الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصْقَيْه:
بإسكان الصاد وفتح القاف ثم ياء ساكنة فهاء.
على لفظ تصغير (أصقه) تصغير الترخيم مثل عمي تصغير أعمى وعريج تصغير أعرج، ومعنى الأصقه: الأصم الذي لا يسمع.
أسرة صغيرة من أهل بريدة.
قال الشيخ إبراهيم بن عيسى: خرج آل صقيه المعروفون من بلد أشيقر سنة تسعمائة وخمسين تقريبًا، وتوجهوا إلى القصيم، فأتوا الرس وكان خرابًا ليس به ساكن، فعمروه وسكنوه، وامتدوا فيه بالفلاحة، وذكر أنه اشتراه منهم جد آل أبا الحصين أهل الرس.
و (الصقيه) أهل بريدة هم من أسرة الصقيه الكبيرة الموجودة في عدد من بلدان نجد ومن ذلك بعض بلدان القصيم مثل (صبيح) في أقصى غرب القصيم، ولا أدري عن أهل بريدة - على قلتهم - من أين جاءوا إليها.
ولكنهم اشتهروا بوجود الشيخ الكاتب القاضي عبد الله بن صقيه فيهم.
فهو كاتب للوثائق والمبايعات والأوقاف ونحوها، كتب من ذلك الكثير حتى إنني لديَّ منها ما يكاد يبلغ مائة وثيقة أو تزيد، وخطه جيد، وإملاؤه كذلك، والأهم من ذلك وضوح عبارته ونصوع أسلوبه في الكتابة لذلك نجد كتابته مختصرة مفيدة.
وذكر الأستاذ محمد بن عثمان القاضي أن الشيخ عبد الله بن صقيه عينه أهل بريدة وأميرها قاضيًا في بريدة في أول إمارة عبد العزيز آل أبو عليان بعد وفاة شيخه عبد العزيز بن سويلم عام 1244 هـ.
وهذا ما ذكره الأستاذ محمد بن عثمان القاضي في ترجمة الشيخ ابن صقيه المختصرة:
عبد الله بن صقيه: من بريدة.
هو العالم الجليل الشيخ عبد الله بن صقيه من تميم من الأوهبة من آل حنظلة نزح جدة من أوشيقر ونزل القصيم وطاب له سكناها ثم تفرق أولاده إلى حايل والرس وبقي بعضهم بالقصيم وولد هذا العالم بها ونشأ نشأة حسنة وقرأ القرآن وحفظه وتربى تربية أبوية وشرع في طلب العلم بهمة عالية ونشاط ومثابرة فقرأ على علماء القصيم ومن أبرز مشائخه العلامة قرناس بن عبد الرحمن وعبد العزيز ابن سويلم قاضي بريدة لازمهما سنين حتى نبغ في الفقه وجلس للطلبة في بريدة ولما توفي شيخه عبد العزيز بن سويلم سنة 1244 هـ عينه أهالي بريدة وأميرها قاضيًا فيها خلفًا له في أول إمارة
عبد العزيز البوعليان فسدد في أقضيته وأحبه أهل البلد وكان إمام وخطيب جامعها ومن أشهر تلامذته قاضي بريدة الورع الشيخ سليمان بن علي بن مقبل ظل زمنًا في قضائها لما أرهقته الشيخوخة طلب الإعفاء من منصبه فأعفي منه فسافر إلى مكة وجاور بها ووافاه أجله المحتوم بها سنة 1256 هـ وحزن الناس الفقده لما له من محبة في قلوبهم ولما كان يتمتع به من أخلاق عالية وصفات حميدة واستقامة في الدين وورع وزهد فرحمه الله برحمته الواسعة آمين (1).
أقول: ذكر ابن بشر رحمه الله قضاة الإمام تركي بعد ذكر وفائه فذكر أن قاضي القصيم هو قرناس، وسوف يأتي توضيح لذلك.
وكما أخرجت أسرة الصقيه أهل بريدة على صغرها عالمًا متقنًا وقاضيًا معروفًا عاش واشتهر في النصف الأول من القرن الثالث عشر، وهو الشيخ عبد الله بن صقيه هذا، فإنها أخرجت عالمًا آخر في القرن الرابع عشر وهو سمي للشيخ القاضي عبد الله بن صقيه، فاسمه عبد الله بن صقيه قرأ على الشيخ إبراهيم بن جاسر وطلب العلم فحصل منه قدرًا طيبًا، إلا أنه كان منحرفًا عن المشايخ آل سليم، وأشياخهم من آل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، لذلك لم يتول شيئًا من الوظائف.
ذهب إلى الكويت وسقط من ظهر بعير فمات في عام 1359 هـ تقريبًا.
فيكون بين وفاته وبين وفاة سمية الشيخ القاضي عبد الله بن صقيه نحو مائة سنة.
واسم والده إبراهيم فهو عبد الله بن إبراهيم بن صقيه كما وجدت ذلك في وثيقة أثبتها عند ذكر (القنَّاع) في حرف القاف.
والوثيقة التي ذكر فيها اسم والده مؤرخة في عام 1331 هـ.
(1) روضة الناظرين، ج 1، ص 334.