الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب
البدع
التلفظ بالنية
سؤال: نحن في بلادنا نعرف أن كل عبادة لا بد لها من نية فلذلك لا بد قبل الشروع في الصلاة من التلفظ بالنية، فإذا كان هذا غير جائز أو بدعة فما معنى الحديث:«إنما الأعمال بالنيات؟» .
الجواب: نعم كل عمل يحتاج إلى نية، للحديث الذي ذكرته أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:«إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى» ، ولكنْ ليس معنى هذا أن تتلفظ بالنية، معنى هذا: أن تعتقد بقلبك، وتنوي بقلبك أداء العمل لله عز وجل، ويكفي هذا، فالنية محلها القلب، وليس محلها اللسان، والتلفظ بها بدعة، لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن خلفائه الراشدين وأصحابه والقرون المفضلة أنهم كانوا يتلفظون بالنية، وإنما النية محلها القلب، والله تعالى يقول:{قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم} [الحجرات: 16] ، فإذا نويت بقلبك وقصدت بقلبك، فالله يعلم ذلك، ولا يحتاج إلى أن تتلفظ بلسانك.
***
مسح الرقبة في الوضوء
سؤال: هل غسل أو مسح الرقبة من فروض أو سنن الوضوء أم لا؟
الجواب: ليس مسح الرقبة من سنن الوضوء ولا من فروضه لأن الله سبحانه وتعالى بين الأعضاء المغسولة والممسوحة، قال سبحانه وتعالى:
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة: 6] ، فالذي يمسح الرأس فقط دون العنق.
ولم يثبت في مسح العنق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة فمسحه يكون من البدع.
***
قول: استقمنا واعتدلنا بعد إقامة الصلاة
سؤال: عند إقامة الصلاة وعندما يقول الإمام العبارات التي يقصد منها تسوية الصفوف كقوله: استقيموا أو اعتدلوا، يقول المأمومون بصوت منخفض: استقمنا واعتدلنا وعلى الله توكلنا: فما صحة هذا القول؟
الجواب: لا أصل لهذا القول ولا ينبغي أن يقال لأنه لا دليل عليه في هذه الحالة، والأصل في الأدعية والعبادات أن تتوقف على الدليل الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس في هذا دليل، فيجب تركه.
***
قراءة الصلاة الإبراهيمية قبل دخول
الإمام يوم الجمعة
سؤال: في بلادنا قبل صلاة الجمعة يردد المصلون الصلاة الإبراهيمية بأصوات عالية وجماعية، حتى يصل الإمام ويخطب، وكذلك إذا قال الإمام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قبل الخطبة، يرد عليه المصلون بأصوات عالية وجماعية أيضًا، بقولهم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فما الحكم في ذلك؟ وما هي نصيحتكم لهذه الجماعة؟
الجواب: قراءة الصلاة الإبراهيمية قبل دخول الإمام لا أصل لها في الشريعة فهي بدعة، وإذا كانوا يرفعون أصواتهم بذلك، بصفة جماعية، فالأمر أشد والبدعة أشد، فهذا عمل لم يكن من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من سنة خلفائه الراشدين، ومن جاء بعدهم من القرون المفضلة، فهذا من البدع.
قراءة الصلاة الإبراهيمية قبل دخول الإمام سواء برفع صوت، أو بدون رفع صوت، وسواءً بانفراد، أو بصوت جماعي، كله بدعة، يجب اجتنابه.
وأما ردهم السلام على الإمام إذا دخل على المنبر بصوت جماعي، فهذا أيضًا بدعة، لم يكن من عمل المسلمين، فرد السلام سرًّا وبصفة انفرادية لا مانع منه، لكن رده جهرًا، أو بصوت جماعي، هذا كله من البدع، والذي ننصح به هؤلاء أن يتركوا هذه البدع، والمخالفات وأن يتقيدوا بالسنة النبوية، ويراجعوا كتب السنة الصحيحة، ويعملوا بما فيها، ولا يعتمدوا على عادات الناس، والخرافات التي اتخذها كثير من الناس دينًا، وهي لا أصل لها في الشريعة، فيجب على المسلم أن لا يقدم على عمل إلا بعد أن يتثبت من صحته ومطابقته للوجه المشروع، والله أعلم.
سؤال: رد السلام على الخطيب مثلًا في خطبة الجمعة أو على من يلقي السلام بواسطة المذياع مثلًا ونحوه، لا يدخل في حكم رد السلام حضورًا يعني شخصيًّا، من حيث الإلزام برد السلام؟
الجواب: هذا مشروع بلا شك، رد السلام مشروع، ولكن إذا كان السلام على جماعة، فالفقهاء يقولون: إن رده فرض كفاية، إذا رده البعض يبقى في حق الباقين سنة، والمسلم في المذياع أو المسلم على المنبر
يسلم على جماعة فرده فرض كفاية.
سؤال: وبالنسبة للجمعة كما تفضلتم يكون سرًّا بين الإنسان ونفسه؟
الجواب: نعم يكون سرًّا.
***
قراءة أسماء الله الحسنى بعد الصلاة
سؤال: في المسجد الذي نصلي فيه بعد قراءة الجزء وهو راتب يومي، يقرؤون أسماء الله الحسنى، وبعدها يرددون جميعًا اسم (يا لطيف) مائة وتسعة وعشرين مرة، فهل هذا مشروع أم بدعة؟
الجواب: قراءة أسماء الله الحسنى بعد الصلوات واعتياد هذا، وترديد كلمة يا لطيف عددًا معينًا وبصفة معينة، كل هذا من البدع المحدثة في الإسلام، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة.
فهذه الأذكار المحدثة، كقراءة أسماء الله الحسنى، لبعض الصلوات، وترديد كلمة يا لطيف بصوت مرتفع، وما أشبه ذلك من الأوراد التي ليس عليها دليل من الكتاب والسنة، ولا من هدي السلف الصالح، فهي بدع يجب تركها والابتعاد عنها، والتحذير منها.
أما أسماء الله الحسنى فالله تعالى يقول: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180] ، فدعاء الله بأسمائه وصفاته والتوسل إليه بذلك هذا شيء مشروع، لكن لا يجعل هذا في وقت معين، أو بعد فريضة إلا بدليل يدل على ذلك، ولا دليل يدل على التخصيص، والله تعالى أعلم.