المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الصِّبيح:   بكسر الصاد والباء بعدها فياء فجاء على لفظ الصبيح بمعنى - معجم أسر بريدة - جـ ١٢

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌باب الصاد

- ‌الصالحي:

- ‌فلاح ومحارب:

- ‌الصَّامِل:

- ‌ الصامل

- ‌ الصامل

- ‌الصامل:

- ‌الصَّانِع:

- ‌وصية محمد بن ناصر الصانع:

- ‌وثيقة أخرى فيها ذكر محمد الناصر (الصانع):

- ‌وثيقة مغارسة:

- ‌الصانع:

- ‌الصاهُود:

- ‌الصايغ:

- ‌(الصايغ)

- ‌الصايل:

- ‌الصَّبْحاوي:

- ‌الصَّبْر:

- ‌الصِّبيح:

- ‌الصْبَيْحي:

- ‌الصَّطَّامي:

- ‌الصَّعب:

- ‌صعب وسهل:

- ‌الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز ابن الشيخ صعب التويجري:

- ‌الصَّعَب:

- ‌الصَّعَب:

- ‌الصَّعَب:

- ‌الصُّعْنُوني:

- ‌الصعَيْليك:

- ‌الصْغَيِّر:

- ‌شعر الصغيِّر:

- ‌نبذة من ديوان الشاعر محمد السليمان الصغير رحمه الله:

- ‌شعر الصغير من أفواه الرواة:

- ‌ الصغيِّر

- ‌الصغيِّر:

- ‌الصَّفَّار:

- ‌الصفافير:

- ‌الصَّقِرْ:

- ‌الصَّقِر:

- ‌الصَّقْرِي:

- ‌الصَّقْعَبي:

- ‌الشيخ محمد بن عبد العزيز الصقعبي:

- ‌الأستاذ المربي صالح بن محمد بن عبد العزيز الصقعبي:

- ‌الأستاذ صالح بن محمد الصقعبي:

- ‌مدرسة الشيخ صالح بن محمد الصقعبي في بريدة:

- ‌ترجمة الشيخ علي بن عبد الله بن فهد الصقعبي:

- ‌وصية سليمان بن حمد الصقعبي:

- ‌أسرة الصقعبي في الوثائق القديمة:

- ‌وثائق متعلقة بالصقعبيات:

- ‌وثائق الصقاعبة:

- ‌الترقيات:

- ‌الصُّقْعوب:

- ‌إبراهيم بن عبد الله بن صالح الصقعوب (أبو أحمد):

- ‌الصقعوب:

- ‌الصْقَيْر:

- ‌أنموذج من فكر عبد العزيز بن صقير حول القبائل والأسر:

- ‌الصْقَيْه:

- ‌نماذج من خط الشيخ عبد الله بن صقيه وكتاباته:

- ‌الشيخ ابن صقيه في كتب تراجم المشايخ

- ‌الصَلال:

- ‌الصِّلْحاني:

- ‌الصِّلْهَام:

- ‌الصليتي:

- ‌الصْلَيْلِي:

- ‌الصِّمْعَاني:

- ‌وثائق لأسرة الصمعاني:

- ‌وقف لعقيل بن محمد الصمعاني:

- ‌وصية لامرأة من أسرة الصمعاني:

- ‌وصية متأخرة:

- ‌طبيب شعبي شهير:

- ‌علاج بدون مقابل:

- ‌طلبة علم من أسرة الصمعاني:

- ‌العودة إلى وثائق الصمعاني:

- ‌حملة شهادات عليا:

- ‌الصَّنَّات:

- ‌وصايا الصنات:

- ‌وصية ناصر بن عبد الله الصنات

- ‌وصية موسى بن ناصر الصنات:

- ‌وثائق أخرى تتعلق بأسرة الصنات:

- ‌وصية عبد الله بن ناصر الصنات:

- ‌وصية عبد الله بن محمد الصنات:

- ‌الصنيتان:

- ‌الصنيتان:

- ‌الصنَيْدح:

- ‌قتل الذئب الغادر:

- ‌الصِّنيع:

- ‌الصَّوَيَّاني:

- ‌مريم الصويانية:

- ‌الصوَيِّغ:

- ‌‌‌الصويلح:

- ‌الصويلح:

- ‌الصْوَيْنِع:

- ‌عثمان بن صالح بن علي الصوينع:

- ‌وثائق للصوينع:

- ‌الصوينع:

- ‌قصة عيبان

- ‌الصيرم:

- ‌الصيَيْفي:

- ‌الصييفي:

الفصل: ‌ ‌الصِّبيح:   بكسر الصاد والباء بعدها فياء فجاء على لفظ الصبيح بمعنى

‌الصِّبيح:

بكسر الصاد والباء بعدها فياء فجاء على لفظ الصبيح بمعنى جميل الوجه.

