الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- 56 -
ويعم التعليم وتحفظ الصناعة وتفتح ابواب الثروة وتصبح البلاد مسكن ادباء ومأوى نبهاء
ذ وماذا يعلم في هذه المكاتب من الفنون
ن يعلم فن القرأة والكتابة وتهذب الاخلاق والحساب والجغرافيا واصول الدين واللغة العربية ومقدمات الهندسة والتاريخ
ذ وماذا علينا لو اجتمعت امراءنا ووجهاؤنا وعقدوا جمعيات تفتح مدراس للصناعة في المراكز العظيمة ليكون التقدم من طريقين لامن طريق واحد
ن لاأظمن لك هذه الامنية الان فان الانهماك في اللذات والحرص على الابهة ونفخة الاعجاب واستحسان استخدام الفقراء واستعبادهم بلقمة او شربة او ثوب يحول بيننا وبينها.
اللهم الا اذا عم التعليم وغرست الوطنية في المتعلمين وحفظوا التاريخ وعلموا موجبات الثروة فان ذلك يرجى من وجهائم واعيانهم لا وجهائنا واعياننا المغرمين بالرفاهية
1 اراك يائسا من مساعدة الاغنياء على احياء الصناعة
ن ان شئت فانظر الى نفسك او الى العظم منهم تجد وفرشة وامتعته واوانيه بل وماكوله ومشروبه وتحفه ومركوبه من مصنوع غير بلاده ولو دخلت بيت أي عظيم فلا تقع عينك على شي من بلادك فلو تدبروا لعلموا انهم حولوا ثروة بلادهم في احياء صنعة بلادهم. مثلاً ترى العظيم منهم وتهاونهم في احياء. مثلاً ترى العظيم منهم يبيع رطل القطن بقرشين ويشتريه مشغولاً بجنيه فلو صنع في بلاده لا نتفع منه جملة صناع وربح منه ماخسره الان وكل هذا بمرئ منهم معلم ومع ذلك فلم نرَ من تحركت فيه غيرة الوطنية او حمية الجنسية وتذاكر مع امثاله في هذا الامر الجليل. ومع ذلك فاني اجاريك في افكارك وانتظر معك زمناً ليفيم احدنا الحجة على رفيقه بما يراه
ن قد طالت مدة المحاورة فقم بنا نتريض بمطالعة كتاب ونعود للشرح في جلسة اخرى
ذ شغفي بما يقدم بلادي ويحفظ ناموس حياتها يلزمني ان اثقل عليك بطلب الشرح الان لاتروح بالسماع وان فاتني العمل
ن معنا من يرى من تراه ومن لم يره ومن التهذيب ان يعامل الانسان جلساه بما يحبون فانتظر الدرس الثاني
نهاية البلادة
كلها عيشة وآخرها الموت
قص علينا احد النبهاء المهذبين قصة بليد ماسمعنا بمثلها ولا رايناها في كتاب فنحن ننشرها على اخواننا الشرقيين حذراً من الوقوع في مثلها اعاذنا الله: قال هذا المهذب سافرت من بلدي الى قرية استقضى ديناً لي عند احد مشايخها فلما انخت الرحل قابلني بالسلام والترحاب وادخلني منزله الرحب
- 57 -
وجلس في ناحية يمضغ الدخان ويقتضي بين رجال قريته بما نعود علية وبعد ان قدم لنا الطعام وفرغنا منه اخذت احدثه واسامره وهو لا يجيبني الا بقوله (هيه) فحل بنا الوخم وادركنا النوم فيهأ لي فرشاً ونام بجواري يخط ويشخر ويشهق فادركني القلق وغاب عني النوم وما مضت ساعة حتى سمعت حركة في الباب فاضغيت اليها واذا هي حركة سارق يحاول خلع الباب فنبهت صاحبي وقلت له لص بالباب يحاول خلعه
فقال نام اللي على الجبين تراه العين.
فقلت له يلزمك ان تستعد له قبل دخوله وهجومه علينا. فقال المقدر كائن ولابد من انقاذه. فقلت له مدافعتك عن نفسك واهلك ومالك وبيتك لاتنافي المقدر بل انت مامور بذلك. فقال اللي في الغيب عجب فقلت له ارى الرجل تمكن من خلع الباب وسيدخل علينا. فقال لما يدخل فيها فرج. ثم وقف اللص منصتاً لينظر هل في البيت يقظان فقلت له ها هو الرجل واقف مهيأ للدخول فقال توكل على سيدك ونام. ثم دخل اللص وحاول حمل صندوق فيه ملبوسات. فقلت له اللص يحاول حمل الصندوق قم وامسكه. فقال ربما كان معه سلاح والله يقول ولاتلقوا بايديكم الى التهلكة. ثم حمل اللص الصندوق وخرج فقلت له صار الرجل في الخلاء قم واستصرخ الناس. فقال كل انسان ونصيبه قلت له اذا علم الناس بهذا في الصباح ماذا تقول لهم. فقال تبات نار تصبح رماد لها رب يدبرها فقلت له هذا جبن لاتوكل ولا يقين فاننا مامورون بالاجتهاد وحفظ الاموال والارواح. فقال لو شاء ربك مافعلوه. ثم رأيت اللص عاد لاخذ شيء آخر فقلت له ارى اللص حضر ثانية ليحمل غير الصندوق. فقال ربنا يرزقه باقوى من يحجزه عنا. فقلت له ان لم ندافعه ونحفظ امتعتنا من يدفعه. فقال شي لله يا اهل الله. فقلت له حسن الاعتقاد لايدفع عنك اللصوص ولايحفظ لك
حقوقك فقد كان النبي في درجة لانصل اليها وكان له حرس ثم قاتل ودافع عن نفسه وحقوقه والله قادر على رد اعدايه بلا قتال ولا نزال ولكنه امره بالوقاية والاستعداد لاعدائه تشريعاً للامة وتعليما. فقال بلوة اخف من بلوة. مين عارف كان رايح يجري لنا ايه. فقلت مادمتَ في هذه البلادة لابد ان تنهب ونجرد من الامتعة والنقود. فقال ان كان لي نصيب في شيء الحقه. فقلت ارى الرجل يقصدك ليأخذ عمتك ومافي جيبك. فقال ربنا يعميه عني ببركة شيخنا. فقلت له لو فجأ شيخك مثل هذا فانه بلا شك يدافع عن نفسه وبطرد عدوه بما يعلمه من بقاء شرفه بحفظ حقوقه وماله. فقال هو قاصد فضيحتي ربنا يجزيه باعماله. فقلت له ارى الرجل دخل الخزنة لياخذ نقودك وخرجي قم بنا نحبسه المصباح فقال وحياتك لربنا يصيبه بمصيبة تتعجب منها الناس. فقلت له أي مصيبة تلحقه بعد غناه