمصنوع الغير. وانظر الان اهل بلادنا وما هم فيه من البعد عن الصناعة وميلهم لمصنوعالاجنبي وما يأتي به من المشغولات نر النجار منا في غاية الفقر والفاقة نمر عليهم وهم يبيعون ما صنع
- 220 -
في غير بلادنا ثم لا نشتري منهم شيئاً وما وصلوا درجة الكساد الا بتغافلنا عنهم وحبنا للخواجات الذين يدرسون فنون التحايل على فقد ثروتنا ونحن من الغافلين
(ت) وبم نتحصل على الصناعة واحياء اهلها ولوضع احد الوطنيين شيئاً وعرضه البيع لم يشتره منه احد كما تعلم فباية طريقة نتحصل على المقصود
(ن) يا ولدي ما اسهل ما طلبت وما اقرب الوصول اليه فما هو الا ان يجتمع عدد من الشبان ويفتحون صندوق اقتصاد يكون من شأنه ان يقبل السهام ليشتغل بها في الصناعة الحاضرة بشرط ان يتعاهد كل من المساهمين على انه لا يشتري شيئاً من مثل المشغول في سهامه من الاجنبي ابداً ثم تبتدي جمعية السهام بتشغيل اصناف البنطلون والسترة والقميص الافرنكي والجزمة وغير ذلك من الضروريات بحيث لا تستعمل فيه الا اهل البلاد فيكون المساهم قد ربح كسب السهام واحياء الصناعة وفتح بيوت الصناع وزيادة ثروة البلاد وتأييد الحكومة وهذا كما ترى امر سهل جدا لا يصعب على الفقير ولا الغني ان يسعى فيه وبهذه الطريقة يمكن تعليم الصناعة دراسة وارسال من يلزم من التلامذة لتعلم ما لا نعرفه من بلاد الافرنج على نفقة جمعية السهام بشرط ان تكون السهام جميعها للوطنيين ولا يدخل فيها اجنبي الا مستأجراً لصنعة يعلمها وهذه الجمعية تكون سبباً عظيماً في ثروة البلاد فان الكسب عائد على اهلها والمنفعة راجعة اليهم
(ت) وماذا عليك لو ابتدأت العمل ودعوت لهذا المشروع الجليل
(ن) يا ولدي انا فقير كما ترى ولا يعتمد في مثل هذا الامر الا على الاغنياء ولكني ساجهد نفسي في دهوة الكثير من الامراء والاعيان لهذا الامر لعلي اصل الى المقصود فقد صرنا في زمن تنورت فيه الافكار وعرفت قدر الثروة واسباب الاقتصاد وان لاقيت في هذا السعي معارضة او عقبات ذكرتها لك لتحذر من الوقوع في مثلها وان نجحت في سعيي زينت وجه صحيفتي باسما. من يلبون الدعوة من محبي التقدم ورجال الهمم والغيرة
الوطنية واما حق المواطن من جهة العلوم فقد سمعت من خطاباتي ورايت من محرراني في هذا الموضوع ما كاد ان يثقل على الاسماع لكثرة تكراره والتفنن في اسبابه فكن على علم منها ولا نهملها مع من اهمل فتكون لوطنك من المهلكين
اما حقه عليك من جهة الحاكم فهو حفظ سطوته وتخليد ملكه والدفاع عما يشين مجده اويضعف قوته والموت في احياء كلمة الوطنية باسمه ومساعدته بالمال على تنظيم البلاد وتحصين الحدود والسعي خلف اوامره في دفع الاعداء ورد الخصوم بحيث تكون معه يداً واحدة في حفظ نظام البلاد وبقاء سطوتها الوطنية مؤيدة برجالها مخلدة بحاكمها فانك تعلم ان الحاكم اذا كان من اهل البلاد عاملهم
- 221 -
بمقتضى عوائدهم وطباعهم واخلاقهم وحفظ لهم ناموس الشريعة المتمسك بها معهم وخاف عليهم خوفه على ولده واهله فانه يعلم انه بهياءتهم الاجتماعية ملك عظيم وبدونهم فرد من الافراد. وانظر لبلادك التي انت فيها تجدك محظوظا بحاكم ولد في ارضك وتربى على مطعومك وفطر على لغتك وعاداتك فهو يعاملك معاملة ابيك تدعو فيجيب وتترافع فيسمع وتدخل عليه فيقابلك ببشر وطلاقة ويخاطبك بلغتك ويسالك عن حالك وحال اخوانك الوطنيين ان غنمت شيئاً فرح لفرحك وان اصابك امر تكدر لكدرك وساعدك على التخلص منه وان اخطاءت في امر والتمست العفو عفا وان غبت سأل عنك ثم تراه يقضي يومه في تنظيم الدولة وبقائها مخلدة باهلها وحفظها من يد الاجنبي وتصرفه فيها. ولو كان الحاكم من غير جنسك لعز عليك الوصول اليه وان وصلت جهلت لغته وان عرفتها