الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- 76 -
الفلوكة وما فعلت شيئاً خلاف ما امرتني به فاجابه المخرف يامجنون وياسخيف العقل هل سمعت قط ان عمارة الندل قرب من عبلة طول حياة فارسنا الامجد وليثنا ابي الفوارس عنترة فكيف ان اعظم محبيه واحد مشدوديه مثلي يترك عمارة الندل الاجرب يقرب منها بعد وفاته لاكان هذا ابداً فسأله القلفاط واين هي عبلة حتى تمنعني من الدنو منها فعرفه المخرف انه لغرامه بعبلة سمى فلوكته بأسمها ففهم القلفاط وترك الفلوكة وهو يسب خسافة عقل ذلك المخرف ويلعن الجهل واهله ويدعو الله ان يمن على المخرفين بمن يبكتهم ونزجرهم على افعالهم هذه ليرجعوا عنها اما ذلك المخرف فلم يسع من بعدها في طلب قلفاط اخر خوفاً على عبلة وترك الفلوكة على الشاطي تكسره الامواج حتى لم يبق من عبلة بقية كتبه
ولدكم مصطفى ماهر
من تأمل رسالة هذا البارع وراى قسمه بقدر الانسانية وعزة الوطنية عرف ما تشربه قلبه من حب بلاده وما وصل اليه من ادراك معنى الانسانية حتى صارت ابراقسامة وبمثله تفخر الاباء وهو مع احسانه الانشاء العربي كذلك يحسن النشاء الفرنساوي وسنرى من امثاله ما يملاه الخواطر سرورا والنواظر نوراً حفظه الله لوالده الجليل ومتعني الله بتلاوة رقائقه التي هي اقصى غاياتي وثمرة حياتي فيه وفي امثاله ابقاهم الله
افتتاح مدرسة الجمعية الخيرية
بد منهور
في الساعة التاسعة من يوم الخميس شعبان سنة 98 اجتمع الاعضاء ومن دعوهم لشهود هذا الاحتفال من الاعيان والوجهاء وساروا من بيت الهمام النبيه سعادة محمد بك سعد الدين مدير البحيرة الى المدرسة بجوار سيدي ابي الريش وبعد ان اخذ الناس مجالسهم قمت وطلبت من سعادة الرئيس افتتاح المحفل فحمد الله واثنى عليه ثم امتدح الحضرة الخديوية بما شف عن حبه لها وميله اليها واحال خطاب الافتتاح على العالم المحقق التحرير حضرة الاستاذ الفاضل الشيخ محمد جوهر فارتجل خطابة بديعة طرب بها كل سامع وشهد لحظرته بالبلاغة والاقتدار على الارتجال الدال على تمكنه من اللغة وتفننه في العلوم ولو استطعت كتابتها اذ ذاك لحليت وجه الصحيفة بها ولكن شهرته تغنى عن الدالة عليه بخطبة وبعد فراغه من الخطابة قمت فامتدحته بما يليق بمقامه ثم رجوت الفاضل المهذب الشيخ محمد الوكيل في خطابة فقام وتلا هذا الخطاب البديع وهو
حمداً لمن فتح باب المعارف للطالبين واوضح شموس الهداية لأهل اليقين وصلاة وسلاماً على من علمه الامين الاعظم فقال لهُ اقرأ وربك الاكرم {وعلى اله الذين سلكوا
- 77 -
سبيل الرشاد واصحابه الذين اهتدت بنور هدايتهم العباد وبعد فلما كان التعلم من اشرف الخصوصيات الانسانية والغايات التي تنبعث لها همم البرية قيض الله بتوفيقه العظيم وبرفيضه العميم لهذا العصر الذي بزغت شموش تمدنه في الافاق واطلع الله نجم سعوده بجميل الاتفاق رجالاً كراماً سارعوا لتحصيل الخيرات واجتهدوا في تعميم نفع البريات وفي ذلك فليتنافس المتنافسون وليجد في تحصيل نفعة المجدون اهتزت اريحيتهم للتعاون على البر والتقوى مخلصين لله في السر والنجوى فانتظم في سلك اخلاصهم عقد الجمعية الخيرية وانتهزوا فرصة هذه العناية الربانية بان اقاموا عماد المعارف بقوائم الهدى فان بث العلوم مما يذهب الجهالة ويستاصل داء البطالة ويخلد الذكر الجميل ويشرف الدني ويعز الذليل تبدوابه الكمالات وتحسن به البدايات والنهايات يجلس الصغير على مرتبة الكبير ويساوي بين الامير والحقير قال الشاعر