ويقال لهم (ابن صبيح).

أسرة صغيرة من أهل بريدة جاء أولهم ابن صبيح إليها بمفرده فسكنها.

‌الصْبَيْحي:

بإسكان الصاد فباء مفتوحة فياء ساكنة فحاء مكسورة فياء نسبة، على صيغة النسبة إلى صبيح الذي هو تصغير صبح، والأصل في نسبة هذه الأسرة هو إلى الصبيحات من بني خالد ووجهه لغويا: بسبب وجود صبحة فيه والصبحة في لغتهم العامية كالغرة في الفصحى كما يقولون للرجل الأبيض الوسيم: أصبح كأنهم يقصدون أن وجهه مضيء كالصبح هذا في الأصل وأما هؤلاء فهم منسوبون إلى الصبيحات من بني خالد.

وهم من أهل بريدة.

منهم ناصر بن عثمان الصبيحي ثري كبير أخذ منه عبد العزيز بن رشيد بعد وقعة سنة الطرفية عام 1318 هـ مالًا، فباع بيته على عيبان الصوينع مات عام 1328 هـ تقريبًا، وهو ساكن في خب روضان.

ومنهم صالح العلي المشاري الصبيحي كان مع عقيل في مصر يبيع ويشتري بالإبل هناك وكان كريمًا وفي وقت من الأوقات قالت له زوجته: لنذهب إلى بريدة لأن الناس يمدحونها فاحتملها مع أولاده إلى بريدة فلما وصلها واراد أن يدخل من جهة الشمال قالوا له: لابد أن تذهب إلى الطرفية مع الغزو أنت وابلك فذهب إلى هناك وسلم من القتل، إلَّا أن الذي معه من إبل ومتاع نهب في الغزو فعاد إلى بريدة ليس معه شي ورأى زوجته وأولاده لم يجدوا الغذاء الكافي بعد مصر.

ص: 86

ثم طلب منه ابن رشيد (500) ريال فباع كل ما عنده حتى مصاغ زوجته، ثم رجع إلى مصر هاربا فقال له أخوه عبد العزيز: وماذا تصنع في البيت؟

فقال: دعه الذي يريده وقال:

يا عين هِلِّي بأزرق الدمع هِليِّ

دمع غزير ولا تدارين الإهمال

على ربوع شوفهم ما حصل لي

ما يسقم اللي عندهم ما معه مال

تاجرهم اللي كل منْ به يَهلِّي

وضعيفهم ما ينسوبه برجَّال

اروح عنهم قبل ينزل محلي

دام المعزة قبل تكميلة المال

ومنهم فهد

الصبيحي شاعر عامي مجيد له قصائد يذكر فيها الأمير الشاعر محمد العلي بن عرفج وابنه (زيد).

وقال لي بعضهم: إن محمد العرفج هو خاله.

وقد عاش منتصف القرن الثالث عشر أو هذا هو زمن قصائده.

من شعره:

اوي والله ديرةٍ بين الأنفاد

لو أن أهلها في ركوبة صريفين

عدادهم يزمي على كل عداد

وميزانهم يرجح بكل الموازين

الربع عقب محمد ما بهم ساد

كيلتهم ووزنتهم بالموازين

مثل الصميل اللي تقيس بمقصاد

نقضي الغرض منهم وحنا بعيدين

ترى الرجال أجناس فيهم قدح زاد

ورجل سناد الربع إنْ جوه بادين

ورجلٍ فهو ما ميز الخا من الصاد

ولا يعرف الخوخ من قرِّي التين

ذا قول من لا له بها ورث الأجداد

الأسمل دارٍ وفيها ديايين

لقد نقلت شعر فهد الصبيحي من نسختين إحداهما بخط عبد الرحمن بن إبراهيم الربيعي، والثانية بخط محمد بن حمد العمري، وصححت الواحدة منهما على الأخرى.

ص: 87

بقي أن نعرف تاريخ وفاة فهد الصبيحي، ويمكننا أن نعرف زمنه فهو في القصيدة يحث محمد بن علي العرفج أحد الأمراء من بني عليان على المجيء إلى بريدة.

ومعلوم أن وفاة محمد العرفج هذا كانت في عام 1258 هـ، وتلك القصيدة نظمها الصبيحي في حياته أي حياة محمد العرفج حتمًا.

والقصيدة الثانية موجهة إلى زيد ابن الأمير محمد بن علي العرفج وهي بعد الأولى بقليل، أي في منتصف القرن الثالث عشر على وجه التقريب.

ولكنني وجدت شهادة الفهد الصبيحي على مداينة مؤرخة في سنة 1247 هـ بخط الكاتب المشهور المكثر من الكتابة سليمان بن سيف.

