الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يخاف، فلقب على إثر ذلك بالأصمع، ثم حورها الناس بعد ذلك وبخاصة في النسبة إلى الصمعاني.
وثائق لأسرة الصمعاني:
هذه وثيقة من أقدم الوثائق التي وقفت عليها، وذكر فيها رجال من أسرة الصمعاني كما جاء ذكر عبد الله بن محمد الصمعاني في وثيقة كتبها الشيخ القاضي عبد الله بن صقيه مؤرخة في عام 1252 هـ.
وهذا التاريخ يوافق كونه قاضيًا في بريدة حسبما ذكره المؤرخون، وربما تدل صياغة هذه الوثيقة على ذلك.
فهو يقول:
يعلم من يراه بأنه تنازع عبد الله آل محمد الصمعاني وعثمان بن مبارك الرميان وتخاصما من جهة نصيب مبارك بالقليب المسماة الكليبية بالشماسية فادعى عبد الله أنه اشترى نصيب مبارك فأنكر عثمان دعواه، وطلبنا من عبد الله آل محمد (الصمعاني) البينة على دعواه، على البيع أو القبض (. . . .) فلم يجد فعلي هذا يحلف (. . . . .) بأنه لا يعلم أن مبارك باع الخ.
وهذه طريقة سليمة في سماع الدعوى وفي سير القضية ولم يذكر فيها شاهدًا مما يدل على أنه أصدر حكمه هذا في حال قضائه على بريدة لأنه اكتفى بقلمه وختمه.
وثيقة أخرى مؤرخة في العاشر من شعبان سنة اثنتين وخمسين (ومائتين وألف) للهجرة: ولم يذكر الكاتب القرن ولا الألف الذي قبله، اعتمادًا على أن الأمر مفهوم بالنسبة للمتعاقدين بأن ذلك كان في القرن الثالث عشر للهجرة.
وهي وثيقة مبايعة تتضمن أن (عبد الله بن محمد الصمعاني) باع على (عثمان آل مبارك وهو ابن مبارك - ابن رميان) نصيبه من العدانة وهي معروفة بينهما شهرته - وغلط الكاتب فكتبها (شرهته) تغني عن تحديدها.
والثمن خمسة عشر ريال فرانسه، والعدانة هي نخل في اللسيب، وذلك بحضرة ابنه محمد (ال عبد) هكذا سها الكاتب عن تكملة اسمه فلم يكتب العبد الله.
والكاتب عبد الرحمن بن عبيد وهو كاتب أطلعنا على عدد من كتاباته، ولكنني لم أتحقق من اسم أسرته، ولكن سيأتي ذكر ذلك في حرف العين بإذن الله تعالى.
ومن كبار أسرة (الصمعاني) ومشاهيرهم عقيل الصمعاني وهو عقيل بن محمد بن عبد الله الصمعاني.
وهو الذي ابتدع النقرة في الخبوب التي تسمى (نقرة الصماعين) ابتدعها وغرسها مع أخيه عبد الكريم.
ذكروا أنه وجيه له مكانة عند الناس، وبخاصة عند أمير بريدة، وقد رزق عددًا من الأولاد حيث له ثمانية أبناء وإحدى عشرة بنتًا.
توفي عقيل الصمعاني سنة 1345 هـ بعد أن جاوز التسعين.
أرسل إليَّ ابن حفيد عقيل الصمعاني الأستاذ أحمد بن صالح بن عبد الرحمن بن عقيل الصمعاني نبذة كتبها في ترجمة جد والده عقيل الصمعاني وأخيه - أي أخي عقيل - عبد الكريم، وألحقها بترجمة لوالده صالح بن عبد الرحمن الصمعاني، وقد استقصى في هذه الترجمة أخبارهم ولولا الطابع الذي قد يعتقده من يقرأها وهو طابع المبالغة لذكرتها أو أكثرها هنا.
ولكن بعض ما جاء فيها سمعناه من غيره مما ينفي صفة ابتغاء المبالغة في كل ما جاء فيها.
وقد وجدت وثيقة فيها ذكر شهادة لعقيل الصمعاني هذا وهو ابن محمد الصمعاني.
والوثيقة مؤرخة في دخول شهر رمضان من عام 1294 هـ بخط مبارك بن عبد الله الدباسي.
وتتضمن الوثيقة مبايعة بين جار الله آل عثمان أي ابن عثمان الرميان وأمه فاطمة آل خريف بنت ضحيان من جهة وهما بائعان وبين عبد الله العثمان بن رميان (مشتر).