تعلم العلم باذا
…
تحز فخار النبوه
فالله قال ليحيى
…
خذ الكتاب بقوه
فيا اهل الفطنة هذا موسم تحصيل الخيرات وابان السعى لنيل المبرات فشمروا عن ساعد الاجتهاد وحصلوا من هذا الغرض ما يدخر ليوم المعاد وانظروا كيف اخذت اخوانكم الحمية الوطنية والرافة الانسانية العمومية فاجتهدوا انفسهم وبذلوا اموالهم في تهيء هذه المدرسة العام نفعها وانبت ثمار العلوم زرعها فخازوا قصبات السبق في مضمار المطالب ونالوا من الشرف ماتنبعث لهُ نفس كل راغب فلله در مديرنا الافخم وسعد دين الله الاعظم حيث اقتضت همته العالية ونفسه الراضية انشاء هذه المدرسة بمدينة دمنهور ليحصل بها كمال المنفعة على مدى الدهور ولله در رجال تعاضدوا معه لنجاز هذه المكرمة واقتفوا اثر سعادته في ايجاد هذه المرحمة ليكتسبوا لسان الشكر من الانام وحسن القبول من الملك العلام فانعم بها من دار علوم عمها ظل خديونا الاعظم ومليك مصره العزيز الافخم اللهم ادم لنا الحضرة التوفيقة وانجالها الكرام وانفع بمحاسن اخلاقهم الخاص والعام
هلموا ننتهز فرص التهاني
…
ونغنم انس هذا المهرجان
ونسعى في صفا الاوقات سعيا
…
يوصلنا الى نيل الاماني
ونجني من ثمار الفضل مجداً
…
بافبال يدوم مدى الزمان
ونحظى بالوصول الى المعالي
…
ونسلك بالهدى سبل البيان
منحنا خير مدرسة تحلت
…
بتيجان جواهرها المعاني
دمنهور بها اضحت عروساً
…
بهجتها تتيه على الحسان
اقام عمادها قوم كرام
…
كما شاهدت ذلك بالعيان
تقدمهم لهذا السعى مولى
…
تقلد رتبة الشرف المصان
- 78 -
بسعد الدين شهرته امير
…
سمى بكماله اعلا مكان
ووافقه على ئلك المزايا
…
رجال حظهم شرف اللسان
فيالله من محمود سعي
…
بصالحه حوى خير امتنان
بهم جمعية الخير استفادت
…
كمال الشكر من قاص ودان
لهم بالله توفيق معين
…
مليك مالهُ في المجد ثان
ادام الله عز مليك مصر
…
وانفذ حكمه في كل آن
وابقى طالع الانجال فينا
…
مضيئا ما اضاء الفرقدان
بمجدهم المؤتل قلت ارخ
…
بمدرسة العلوم جلال شان
706 177 64 351
1298
بخير افادة فتحت وجات
…
باشراف ماتجود بنوا المعاني
812 468 888 410
1298 1298
583 454 59 202
1298
وبعد فراغه صفف اليه استحساناً وقمت فاثنيت حليه بما هو اهله ثم التمست من حضرة الفاضل الشيخ عبدا لله العريان ان يتحفنا ببدائعه فقام وخطب بما لعب بالالباب ودونك ما متعنا به هذا الالمعي وهو
