الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- 251 -
تهاني الوزارة
ايام مولانا الخديوي كلها
…
للناس عز زانه التشريف
لما احال على الشريف رئاسة
…
يسمو بها بين الرجال عفيف
قالت جلالته لذلك ارخو ا
…
قطري لطيف والوزير شريف
319 129 260 590 1298
الجهادية
مصر تباهي بالخديوي غيرها
…
وتقول بحرى بالمحاسن طامي
وجميع ابنائي سيوف حماية
…
وفخار جيشي بالحماسة حامي
المالية
بشرى لمصر واهل مصر
…
ببدر عز بها نصدر
فمن يخاف العنا فيها
…
امين مال البلاد وحيدر
الحقانية
قدري علا هام العلى
…
فزها على انوار بدر
والحق اصبح قاتلاً
…
ان الوفى ادرى بقدري
المعارف
قل للعلوم اذا اتت
…
بعد التبدل تشتكي
كفي فاهلك في ثنا
…
ذاك العلي وذا ذكي
الاشغال
تقول بحار البري وهي عظيمة
…
لحبر تنآئى بعد جهد واعمال
تمتع باقبال الخديوي واسترح
…
فقد جاء اسماعيل ينظر اشغالي
ارد بأس الغريب عني
…
بلطف قولي وحسن فهمي
تهذيب الاخلاق يطهر الاذواق
اقص على اخواني مسامرة جرت بيني وبين صاحب السعادة افلاطون باشا وكيل جهاديتنا جلسنا نتذاكر في عوائد الامم واخلاقها واختلاف الطباع باختلاف التربية وفساد اخلاق بعض الشبان الذين يميلون بجانبهم الى ظواهر الامور فيتمدحون بافعال الدول التي دخلوا بلادها ويذكرون لها من المحاسن ما يبغض ابن البلاد في حاكمه ويحسن له الخروج على ولي امره والنفور من اعماله فقال ايده الله
- 252 -
عند عودتنا من فرنسا سنة 1267 هجرية صرنا نجلس مع ابناء الوطن ونحدثهم باجتهاد الفرنساويين في الصناعة وتقدمها والعلوم وانتشارها ونتمدح بما هم عليه من اتحاد القلوب واجتماع الكلمة وما تربوا عليه من التهذيب وحسن الاخلاق حتى عرف كل انسان حقه ووقف على واجبات مواطنيه فترى الفرد منهم يعامل كل انسان بما يليق به وذلك بسبب وجود قانون عادل يبين الحقوق ويوضح الواجبات فلا يتعدى قوى على ضعيف ولا يحتقر غني فقيراً ولا يتجزأ صغير على امتهان كبير ولا حقير على اهانة امير بل الكل واقفون عند حدودهم عالمون بما يصلح البلاد ويزيد في الثروة ويقوي السلطوة ولا تنافس بينهم الا في التجارة والزراعةوالصناعة والمعارف.
وكنا نقول هذه العبارات لننشط اهل البلاد ونبعث فيهم غيرة على السير في طريق التقدم الانساني بما يعلمونه من اخلاق غيرهم وما يقفون عليه من ثمرات التهذيب والتاديب فلو سلك جميع الشبان هذا المسلك لاحدثوا في ابناء وطننا روح تقدم وحسن انتظام وكان لهم فضل الارشاد ودرجة الهداية
وفي اثناء المسامرة جرى ذكر الخدامين وفساد اخلاقهم فقال ان الخدامين في بلادنا تكثر فيهم الخيانة والاكاذيب وما عودهم على الكذب والجأهم للخيانة الا الظلم الذي نالهم وامتهانهم واحتقارهم وطهور القسوة من الامراء والغلظة فتربي الخوف في قلوبهم والتزموا الكذب ليتخلصوا به من كثير من الاسآءت وعرفوا الخيانة بحرمانهم من اجورهم واستخدامهم بسوط السطوة وصيت السلطة ولو كان العظما. من المهذبين واوقفوا الناس على حقوقهم وواجباتهم بقانون عادل لكان الناس جميعا من الامناء الصادقين ولكنهم التزموا طريقة العسف والظلم لغرضهم الذاتي فافسدوا في النفوس تاثيرا قبيحاً واري الناس الان في عهد خديوناالمحب للعدل واهله القائم بحفظ الامة وتقدمها يتنبهون شيأ فشيأ ويتقدمون
