الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- 23 -
بما يضمن صلاح مستقبلنا واجتهدنا في توسيع دائرة المعارف
واحياء ميت الصناعة حتى نخلص النفوس الطيبة من الجهاله ونفتح البيوت التي قفلها الاهمال والاعجاب لمصنوع الغير وان كان مغشوشا. واذا انتهينا الى السعي في منفعة الوطن وتركنا رجال هيئتنا تشغل بمصالحنا ونتج من هذا الاجتهاد تعميم العموم ونجابة الابناء ظهرت الجرائد فينا ظهور الشمس في كبد السماء واطلقت لها الهيئه حريه لا نصل بفكرنا الان الى حدها فانها تكون امنه اذ ذاك مطمئنه لما تراه من سلامة باطن اهلها وحرصهم على بقاء عمود الوطنيه تدور عليه الايام وهو في قوة وصلابة. اسمعك تقول اذا لا لزوم لجرائد الان. لا تعجين ايها الاخ فنحن في عصر لن تبقى فيه قريه فضلا عن مدينة الا وفيها قارئ فحق على كل من خط بيده وقرأ بلسانه ان يكون بيده جريدة يشاهد فيها العالم باسره وهو على كرسيه او في سرير نومه ولا يفعل فعل بعض الناس من اجتماعهم حلقه على جريده يقرأنها. نعم وان كانت مبادى حسنة الا اني لو كنت في تلك الحلقه واردت ان اراجع امرا مضى وانا في بيتي هل اسأل على من عنده الجريدة واذهب اليه او ابقى في حيرة لا اهتدي الى مقصدي. فمن هذا القبيل اقول حق على قارى ان تكون له جريدة باسمه ليحفظها ويراجع فيها ما يشأ في أي وقت شاء لاتبداء بالطعن في قبل ان نعرف مقصدي لقول اني اريد رواج المحررين لا كون في جملتهم لم ايها الاخ وانت تعلم ان المحررين يخدمون الافكار ابتغاء الانسانية ولقد صروا على جفاك وتباعدك عنهم حتى نضبت ثروتهم هم يستردون منك ما انفقوه عليك. وهذا العاجز يخدم الوطن خدمة زائدة على اشغاله المستغرقة اوقاته حبا فيه وطمعا في تقدم اخوانه ولو وجد من ينفق على صحيفته ويستخدمه بأجر الانتساب الى الوطن لارسلها اليك تقبل يديك شاكرة تفضلك عليك بقبولك الحميد غير سائلة منك ولا اجرة البريد ولكن عدم رضاء الوراق بالعفو ابي عليه الا تقدير قيمة الورق كما تراه في اخرها على انك لو نظرت لقيم بقية الجرائد لوجدتها لا تذكر في جانب بعض مهامك التي لا تعباء بها وما يقصد المحرر الا خدمة الافكار بقلمه لما يعلمه من ان جرائد الاخبار مدارس الافكار
هف طلع النهار
لم احد المهذبين على مشيه مع ولد احد الاغنياء حتى اتلفه فقال ما كنت معه فاني اعلم قدر نفسي وحقيقة امري فلا اسعى فيما يضر بي او ينزل بي الى درجة الاوغاد وانما هو الذي عمد الى ماتركه ابوه من الميراث واخذ بصرف منا في الملاهي واماكن الفساد فقد ابتدأ بشراه عربية تماثل عربيات الامراء الكبار وبنى قصرا بديعا صرف فيه نحو خمسة الاف جنيه واشترى جواري ومماليك يعجز احد الامراء عن الصرف عليهم واتخذ له اخلاء
- 24 -
وندمانا يحسنون اليه لعب القمار والحمام واعداد جالس السماع والطرب والسهر في الحانات وبيوت الفاجرات والتفنن فيما يذهب العقل من الحشيش والمعجون والمربات والمشروبات الروحيه فاعد قاعة بها خزانتان في الاولى عرقي الزيب والمستكا والبمود والكنياك والروم والعنبري والبتر والشبانية والبونج والبيرة والنبيذ وغيرها من الاشربة الروحية وفي الثانية الحشيش البلدي صنع اللاياتي والحوامد والكافور التركي وارد ازمير وسلانيك ومعجون الهندي والترياق ومربي الجوز الهندي وجوزة الطيب والزنجبيل والتين واقراص العنبر والزعفران وحبوب المفرحات والهيئات يصحب هذا عدة جوزات منها المدندشة والمشخلعة والحدقه والنكتة والحاجة الصنعه ومجمعة الاحباب وقد حلى الجميع بالفضة والذهب وانواع الجواهر الثمينة ولا يقوم بادارة عمل الكيف الا الحليوة المدلع والواد المجدع فاذا اخذ الشراب والكيف منهم وجوهرة العقل كان يقوم ويقلع ثيابه ويترامى على حجر خلانه وهم يتناولونه بالا يدي ويرفعونه على الروس وهو متلذذ مسرور فاذا انتهى بهم المجلس الى الموتة الاولى نام هذا على الارض وذاك عد الزير واخر في الفسحة بلا غطاء ولا وطاء ولا يزالون في سكرة تزيدها سطلة الى الزوال فيقمون كالقردة عندما تخرج من غاباتها وجوه مقلوبة ونفوس مقبوضة وعيون عمياء وعقول غائبة وافكار ضائعة واعضاء منحلة وقلوب خائفة ومعد جائعة واكباد ماصبة وجيوب فارغة وقد تعطل الصانع عن عمله والتاجر عن محله والمستخدم عن ديوانه فيظهرون الية الاسف والخوف والتضرر مما اصابهم من سهرته فيلاطفهم ويترضاهم هذا بالف قرش وذا بالفين واخر بريال وغيره بجنيه ثم يطلب الاكل فتدور حركة البيت خادم يجري وطباخ يشتغل وعربجي يمسح النخيل وقمشجي يغسل العربة وسفرجي يحضر الاواني وقهوجي يولع النار وطبلجي يمسح الطبلية وجارية تشوي اللحم الخصوصي وسرية تكوي المحارم
ومملوك يملأ الكؤوس وخادم يكسر الحشيش وتابع يهئ المربات وعواد يصلح العود وكمنجاتي يشد الاوتار وراقص يصلح الصاجات ومغنية تنحنح وماجن يرتب القوافي ووكيل يصرف بلا حساب فأن تاحر احد في عمله قام فكسر الصحون وكب الطبيخ ومزق الفرش وكسر التجف واحرق الكيلار وهدم المطبخ واراق القناني وقطع عدد العربية وضرب الجارية بالخشبة والمملوك بالشيش والخادم بالجزمة والطباخ بالسكين وطلق الست وقلع عين الدادة وكسر رجل اللالة ومزق ثياب المرضة وابكى اخته واحزن امه وطرد اخاه وشتم صهره وشخر ونخر وزمجر وكفر ولعن الدنيا وسب الدهر الذي يعانده في سيره ولا يمكنه من اغراضه والاخلاء تقبل قدمه وتبوس يديه وتلثم خدوده وتترضاه بالفاظ يميل اليها وعارات شب عليها كقولهم شوف كيفك انت لسه شباب ايش من الف صحن مذهب بماية