الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصَّنَّات:
بفتح الصاد وتشديد النون فألف ثم تاء في آخره.
أسرة من أهل بريدة جاءوا إليها من الشماس، فهم من أهل الشماس القدماء من الوداعين، وذلك في عام 1196 هـ، وأصل تسميتهم من اسم (الصَّنَّات) في العامية وهو الذي لديه بصيرة ومعرفة بمواقع المياه في الأرض، وكان الناس في القديم إذ أرادوا حفر بئر جديدة في مكان لم تحفر فيه آبار من قبل، ولم يكونوا يعرفون أن فيه ماء كافيًا للزراعة أحضروا الصنات هذا والمراد أيَّ صنات معروف بذلك، والصناتون قلة بين الناس، وقد يركبون الإبل ويبحثون عن واحد منهم في بلدة بعيدة.
فالصنات ينظر إلى المواقع فما رأى أنه أحرى بأن يوجد في أرضه ماء أشار عليهم بحفره.
وهذه الأسرة كان اسمها القديم (الموسى) وهم الذين أضيفت إليهم روضة من رياض البطين فقيل لها (روضة الموسى) وقد سألت والدي عن الموسى الذين أضيفت إليهم الروضة، فذكر أنهم من أهل الشماس القديم ولم يزد على ذلك.
وتسمية الروضة باسمهم وغيرهم في تلك العصور لا يدل على التملك لأنها في البطين الذي كان حتى الزمن القريب قفرًا لا ماء فيه ولا زراعة، بل ليس فيه عود أخضر إلا ما أنبته الربيع الذي يصبح في القيظ هشيمًا تذروه الرياح، وإلا ما كان يبعل فيه، وهو أن يزرع القمح فيه على ماء المطر، فكونها أضيفت للموسى هؤلاء من الجائز أنهم كانوا (يبعلون) فيها أو يقيمون فيها لقطع الحشيش في زمن الربيع، وقيل: إن الموسى كانوا حفروا بئرًا أو بئرين، وأنهم أحيوها بذلك.
وأذكر أن والدي رحمه الله بَعَّل مرة في هذه الروضة أي زرعها قمحًا على المطر، ولم يكن أحد يرغب فيها أو يدعي ملكيتها لأنها لا تساوي شيئًا في تلك العصور.
هذا وقد قربت منها عمارة بريدة وصار اسمها الآن الراشدية على اسم ملاكها (آل راشد).
كان ناصر بن عبد الله الموسى جد أسرة (الصنات) هؤلاء صَنَّاتًا أي لديه معرفة بمكامن الماء في الأرض فسمي بهذا الاسم، وعلق بذريته ونسيت تسميتهم بالموسي.
أكبرهم في الوقت الحاضر - 1423 هـ - موسى بن صالح بن موسى بن ناصر بن عبد الله بن ناصر، وناصر هذا الأخير هو الذي يسمى (الصنات).
وعمر موسى الآن يبلغ 80 سنة.
منهم محمد بن ناصر الصنات كان اشترك في حرب اليمن التي قادها الملك فيصل في عام 1353 هـ. ولما انتهت الحرب عينه الملك فيصل أميرًا على (محايل عسير) وقد مرض ومات هناك، في نحو عام 1388 هـ.
ومنهم قصاص الأثر المعروف بذلك عبد الله بن ناصر الصنات، ويذكر عارفوه بعض القصص التي حصلت له، وكان فيها حاذقًا يتعرف على صاحب الأثر من بقايا أثره ومنها:
كان عبد الله الصنات يعمل عند أحد تجار بريدة في مزرعته في حائل وقد اختفت بعض الأغراض من منزله، واتهم التاجر العمال بالسرقة، ولما رأي عبد الله الأثر قال السارقة هي بنت لم تتزوج قليلة الشوف (ضعيفة النظر) وهي كذا وكذا فقال:(التاجر أسكت، أسكت، أنت تصف ابنتي) وفعلًا ذهب وأحضر تلك الأغراض.
وفي قصة أخرى أنه سُرق بعض الأواني من منزله في بريدة فلما رأى الأثر ذهب إلى المسؤول عن الهيئة في بريدة في ذلك الوقت وقص عليه خبر السرقة، فقال له: من تتهم؟ قال: لا أتهم أحدًا.
وبينما هما يتحدثان أقبل رجل يمشي بالشارع، قال: عبد الله إذا كان لهذا الرجل أخت أو عمة أو خالة أو ابنة فهي من سرق الأغراض من منزلي، فقال له المسؤول أنت متأكد؟ قال: نعم.
قال إن هذا الرجل له أخت عليها سوابق في السرقة، ثم أستدعيت وطلب منها إعادة المسروقات وفعلًا أعادتها.
وفي قصة أخرى أن أحد المزارعين استأجر عمالًا للعمل في المزرعة لبعض الأعمال وقد قام هذا المزارع بالتقدم بشكوى ضدهم بأنهم يريدون السوء بأهله، وقد كان عبد الله الناصر ممن استدعوا لقص الأثر في هذه الواقعة فقال للرجل: اتق الله ولا تعتدي إن هؤلاء الرجال يريدون فقط الوصول إلى أحواش الدواجن والطيور، وكان الوقت وقت مسغبة وكان الرجل (صاحب المزرعة) بتصرفه هذا يريد تصعيد الموضوع وطرد هؤلاء العمال من مزرعته دون أدنى حق لهم.
ومنهم إبراهيم الصنات كان يشتغل في تجارة الإبل في سوق بريدة في حدود 1400 هـ وسبب وفاته: أنه كان معه عنز ممسكًا بإذنها فقصدت عاملًا حرفيًّا كان معه باب كبير يقيسه على بيت في شرق بريدة يريد أن يركبه عليه، فذهبت العنز لتدخل منه وترك العامل الباب ليردها فوقع الباب على إبراهيم الصنات وقتله وحُكم على العامل بدينه.
ومنهم صالح بن ناصر الصَّنَّات ملك أراضي في غرب بريدة الجديدة فزادت أسعارها وعمر فيها مسجدًا على الشارع الرئيسي الذاهب من بريدة إلى المطار، مات عام 1419 هـ.