والمبيع صيبتهم، أي نصيبهم من أثل (خب) واصط أو صيبة ابن الأم من ابنها حمود آل عثمان بن رميان، والثمن ريالان اثنان (فرانسه).
والشاهد عقيل بن محمد الصمعاني، وعبد العزيز التركي بن ضحيان وصالح آل حمد الشنين.
والوثيقة التالية مؤرخة في عام 1286 بخط مبارك العبد الله الدباسي، ولكنها وصلت إلينا منقولة بخط إبراهيم آل محمد بن حمد الشاوي نقلها في عام 1297 هـ.
وفيها شهادة (عقيل آل محمد الصمعاني) ومعه محمد آل عثمان بن رميان وراشد آل إبراهيم السعد.
وهي وثيقة مبايعة.
كتب لي أحمد بن صالح بن عبد الرحمن بن (عقيل) الصمعاني عن قصة جد والده (عقيل) مع الدعيس بن محمد الفريدي قال ما ملخصه:
ومنها موقف عقيل الصمعاني مع صديقه الدعيس بن محمد بن عَوين الفريدي الحربي وذلك حينما جلب الدعيس رحمه الله قعدانه لسوق بريدة لبيعهن وأعطاهن المحرِّج - وجلب القعدان في ذلك الوقت دليل على الحاجة الماسة، والقعدان: جمع قعود وهو الصغير من الإبل.
فلما أخذ المحرِّج يُحرِّج عليهن، فوافق أن عقيلًا جاء إلى السوق فشاهد قعدان الدعيس والمحرج يحرج عليهن فعرفهن بالوسم فمنعه من الحراج، وأخذهن إلى ناحية أخرى من السوق.
عندها لم يجد الدعيس بُدًا من الظهور ومقابلة عقيل والسلام عليه بعدما شاهد فعله فقال له عقيل: (ما أنت خابر أني حَيّ يوم أنك تعرض قعدان عيالك للبيع؟ ) فرد عليه الدعيس قائلًا: (والله أني أحفيت وجهي كل يوم عندك يا عقيل).
فأخذه عقيل إلى النقرة فأكرمه واحتفى به ومكث في ضيافته يومين أو ثلاثة ثم رغب في الذهاب إلى أهله، فأعطاه عقيل تمرًا وقمحًا.
فتأثر الدعيس بهذا الموقف وهاجت قريحته بقصيدة قوامها أربعون بيتًا يمتدح بها صاحبه عقيلًا ومطلعها:
الله يبيض وجهك يا عقيل الصمعاني
قال: وهذه الحكاية المتضمنة لذلك الموقف ساقها حفيد الدعيس الشاعر حمود بن محمد الدعيس، وكان قال قصائد يمدح فيها رجالًا من عائلة الصماعين، منها قصيدتان أو ثلاث في حفيد عقيل أحمد بن صالح بن عبد الرحمن بن عقيل - يعني نفسه الصمعاني.
وقال حمود بن محمد الدعيس:
وأذِّكر أن أخي العزيز بأن جدي الدعيس بن محمد بن عوين قد قال من قبلي قصيدة طويلة رائعة يُثني بها على صديقه جدك عقيل الصمعاني، وقد فاتني أن أدونها يوم أن كان الأقارب والمعارف من كبار السن يرددونها ويتغنون بها، وأذكر منها قوله:
الله يبيض وجهك يا
…
عقيل الصمعاني
يوم الجلايب بارت
…
عيا علي قعداني
أبو محمد يسلم
…
عشيري الديقاني
ما لي صحيبٍ غيره
…
بالحضر والبدواني
قلبي يحب الطيب
…
إن جيت له وان جاني
وقد سألت أحمد بن صالح الصمعاني عن (الدعيس) هؤلاء ومن أي بلدة هم، لأنه يفهم من سياق الكلام أنهم أعراب تحضروا، فذكر لي أنه لا يعرف عنهم شيئًا.
والقصيدة التي ذكر أحمد بن صالح الصمعاني أن حمود الدعيس مدحه بها أولها:
بسم الحكيم اللي رفع سبع الأفلاك
…
وسبع بسطها تحتها للبرايا
يا الله تامرنا على اللي به أرضاك
…
وتعيذنا من مهلكات الخطايا
العبد ما يعلم بخافي نواياك
…
أنت العليم بخافيات النوايا
يا الله عط أحمد من فضائل عطاياك
…
أنت الكريم اللي يدينك ملايا
إلى أن قال:
جدك عقيل الله يحله ويرعاك
…
عوق الخصيم ومدهلٍ للطوايا
واقر السلام من الصماعين من جاك
…
وبلغ لهم شكري بكل النحايا