كنت حقيراً في عينه ذليلاً بين يديه ولا ازيدك تحذيراً من سطوة الاجنبي وتحكمه ففي تاريخ بلاد امثالك التي حكم الاجنبي ما يحفظك من الميل اليه والخروج عن طاعة مولاك. واعلم ان الحاكم الروح والوطنيون الجسد فهو قوي ما قويت العصبية ضعيف ما ضعفت فكلما كان تعلقك به شديداً كان مجده بين الملوك عظيما واسمه جليلاً فعلى الامة التي تريد ان تقوى على اعدائها وتحفظ نظامها وبلادها ان تربط قلبها بقلب مولاها وتكون له حصناً يحتمي فيه وروضاً يتنزه في افكاره وضيفاً يدفع به العدو وترساً يتقي به سقطات الزمان بحيث تستميت في طاعته وتأييد سطوته وان ابتليت بسكني الاجانب في بلادها اخذت حذرها من فننها وخداعها وعاملتها معاملة الانسانية وسارت مع كل غريب بما يقتضيه حق الجوار والرحلة واكثرت المجامع
والمجالس لاحسان السيرة ورد السفهاء وحقن الدماء وحفظ الحقوق لئلا تضل السفهاء فتغري عليها الاجانب بسوء معاملتها وعدم معرفتها طرق الاجتماع والاختلاط
ويستحيل على الامة ان تكون جميعها اهل حماية وحماسة فان الصناعة والتجارة والفلاحة تقضي على صاحبها باشتغالهبها وانقطاعه عن غيرها وهذا مما يقضي على الحاكم باعداد الجيش وتدريب الفرسان على النزال والطعان لنازلة يدفعها وفتنة يطفئها وحصن يحفظه وعدو يرده والامة ان لم تساعده على هذا النظام بتسليم الابناء الاصحاء الاشداء للتمرين الحربي ومساعدته بالنفيس في المال يستعين به على نفقة الجند واعداد الذخيرة ضعفت السطوة وبادت القوة. والجند هم اسود البلاد وحفظة الملك بهم يبلغ القصد وينفذ اوامره ويبث الامن ويعظم في عين نظرائه
فكن رجلاً يهوي الحياة لعلة
…
هي الحفظ لللاوطان والحاكم العلي
واياك والسعي خلف مقاصدك والخروج عن افكار الامة واغترارك بمحتال يجعلك سلماً لاغراضه
- 222 -
وهدفا لمصائبه ولا تكن في سيرتك مذموماً تمدح هذا لوجود امامكاو لرفعته عليك وتذمه اذا غاب عنك او تحول عن دارك فان هذه صفة الطائش الذي لا يعرف الغث من السمين واعلم انهم عابوا على المتنبي الشاعر المشهور في قوله في جانب كافور قلت امدحه وبعد المدح قلت اذمه وحكموا بلؤم هذا الشاعر وفساد مخيلته لعدم ثباته وتذبذبه مع حوادث الزمان وهذا امر يسقط قدر الانسان ويضيع هيبته ويعدم الثقة به وبافكاره وينزله من اعين كمل الرجال بل ورعاعها فاذا بليت بعشرة عظيم ومدحته فلا تذمه وان كرهت صحبته فاصمت ولا تذكر هفواته ودع غيرك يتكلم بعيداً عنك حتى لا تكون في امورك من المتلونين الذين يدورون خلف اغراضهم ويهدرون حق الوطنية خصوصاً في جانب عمال الملك فانه يولي هذا اليوم لمصلحة يراها ويرفعه غدا لثمرة يريدها ولا يريد الا منفعة الامة وحفظ راحتها وانت صغير ضعيف لا تبلغ بك الرفعة درجة العامل ولا توصلك العزة منزلة الملك فكن مع امثالك الصغار مؤتنساً بافكارك وملاذك الادبية وان دخلت في باب الكلام فكن صادقاً في النقل بعيداً من القدح حريصاً على وحدة الاجتماع الوطني وان استفتيت في مسموع او منظور فترو قبل الكلام وانظر العاقبة ولا تمل الحاضر واجعل الحزم امامك والصدق حجتك ولا تخض فيما لا يكلفك الزمان ولا تغمض على اخبار العدو
وحوادثه جفناً وكن كمن
ينام باحدى مقلتيه ويتقي
…
باخرى الاعادي فهو يقظان راقد
