الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد التحق بمدرسته طوائف من كبار رجال بريدة ومن طلبة العلم فيها ينبغي أن يذكروا.
وحتى من غيرهم مثل الأستاذ حمد الجاسر الذي ذكره لنا في أحاديثه الشفهية وذكر حزمه وشدته وحسن طريقته في التدريس، وقد عهدته يدرس الخط للكبار في دكان بعد العصر، لا يعلم فيه غير الخط وتحسينه.
وكان إلى ذلك له حلقة، بعد صلاة المغرب في مسجد المشيقح لتلاوة القرآن وتجويده، وظل مواظبًا عليها حتى توفي عام 1358 هـ.
وولادته في عام 1312 هـ، ولم يعقب ذكورًا بل كانت ذريته بنتًا واحدة تزوجها رجل من أسرة (الفضل).
قال الشيخ صالح بن سليمان العمري:
الأستاذ المربي صالح بن محمد بن عبد العزيز الصقعبي:
ولد رحمه الله بحدود عام 1312 هـ بمدينة بريدة وفي حدود السابعة من عمره بدأ يتعلم القراءة والكتابة من والده الذي كان مقرئًا ومعلمًا للكتابة، واستمر في ذلك حتى أجاد الخط وحفظ القرآن عن ظهر قلب، ثم بدأ يطلب العلم فأخذ عن علماء بريدة، ومنهم الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم والشيخ عمر بن محمد بن سليم وغيرهم، وقد فتح مدرسة خاصة لتعليم القراءة والكتابة والقرآن، كما كان يعلم القواعد الأربع في الحساب وقواعد الإملاء وغيرها من علوم المدارس وصار له شهرة في بريدة، وتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم عنده خلق عظيم يقدر بالآلاف، ويجلس بعد المغرب لحفظة القرآن في مسجد المشيقح ببريدة يقرأ عليه الطلبة الكبار وهو أول من حاول التجويد في تعليم الأطفال بالطريقة الحديثة ببريدة، استمر على ذلك قرابة عشرين سنة حتى توفي رحمه الله في عام 1358 هـ. ومن
أشهر من تعلم عنده الشيخ حمد الجاسر (1).
وترجم له الشيخ إبراهيم العبيد بقوله:
صالح بن محمد الصقعبي، كان مؤدبًا للصبيان ومعلمًا للقرآن والكتابة، وهو مؤدبنا ومدرسنا وتعلم منه خلائق كثيرون في الحساب والكتابة وفاقوا بجودة القلم وضبط القرآن وحفظه، وجعل الله في تعليمه بركة فكل من درس عليه فإنه ينال ذكرى حسنة، ومن لم يطلب العلم منهم فلا بد أن يتفوق على بني جنسه في القراءة والكتابة وكانت مدرسته تحتوي على أربعمائة طالب.
وصفة تدريسه أنه يكتب للأولاد حروف الهجاء في ألواح من الخشب، فإذا حذق الصبي الهجاء فإنه يعطي جزء عم فيشرع في الفاتحة، ثم الناس ثم الفلق ثم الإخلاص ويصعد كذلك، فإذا اجتمع الأولاد صباحًا فإنهم يأخذون جميعًا الدراسة وبعد ساعتين يقرأ عليه اثنا عشر طالبًا وكلما قرأ واحد فإنه يقيم معه خمسة يقرءون عليه، ومن قرأ فإنه يأتي إلى المؤدب فيجعل معه خمسة وهكذا حتى تتم الدراسة في حوالي أربع ساعات فإذا كان بعد الظهر حضر الأولاد يمرون ما درسوا صباحًا ويخرجون قبيل العصر بدقائق ثم يأمر من كان من الدرجة الثالثة أن يكتبوا لأهل الهجاء في ألواحهم ويحضر كبار الطلاب بعد صلاة العصر في دكاكين السوق لتعلم الكتابة والحساب، وافق في زمنه حظًّا وافرًا وقبولًا عند الناس فكان في بلدة بريدة محترمًا وموقرًا، وكان له صوت حسن ويمتاز ببره بوالدته وقد امتد مرضه زمنًا يقرب من ثلاثة أشهر فالله المستعان.
أما والده فهو إمام مسجد (عودة الرديني) زمن آل رشيد وهو محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله الصقعبي يحسن جودة الخط وله قلم جيد في
(1) علماء آل سليم، ص 272.