وهي واضحة الخط وسوف يأتي نقلها في رسم (الطويان) في حرف الطاء، وفيها أنه شهد عليها فهد الصبيحي ومحمد بن رزقان، وقد مات فهد الصبيحي في عام 1255 هـ.

وشعر فهد الصبيحي رائع اللفظ، سهل القول، ولكنه ممتنع على من يريد أن يقول مثله، ويحوي كلمات وألفاظا نفيسة من الفصيح الذي كان مستعملًا في العامية ثم مات في عهدنا الحاضر، وقد استفدت به بأن استشهدت منه لتلك الألفاظ.

أما معانيه فإنه يحوي صورا شعرية رائعة تحتاج إلى دراسة مستقلة، وما أجدره بأن يكون أساس دراسة لغوية تربط الماضي البعيد بالماضي القريب الذي هو عصر الصبيحي بالحاضر من الناحية اللغوية.

وما يجدر ذكره أن خاله هو الشاعر الفحل محمد بن علي العرفج الذائع الصيت في الشعر الذي عرف سائر الفنون الشعرية، وسوف نختار من شعره - أي محمد العرفج - مختارات وصلتنا من مصادر مكتوبة قديمة صحيحة، وليس عن الموجود في الطبعات المحرفة - لأن شعره يحتاج في كتابته إلى عناية خاصة.

ص: 88

وسنذكر ذلك عندما نصل إلى ذكره في حرف العين (العرفج)، بإذن الله.

قال فهد الصبيحي في الأمير محمد العلي بن عرفج:

