الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصايا الصنات:
وقفنا على وصايا لعدد من أسرة الصنات تدل على أنهم على شيء من الثراء ويسر الحال هي:
وصية ناصر بن عبد الله الصنات
.
ووصية موسى بن ناصر الصنات.
ووصية عبد الله الناصر الصنات.
وهذا شيء يلفت الانتباه ويدل على ما ذكرناه مع العلم بأن عددًا من أفراد الأسرة هجروا البلاد وعاشوا في الخارج كالشام والعراق، ولم يعودوا أبدا، بل ماتوا هناك.
وصية ناصر بن عبد الله الصنَات.
كتب وصيته مبارك بن عبد الله الدباسي في عام 1278 هـ وخطه ليس واضح المعنى وإملاؤه كذلك لذلك سوف أكتبها بحروف الطباعة من دون تغيير فيها إلَّا ما كان في الإملاء لأن بعضه يؤثر على فهم المعنى:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أوصى به ناصر العبد الله الصنات بعدما شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل أوصى بشقراوين معروفات واحدة شقراء الخارة، تحت القطارة من شرق والشقراء الأخرى قبلة القطارة فوق الساقي، وكلهن ما يخلف عنهن الماء واصلهن نصفهن، بارد من جميع النوايب ثم أوصي بستين وزنة تمر وشاع بالمكان كله ملكه، منهن أربعين وزنة بضحية الدوام له ولوالديه وعشرين وزنة
عشيات برمضان، والشقراوين المذكورات بهن حجة لي أنا يا ناصر ثم بعد الحجة يخرجن بأعمال البر على عيالي الذكر والأنثى بهن سواء، إن اعتازوا فيأكلون ولا حرج عليهم، وإن اغتنوا فيضحون ويعشون والوكيل على ذلك ابنه عبد الله فإن بغى عبد الله فيحج وإن ما اشتهى فيحج حد العيال أو غيرهم، وهو وكيل على اللي لي واللي علي، وشهد على ذلك عبد العزيز الخريف التويجري وحمد بن مزعل التويجري، وجرى ذلك يوم الختمة من العمر سنة 78 بعد المائتين والألف وشهد به كاتبه مبارك بن عبد الله الدباسي وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وهذه صورة الوصية:
والتعليق عليها في أمور:
أولها: قوله أدخله الله الجنة على ما كان من العمل، فإن كان قصد من العبارة الإخبار والتقرير فذلك غير صحيح، وربما كان يرويه حديثًا بأن من شهد أن لا إله إلا الله الخ أدخله الله الجنة على ما كان منه من العمل فظن أنه جزء من الشهادة أو من العبارة.
وإن كان قصد بذلك الدعاء للموصي بأن يدخله الله الجنة، على ما كان من عمله، وأنه أخرج الجملة مخرج الجملة الإنشائية وهي دعائية فهذا له وجه.
ثانيها: أنه حدد النخلات المذكورة في الوصية ولكنه لم يحدد مكان الملك وهو حائط النخل، ولم يحدد موقعه من البلد، بمعنى أنه لم يذكر في أي بلد هو ولولا أننا نعرف أن (الصنات) من أهل (خب الشماس) الواقع إلى الشمال الغربي من مدينة بريدة القديمة لما عرفنا القرية أو الحب الذي فيه ذلك الملك والموقوف فيه من النخل.
ثالثها: قوله: شقراء الخارة يريد بها النخلة الشقراء التي تقع على المكان الذي فيه فتحة الماء الذي يخرج من البركة وهي الجابية التي يجمع فيها الماء ثم يفجر ليذهب إلى النخل، أما (القطارة) فإنها كانت معروفة معرفة تامة لجيلنا نحن، وهي نخلة ذات دبس كثير، ولذلك أسموها القطارة حتى كان دبسها يتسرب على كربها فينزلق من يصعد إلى النخلة إذا أراد خرفها، ولا تخرف إلا في وقت الصبح حين يكون الجو باردًا، وإلا فإنها تتفجر رطبهًا بالدبس، ولا يصلح أن تخرف إلَّا بإناء معدني فلا تخرف بمخرف وهو المحفر أو الزبيل لأن دبسها كثير يتسرب منه، وقد هجرت القطارة الآن، لأنها حارة في بطن من يأكلها وليست لذيذة لذة الكويرية ثم البرحية والسكرية.
رابعها: قوله: وكلهن ما يخلف عنهن الماء، فهو يريد بذلك ألَّا يحرف
مسير الماء الذي يقعن عليه، لأنه إذا حرف وهو معنى يخلف عنهن، فإنهن لا يشربن كما كن يشربن من قبل.
خامسها: قوله وأصلهن نصفهن، يريد أن نصف تمر تلك النخلات هو أصل أي لصاحب الوصية، فلا يتفق الناظر بعده على أن يجعل للموصي أو للوصية ريعهن فقط والباقي (عمارة) للفلاح الذي يفلح الملك وهو النخل.
سادسها: قوله: سالمات من جميع النوائب وقد كتبها - سهوًا - النواين والنوائب هي مثل ما كان يحدث بعض الحكام، قبل الحكم السعودي أو أثناء ضعفه أن يجعلوا على كل نخل مقدارًا من التمر غير الزكاة أي إضافة إلى الزكاة يسلم - جبرًا - إلى الحكومة أو أن يحل بهم دبي وهو صغار الجراد فيخرجون إليه لمقاومته وقتله قبل أن يصل إليهم، ويحتاج الأمر إلى إعداد طعام أو نحوه يفعلون ذلك، أو أن تنهدم البئر فيحتاج الأمر إلى إصلاحها يقول: إنهن لا يؤخذ من تمرهن شيء لهذا الغرض.
وقوله: وشاع بالمكان، يريد مشاعة في حائط النخل.
سابعها: أن مما يستفاد من هذه الوصية بيان الأسعار في وقتها، فأربعون وزنة تمر في السنة يحصل بها على أضحية التي هي الواحدة من الغنم، وكذلك بعشيات في رمضان وهي عشاء يطبخ في رمضان أي طعام عشاء يأكل منه أهل البيت ويدعون للموصي.
وكذلك ما ذكره من أن الشقراوين بهن حجة له، أي يؤخذ من تمرهن ما يكفي لمن يحج إلى مكة عن الموصي أي يوصي بأن يكون من يحج بعده نائبًا عنه في الحج فقوله: لي، يريد به أن ثواب الحجة تكون له أي الموصي.
وبعد ذلك أي بعد أن يتم القيام بالحجة إلى مكة المكرمة يخرجن بأعمال البر على عياله، وقد أوضح أنهم إذا كانوا محتاجين يأكلون الغلة ولا يضحون