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمدك يا من فتحت لنا ابواب السعد بحسن كمال توفيقنا لمعرفتك فاظهرت لنا يد السرور آثارها بنيل بلوغ نعمتك فقام فينا سعد الدين والبيان رئيساً مطاعاً واعطانا نديم الفصاحة والبلاغة من حسن منظومه ومنثوره متاعاً فنال كل فريق منا مآر به وعلم كل انسان منا مشربه فسبحانك ما ابلغ حكمتك وبدع عظمتك واصلي واسلم على من انار طريق الهداية لدروس حججه التي هي لجيش الضلال قاطعة وعلى آله واصحابه الحائزين قصب السبق في مضمار علومه وانواره الساطعة اما بعد فلما اظهر الله لنا التوفيق المصون الى عالم الظهور انقذنا بسببه من اسر هوانا وارتدع من هو بجهله مغرور وتسابقت منا فرسان المعارف الى ميدان مدارس الفضل واللطائف وتألفت القلوب وعلمت طريق باب السعادة والنجوى واستمدت من نور توفيقها وتعاونت على البر والتقوى وصرنا بعد زمان الشيب في ايام الشييبة واخذنا نلتقي معارف اسلافنا العجيبة وصارت الان مصر في اعلا مزايا لا لتناها ولطائف احاسن لايبلغ الحصر منتهاها وحق لنا ان نقول
أيا مصر تيهي واحظ بالخير والمنى
…
بما نلت من حسن بتوفيق مولاك
- 79 -
وقومي بشكر للالاه وبادري
…
بدعوة اخص فربك اعطاكِ
فوالله قد تزينا من جمال معارف توفيقنا باحسن زينة وتقلد جيد نظامنا من عوارف معارف وزرائه بقلائد ثمينة قناهيك بهذه الجمعية الخيرية الوطنية التي انشأت هذه المدرسة البهية الدمنهورية وهذا اليوم السعيد يوم افتتاح خيرها ووصول الراجين للتمتع بثمرات برها وذلك بهيمة صاحب الشهرة في جميع الخصال المرضية والعدل الصائب في كامل احوال الرعية من يحسن رئاسته حسن جمع هذه الجمعية سعادة مدير بحريتنا لا زال سعده طالعاً في البرية فاكمر ها من جمعية قد اسستها يد الاحسان بالتقوى وارتبطت قوانينها من صلاح رجالها بالسبب الاقوى يقول عند سماع نديمها الوا الالباب ما سمعنا بهذا في الملة الاخرة ان هذا لشي عجاب فاعظم به من نديم قد ملك مضمار البديهة واللسن ومجلى عرائس الاختراعات والفطن وقد أوتي من جميع العلوم حظاً وافراً فسبقنا به من تقدمنا وان كنا اخراً ورقت به علوم هذه الجمعية وصارت جديدة بمعنى هذه الابيات الشعرية
فان ذكرت في الحي اصبح اهله
…
نشاوي ولا عارعليهم ولا اثم
وان خطرت يوماً على خاطر امرئ
…
اقامت به الافراح وارتحل الهم
ولو نظر الندمان ختم انايها
…
لاسكرهم من دونها ذلك الختم
وحيث كان شكرا الاحسان واجبا على كل انسان فنسأل الله ان يديم لنا الحضرة الفخيمة الخديوية وانجالها ووزراء دولتها ورجالها البهية ويمتعنا بدوام كمال سعد ديننا ومديرنا الهمام ويسرنا بنجاح كل خير يعود علينا على مدا الدهور والايام
وبعد تصفيق الاستحسان قمت للثناء عليه ورغبت من حضرة البارع الذكي الشيخ حميده سالم ان يتفضل على المحفل برقائقه فقام وقال واجاد وها هي خطبته الدالة على حسن اقتداره
حمداً لفاتح ابواب الخير لعباده العارفين السالكين سبيل الرشاد فكانوا بتوفيق العزيز من الفائزين المولفة قلوبهم للتقوى. المخلصين لله في السر والنجوى 0المنفقين نفوسهم واموالهم في الطاعة0المجتهدين في تحصيل واكتساب الاجر ولم يرتضوا ضياعه 0وصلاة وسلاماً على خير ساع في اصلاح شان العباد. سيدنا محمد الذي شاع ذكره بالمكارم في جميع البلاد. اوضح لنا طرق الهدى 0 وارشدنا لما به تكفي الردا. وعلى آله واصحابه