غدا القلب عن ضيم الزمان أو ذاب

وغشى العين من شوف الهوان ضياب

وكسا الرأس شيب شوف نفس به الجفا

إلى شفت في نفس القريب أطناب

لعلَّ نفس ما تمل أو تمتلي

من الغيظ ما له بالجميل احساب

إلى عاد ما تدرك عشا هاشل الخلا

ولا عند ربعك باللزوم تهاب

فالبعد عن دار الهوان معزه

والقرب من دار الهوان عذاب

إلى شمت فاودع شومنك صوب ديره

علاماتها ما تقتدي بهضاب

إلا بحال واحتوال او حيله

محاويلها عند الحوال اصعاب

لكن خطو الدو وإن حال دونه

هبا مع نبا هبت عليه هباب

لكن ثياب الخام فيها اتفرش

بنجم الثريا والرقيبه غاب

إلى هب هيفي الرياح على النضا

غدن واهلهن من هواه ذهاب

بدو دناني والحزوم، ودونها

رهاره زيزوم النِّيا أو سراب

تعيب على الهلباج ون دور الذرا

جذيب مراقيب الحرار اتعاب

على الذيب ما تنهاب لو هي متاهة

إلى عض به ضيم الزمان أنياب

يحدك على المكروه ما كنت كاره

وراك أو قدامك عساك امثاب

ترى الرجل صبار على السيف والقنا

والضيم ما يصبر عليه اعقاب

ترى الحق يا صبيان قل اتباعه

إلى عاد ميسورك عليك هباب

من لا يفارق مقعد الضِّيْم خاسر

يموت وهو ما ينفتح له باب

ترى الحر ما يصبر على الضيم والقهر

إلى عاد ما كفه عليه خضاب

يطير ويوسع طلب رزقه لعله

يوافق رزق ما عليه حجاب

فلا يخمر إلا الكروان وإن طالع اللوا

أو حام بالخضرا عليه عقاب

* * * *

ص: 89

يا زيد طاوعني ترا مثلك الفتى

يشوم إلى مال الزمان اوخاب

قم دن ثنتين من الهجن كنهن

ظنابيب من طي الخروم اصلاب

اخبار الجواشن ملطفات خصورهن

وذان لكن اطرافهن أحراب

عن ازوارهن فج المناكب اوصده

وبالقيظ ما صاب الخفاف خراب

يطون مسير العشر يوم إلى اوجهن

عليهن وقسم الوجبتين زهاب

منشارهن الصبح من ديرة لنا

تحت الطعس بانيه الهبوب تراب

مقيالهن الظهر في ظل طلحه

يرعن من ذيك الدعوب صاب

ومقيالهن باكر من دون لينه

على حد جرعا في أحزوم صلاب

والعصر يلفن ديرة البيع والشرا

الأرزاق باسواقه لهن أسباب

عليك باليسرا مع الشط غرب

لصوب عقيل هم امناي احباب

هم القصد من جانا الجفا من ابلادنا

تحت الله معهم والرباح شباب

الرزق بالحرفات والعز والفرج

والرزق على قدر النصيب يجاب

* * * *

تري ذمنا لبلادنا عقب شيخنا

على حكمهم سودا سواد غراب

لعل بلاد ما تضم محمد

بالوسم ما يمطر عليه سحاب

لعل دار يتغالي يعزها

من بد بلدان القصيم خراب

اقول ذا وانا اقل نقيصه

ولا لي ببلدان القصيم اطلاب

مالي بها مال ولا لي بضايع

ولا حلال مقتفيه احساب

لولا امحمد ما تهاب ابلادكم

بيسان ولا يطني لكم بجراب

يا كلكم الديان لو كان ميسر

إلى عاد ما جنب الحريب احراب

ابوزيد هو عزه وهو عز جاره

على الضد سمّ بالزجاج امذاب

جلا الهم والهاجوس عنا كما جلي

جلا السحب غربي الرياح رباب

تراه مثل السيل لو ضر ينفع

دماره عمار والشيوخ تهاب

زحول حيول لو ضحك مع عدوه

ترى القلب وجعان وفيه خراب

ص: 90

ايمنيه حيلات ويعطيه مثلها

هرج بهرج والمخسور جواب

إلى غاص لك فأطفح ترى الغوص كايد

من خوف توافق بالمغاص شذاب

وكم حابل يحبل على درب غافل

ايدوَّر غرات عليه اوخاب

* * * *

يا زيد ناولني من القيل مثله

لعل الشقا يقطب عليه صواب

يفرج عن صدري مثله إلى حصل

ترى العذر من مثلك عليه اعتساب

وصلاة ربي عد ماناض بارق

من الغيم غاطيه الطها، ورباب

على نبي خصه الله بالهدى

سيد قريش في دعاه امجاب

وقال فهد الصبيحي أيضًا يخاطب زيد بن محمد بن عرفج ويحثه على القدوم من العراق إلى بريدة:

