الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- 40 -
بغضب الامة وسخط البلاد. ويا ايها المنتقم من مثيله كفرت نعمة النوعية وجحدت فضل الجنسية فاصبحت وحشاً طبيعياً لا متوحشاً تطبعاً ويا ايها المدعي حرارة الدم هلا صرفتها في استخلاص نوعك من الخشونة وبذلتها في تهذيبه وتأديبه ليكون عوناً لك اذا عرف قدر نفسه ولكنك من النوع الذي وجد من مادة امشاج فقضت عليه الاخلاط بالحيرة والانفعال التجاذبي فقضت بتضارب الاضداد فوقف يفعل الاساءة وهو مرتاح اليها ثم يندم في الحال ويقدم على الامر لايرده راد ثم يرجع بادنى اشارة ولو ثبت على قدم واحة لملا الوجود عجائب ولم يترك من الكرة مقدار ذراع الا عمره ولكنه سلم نفسه الشريفة الى اغراضه فانزلت درجته من معالي الانسانيه حضيض البهيمة
فمن تنطبق عليه هذ الصفات ويحكم بعدها بتوحش البهيم وتمدنه وهو الذي اضله وضلمه واضاع حقوق نفسه وتوسط في ضياع ثمرة حياته الا يعلم كل ذي لب بعد ذلك ان تسميه البهيم بالمتوحش ظلم من الانسان
مجلس انس
جمعنا مع بعض النبلاء مجلس انس ومجمع مسامرة فتفاوضنا في الاخلاق صحيحها وفاسدها وتجاذبنا طرفي الوصفين وارسلنا في كل غرض سهمين. فارتفعت المحاوره الى مقام الجدال. وبلغ الكلام المصارعة والنزال. وخفت على كاس الانس ان يتكدر. وجو السرور ان يتغير فقطعنا لسان الجدال عن سيره. وخضنا في حديث غيره. وما زلنا نتصرف في الكلام. ونقوم من الى مقام. حتى افضت المذاكرة الى تقاعد الاغنياء. وتهور الاغنياء. وموت صناعة البلاد. وكثرة البغي والفساد. فظهرت في بعضنا الحده. ومالاءه من النادي عده. ووصفوا تلك الشرذمة بصفات العصمة ودفعوا عنها كل عيب ووصمة. وقالوا ما حل وثيق العروه. الافقد المال والثروة. فلو كان بيدهم تجارة وبضاعة لملاوا الشرق بحسنات الصناعة وما الزمهم السكوت. الا احتياجهم الى القوت فهم يدفعون الكسل بلسان المثل العين بصيره. واليد قصيره
فقمت قيام اسد ترك عربه. وتتبع اثر فريسه وقلت
سلوني عن الامر الجليل فاتني
…
عليم باخلاق الرجال خبير
لااذكر الكم اهل القفار والاكام. ولارجال الهند والشام فربنا انكرتم ما هنالك وقلتم ليس الامر كذلك وانما اقتصر على مشاهد تبصرونه وحاضر تعرفونه لأقيم الدليل مني وعليه واقوي حجة من انضم منكم الي اذا فرضنا ان بمصر واسكندريه وطندنا الفي انسان من المغرمين بالشراب والفي رجل من المغتزلين بها نكاث الحجاب وثلاثة الاف ممن يفضلون الحشيش على الحان وخمسة الاف من اصحاب الشغف بالعلمان واردنا ان ننظر
- 41 -
لما يجمع من مصرف هؤلاء في هذه السبل المضلة نقال ولا اخبار بالحقيقه لراينا مجموع ما يصرفونه في الملاهي وفساد اخلاقهم وذهاب ثروتهم واتلاف عقولهم هذ البقدار الذي تراه بوجه التقريب لاالتحديد
الفا سكري في ثلاث انصاف بيره كل ليلة باعتبار النصف بقرش مبري بمجموع ما يصرف في العام 206 والفا رجل من عاشقين الغيد ينفق كل مهنم من ماله في كل شهر ثمانين قرشا ومجموع ما يصرفونه في اثنى عشر شهراً 1920000 وثلاثة الاف من الحشاشين يصرف كل منهم قرشين كل ليلة فمجموع ما يصرف سنويا 2160000 وخمسة الاف المتغلمنين يصرف كل منهم خمسين قرشاً في كل شهر فمجموع ما يصرف في العام
3000000 ومجموع ما يصرف من الاقسام الاربعة 9240000 عبارة عن 9240 جنيه ثم نفرض ان بقية اهل البلاد تصرف نصف هذا المقدار وبعض الاعيان والمتسترين يصرفون مقدار النصف ايضاً فيكون المجموع 18480000 عبارة عن عدد 18480 جنيه مصري وهذا خلاف مايصرف في المجالس الخصوصية والهدايا والمعاجين والقمار والنمرة وخلاف من يشرب عشر كبايات او عشرين تعميرة او يقيم في بيت الفحش شهراً او يتخذ له مجلس ولدان كل ليلة فان هذا يفضي بنا الى حد نحكم فيه على انفسنا بالجنون واليأس من انصافنا بصفة الانسانية فاذا فرضنا اننا في احتياج الى معامل) فابريقات) تحمي بها الصناعة واهلها وضربنا العظيم منها في الصغير في خمس