للاداب وحفظ الحقوق وهذا مما يضمن لنا حسن المستقبل واستنقاد النفوس من دنس الظالم وما غرسه الغي في نفوس العوام
ثم قال حفظه الله اقص عليك حكاية من هذا القبيل عندما حضرت من باريس كان عندى خادم اسمه ابو العينين اردت معاملته بما تربيت عليه من معاملة الخادم معاملة الصاحب فكنت اقول شد الحصان يا سي ابو العينين واذا ناولني شياً قلت له كتر خيرك يا ابو العينين ثم دخل علي يوماً وانا اتنشق فمددت له العلبة وقلت تتنشق يا سي ابو العينين فخرج مغضباً وعاد ومعه ورقة يطلب بها الاستغناء من الخدمة فقلت لم ولك عندنا سنين فقال انت الان عند عودتك من باريس صرت تهزأ بي وتقول ياسي ابو العينين كتر خيرك يا ابو العينين تتنشق يا
- 253 -
ابو العينين. وهذا لا يرضى به احد فقلت له ماذا اقول لك غير هذا فقال قل شد الحصان يا ولد هات القلة يا طورامش اطلع برا ياحمار وهكذا مثل بقية الذوات فعلمت ان ارجل فسدت اخلاقه بسوء معاملة السيد وما اوصله لدرجة الرضا بالسب والقذف الا ظلم الامراء وعدم معاملتهم الخدم بالرفق والاحسان وقلت له انت مثلي ولا يليق بي ان اعاملك بغير الانسانية فقال (انسانية ايه يا سيدي القاضي نفسه لام ينادي واحد رسول يقول ياولد والباشا من دول يشتم ويلعن واذا كان الواحد نايم يصحيه بالجزمة وان تعاملني زي ابنك والا اخوك ودا ما يصحش ياسيدي) فقلت لا حولة ولا قوة الا بالله متى تصلح الاوطان ويعمها التهذيب ويعرف كل انسان حقه والواجب عليه
وعينيك ما اتم سعادته حديثه حتى صرت اتحرك تحرك المتململ من الالم متأسفا على فساد اخلاق اهلنا وخروج بعض المتفرجين عن حدود الانسانية التي عرفها هذا الامير المهذب ولقد ذكرت بهذه الحكاية اخلاقاً حدثت في بلادنا بالمظالم والتعذيب بغير ذنب منها وجود بعض شبان او شيوخ في مكان يتحدثون بامر سياسي وعيونهم ترمق المارين وقلوبهم ترجف خوفاً من الجاسوس المسمى (بالبصاص) وربما تكلمت مع احدهم في امر فيبدأك بقوله مالنا ومال الكلام ده ظنا منه انك بصاص فقد امتلات القلوب بالخوف حتى شك الرجل في لبنه والاخ في شقيقه وهذا الذي امات الافكار واورث الذل والرعب وصيرنا لعبة في ايدي الاجانب
ومنها امتداد عين الحكومة السابقة لمال الرعية وتفننها في طرق السلب وانهب حتى صار
الغني يظهر الفقر ويلبس خلق الثياب ويحذر من اتساع تجارته او فتح بيته خوفاً من علم الحكومة به فترسل له احد المحتالين يخوفه ويهدده حتى يتخلص بجانب من ماله وقد بقى لهذا الامر السيء بقية في النفوس مع علمهم بطهارة نفس خديوينا وبراءته من حقوق العباد وبعده من مس شي من ثروتهم فترى الرجل او لامر خيري واذا دعي للدخول فيها اظهر الفقر واعتذر بعدم الاقتدار وحلف على ذلك ايماناً وهو غير صادق
ومنها تقدم الاجنبي على الوطني في كل اموره وعدم التعرض له بشي من الجزاء وان اساء ومعاقبة الوطني وان كان محقاً فترى الرجل يشتم دينه ومذهبه ووالداه وهو لا يتحرك ولا يتكلم بغير قوله معلهش يا خواجا ولو علم الناس ان مجلس المخالفات وجد لمحاكمة الاجنبي مع الوطني واخذ الحقوق بنص القانون ما سكت عظيم منا لحقير منهم خوفاً من ظلم الحكومة وعدم عدالتها واظن ان الناس جميعاً يعلمون حرص مولاي الخديوي على حفظ ناموس الرعية وحقوقها وهذا مما يوقفهم عند حدودهم ويسير بهم في طريق التقدم واحسان