والانصار. واتباعه وذريته الطيبين الاخيار 0اما بعد فان كمال النوع الانساني يتوقف على معرفة المعارف والعلوم. ومعرفة احكام المنطوق منها والمفهوم فانها غذاء الارواح والعقول. وبها يكتسي الجسم حلل الصحة والقبول. ومتى صح بها العقل. وبرئ بها من علة الجهل. يتقدم المر في المعارف. وجازبها كل مجد من
- 80 -
تالد وطارف. ومن اعظم مساعد على اكتسابها مع السهولة عل تحصيل ادابها وجود المدارس التي ينشأ التلميذ في فنونها يدارس ولو كابد مرارة التعليم في صغره. فانه يجني ثمرة حلاوة مزينه في كبره. قال صلى الله عليه وسلم اكرم اولادكم واحسنوا ادبكم وقال صاحب المثل. ناصحاً لمن عقل. ادب ولدك في الصغر ينفعه في الكبر. ومتى شب الولد على امر شباب عليه ولا يميل طبعه طول حياته الا اليه. واذا اهمل الولد في الصغر بلا تعلم. واستحوذ على عقله الشيطان الرجيم فسد عقله وغلب عليه جهله ويخلق باخلاق قبيحة. ومع وجد ذلك لم تؤثر بيه النصيحة لارتكابه كل فعال يذم بها وخصال تنزع عنه كل بها. واذا كبر وتذكر ما فات من ضياع عمره في اخبث الشهوات ندم حيث لاينفعه الندم. وتمنى ان لو كان ماوجد من العدم ولاينفعه في الكبر قول لو وليت كنت فعلت في الصغر كيت وكيت بل تمثل بقول القائل من مضي قبل من الاوائل
الام على لو ولو كنت عالما
…
باذناب لو لم تفتني اوائله
فعلى رجال هذا الوطن ان يكونوا امة واحدة الفة واتحاد او تعاضدا ومساعدة. ومعلوم لدى الجميع حب الانسان لاوطانه. وكذا المرء قليل بنفسه كثير باخوانه وليس في ذلك ما يوجب التشكيك. قال الله تعالى سنشد عضدك باخيك خصوصاً ونحن في عصر ظهر
فيه طالع التوفيق وقد فتحت فيه المدارس بكثرة للنفع بها على التحقيق. ولا تخفى فطنة رجال هذا العصر وكثرة مكارمهم التي تجل عن الحصر وشغفهم بحرفتي المعارف والاداب فهم ينسلون اليهما من كل حدب. ولاسيما الاستاذ عبد الله افندي نديم فانه اول محب ساع في ق هذا الخير الميم على انه هذا الاستاذ جنى من كروم العلوم ثمرتها وبلغ في جميع فنون الادب والمعارف غايتها فلم يسبقه من فرسان البلاغة سابق ولم يلحقه من ابطال الفصاحة لاحق
قل للذي قد رام يبلغ شأوه
…
اقصر عناك فما اليه وصول
وكفاه شرفاً ما يروي عنه من عميم النفع بمدرسته الخيرية بسكندرية التي صارت بها انوار تعليم العلوم واضحة جلية حتي بلغ ذكرها الشام والعراق وشاع فضلها في جميع الافاق ولله قوم كرما. سادة عظما. جيلت قلوبهم على حب الطاعات وفعل المكارم والخيرات. قد اجتمعوا ببندر دمنهور تأسيس مآثر خير تبقى لهم على مدا الدهور لفاح مدرسة خيرية وطنية لتعليم العلوم الدينية واللغات الاجنبية لعلمهم انها واجبة عليهم ونفعها عايد اليهم وحباً منهم في تربية وتعليم اولاد الفقراء والايتام تبرعاً منهم لله ومحافظة على شرف ملة الاسلام فيالها من مكارم تسر من في السموات ومن في الارض ويالها من مآثر تخلد لهم الذكر الحميد الى يوم العرض وامامهم المجتهد في نشر هذه
- 81 -
المكارم الجليلة ورئيسهم الاعظم القائم باقامة هذه الشعائر الجميلة هو سعادة مديرنا الافخم واميرنا الاكرم ذوا لهم العالية والرتب السامية من عرف الحق حقاً فتبعه وراى الباطل باطلاً فنآى عنه فانعم به من امير لا يزال الحلم سجيته وحبه الخير لايزال على الدوام طبيعته واكرم به من مدير ادار على اهل البحيرة كوؤس المسرات واوصل اليهم كمال الخيرات واوفى المبرات فبهمته اصبحت دمنهور تزدهي بانوار علوم هذه المدرسة النافعة التي صارت لكل فنون العلم والمعارف جامعة حتي نطق لسان الحال مورخاً لها قائلاً مادحاً شاكراً اهلها