وانظر النظام العام من قومك فان وقع في هرج فسكن الفتنة واصلح بين النفوس وان اصيب بنازلة فشد عضدك باخيك واجعل الحاكم نصب عينيك لتحفظ بابه وتدفع عدوه فان الوجهة التي يتوجه اليها العدو واسمه الاسم الجامع لشتات الامة وان دعيت لنظام الدولة فكن ممن يقدم الراي على شجاعة الشجعان واقرن توقد ذهنك بحد رمحك ولا تجرد سيفك حتى تبعث قبله الشهب من الفاظك لتدرا بها في نحر عدوك وصور الامة حرمك والحاكم ساعدك لتغار على الحرم وتحافظ على الساعد فان من خدش شرف حرمه لا ناموس له ومن ضعف ساعده لا يقدر على حمل السيف ولا رد الاعداء. وكن في سيرك بين اهلك واحداً منهم ما لهم وعليك ما عليهم ولا ترفع عليهم انفك ولا تجر ذيلك في محافلهم كبراً وخيلاء ولاى تحقر عالمهم ولا تنافر متكلمهم ولا تضيع حق الضعيف ولا تمالي الغني ولا تبار السفيه. واصرف اوقاتك في تذكار ما يحفظ النظام ويخلد وطنية البلاد واعلم ان العدو لك بالمرصاد وليته كان واحداً حتى كنت تعرف حده او تقضي قصده ولكنهم اعاد يتربصون بناره المنون لا يفرتون الا اذا تنازعنا وتخاذلنا ولا يسرون الا اذا ضعفنا وعظمت جهالتنا ومن كانت هذه صفته كان
- 223 -
حقيقاً بالخوف منه والبعد عنه ولا تتمكن من البعد عنه ورده عن مكايده الا بانتظامك في هيئة اجتماعية تجمع الاراء وتجذب قلوب الافراد وتحفظ الحقوق وتنادي بعزة حاكمها وسطوته في سائر الوجود وبهذا يندفع العدو ويضعف عن دخوله بالحيل والخداع فان المسئول امة عن امة والمدافع رجالها والحافظ روحها فهي كجسد تمت اعضاءه وتقوت اعصابه وجرت روح الحياة في سائر عروقه واوداجه ومن كان كذلك عز على عدوه ان يقرب منه فان كل عضو شديد الاحساس قائم بوظيفته التي فوضت اليه ومتى احس بطارىء سرى شعوره لجميع اجزاء الجسم فاهتز وتحرك ودافعت الحواس بما في طاقتها
واما حقه عليك من جهة النظام العام فهو اخلاصك في النصح والتزام الوعظ واجتهادك في طهارة القلوب من الغل والحسد وتخليص النفوس من الجهالة ودفع الافكار الفاسدة ورد الضال عن طريق الغواية وهداية البعيد عن الحق اليه وبث روح الوطنية والاتحاد في كل
جسم من الامة وتحذير الافراد من الفتن والدسائس والمجامع المضرة بالهيئة الاجتماعية وان تخطب قومك بما ينور افكارهم ويعرفهم حقوقهم ويصيرهم بين الامم نبهاء مدربين على الحكم والاحكام ولا تلزم طريقة الفقهاء في الخطابة الادبية فانها تفسد الافكار وتميت الهمم وتدعو الى الكسل والتهاون بالنوازل وكن كما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من خطبته الناس بما تلده الايام من الحوادث وكما كان عليه السلف الصالح والخلفاء الراشدون من خطبة الناس بوقائع الحروب ومعضلات السياسة فما فرضت الخطبة الا لتجمع الامة في ساعة واحدة في سائر الاقطار وتقف على الحوادث والاخبار لتأخذ حذرها من اعدائها وتحفظ مظهر حياتها وناموس دينها وشرف مذهبها الحقيقي. فاذا دعيت لمحفل ووقفت فيه موقف الخطيب فقل
سادتي وابائي واخواتي وابنائي
ان للزمان انياباً اذا نشبت بامة اهلكتها وابادتها وليست من العظم الذي يمكن كسره ولا في فك يسهل خلعه وانما هي امم تغدر امما ودول تريد الفتك بمن ضعفت قوته وتعددت كلمته ولزمه الخذلان. والعاقل من القى تلك الانياب بحكمة يقف بها على بواطن الدول ومقاصدها السياسية فلا يغتر بقول جريدة ليس لنا تداخل في مصر بعد علمه بانها تصدر عن لسان امة لها مائتا عام تحاول حل عروة نظامنا لتحتل بلادنا. ولا يركن لقول اخرى على الباب العالي ان يتداخل في هذه المسالة فانها تريد وقوع العداوة بين المصريين وغيرهم لينشب الفشل بين المسلمين (معاذ الله) فيسهل عليها التداخل فينا ونحن في عصر كشفت فيه الاسرار وظهر المخبأ فاصبح الطفل في كل دولة يتكلم مع اخيه بالمسائل الشرقية والانفاق الدولي فيها. وهذه المسائل هي الملعب للافكار السياسية في كل دولة فترى الدولة
- 224 -
الانكليزية مثلا ترد عليها اخبار موت اهلها في افغانستان وعصيان ايرلندة وهرج الهند فيقف رئيسها ويتكلم في هذه الحوادث ثم يخلل كلامه بسجعة او سجعتين في مصر ولا تنسيه مصائب دولته ما اشتغل به فكره من جهتنا.
