الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ماعدا ما رايته في كتاب إبراهيم أبو طامي (فصول في الدين والأدب) فقد ذكر لعيبان هذا لمحة قصيرة، قال:
قصة عيبان
(3):
عيبان هو اسم أو لعله وصف غالب على رجل معيب القدمين لا يستطيع المشي إلا متكئًا على عصوين، وهو ضعيف الجسم، وله أخ شديد قوي يسافر ويتاجر، وهما شريكان في تجارتهما ومالهما، وكان يتولى قضاء الأعمال الشاقة ويتحمل الغربة وعيبان لا يستطيع حولًا ولا طولًا علاوة على كثرة بنيه وبناته وكثرة استهلاكهم مما بعث الضيق في صدر أخيه وأبنائه الذين حثوا أباهم على فصم عرى الشركة لما يكابده أبوهم منفردًا من متاعبها.
ولذلك توجه إلى عيبان وطلب منه القسمة فقال له عيبان اقسم كما ترى وتريد، فقسم أخوه الأموال وأعطاه نصيبه.
فتاجر به عن طريق المداينة ببعضه والبيع والشراء بالبعض الآخر وأراد الله لها النماء والتكاثر.
وأما أخوه فسافر إلى الشام ببعض المواشي كتجار بلده ولكنها كسدت بسبب القحط والجدب ولم يصل منها إلا النزر اليسير فخجل من العودة مفلسًا إلى بلده وبقي هناك.
فما كان من عيبان إلا أن ضم أولاد أخيه إليه وصار ينفق عليهم مدة ست سنين وينفق على زوجته ويتولى شؤونهم، وهكذا لا يعلم الإنسان أين محل البركة. انتهى.
وهذه نماذج من مداينات عبد الرحمن بن عبد الله الصوينع الملقب عيبان:
(3) فصول في الدين والأدب، ص 164.
وتدل الوثائق على أن أشخاصًا من أسرة (الصوينع) هذه كانوا موجودين في بريدة قبل (عيبان) وعهده، منهم عمر بن محمد الصوينع الذي وجدنا ذكره في وثيقتين كلتاهما مؤرخة في عام 1255 هـ لأنها مداينة يحل الدين فيها عام 1256 هـ والعادة أن تكتب قبل حلول الدين بسنة، فالأولى ذكر فيها عمر بن محمد الصوينع شاهدًا على دين في ذمة إبراهيم العمر لعلي الناصر (ابن سالم) وهو الزعيم المشهور الذي ذكره ابن بشر في تاريخه، والدين هو لافت للنظر بكثرته فهو خمسة وسبعون ريالا وهذا يساوي ثمن دارين متوسطتي القيمة.
والثانية كان فيها عمر آل محمد الصوينع مدينًا لعلي الناصر (ابن سالم) المذكور بدين ضخم نسبيًا وهو أربعة وثمانون ريالا، وكاتب الوثيقتين واحد وهو عبد الله الناصر الرسيني.
وهذه الوثيقة القديمة بأشخاص المذكورين فيها وكاتبها ثم بما هو أثبت من ذلك وأهم وهو تسجيل قاضي بريدة عليها وهو الشيخ سليمان بن علي المقبل الذي كتبه في 21 ذي القعدة سنة 1270 هـ وكاتبها هو محمد بن
سليمان الغليقه، وقد أدركت حفيده صالح بن سليمان شيخًا كبيرًا، وحفيد حفيده هو صاحب المعالي عبد الله بن محمد الغليقه الذي كان محافظ مؤسسة تحلية المياه المالحة في المملكة العربية السعودية، وكان أول عضو من أهل بريدة في الدورة الأولى لمجلس الشورى.
ولكن من الطريف هنا أن الكاتب كتب اسمه محمد السليمان بن مضيان في وسط الورقة، وكتبه في أسفلها محمد آل غليقه وكلاهما صحيح لأن الغليقه من (المضيان) والغليقه لقب غلب عليهم.