هيه يا هل الهجن عجلات الفديد

يقطعن البيد لو عرضه بعيد

اربعوهن في قراريص الحديد

قدر حمس البن او للعجل دون

ريضوهن لي تري ما به ملام

اوقفهوهن كنهن ربد النعام

قدر ما نكتب كلام به علام

يخلف القاري وانا عندي يهون

زين ملفوظ زها عدل الجواب

حاضر عندي وعند غيري يغاب

ما كتب بالحبر قلبي له اكتاب

والقلم بين الطواحن والسنون

كلما ادور ألقى عندي وكاد

بالجسد بين الضلوع ابلا قياد

وعند غيري له مساريح ابعاد

غير من مثلي يردون الفنون

فهو بولفها ولا يسرح بعيد

حيثهم مثلي يردون النشيد

والفدامه ما تعضد به عضيد

ما نفع روحه فينفع له اخدون

منتهي سَدِّي وملفا ما أقول

مثلما عنزية الما به تحول

زيد ابوعجلان عد ما يزول

هو وديع السد حيثه له زبون

ص: 91

هو مودي العلم، نقال الوصاة

هو صليب الراي، مسموم الهواة

امدحه باللي قضا والمقبلات

لي على هذا شهود يشهدون

ان ابوعجلان مع من له يطيع

تابع لاريا رفيقه لو يضيع

وعند حط الزاد له كار رفيع

ما يقول لزوجته من ذا ودون

ان دعيته يا رفيقه قال: سم

وان وردته يا عشيره فارد جَمْ

وان عسرته عن نويه، قال: ثَمَّ

تابع ربعه على ما يشتهون

حي من هولي إلى وصي شفان

حي من علمه إلى جاني هجان

ما يعرف الكذب مذروب اللسان

ولا يخاف أن خاف فقاع العيون

ثابت علمه إلى جاني رسين

عن كلام الكذب في قصر حصين

قل لراسه حيتكم له منتصين

قل نجي، أو هم لنا لزما يجون

قل ترى له خمس مع خمس تمام

غايب عنا ولا رد السلام

كن ما له عندنا أبو وعمام

يطلبون الله وهم له يرتجون

* * * *

يا ربيع القلب يا محي الفواد

يا اله الناس يا رب العباد

يا مهون بالقدر ما كان كاد

تقرب الغايب وهم له يقربون

كيف ترغب عقبهم يا حنو كيف؟

كيف تسكن عقبهم ببلاد كيف؟

عيب نقلك مع ربوعك كل سيف

والفرنج الدهم زينات البطون

من بالمفلا رجول لك يتيم

بكرة مفرودة تسوه فطيم

ما تحنط الرعي مرعاها وخيم

وقعها بالخد يشبه حرف نون

من فراق البين واشتات الزمان

والغلا والقل وافراق المكان

لازم تصبح او تمسي في هوان

وانت يم الشط تقضي لك شطون

لا تحسب البعد عنا بالعراق

والترحل والتزلزل والفراق

ان به عز وهو ذل دقاق

ييتم الأطفال من قبل المنون

يا عريب الخال يا نسل الفهود

يا مروي السيف مصقول الحدود

ص: 92

طالت الغيبه وطقن الجلود

رزقكم مضمون لو ما تغتنون

لا تحسب العز في جمع الحلال

والمنيه يدفعه كثر الريال

من دنا يومه وجاه الموت شال

يكفي الملبوس واكل بالبطون

صح قول الله أو ما يذكر صحيح

أن راع الكنز ما يثبت يطيح

فوق دك السلك للمسلم سميح

مثل حد السيف فوقه يمرقون

فوق متن النار منصوب طويل

للتقي عدل وللكافر يميل

كل من له نية صارت دليل

والله الخابر على ما يفعلون

افهموا يا هل العقول الساليات

من تغربكم فكم من حي مات

لا تحسب العمر دايم يالحياة

عطا قلب الداله السالي جنون

يوم بالعسكر نويتوا بالمسير

خفوا العقال منكم كالسفير

ما بكم رجل على الجيه يشير

ضاعت ارياكم ولا فيكم اذهون

ما حضرتوا حوفنا دون النخيل

كل ما نشريه قالوا ذا قليل

قالوا الصبيان توفيكم فتيل

واربع من ملح زينات البطون

من رصاص الدرج نوفيكم كثير

بالفرنجيات عجلات الذخير

شغل من هو شاطر فيهن بصير

رفهن بعقوبهن يحفي المتون

هن اكمام الضد يا خذن القصاص

يودعن العفن يفرح بالخلاص

لو اضلوعه من حديد فيه ماص

لان من ربع أيهدون الفتون

وانت يا راشد على شط الفرات

نازح بالبعد مالك به شفاة

اعرف اني يوم اكزلك الوصاة

وازعج المرسول وومي بالردون

اذكر أبو لك وطفل لك صغير

ما يذوق القمح ماكوله شعير

وانت عند الخبز حقك به كثير

داله عنهم وهم ما يدلهون

ما اظن البر في راشد يضيع

قاله الشايب وانا جيته مطيع

قال لوحدن عن الممحل ربيع

قلت ما قدر وما يكتب يكون

ناصح لك يوم اقول اقبل لبوك

باغي عمك تشوفه هو وخوك

ما ورب البيت عندي به اشكوك

غير جمعاكم ان كنتم تفهمون

ص: 93

لا تحسبني يوم أجوز من الشديد

والترحل والتزلزل والمديد

عاجز لا اطير مع ربعي واصيد

من سمان الصيد طفلات الثنون

رابطن بالبيت غوش لي صغار

توهم ما صف واحدهم اوطار

توهم بالوكر سبقهم اقصار

لو من الذرعان نعللهم يهون

كان عنهم لا نسوج ولا تموج

عندهم مر الطعام لنا ابلوج

وانت فوق الهجن زينات الخروج

شين تبيعونه وشين له تشترون

* * * *

افهم الأبيات حلوات القريض

من كنين القلب منظوم يهيض

غزلها ريش وله سدو عريض

مشطها يضفي على كل الركون

قبل اولفها وانا قلبي مريح

جايز من بدعهن حق صحيح

عقبهن دليت اوقف ثم اصبح

ما أذوق النوم وافرح بالسكون

غير عقب الرد من ريف الضعيف

راعي الثبته او بالكايد يقيف

راكد عقله إلى خف الخفيف

وطار عقل اللاش وان شاف الطعون

ثم نضم القبل من قلب لبيب

من محب صافي ظرف أديب

بالذي قلبي يهوجس به قريب

وكل ما قلت: اقبلوا هم يشملون

ثم صلى الله على سيد الأنام

أحمد ما ناح سجاع الحمام

وآله والصحب ماهل الغمام

من أول الدنيا إلى ما يبعثون

وقد ورد ذكر الشاعر فهد الصبيحي هذا شاهدًا في وثيقة مؤرخة في عام 1246 هـ لأنها تتضمن دينًا يحل أجله في عام 1247 هـ. وهو دين لعمر بن سليم على عبد الكريم الطويان والشاهد فيها هو فهد الصبيحي ومحمد بن رزقان والكاتب هو سليمان بن سيف.

ص: 94

مات فهد الصبيحي في عام 1255 هـ في بريدة.

وأقدم من فهد الصبيحي شخص مهم ورد ذكره في وثيقة مهمة، بل ربما صح القول بأنها سياسية لأنها تتعلق بأموال وضرائب فرضها القائد المصري أو التركي كما يسمي مؤرخو نجد أمثاله وهو حسين بيك الذي خرج من مصر إلى نجد عام 1236 هـ بعد وقعة الدرعية بسنتين وفرض أموالًا وضرائب على النخيل والممتلكات وكلف أشخاصًا من وجهاء أهلها وأثريائها بجمع ذلك من الناس وتسليمه اليه.

