الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصية محمد بن ناصر الصانع:
وهذه الوثيقة التي تتضمن الوصية مهمة لأنها بخط علامة القصيم وقاضيها الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، وقد نقلها نقلًا من خط كاتبها الأصيل سليمان بن سيف وكاتب أخر هو محمد الحمدان الحميدي.
وسليمان بن سيف معروف لنا نعرف خطه كما يعرف معاصروه وجهه أما محمد الحمدان فقد ذهب ظني إلى أنه من (الحميدي) الذين هم أسرة صغيرة متفرعة من أسرة أبو عليان الكبيرة وهو كاتب معروف لنا، والشيخ محمد بن عبد الله بن سليم ذكر أنه الحميدي، وينبغي لنا لكي نتأكد مما قلناه أن نجد أسرة باسم (الحميدي) من بني عليان، وقد وجدنا ذلك بالفعل، وهي الأسرة التي تفرعت منها أسرتا المزيد والخطيب من آل أبي عليان.
هذا وقد صدق الشيخ القاضي على الوثيقة وعين الناظر عليها ثم صدق عليها تصديقًا أخر عين فيها ناظرة على تنفيذها هي (موضي) بنت الواقف محمد بن ناصر، وقد ولاها القاضي على جميع أوقاف أبيها مما يدل على تعدد أوقافه، إن لم يدل على كثرتها - مما يدل - أيضًا على ثرائه.
وهذا نصها:
وظاهر هذا أن له أبناء كبارًا كان أعطاهم من ماله في زمن سابق.
فيريد أن يعدل بين أبنائه فيما يعطيهم لذا أوصى أن يعطي الصغار من ماله ثلاثون ريالًا لكل واحد.
أما وصية على تنفيذ وصيته فهو ابنه ناصر قال: فإن جرى على ناصر شيء يعني أنه توفي أو نحو ذلك فيكون الوصي ابنه علي، فإن جرى على علي شيء أيضًا فيكون الوصي عبد العزيز.
ثم ذكر في وصية له ثانية وظني أنها ملحقة بالأولى أي بعدها أنه يسبل أيضًا ثلثه من نخله، وان مخزن جميل، والمخزن: الدكان يريد بذلك دكانه الذي درج عليه من شخص اسمه جميل به ثلاثين وزنة (تمر) يحطن به فطور برمضان وسراج برمضان والفطور هو للصائمين ويوضع في المسجد عادة، وكذلك السراج يراد به سراج المسجد في رمضان.
وفي هذه الوصية غير المعتاد في الوصايا المماثلة التي تكاد تنحصر في ضحية وعشاء في رمضان وحجة أو حجتين: مبلغ من التمر بقسم بين سراج مسجد القويطعة وهو يحتاج إلى ودك يشري له، وأما الصوام فالمراد بذلك إفطارهم في رمضان والضحايا متعددة والقويطعة في (حويلان)
ومن ذلك أنه أوصى أن يعتق له عبد على ثلاثة أريل وعتق العبد كان معروفًا لنا عندما كنا نرى العبيد والعبدات يباعون كما تباع البهايم، قبل إبطال الرق في بلادنا في عام 1382 هـ، ولكن الشيء الذي ليس معروفًا للناس الآن قوله (يعتق له عبد على ثلاثة أريل).
وذلك أنه كان من عادة من أعتق عبدًا أن يعتقه على شيء يمنحه له كأن يعطيه نخلة فيقال: إنه أعتق عبده على نخلة أو على أثلة، فيقال مثل ذلك، وبعضهم يعطي عبده عندما يعتقه نقودًا، وذلك كله بداية تمويل للعبد ومساعدة
له على مواجهة الحياة بعد عتقه لأنه لم يكن مسئولًا عن ذلك في رقه أي قبل عتقه لأن مالكه يتحمل عنه ذلك.
وذكر أن لعياله يعني أبناءه عبد العزيز وعبد الرحمن ثلاثين ريالًا مقابلة عن اللي جا إخوتهم.
وهناك وثائق عديدة للصانع هؤلاء تتعلق بمبايعات وشهادات على مبايعات أو مداينات وحتى مغارسات منها هذه المؤرخة في عام 1283 التي باع بموجبها عبد الرحمن بن محمد الصانع على عبد الكريم الجاسر نخلات له في الصباخ جنوب بريدة من جملة نخل له هناك.
والوثيقة بخط عبد الرحمن بن إبراهيم الجاسر والشاهد فيها هو العلامة الشيخ محمد بن عمر بن سليم.
وفي ذيل هذه الوثيقة أن النخلات المذكورات التي اشتراها عبد الكريم الجاسر هي لابنته (نَصْره) بنت عمر ثمن دارها وهن ستة أريل وهي سبيل.
واسم (نَصْره) للمرأة الذي مذكره نصر بمقتضى القاعدة الفصيحة في اللغة، وربما كان مؤنث ناصر عند العامة
وهذه مبايعة أخرى بين المتبايعين في التي قبلها وهما عبد الرحمن بن محمد الصانع وعبد الكريم الجاسر، باع بمقتضاها عبد الرحمن الصانع على عبد الكريم الجاسر خمس نخلات في الصباخ يملكها واقعات على ساقي (الشرمان) والشرمان، جمع الشريما وهم أسرة معروفة حتى الآن يرجع نسبهم إلى المبيريك الذين منهم المشيقح.