ومن كانت هذه حالتهم كانوا احوج للحرص على حفظ النظام وجمع القلوب وشد الازر وتاييد مليكهم المعظم تابيداً لا يداخله خلل ولا يشو به تداخل اجنبي ونحن المحفوفون بالمكاره المنصوبون غرضاً لافكار رجال الدنيا فعار علينا اذا اشتغل بنا السياسيون ووقفنا
نلعب ونساعدهم على امالهم بخذلاننا وعدم اتحاد قلوبنا وعار على شيوخ جربت الزمن وفئة ذاقت المحن ان تسلك بنفسها طريقاً يعز عليها الرجوع منه او الوصول لغايته. وعار على امة بنيت في الموجود ثلاثة عشر قرناً تخيف الاعداء وتناضل الاسود ثم تميل بجانبها الى الرجوع للمقت وتسليم الذات للاهواء والمحتالين من الرجال
نحن نحن الذين عرفوا الحكم ودونوا الكتب وزينوا وجه الكون بسيرتهم الحسناء وتاريخهم الجليل فلا يليق بنا بعدهذا العز ان نركب مطية النهور ونغفل عن العواقب ونسعى فيما لا نصل به الا الى الشفاء. ما بالنا ونحن اهل الاعتقاد نخالط الاجنبي مخالطة تكاد تخرجنا عن النوعية. ايليق بنا ونحن اهل الادراك ان نترك انفسنا عرضة لسهام السياسين وبيننا من الرجال يسوس ممالك بفكرة ما بالنا لا تاخذنا اريحية الوطنية وغيرة الدين على حفظ ناموس مليكنا وتخليد شرفنا ومجدنا الابدي باتحادنا واتفاقنا على حفظ بلادنا من كل ما يضعف سطوتها ولا يحملكم الطيش على ثورة او فتنة فنحن في وجود كله متحرك وحركته جهتنا. هلا جعلتم المجالس ساحة نظر في العواقب بدل جعلها نادي شراب ومغان. اليس من العار والشنار ان ينادي علينا هذه امة جهلت حقوقها وقدر بلادها فاستهوتها شياطين الغرور فاصبحت في الوجود من الفارغين. بئست العقول ان لم توصلنا الى حد الامن واظهار الشرف وساءت السيرة ان لم نؤيد سطوة حاكمنا تأييداً يرجع الافكار عنا ويظهر لنا في العالم تاريخاً حسناً جديداً وذكراً جميلاً. فالله الله عباد الله ولا تشغلكم الاراجيف والاشاعات عن اشغالكم حتى تحول افكاركم وتكدر انفسكم وتجعلكم لعبة في يد الاخبار يفتريها العدو فيوقع العدو بيننا الخذلان
ثقوا بافكاركم واثبتوا في اشغالكم فانتم بين يدي مليك يرعاكم ويسوسكم وامراء ملئت عروقهم من غذاء البلاد وتربت اجسامهم في ارضها وتحت سمائها فهم اولى بنا من انفسنا في الحفظ والوقاية وبقاء الامة في انس وسرور.
دعونا من الاراجيف والتفتوا لما به تنتطم الهيئة الاجتماعية وتحفظ الامة من الطوارق واياكم والهذر في الكلام وافتراء الاكاذيب او الطعن في الرجال فانما هي سحابة صيف المت