ومع أهمية هذه الوثيقة التي ذكر فيها أخ لحسين بيك (أحمد آدي حسين بيك) وأدى معناها أخ بالتركية، وذلك وصل إلى نجد في عام 1236 هـ كما هو متيقن.

وكان المكلف بجمع ذلك وهو تكليف إجباري صالح بن حسين أبا الخيل والد مهنا الصالح أبا الخيل الذي صار أمير القصيم بعد ذلك والشاهدان هما

ص: 95

ناصر الصبيحي وحمد الصقعبي، وقد تكلمت على هذه الورقة المهمة في الجزء الأول من هذا الكتاب.

ص: 96

واستأجر سليمان المشاري الصبيحي من عبد الله العلي العبد العزيز بن سالم بويت عمه عبد الله بن فويز عشرين سنة كل سنة في ريالين يحلن في كل رمضان من كل سنة، وأول مدة الإجارة محرم فتح سنة 1329 هـ وآخرها يعرف من ذلك، واشترط عبد الله على سليمان تصليح خميلات البيت مدة الإجارة وصبر فيها سليمان من عنده، شهد على ذلك عبد العزيز العبد الله الحليسي وشهد به كاتبه إبراهيم بن حمد المضيان وصلى الله على محمد، في محرم 1329 هـ.

والمؤجر هو عبد الله بن علي بن عبد العزيز السالم من أسرة السالم الكبيرة وأما ما جاء في الوثيقة من أن عمه عبد الله الفويز وهو بتشديد الياء على لفظ تصغير الفايز فإنه عم له من جهة أمه أي من أخوة أصلها أخوة لأم وليست نسبًا، لأن الفويز أسرة صغيرة ليست من السالم.

و(الخميلات) التي ورد أن سليمان المشاري الصبيحي صبر بها من عنده أي من ماله، هو الإصلاحات الخفيفة في البيت، والشاهد عبد العزيز الحليسي سبق ذكره في حرف الحاء.

ص: 97

وفي العصور الأخيرة كان من الصباحي أناس بارزون منهم الشيخ عبد الله بن ناصر الصبيحي القاضي في محكمة التمييز في الرياض.

والدكتور إبراهيم بن محمد الصبيحي مدرس في كلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والشيخ صالح بن إبراهيم الصبيحي القاضي في محكمة خيبر.

ص: 98

ومن متأخري الصبيحي شاعر باللغة العامية اسمه إبراهيم

الصبيحي له شعر عامي غزلي منه قوله:

وش على القلب يسري، والقدم حيل حافي

دام همه وصالك ما تحده ظروف

روّع الروح دونك والغلا جاك صافي

ما تهمه دموع وما حسب للحسوف

ذي مواري خفوق دوم للسود وافي

والغلا مع غرامه بالعذاب محفوف

شد حيل الليالي والبدر كان غافي

لين نصف الشهر صفق عليه الكفوف

يا قمر، لا تهين النفس تلفاه هافي

أبعدتك المواني، والشتاء والحروف

قلت: يكفي ظلام ابعد والهجر كافي

ما هقيت الليالي في جروحي تروف

دام عوقي بعادك جيت يا زين لافي

الزهاب المودة، والسنايد حلوف

طعت فيك الخفوق وجيت والعشق ضافي

دام همي وصالك، ما تحدن ظروف

وقد نسبت إلى أسرة الصبيحي أو أفراد منها عدة أماكن.

مثل (الصبيحية) وهي بئر ومزرعة في العابسية الواقعة في القويع (التحتي) شمال الغاف.

ونسب وادٍ صغير في المتينيات في الشرق الشمالي من مدينة بريدة

ص: 99

سمي: "شعيب الصبيحي".

وكان في بريدة زقاق أو شارع اسمه (سوق الصَّباحي)، بفتح الحاء: جمع صبيحي جاء ذكره في حكم حكم به العلامة القاضي الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم نحو بويت - تصغير بيت - لعبد الله بن رشيد بن مضيان بأن يتولاه حفيده عثمان الراشد ابن مضيان وذلك في عام 1286 هـ.

وهذه صورتها:

ومنهم ناصر بن عثمان الصبيحي جاء ذكره شاهدًا في وثيقة إقرار بمبلغ من المال في ذمة حمود بن دغش لمحمد بن محسن (التويجري) وهو 49 ريالًا وعشرة أرباع والأرباع (جمع ربع)، وهو عملة نحاسية قليلة القيمة، سمي الربع لأنه في اصطلاحهم ربع الجرش الذي هو ثلث الريال الفرانسي.

