الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصْغَيِّر:
بإسكان الصاد فغين مفتوحة فياء مشددة مكسورة وآخره راء.
على لفظ تصغير الصغير: ضد الكبير.
أسرة صغيرة من أهل بريدة اشتهرت بالشاعر الحماسي الفحل محمد بن سليمان الصغير.
وهي متفرعة من أسرة (المفرِّح) بتشديد الراء وكسرها الذين هم أبناء عم للقوسي أهل بريدة، بل إن أسرة القوسي متفرعة منهم.
وقد استفدنا من وثيقة للمفرح بأن اسم هذا الشاعر هو محمد بن سليمان بن عبد العزيز الصغير ولم نكن نعرف اسم جده قبل ذلك.
والدليل أيضا على أنه هو المقصود وأنه من الأسرة المذكورة أن الوثيقة ذكرت نصار المفرح وهو المعروف باسم نصار المفرح، وعلى اسمه سمي رجل من كبار عقيل وتجارهم اسمه (نصار القوسي) والقوسي والمفرح أبناء عم، واسم نصار يكثر فيهما.
والوثيقة بخط إبراهيم بن الشيخ محمد بن عمر بن سليم وخطه واضح لا يحتاج إلى نقله بحروف الطباعة وهي تتألف من جزئين أحدهما مؤرخ في 17 ربيع الأول عام 1322 هـ والثاني في 8 شعبان عام 1322 هـ.
وهذه صورتها:
وشعر (الصغير) كله حماسي مما يسمى شعر العرضة الذي كان يقال إبان الحروب والاضطرابات أو الاستعداد لها.
وقد طرق أكثر بحور هذا الشعر، وقد سار شعره الحماسي حتى عند من لا يشاركه الرأي السياسي، حتى نقل أن أهل البادية والقرى التي يطرقها الأعراب أو تتعامل معهم في العراق كانوا يفتتحون العرضة وهي (رقصة الحرب) بشعر الصغيِّر هذا حتى بعد وفاته.
وأذكر أن الشاعر العامي المجيد عبد الله بن علي بن صقيه) وهو شاعر مشهور عندما سمع مني بعض شعر الصغير طلب مني أن أكتبه له، فقلت له: أنت ليست لك علاقة بأهل القصيم، ولا بمدلول هذا الشعر فلم تطلبه؟
فقال: ما ذكرته صحيح، ولكن أعجبني الشعر وكلامه قليل النظير! ! إن شعر الصغير كثير جدًّا وما أعرف شاعرًا له من الشعر الحماسي هذا المسمى بشعر العرضة مثل الصغير في كثرته، وتنوع بحوره، أو لنقل تنوع تفاعيله التي تلتقي كلها في كونها من شعر العرضة.
وكان الناس فيما أدركناه في الصغر يتناشدون أشعاره بما يشبه السِّرّ، لأن الرجل كان معارضا للملك عبد العزيز مغرمًا بالمهنا حكام بريدة.
ومع أن أكثر أشعاره ليس فيها ذم للملك عبد العزيز ولا سب له، بل بعضها فيها مدح وهي التي كان الصغير قد أنشاها عندما كان أهل القصيم ومنهم المهنا يتعاونون معه ضد حكم عبد العزيز بن رشيد على القصيم.
ولكن بعد أن هزم الملك عبد العزيز آل سعود ومعه أهل القصيم ابن رشيد ودخلوا بريدة وعنيزة ثم قتل عبد العزيز بن متعب بن رشيد الخصم اللدود للجميع في (روضة مهنا) عام 1324 هـ صار صالح بن حسن المهنا هو أمير بريدة حسب ما قيل من الاتفاق الذي كان قد تم بين الملك عبد العزيز آل سعود وآل مهنا على أن تكون إمارة بريدة وما يتبعها من القصيم لهم، ولكن صالح الحسن شخصية قوية، وأسرته كانت لها الإمارة من قبل صار يتصرف تصرفات تشبه التصرف المستقل، رغم وجود الملك عبد العزيز في بريدة في بعض الأحيان، قالوا: ومن ذلك أنه كان يصوت في البلد: وين أنت يا باغي العشاء؟
يعشى بذلك الجائعين من المسافرين والفقراء، وهي خطوة مهمة في ذلك الوقت للدعاية للشخص.