اصبحت تزدهي دمنهور نورا
…
وبدا ليلها ضياء كصبح
طاب فيها روض المعارف نفحا
…
صار يغني عن كل طيب ونفخ
فهنيئاً لها بما كسبتهُ
…
من سرور يغنيك عن كل شرح
بمدير لها كوس التهاني
…
وبها سعد الذين فاز ينجح
سيد ماجد امير كريم
…
حاز فضلاً يسمو على كل مدح
ورجال افكارهم نيرات
…
يتداوى برأيهم كل جرح
اهل مجد تسابقوا للمعاني
…
واكتساب الثنا ففازوا بربح
اهل سعد لهم مقاصد خير
…
اهل رشد بين الانام ونصح
منهم صالح الفعال ومنهم
…
من لنحو العلا لهُ خير شطح
سيما فيهم نديم المعالي
…
من تحلى بكل رأي اصح
كم لهم من مكارم قد توالت
…
للورى في بحارها خير سج
اوجدوا للعلوم مدرسة خير
…
بة حيث ما بهم نوع شح
يالها للعلوم مدرسة تز
…
هو افتتاحا تاريخها خير فتح
سنة 1298
فنسالك اللهم ان تديم النفع العميم بهذه المدرسة التي صارت على تقوى من الله ورضوان مؤسسة وان تبقى رجال جمعية خيرها الا ماجد في امان وان تديم تويقهم للخير على مدار الدهور والازمان ما افتتح باب خير لطالب وراغب وفاح مسك ختام لحاضر وغائب امين
وبعد تصفيق الاستحسان قمت وطلبت الفاضل الاديب الشيخ احمد ابا الفرج للخطابة وبعده الذكي. الحسيب السيد محمد افندي شكري ناذر المدرسة وبعده ولدنا مرقص نبيه تلميذ المدرسة الخيرية ولكن لكون الجميعة جمعوا الخطب على غير ترتيب ولم يسعهمم الملحق تاخر تحت الطبع خطاب الفاضل الشيخ احمد ابي الفرج والالمعي شكري نثبتهما في العدد الاتي وهذا خطاب
- 82 -
ولدنا قام فقال
سبحان من خلق الانسان وجعله محل التصور والادراك وارسل الانبياء لانقاذه من يد الضلال والاشراك وفق من شاء لما شاء من افعال الخير ودفع عنه بفضله كل شر وضير وبعد فانا وجدنا في هذه الحياة الدنيا وقد انقسمت درحتين عليا ودنيا فاهل العليا هم رجال المعارف. واهل الدنيا هم فتيان المعازف ولم ادر نحن في ي قسم من الاثنين اظننا في الدرجة الثانية بلا مين فاننا لو كان المجد في الخمول كنا السابقين ولو كان الشرف في الكبر والتيه كنا الاولين ولو كانت السيادة في الانفة والعنف كنا امرأها ولو كانت المعارف في التقليد والحبط كنا علمأها فطباعنا في اللهو والفساد لم يخلق مثلها في البلاد اتخذنا الحقد عاده وضرب الفقير سيلده وشربنا الجهل بكاس الغباوه وتمنطقنا بالبغض على العداوة فلم نشارك الحيوان في حب النوعية ولاسكان القفار في حب الجنسية بل جبنا حتى عن الحرم وانفنا حتى من الكرم ورجعنا بسوء الاخلاق القهقري وحمدنا عند التاخير السري
فمن كان ذل النفس غاية قصده
…
تعلل بالتأخير عن زمن السبق
ومن سار للعليا مجداً بنفسه
…
رأى الصعب مقروناً بمنزلة الرفق
فهل من حر يرجع اليه او كريم يعول عليه اوسيد تتحقق فيه الظنون او شجاع تنظر اليه