ص: 100

والشاهد ناصر العثمان الصبيحي والكاتب عبد الله بن سويلم والتاريخ شعبان سنة 83 (12) هـ.

ومن متأخري (الصُّباحَي) محمد الناصر الصبيحي كان يعامل إبراهيم بن

ص: 101

علي الرشودي أحد زعماء بريدة وأثريائها الذين أدركناهم، فكان يداينه كما في هذه الوثائق السبع القصيرة التي تاريخها من سنة 1353 هـ إلى سنة 1355 هـ.

وبعدها في الذكر وثيقة مبايعة بينهما.

والمبيع ميراث محمد بن ناصر الصبيحي من أبيه ناصر وأخته (لم يذكر اسمها) من ملك ناصر الصبيحي في خب روضان، وقد قلت أكثر من مرة بأن المراد بالملك حائط النخل، إذا أطلق ذلك لم ينصرف إلا إليه، فلا يقال عن البيت إنه ملك إلا إذا كان ذلك في معرض الوصف للبيت.

والثمن ألف ريال قبضها محمد الصبيحي نقدًا في مجلس العقد أي عقد المبايعة هذا.

والشهود عبد الله بن صالح الرشودي (من أهل الصباخ) وصالح العبد الله السلطان ومحمد بن عبد الله الصبيحي، والكاتب علي بن محمد الخراز.

ص: 102

والوثيقة التالية مكتوبة في عام 1275 هـ لأن الدين فيها يحل أجله عند طلوع العمر وهو شهر المحرم من عام 76 (12) هـ.

ص: 104

وتذكر الوثيقة أن إبراهيم الناصر الصبيحي معه لسعيد الحمد (السعيد المنفوحي) أربعون ريالًا بضاعة - والبضاعة هي كالمضاربة.

والشاهد عبد المحسن الشملان.

والكاتب: إبراهيم آل عمر المبارك (العمري) فهو من أسرة العمري المعروفة الآن.

وتحتها إقرار من إبراهيم الناصر الصبيحي بأن في ذمته سبعًا وعشرين ريالًا لسعيد الحمد، يحلن طلوع العمر سنة ست وسبعين.

والشاهد هو الأول عبد المحسن الشملان.

والكاتب هو نفسه إبراهيم بن عمر المبارك (العمري).

ص: 105

ومن أخبار رجل من أسرة الصبيحي ما ذكره الأستاذ ناصر العمري بقوله:

سليمان العبد الله الصبيحي وأخوه محمد من أهالي مدينة بريدة يعملان في تجارة الماشية في بريدة وفي الشام والعراق ومصر، حدثني عنهما إبراهيم بن سمحان قال: وصل الإخوان إلى الشام وباعا واشتريا في دمشق في تجارة الإبل فربحا واتفق الأخوان على بقاء سليمان في دمشق للتجارة وسافر محمد إلى العراق للتجارة!

وقد توسع سليمان في البيع والشراء بالإبل في دمشق فخسر ما قد ربحه وخسر فوق ربحه رأس ماله فلحق بأخيه في العراق فوجده على حال لينة في وضعه المالي لم يربح شيئًا من المال بل خسر هو الآخر ما معه من المال كأنما اتفقت الظروف الاقتصادية في توزيع الخسارة بينهما! وهما رجلان تعودا على المال والربح في المال والرجولة يأنفان من الفقر وإظهار العوز للناس!

فاتفقا على الخروج من العراق إلى بريدة على أقدامهما فأخذا طعامًا وماءً وحملاه وخرجا متجهين إلى بريدة! وأين منهما بريدة؟

إنها بعيدة على رجلين يسيران على أقدامهما، إنهما على ما يبدو راغبان في إخفاء خسارتهما، وسار سليمان ومحمد العبد الله الصبيحي في الطريق وخرجا من العراق ودخلا في الأراضي السعودية وقد تعبت أقدامهما من السير وهما في أطراف الجزيرة العربية وكادت أقدامهما أن تتيبس من تعب المشي فلمحا راكبًا يركب ناقة، إنه رجل عربي من الجزيرة العربية من نجد! فتمني الصغير لأخيه الكبير هذه الناقة! قال محمد لأخيه سليمان انظر هذه الناقة إنها ناقة طيبة ليتك يا أخي تركبها!

أمنية بعيدة التحقيق في دنيا الأماني والأحلام ولكنها عزائم الرجال واحتمال الرجال للشدة ووفاء الرجال للرجال!

ص: 106

لقد أخذ التعب منهما كل مأخذ فتمنى الصغير لأخيه الكبير ناقة يركبها ليرتاح من تعب السير على القدمين!

