الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- 68 -
بحكمة نظرية لم تنجح عائلته بغيرها وهو الهلب ابن ابي صفرة كان له احدى عشر ولد امن صبيله فجمعهم عندما استحضر وقال لهم اجمعوا نبالكم واحزموها ففعلوا فقل ليقم اشدكم قوة فليكسرها فتقووا عليها رجلا بعد رجل فلم يستطع احد كسرها فقال فرقوها فاخذ كل نيله بيده فقال ليكسر كل انسان نبله ففعلوا فقال هكذا امركم من بعدي ان اتحدتم ومنعتم التباغض والتخاذل والتحاسد حفظتم نظامكم وبقي بيتكم مفتوحاً وكنتم كهذه النبال عند جمعها لايقدر على كسرها وتبديدها احد وان ملتم لحب الذات واخذتم في التظاهر وحب الرياسة تبدد جمعكم وخرب بيتكم واصبحتم كالنبال عند تفريقها يغلبكم الضعيف ويكسركم الجبان ثم قضى نحبه وتمسك اولاده بحكمته فلم يختل لهم نظام حتى لحقوا به
فلو تاملت ايها المدل بنفسه هذه النصيحة وانزلت نفسك منزلة فرد من افراد الامة وبحثت فيما يطهر الاخلاق ويوصل الامة الى النجاح حتى يقف كل عند حده ويعرف حقوقه ويتدرب على فهم الاشارات وادراك معاني السياسة لكنت من الذين راوا لذة حياتهم في حفظ بلادهم وبث روح العمران فيها ولكنك تعاميت عن هذا وظننت ان صورتك منقوشة في لوح الوجود فهزتك حمية الاعجاب واخذتك عزة الدعوى فاصبحت منفضاً مكدراً قلقا لايقر لك قرار ولا يهدا لك روع مع انك غير مكلف بشي يحدث فيك هذا الاضطراب
مهلاً فقد اكلت اصبعك من الغيظ هذا اخوك الذي تسعى خلفه بالنكاية وترميه بما ليس فيه دع الخلق فكل ميسر لما خلق له وما انت عليهم بوكيل. مالك تنبع كل سائر بنظرك وتهمهم بكلمات تدل على امتلاء جوفك بتغيظ يرسل من فيك شرر لعداوة لمن لم يعرفك وتسعى في اضرار من لم يزاحمك في مطعم او مشرب او ملبس وتنادي كل ذي ذكر جميل بين الناس بقول الحاسد كيف ظهرت وانا لك بالمرصاد
كلمة غيور على لغته
رسالة لحضرة الاديب المتفنن امين افندي شميل نثبتها ليذكر من يتذكر اذ جاءه النذير قال اعزه الله
لااظنك صاحبي تأبى نشر هذه الكلمات ولو كانت اعتراضاً لى قولك اضاعة اللغة تسليم للذت لان الحقائق انما تنجلي بالبحث ولا باس به
اللغة عبارة عن الةِ مادية تقوم بها مبادلة لافكار بالمعاني بين افراد الانسان عموماً لاوجود لها الا بالقوة. اما وجودها بالفعل فهو بطريق التخصيص كاللغات المتفرقة في امم لعالم التي تبلغ ما بين حيةٍ وميتة نحو خمسة الآف ثم من كون اللغة الة فقط فهي لافضل لها في ذاتها فعزتها وانحطاط مقامها انما يكون نتيجة صفات قومها من قوة وضعف
- 69 -
وعلو وفكر وسقوط همة وما هم عليه من استقلال وحرية واسبداد وعبودية وتقدم وتأخر ونحو ذلك فهي مرآة تتكسر فيها صور شعوبها ومن ثم كانت تتأثر تأثراً فعلياً من الطواري التي تطرأ عليهم كما نرى في اليونانية واللاتينية والسريانية والكلدانية والعبرية والقبطية والهندية والايرانية والعربية ايضاً ونحوها فان كلاً من هذه المركبات الهجائية اذا فصحت علم ماكان لشعوبها من القوة وحسن الافكار والتصورات والمعاني والتقدم في العلوم والصنائع والتمدن على درجات متفاوتة الى ان حات علل الانحلال فادي الامر الى ماهي عليه الان واذا ثبت ذلك علمت الاسباب التي لاجلها توت اللغات وتحيي مما لاعلاج له وباختصار فان في ضعف كل امة فقدان لغتها مهما كانت تامة الالفاظ واسعة المعاني والمباني اذ لكل شيء
دورٌ ولا فرق فيه بين جامد ِ ومتحرك
بموت راعي الضان في جهله
ميتة جالينوس في طبه
على ان بعض اللغات قد تكون لها وسائط طول البقاء لما فيها من التآليف الجليلة وافتقار العالم الديني والدينوي اليها فهي اشبه بحيّ في صورة ميت فاذا ايها الاخ المتعصب للضاد ليس لك ان تلومني اذا تركت لغتي الى غيرها وانت تعلم ان الانسان مفطور على طلب التقدم
ومن لم يكن ذاهمة عاش خاسراً
…
وكان لهُ ان يلزم الجهل مارَبا
واي فتى يبقى عظاميُ فخرهِ
…
عليه عصامياً فقد ذل مطلبا
فباي شيء ترغب اليّ الالتصاق الى لغتي دون غيرها بحسن كلام ام بلطافة لفظ ام بكثرة مواد لغوية وفصاحة عبارة اليس ذلك كلهُ كثيراً في لغات القوم السابق ذكرهم ومثل العربية مثل اللغات الاتينية واليونانية والهندية في اختصار التعبيرات والقوانين الراسخة لنسج كلمات جديدة في كل شيء وعلم حديث في عالم الوجود ومع هذا فلم يق هذه اللغات من موتها شيء. لعلك تحمسني لاكون خيرا من اصحاب هذه اللغات في احياء ما قضت الحوادث بموته فهل ظننتني غير انسان من صفاته العجز فمن يقدر على ذلك وحلفه مهام هذه الحيوة في طلب الرزق حفظاً لهُ وذويه ولا طاقة لهُ على الامرين في وقت واحد فيلتزم بالاهم اولاً ثم بتحسين اله اذا مكن. لعلك تعدنا انا تجد خبزا في عملنا هذا فنحصل على الامرين معاً فلا اظنك ياصاح تجهل الواقع ولا اريد ان تذهب بعيداً لتعلمهُ. اذهب الى دوائر حكامنا ومراكز تجارنا وانظر بكم يؤجر الكاتب الضادي والكاتب الدالي ثم الف لك كتاباً واجعلهُ كله ضاداً واصرف فيه عمرك واعرضه على قومك فترى مالبضاعتك من رواج او انك توملني باللذة العقلية التي احصلها من درس لغتي العربية تماماً لأفهم كتب علمائها الجليلية واملأ صدري من فرائد اقوالهم البديعة. فانك تعلم اولاً ان كل