العيون او سيد نرتفع بقدره او جميل نستضيء ببدره اوحكيم يهذبنا وعظه او عالم يؤدبنا لفظه فقد قرعت العصا لمن يفهم واسرجت الخيل حتى الادهم وحمي الوطيس على اطف الكم وهلكوا صغاراً بسوء افعالكم سكرتم بالخمول بعد سكرة الجهل وصرفتم النقد في طريق الملاهي السهل وتركتم الاطفال يصرخون جوعاً ويشربون من الظماء دموعاً ويساقون من الجهل مع البهائم قبل ان تناط عنهم التمائم وما ذنبنا اذا جهلت الاباء وعاقها عن المعارف الاباء انترك عرضة لنكبات الزمان ام نهدر صغاراً ونحن من الانسان وتاخذنا الاباء بذنوب الاجداد فلا نلحق العلم ولا نار الحداد عار على شيوخ جربت الزمن وفتية ذاقوا في لايستحق واقوياء لايجدون مجداً محق فواخجلتاه من اجنبي يعلمنا البيان واعجمي يعرب لنا اللسان وغريب يغنم اموالنا وقريب يسئ احوالنا ووافضحيناه من شيوخ تكسر وفتية لاتشكر وصبية تلتقط فنات النجلاء وعبة اهلكتها الخيلاء واواه اواه من سيف بغي كسر العظم ووصل المشاش وعنون تاريخ ويدخلون عدنا في الاوباش فمتى تثور هم الرجال ويدخلون مجالاً غيرهذا المجال وينقذونا من دائرة الحيوان ونكتسب كبقية العالم اسم الانسان اظن النفوس بطرت والهمم فترت وسررنا بتلاعب الناس بنا ورضينا بسوء مصابنا فلا يهمنا التغيير والتجديد ولا يحركنا التنديد والتهديد بئست الحالة ان رضيناها وساءت السيرة ان لازمناها
- 83 -
وانعم بنا اذا نظرنا الى بلادنا نظر العقلاء وقمنا بامرنا قيام الحكماء وصرنا لاميرنا عضدا بتقوى به على الوقاية وحصناً يأوى الينا وقت الحماية ولا ندرك هذه الغايات الا بعقد الجمعيات واحياء العلم الدارس بافتتاح المعمل والمدار وهذا اول محفل ادبي عقد في دمنهور وطلعت في سمائه من اعيان البلاد بدور فحافظوا على بقائه لتدركوا الفلاح وتدخل ابناءكم بالادب ساحة النحاح واله يرشدكم للنظر والتحقيق ويجعل اعمالكم ومقرونه بالتوفيق
فقمتُ وقلتُ لهُ صدقت وبررت
فان من لهُ عين ينظر بها ومن لهُ قبيلة يفتخر با نتسابها ومن لهُ دار سعى في عمارها ومن عرف صنعة اجتهد في انتشارها ومن اولي مالاً اتقن حسن صرفه ومن استودع شيئاً اليكم غلق ظرفه ونحن لنا اين ولكن سرنا عنها العيان ولنا ماصل ولكنه في زوايا النسيان ولنا دار ولكننا نهدمها بايدينا ونعرف الصنعة ولكن تركناها لاعادينا وقد اوتينا مالاً فصرفناه
فيما يهلك الوطن واستودعنا الانسانية فجعلناها خسارة البدن وقد استبدلنا تلك الخصال بذميم الفعال ان دهمنا عدو اعناه علينا وان خدعنا انسان وهبناه ما لدينا وان تقدم منا واحد مقتناه وان نبغ فبنا شخص هجرناه تمشي فيها على ذكر الاباء ونميل المغفلة وان قبحت الابناء
وما الفخر بالعظم الرميم وانما
…
فخار الذي يبغى الفخار بنفسه
فلو كان عندي مليون من الجنيه واحكمت غلق الصناديق عليه ولبست من الثياب افخرها وركبت من الخيل اشهرها وكنت مع ذلك بلا لب اعقل به ولافكر به انتبه ولاخير يؤثر عني ولاصديق يقرب مني ايحسن بي ان اقول انا انسان وانا بهذه الحاله اقل من الحيوان ومن ي بتفهيم من يقول كان ابي السيد الماجد ثم هو على الطبع البارد الجامد فانهُ لوعلم نهايته لاحسن بدايته ولكن لعجاب المرء بنفسه ينسيه فضل يومه قبل امسه وغروره بامواله يوقعه في سوء احواله