ولمح راكب الناقة الرجلين فعرفهما ولكنه احتار في أمرهما! هل نهبا في الطريق فأخذ ما معهما من مال ومركوب؟ وأخذ يضرب أخماسًا في أسداس في معرفة حالهما ولكن قرر في نفسه ألا يسألهما عن حالهما ووصل إليهما ولم يعرفهما بنفسه فقد أظهر لهما أنه لا يعرفهما ظنًّا منه أنهما يرغبان في جهل أمرهما وأناخ راحلته ورمي زمام الراحلة على أحدهما وترك ما عليها لهما، وقال دونك المطية اركبها! وترك الناقة وما عليها من طعام ومتاع وسلاح ولم يلتفت وانصرف وهو راجل فلحق به سليمان وقال له: من أنت وما قصتك فقال: المطية لكم وسوف تعرفني في غير هذا الوقت! أهلي قدامكم قولوا لهم صاحب المطية أعطانا المطية ولا عليكم خوف.

ركب الأخوان المطية واتجه سليمان ومحمد وجهتهما وبعد يومين وصلا إلى قبيلة صاحبها فتجمع أهل صاحب المطية حول الرجلين وحول المطية وبسؤالهما عن صاحب المطية وعن اسم الراكبين عرفوهما وعرفوا أمر المطية وصاحبها.

إنه الوفاء فسلموا على الرجلين واطمأنوا إليهما وعرفوهما بصاحب المطية إنه راعي إبلهما في وقت من الماضي لكنه رجل وفيٌّ لقد أدرك بقوة ملاحظته وضعهما ولم يرغب في إحراجهما بسؤالهما عن حالهما، إن الراكبين سليمان ومحمد العبد الله الصبيحي يعرفهما كل أفراد القبيلة بالذكر الحسن! إنها الرجولة! أجل إنها شيمة البدوي ووفاء العربي.

وتجمع حولهما رجال القبيلة واحتفوا بهما ولاحظوا عليهما أثر السفر راجلين فأكرموهما وقدموا لهما أطيب الطعام وأكدوا عليهما رغبتهم في البقاء حتى يستريحا في القبيلة.

ص: 107

شيخ كبير السن سمع بقدوم سليمان ومحمد العبد الله الصبيحي على قبيلته لكنه كھهل عاجز لا يستطيع السير إليهما فبعث حفيدًا له لينادي له سليمان الصبيحي فوقف الصبي أمام سليمان الصبيحي وقال له: جدي ينادينك فنهض سليمان إلى جد الطفل ووصل إليه وسلم عليه فقال الكهل: قرب يا سليمان أريد أحبك!

فقرب منه فقال له أنت سليمان العبد الله الصبيحي؟ قال نعم! قال عندي لك مال؟ قال سليمان وما هو هذا المال؟ قال الكهل سبعون من الإبل كبارًا وصغارًا! قال سليمان الصبيحي أنا لا أعرف لي عندك مال من الإبل! قال البدوي جئت إلينا اليوم الفلاني من السنة الفلانية والشهر الفلاني فانكسرت لك ناقة وتركتها عندنا، وقد بعتها ونميت ثمنها حتى وصلت إلى ما تراه من الإبل، وهذه إبلك حلال لك فخذها.

فضحك الصبيحي ورفض أن يأخذها فألح عليه البدوي بأخذ ماله الإبل السبعين وبإلحاح من البدوي وتمنع من الحضري الصبيحي قام الصبيحي وعزل من الإبل أربع عشرة ناقة من كبار السن التي لا تصلح للبدوي، وإنما تصلح للجزار، وقال: يا أخي سوف أخذ ما يصلح لي، وأترك ما يصلح لك، ونفسي سامحة سوف أقسم الإبل بيني وبينك فاعترض البدوي، وقال الإبل كلها لك كنا نشرب ألبانها ونأخذ أوبارها وننتفع بركوبها وهي حلالك وما استفدناه منها يكفينا.

فضحك الصبيحي وقال: يا عم قسمتها وعزلت نصيبي منها وأشار إلى من عنده من أقارب وجيران البدوي إلى أن هذه مال الكهل وهذه ما لي!

وأخذ الصبيحي أربع عشرة ناقة وترك أكثر من خمسين بعيرًا للبدوي وترك سليمان ومحمد الصبيحي مطية المسافر عند أهله وودع سليمان ومحمد الصبيحي البدو الكرام الأوفياء وركبا ناقتين من الإبل التي أخذها سليمان من البدوي الأمين!

إنه فرج الله بعد الشدة وإنه الوفاء والكرم وإنه الصبر واحتمال الشدة والأمانة عند البدوي والحضري من سكان الجزيرة العربية.

ص: 108