الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- 315 -
عن الامة والوطن بما لا نترك معه لقائل مقالا ولا لجائل في مذمتنا مجالا فما هي الا افكار حرة والسنة مرة لو طعمها الموسيو شارم وامثاله لعلموا ان لنا نفوساً ابية وحقوقاً مدنية وواجبات وطنية تكلفنا رد سهام العدو في نحره ولا نعدم من اخواننا محرري الجرائد العربية الوطنية فصولا تردع هذا الغبي عن غيه فلا نرى منه بعد ذلك غير الاعتراف بالحق ليكون من المذعنين)
ليالى الانس
اقص على اخواني المصريين وقراء جريدتنا في الهند والشام وزنجبار والاقطار الحجازية خبر ليلة امس احتفل بها حضرة السيد الهمام صاحب العزة امين بك الشمسي فحضرها نحو ستة الاف رجل من وطنيين واجانب وهي ليلة اعتادها هذا الهمام كل عام ولكنها لم تكن بما اتصفت به هذا العام فانه دعا اليها الفارس المقدام والبطل الهمام صاحب العزة احمد بك عرابي وجملة من الفوارس ضابط الالاي الرابع فحضروا من راس الوادي الى الزقازيق (مركز مديرية الشرقية) وكذلك دعا هذا العاجز محرر الجريدة (عبد الله نديم) من مصر وكان الاحتفال على هذا الترتيب
في الساعة الثامنة من يوم الاحد 22 القعدة سنة 98 وصلنا محطة الزقازيق فوجدنا الناس ينتظرون قدوم الوابور وبعد برهة من وصول وابورنا وصل الوابور الحامل لحامي الوطنية ونائب جيشنا المصري صديقي الابر صاحب العزة احمد بك عرابي واخواني رجال الغيرة والحمية ضباط الالاي فوقف الناس صفوفاً ومررنا من وسطهم وهذا البطل يسلم عليهم ويبش في وجوههم حتى وصلنا الذهبية (مركب مزينة) فسارت بنا والالوف من الناس تسير بسيرها علىالبرين حتى وصلنا منزل الهمام الجليل امين بك الشمسي فوجدناه مزداناً بكثير من الرايات والاعلام وقد صفت الكراسي والدكك واخذ الناس يصافحون هذا الفارس ويسلمون عليه وازدحمت الرحبة ازدحاماً لم يسبق له نظير في الزقازيق ثم بعد ان اخذ الناس راحتهم مدت موائد الطعام وقام اليها الناس من سائر الاجناس وبعدها اخذوا يتبادلون الفاظ التهاني واوقدت الشموع والفوانيس والنجف (الثريات) وقد جلس في صدر المجلس كل من السيد الهمام صاحب السعادة والسيادة سليمان باشا اباظه وذي السعادة مصطفى باشا نائلي وذي السعادة احمد بك اباظه وذي السعادة ادريس بك وفي وسطهم كوكب سماء هذه الليلة الجليلة فارسنا الوطني احمد بك عرابي وبجانبه خادم اخوانه محرر هذه الكلمات وامام هذا الصدر الضباط الفخام وبجوارهم اعيان البندر وعمد البلاد وخلفهم الناس على اختلاف اجناسهم وطبقاتهم وكثير من ارباب الاشائر والطرق باعلامهم وطبولهم فلما انتظم المحفل على هذا النظام البديع نوديت للخطابة فلم اجرأ عليها باديء بدء مع
- 316 -
وجود فارسنا خطيب الحمية ورجوته في افتتاح المحفل برقائق الفاظه وبديع فكره فوقف ووقف المحفل جميعه لوقوفه وابتدأ الخطاب مرتجلاً بقوله
سادتي واخواني
احلي اسماعكم باسم مولانا واميرنا الخديوي الساعي في عمار الوطن وقطع عرق الاستبداد منه واذكركم بمدة حجبت عنا فيها انوار الحرية واستعبدتنا فيها الظلمة حتى صرنا ننتالم ولا يرحمنا احد واصبحت اموالنا وارزاقنا معرضة للنهب والسلب تخطفها ايدي المستبدين الذين تمكنت القسوة من قلوبهم والفوا الظلم وكرهوا العدل والانصاف حتى كانت عاقبة امرهم ان اصبح الناس في قيد الفقر وذل الفاقة والقطر معرضاً للاخطار مهيئاً لامتداد ايدي الطامعين اليه فعز ذلك على اخوانكم واولادكم الجهادية حماة البلاد وتحركت فينا الحمية العربية والغيرة الوطنية فتعاهدنا على رد جيش الظلم وقطع دابرة وتبايعنا على حفظ البلاد ووقاية اميرنا من كل سوء وسرت بهذا الجيش المنصور ووقفت بساحة عابدين امام مولانا الخديوي حفظه الله وقد اشتدت شوكة جيش البغي وقويت معارضته هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً فجال صديقي الاعز الهمام صاحب الغيرة والعزم القوي بين الصفوف ينادي (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله) فكان معي ثاني اثنين في حفظ قلوب الرجال من الزيغ والارتجاف واخذ الكل يردد هذه الاية الشريفة كانهم لم يسمعوها الا ن فمه في تلك الساعة وببركة سيدنا ومنبت شعر العز في روسنا امام المتقين سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وولديه البدرين المنيرين سيدنا الحسن ومولانا الحسين تحصلنا على المقصود وانقذناكم من يد من لم يعرف لكم حرمة ولا يعترف بحق ولا يرى انكم مثله من نوع الانسان وشكرنا ومولانا واميرنا الخديوي علي حسن عنايته بنا وبالامة وعلى ما تفضل به من مجلس الشورى وانتم الان مهيأون للانتخاب فلا تميلكم الاهواء والاغراض لانتخاب ذوي الغايات بل عولوا علىالاذكياء والنبهاء الذين يعرفون حقوقكم ويدفعون المظالم عنكم ويفتحون باب العدل والانصاف في بلادنا فلا تأخذكم الاراجيف وطمانوا في بلادكم ودياركم والتفتوا لاشغالكم ومصالحكم وكونوا على يقين من حفظ البلاد وبقاء اميرنا ممتعاً بامتيازات وطننا محروساً بجنده المظفر وقد كلف صاحب الدولة والفخامة رئيس نظارنا شريف باشا بالنظر في احوال الامة وسن القوانين التي تحفظ حقوقها وهو يجاهد الان مع اصحاب السعادة واخوانه الوزراء في حل المشاكل وترتيب
امورنا الداخلية والخارجية فنسال الله ان يديم لهم هذا النشاط وان يلهمهم التمسك بالعدل الذي الفه هذا الرئيس وفي الختام ننادي بقولنا يعيش