واقبح من هذا الغافل جاهل يدعي انه فاضل يخدع الجهلاء بالشقشقة وبظهر العالمية بالمشدقة وهو اعجز من الصلد عن النطق واحق من المجرم بالشنق فان العلم بريئ من هذه الاخلاق فقد اختصت اهله بطاهر الاذواق وانفقت في كسبه الروح والمال وسهرت في تحصيله الليال تراهم دون العالم في زوايا الخمول مع انهم ادركوا القصد والمأمول وساروا بدوراً في سماء الانسانية يهتدي بنورهم ذو الهمة العلية فمن لنا برد اهل الدعوى الذين عمت بافكارهم البلوى قد غلبوا اهل العلم بالنفاق والتخبنتر في الاسواق فظنت الجهلاء ان هؤلاء النبهاء ولو عرفوا ساداتنا العلماء لاسرعوا اليهم من سائر الانداء واقتبسوا من نورهم ما يحسنون
- 84 -
به سير امروهم وساروا من اهل اليقين وصنعوا هولاء المنافقين
فدع ماشئت من عم وخال
…
وجد عن عيون الفقر خال
وحصل ان اردت العز يوماً
…
علوماً ضؤها نور المعالي
وجانب فتية ضلوا فتاهوا
…
وباتوا عاكفين على المحال
وصاحب يا اخا الفتيان بحراً
…
تروي القلب من حر الضلال
وجاهد كي تكون به خبيراً
…
وقدم نعله فعل الموال
فمن امسى لاهل الفضل عبداً
…
تحرر بالمعارف والجلال
ومن ارخي على العرفان ستراً
…
رماه الجهل في سوق الجمال
اقول قولي هذا وانا على يقين من ن الجهل استعبدنا وطردنا عن التقدم وابعدنا واكثر فينا الامال واوقعنا في سوء الاعمال فصرنا اضحوكة بين الانام ولعبة بيد الطفام وما اسمع الا سوف ندرك من تقدم وننقذ من تندم وسنعمل عمل المتمدنين حتى نسبق المتقدمين ثم ما اري الا المزاحمة على الابهة والظهور والمسابقة الى ما يقصم الظهور واكل لحوم انفسنا بالغيبة ورمي عظمائنا بالشكوك والريبه وما الزمني ترك التلويح والميل الى التصريح الا خوفي على الصغار من سوء افعال الكبار فان الطباع جبلت على التقليد وطبعت على عدم التقييد خصوصاً والغرب يصيدنا بالملاهي مادا نظره الى التناهي ونحن نمده بما يقوي ثروته وبأيد طوته وتستحسن كلما رأيناه من المصائد ونفتخر بما ناخذه عنه من العوائد فاذا لم يحفظ الجيل الصغير من خرافات الكبير يئسنا من حسن الحال وزدنا في الوبال واستعصى الداء الدوا ومالت النفوس مع الهوى وهاهي الجمعية فتحت باب الاجتهاد ومهدت سبل الاستعداد وابتدأت افعالها الخيرية بمدرستها العلمية فيالها جمعية كفلت الايتام والفقراء وفتحت بابها للاعيان والامراء يتمتعون بثمرتها الادبية ومواعظها لخطابية لتجتهد الامراء والاعيان في تربية البنات والغلمان حتى تتنبه الافكار للاختراع وتتوصل بالمعارف الى الابتداع فما ضر الابناء الا جهل الامهات وتربيتها الاطفال على الترهات فو ذاقت الام لذة المعرفة لشب رضيعها على احسن صفه ويفع مستعداً للكمالات ونبغ وهو في احسن الحالات واسفي على قوم لم يعرفوا الا الخلاعات وقد انفوا حتى من نظر المخترعات واذا سمعوا من خطيب معنى قالوا بالله دعنا واترك المعارف لاهلها ودع وعر الطرق بسهلها فغاية القصد ان تحصل على العيش ونلبس ولو غليظ الخيش وانا استفتي مثل هذا البليد عن صاحب المعارف السعيد ومن هم اهلها اذا لم يكن لها اهلا ولم يذق من عذب موردها نهلا اهم الحمير الفارهة في الجري