والوثيقة كلها تدور حول إثبات حصة في قليب تزرع قمحًا وحبوبًا اسمها (قليب الحبيب) لصالح بن سليمان الصوينع.
والكلام عليها عند ذكر (الربيعة) في حرف الراء.
وإنما ننقل هنا صورتها مذيلة بتصديق القاضي ابن مقبل، وبخط يده.
وجدنا ورقة فيها وثيقتان كلتاهما بخط الشيخ عبد الله بن محمد بن فدا وخطه واضح ومعروف، وتتضمن مبايعة البائع فيها عائشة بنت سليمان الصوينع والمشتري هو عبد الكريم الجاسر والمبيع نخلة نبتة دارجة عليها من (هيا) ولم يذكر من هي (هيا) هذه، ولكن النخلة معروفة بجنوبي ساقي الشرمان وهو جمع الشريما: الأسرة الذين لا يزالون معروفين بهذا الاسم، وهم أبناء عم للمشيقح متفرعين من أسرة المبيريك الذين تفرعت منهم أسرة المشيقح.
والنخلة في مكان أي ملك أو حائط عبد الله الصقعبي المعروف في الصباخ.
والثانية تتضمن مبايعة مثلها لنخلة أخرى في الصباخ، وكلتاهما بتاريخ 1285 هـ.
ولا شك في أن عائشة المذكورة هي ابنة لسليمان الصوينع المذكور في الوثيقة المطولة قبلها.
وهذه وثيقة ذكرت أمانة لعبد الرحمن الصوينع الملقب عيبان مؤرخة في صفر عام 1299 هـ.
وأخوه سيف الصوينع كان من المشاهير في بريدة.
ومنهم عبد العزيز بن سيف الصوينع شاعر عامي مولع برواية الشعر العامي وكتابته:
الحصن: جمع حصان وربما كان المراد أفراسًا جمع فرس فيكون فيها رمكة وهي أنثى الخيل، وربما كان الأمر على ظاهره، وأنها كلها من الأحصنة وهي ذكور الخيل، وقوله: المرسلة صحبتي لا يعني ذلك أنها أرسلت وحدها معه، بمعنى أنه ليس معه إلا هي لأنه من أسرة عندها ثراء، وإنما نفترض أنها أرسلت معه إلى المواشي التي معها حتى أوصلها إلى الشيخ فوزان السابق في مصر.
ومع أن عبد الرحمن بن عبد الله الصوينع (عيبان) هذا كان ثريًا معروفًا كما قدمنا فإنني وجدت أنه استدان من الربدي دينًا من الريالات ضخمًا كما يفعل بعض التجار لغرض شراء بيت أو بستان، أو حتى لشراء طعام بثمن رخيص من أجل
بيعه بربح بعد ذلك، وذلك الدين الذي استدانه عبد الرحمن الصوينع من الربدي هو سبعمائة وخمسة وأربعون ريالا إلا ربع ريال فرانسة، ونصت الوثيقة على أنه قديمة (هدم) والهدم بكسر الهاء واللام هو العباءات والمشالح ونحوها مما يلبسه الرجال، وظني أن الصوينع استدان المبلغ للغرض الذي ذكرته.
والريالات مؤجلة الأداء للربدي ويحل أجل الوفاء بها في ربيع الأول من عام 1303 هـ.
والشاهد: يوسف بن عبد الله المزيني.
والكاتب الشيخ صالح الدخيل بن جار الله.
والتاريخ 29 ربيع الأول سنة 1306 هـ.
ومنهم زيد الصوينع له ثراء أيضًا عثرت على وثية يقر فيها ابنه (جار الله بن زيد الصوينع) بأنه قد انتهى من محاسبة عبد الله السليمان العيسى عن أصل المطلب بمعنى الدين أو نحوه الذي في ذمته لوالده زيد الصوينع وسليمان الهدلق.
وهي مؤرخة في ربيع آخر سنة 1353 هـ بخط عبد الله السليمان الشقاوي، وطريقة كتابتها وأشخاص الشهود والكاتب تدل على أنها كتبت خارج بريدة.