الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- 285 -
نبذة من تاريخ الهمام احمد بك عرابي
حفظه الله
ينتهي نسب هذا السيد الهمام الى سيدنا ومولانا الحسين بن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت ولادته في شهر صفر سنة 1257 هجرية في بلد اسمه (هزية رزنة من اعمال مديرية الشرقية من البلاد المصرية ونشاء بين اهله فيها وحفظ القرآن المجيد وتعلم العلوم الدينية وكان يحب العسكرية ويفرح بروية الجهادي عندما يراه ماراً عليه او زائراً بلده ولم يزل هذا الحب يعظم عنده حتى انتظم في سلك العسكرية في شهر صفر سنة 1271 في عهد المغفور له المرحوم محمد سعيد باشا وتخرج في فنونها وبرع فيها ولازم دراسة القوانين والمنشورات مع الجد في اتنان الحركات العسكرية والاشكال الدفاعيه وغيرها مما يقتضيه مقام الجهادي حتى نال رتبة القائمقام في شهر ربيع الاول سنة 1217 وبقي بتلك الرتبة في حالة الجد والنشاط الى ان خلع الخديو السابق وكان دائم الفكر في اهل بلاده ناقما على الاستبداد واهله راجياً وصول اهله الى الحرية ولكنه امتثالاً للاوامر الالهية مع ميله للسكون وراحة البلاد كان يتجرع الغصص ويطوي على نار المظالم كشحا حتى ترقى الى رتبة الميرالاي في رجب سنة 1296 النظر في اعمال الحكام واستبدادهم فرأى ان لا نجاة من هذا الاستعباد الا بفتح مجالس الشورى فاجتمعت كلمته مع اخوانه الامراء علي بك فهمي وعبد العال بك حلمي واحمد بك عبد الغفار واتحدوا على المطالبة بحقوق الامة وعندما شعر بذلك رئيس النظار سعى في اعدامهم في الواقعة المشهورة بقصر النيل عندما طلبوا بمجلس العسكرية وحكم عليهم بالنفي ووضعوا في السجن فما احس بذلك الفتى الحر الغيور على اخوته صاحب الحماسة والفراسة محمد افندي عبيد البيكاشي بالالاي الاول قام عساكر الالاي وهجم على السجن وكسر بابه وشبابيكه واستقذ امراء الالايات بالقوة القهرية وقد كانت هذه الواقعة سبباً عظيماً في جمع قلوب العساكر والضباط الفخام حتى تمت لهم واقعة يوم الجمعة 15 شوال سنة 1298 ولها مقدمات بطول ذكرها فخص الوطن مع اخوانه من الاستبداد واطلقوا حرية الاهالي وفتحوا مجلس النواب واسقطوا الوزارة وقرروا قانون لجهادية الجديد) وهو طويل القامة معتدل الجسم دقيق الحاجبين عظيم الجبهة واسع الصدر ضخم الذراعين يغلب عليه السكون والحلم
الشديد لتمسك بالدين يؤدي الفروض في اوقاتها كثير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حسن الاعتقاد متفقة في الدين واسعاً محب لسماع الايات القرانية والاحاديث النبويةلا يفعل شيئاً مما نهى الله عنه من المحرمات متواضع خاشع يميل للانكسار مغرم بحب الوطن ورجاله دائم التمدح باهله واعمالهم وعوائدهم لا بقحش
- 286 -
في الكلام ولا يغضب جليه ان خطب تأنى في الالقاء وان نكلم نطق بالصواب له المام بالتواريخ واخبار الامم وله قدم ثابتة في نقد افكار السياسين يكره العجب والخيلاء ويذم الممتمدحين بغير اهلهم وبالجملة فانه تامل مهذب مودب تفخر الديار بمثله حفظه الله
وردت لنا هذه القصيدة الوضاء من انشاء اللوذعي حضرة سايم بك رحمي تهنئة لحضرة دولتلو شريف باشا رئيس النظار الكرام وهي
سريت الليل اخواني عكوف
…
وجبت البيد والمسرى مخوف
فرافقت الدراري سلهرات
…
وللظلماء قد سدلت سدوف
وصاحبت العزائم كفلات
…
بما ينتا به الصدر الهدوف
فما من مؤنس الا الاماني
…
تعللني ويطربني العزيف
يقرب لي التخيا ما ارجي
…
فيسعدني واونأت التنوف
وتكبر همتي عن ان تعاني
…
فتصغر لي الموابق والحتوف
وحرأني على الاقدام علمي
…
بعقي الامر والعزم المحيف
فملت عن الهوى لنهي نهاتي
…
واكسبني النهي طبع لطيف
فاوج الطود مغنى الانس عندي
…
وزار الاسد في البيدا دفوف
فياكم جئتها فردا صدورا
…
ودوني من موانعها الوف
يقول القوم مطلبكم عزيز
…
فقلت نعم ومقصدنا شريف
وزير تمدح الدنيا علاه
…
ويحمد شأنه الدين الحنيف
حكيم الفكر سامي القدر عال
…
رحيب صدره بر رؤف
ترى الاقلام ساجدة لديه
…
وقد خضعت لهيبته السيوف
تعزز فالجلال له رفيق
…
وبذخ فالوقار له حليف
صفا فنداه للوراد عذب
…
وصان فجاهه واف وريف
تحاشاه المحافل والموالي
…
وتخشاه الحجافل والصفوف
به زهت الوزارة والمعالي
…
لذاك علابة الجاه المنيف
فيامن شأوه سامي الثريا
…
وتالد مجده يتلو الطريف
اليك مدائحي بالحمد سارت
…
لحد دونه الشعراء وقوف
فدم تاجاً على هام المعالي
…
بامرك ثم تنصرف الصروف