وثمن النخلات مرتفع في ذلك الوقت لأنه ثمانية عشر ريالًا ومائة وزنة تمر.
وقد نص في البيع على أن البيع يشمل ما يتبعها من أرض وماء وطرق.
والشاهد فيها هو محمد بن منيع، من المنيع الأسرة المعروفة في
الصباخ، الذين منهم الطلاسي والمبارك والحودي.
وأسفلها شهادة بإيصال بقية الثمن والشاهد فيها مشاري الناصر بن مشاري وهو أيضا معروف من أسرة معروفة من أهل الصباح، وكاتب الوثيقتين هو العلامة الزاهد عبد الله بن محمد الفدا وتاريخ كتابة الأولى في 26 رمضان والثانية في 5 شوال سنة 1284 هـ.
ومبايعة ثالثة بين المتبايعين بعينيهما، وهما عبد الرحمن بن محمد الصانع وعبد الكريم الجاسر، ولكن اللافت للنظر فيها أن البائع وهوعبدالرحمن بن محمد الصانع وصف بأنه الملقب (أبا لخون)، وهذا اللقب لحق ببعض ذريته وهو لقب
لا يحبونه، ولهم الحق في ذلك، ولم نكن نود ذكره مثلما أننا لا نود ذكر الألقاب الأخرى أمثاله، ولكن كونه ذكر مسجلًا بهذه الوثيقة وربما في غيرها جعلنا لابد أن نفسره، وكان طائفة من أصدقائي من أسرة الصانع قد سألوني عنه فأخبرتهم بما علمته عنه، وهو أن أحد أسرة الصانع الذين كانوا في بلدة الشماس المجاورة البريدة كان قريبا من أمير الشماس وجليسًا له، وبعضهم ذكر أنه كان كاتبًا له، وكان الأمير الشماس هوى في أن يقتل شخصًا بينه وبينه شيء من أمور الدنيا لا يوجب القتل، وكان غائبًا عن الشماس خوفًا من أميره، وبلغ أمير الشماس أنه سوف يقدم إليها فقال أمير الشماس للصانع: فلان جاي، وأبي أقتله ساعة ما يأصل الشماس، قالوا: وكان الصانع متدينًا يعرف أن أمير الشماس إن قتل ذلك الرجل فإن قتله سيكون ظلما، لأنه لم يفعل ما يوجب القتل، ولم يكن أمير الشماس أخبر أحدًا بعزمه على قتل الرجل إلا الصانع فأرسل الصانع إلى ذلك الرجل المهدد بالقتل يحذره سرًّا من قدوم الشماس لئلا يقتل.
وبالفعل لم يحضر، وعلم الأمير أنه قد حذر، ولم يكن أخبر أحدًا غير الصانع بعزمه على قتله فقال الأمير يخاطب الصانع: يا (أبا الخون) أنت اللي حذرت الرجل، يريد بالخون الخيانة بزعمه.
ونعود إلى ذكر المبيع فنقول إنه ست نخلات أيضًا، وهي في صباخ بريدة.
والثمن سبعة وعشرون ريالًا والشاهد محمد الزايد الصلال.
وأسرة الصلال معروفة أنها من أهل الصباخ، وأما الكاتب فإنه الشيخ عبد الله بن محمد الفدا، رحمه الله.
وتاريخ المبايعة 18 رمضان عام 1286 هـ.
وبعدها مبايعة أخرى بين الرجلين تتضمن مبيع نخلة شقراء واحدة واقعة على سافي ابن حامد - في الصباخ.
والشاهد هو سهل بن عبد الله التويجري وهو نفسه الشيخ المعروف بل المشهور في وقته صعب بن عبد الله التويجري أسماء المشايخ سهلًا كراهية الاسم صعب، وامتثل لذلك وصار يكتب سهل إلا أنه عندما اختلف مع المشايخ آل سليم عاد إلى الاسم الأول صعب لأنه هو اسمه الأصيل الذي سماه به أبواه وسيأتي ذكر ذلك عندما نتكلم على أسرة (الصعب) قريبًا باذن الله.
والكاتب هو الشيخ ابن فدا نفسه والتاريخ في عام 1287 هـ.
بل لاحظت أن لقب (أبا الخون) ليس على ظاهره وأنه لقب على بعضهم لا ينفرون منه مما يدل على أنه لا يوحي بذم أو عيب، بدليل أن أحدهم وهو إبراهيم العلي لم يذكر في اسمه لقب أسرته (الصانع) وإنما ذكر (أبا الخون) بديلًا عنه.
وذلك في وثيقة مداينة بين إبراهيم هذا ومحمد العلي التركي معًا من جهة وبين محمد بن رشيد الحميضي (دائن) من جهة أخرى.
وكاتب الوثيقة طالب علم معروف هو عبد الرحمن بن عبد العزيز العويد الآتي ذكره في حرف العين، وليس فيها شاهد اكتفاء بعدالة الكاتب ومعرفة الجميع بذلك عنه.
وأولها أقر إبراهيم آل علي أبا الخون ومحمد آل علي بن تركي بأن في ذمتيهما لمحمد بن رشيد الحميضي أربعة عشر ريال فرانسة إلا خمسة أرباع يحلن في ربيع الأول عام 1308 هـ.