وعشرين الف جنيه في سنه واحده سبعة معامل الصناعة واذا استخدمنا في كل معمل مائة من تلامذة مدارسنا في الكتابة والترجمه والتنكيل لوزعنا فيها 70 من اهل المعارف واذا استعملنا خمسمائة من العملة في كل معمل كان مجموع 350 وبضمنه اهل المعارف اليهم يكون المجموع 30 ثم نصرف النظرعن ارباح هذه المعامل وعما يزيد من اهل الخير ونقول اذا ادمنا على ذلك عشر سنين يكون مجموع المعامل سبعين معملا ومجموع ان يستخدم فيها من اهل المعارف سبعة الاف ومن العملة خمسة وثلاثين الفاً ومجموع ذلك اثنان واربعون الف رجل ولا شك ان اثنين واربعين الف رجل تشغل خمسة ملايين من الناس في اعداد مايلزم لصناعتهم من المزرواعات وغيرها وتصريف مايصنعونه بالبيع والشراء والتسفير والشيل والجر والتوسط وغير ذلك مما تقضيه تلك الاعمال. وهذه ثروة لم تلغيها مملكة من الممالك في مدة عشر سنين ثم هذة الثروة تكونت من اثنى عشر الف ضال في وسط خمس ملايين من الناس مع صرف النظر عن ارباح المعامل من اول سنة الى العاشرة
فقام احد النبهاء وقطع على الخطابة وقال ان قلنا هذا المبلغ يصرف الان من اهله فلم لم يفتح هذه المعامل من ياخذها
- 42 -
فقلت لهُ سيدي لو كلفت نفسك بالسعي الى كمرك اسكندريه ووقفت من دفاتره على مقدار مايدخل من المسكرات لعلمت ان في اوروبا الف معمل تشتغل على لمت الشرق ولم يفتحها الا حساب
القرش والقرشين الذي قدمته اليك او تفضل معي نزر البير والخمارات والقهاوي
والحشيش وبيوت المومسات لتعلم ان العدد الذي قدرته لك لايبلغ عشر ماتراه وان مصرفهم في كل ليلة يزيد عن حسابي عشرة اضعاف
فاهتز احد المهذبين وضرب الكف بالكف وارسل الدموع حزناً على فقد الرشد وضياع الالباب وقال باية وسيلة نصل الثروة التي ذكرتها ومن يحفظ لنا نظام ماليتنا اذا تركنا اللهو وتبعنا نصحنك وطريقة اقتصادك فقلت له الامر سهل ياولدي فما هو باكثر من اجتماع الاعيان في كل مدينة وعقد جمعية صناعية يكون صندوقها في ضمانتهم وينشر ذلك في الجرائد والطرقات وتنبعث في النبهاء في المجامع والقهاوي والبير واماكن الملاهي ترشد الاميين وتنصح القراء وتحثهم على معرفة صناديق الاقتصاد وابداعها المبلغ الجزئي الذي لايعز عليهم صرفه في اتلاف عقلهم واخذ ورقة سهام به فاذا تم في المبادي واردنا اخذ في العمل جمعنا من علماء الهندسة والصناعة الذين تربوا في المدارس من نثق بافكارهم ونتعقد امانتها وكلفناهم النظر في المحل الازم الى المعمل والصنف الذي نصنعه اولاً وارسلنا بعضهم الى اوروبا بالاستحضار الالات اللازمة والادوات وهذا يسهل جدا اذا سمع الضعفاء ان الاغنياء فتحوا محلاً يدخرون فيه الى الفقير مالاً يسد فيه دخله ويدفع به نوازي زمانه
فكيف مع هذا تتدعون الفقر وتلتمسون الاعذار الباردة وتدفعون عبب التقاعد والاهمال عم من قدم هذا العمل العظيم تالله اننا لفي نعمة ولكن لانعرف قدرة وفي ثروة ولكن لانحسن ادارتها وفي عزة ولكن لانحافظ عليها. ثم لانجد لنا حديثاً الا الطعن في عمالنا وتقبيح اهل المعارف فماذا تصنع لعمال اذا لم يتنبة الراي العام لجتماع كلمتهِ واحياء بلاده وماذا تفعل اهل المعارف اذا صرف الفقراء والمتوسطون نقودهم في الملاهي وفرح الاغنياء برص الجنيه في صناديق فضلاً عما تراه من السب وما تره من الايذاء وما تعامل به من الاهانة والاساءه ولو نظرنا الى الممالك المتقدمه في الثروة وبحثنا في مادة ثروتهم لوجدناها وحدة الاقتصاد وهيئة الاجتماع فان كل مملكة كائنة ما كانت تعجز عن تقدم جميع اممها لما هي مبتلاة به من الدفاع الخارجي والنظام الداخلي وما قوى سطوة الممالك العظيمة وايد كلمتها الا اممها المجدة في تعظيم الثروة فتعساً لقومٍ لايقلدون الا فيما يذهب بالمجد ويميت روح البلاد. وسحقاً لامة ترى باب النجاح مفتوحاً ولا تلجه وتباً لفئةٍ تمكنت من معدات الثروة
واهملتها اقول قولي هذا وفي الصدر زفرات وفي القلب حسرات واركم وجدتم في هذا