الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترجمة الشيخ علي بن عبد الله بن فهد الصقعبي:
تعلم الشيخ علي القرآن على والده وكان يزرع (بعل) في الفياض، ويعشب العشب ويدخره إلى السنة التي بعدها ثم يبيعه على الفلاحين وهذا عمله ووقت فراغه يسافر إلى بريدة لطلب العلم على مشايخ آل سليم وله حجرة في المسجد الجامع يسكن فيها وقت إقامته.
وقد طلب الملك عبد العزيز بن سعود من الشيخ ابن سليم أن يختار له نخبة من طلبة العلم لتعيينهم في المنطقة الجنوبية الغربية فاختار له الشيخ ابن سليم مجموعة من طلبة العلم سافروا جميعًا إلى مكة على الإبل ومن ضمن هؤلاء الشيخ (علي) رحمه الله، وقد أرغم على السفر وكان كارهًا، وذلك لمرض والده وهو القائم بخدمته، ولما دخلوا على الملك وهو بـ (القشله) المعروفة بمكة وإذا فيه عبارة مكتوبة على أحد المداخل الداخلية فدعا ربه أن يهيئ له السبب الذي يعود به إلى والده فلما خرجوا من عند الملك أصيب الشيخ بمرض في رجليه أقعده وأرسلوا إليه طبيبًا فأعطاه علاجًا لكن لم يستعمله ومن ثم أعاده الملك إلى القصيم ولم يمكث سوى أسبوع بعد وصوله حتى توفي والده ولم يعد إلى مكة.
وكان من خاصة الشيخ عمر بن سليم قاضي القصيم ومن تلاميذه المقربين، وقد اعتذر لأن والده قد توفي وخلف قصّارًا.
وبعد مدة عينه إمامًا ومرشدًا في (الجعله) بالأسياح وبعد وفاة الشيخ عمر بن سليم عُين الشيخ عبد الله بن حميد في القصيم فعين الشيخ (علي) قاضيًا في بلدة (دخنة) التابعة للقصيم، وذلك عام (1374 هـ) وقد استمر بالقضاء حتى نهاية عام (1393 هـ) ولم تعترض هيئة التمييز يميز عليه طيلة هذا المدة حكمًا من الأحكام وقد قام بالتعليم في المسجد حتى أقعده المرض وقد توفي في 21/ 3/ 1407 هـ.
من صفاته:
- كان زاهدًا ورعًا كريمًا عطوفًا على أقاربه وطلابه.
- وكان صاحب قيام بالليل.
- وكان صاحب اعتكاف في المسجد، وله مناقب لا يتسع لها هذا المكان.
مؤلفاته: ألف كتبًا منها:
- كتاب مجموعة الرسائل.
- "الجامع المفيد المبني على تحقيق التوحيد".
- وله مؤلفات لم يتم طبعها.
انتهى.
ومن أسرة الصقعبي: حمد بن محمد الصقعبي الملقب (حمده) وهو صاحب أخبار وطرائف، ووقائع تدل على الفتك وشدة البأس.
وقد جمعت أخباره وترجمته في كتاب خاص به أسميته (أخبار حمد الصقعبي).
قال سليمان بن إبراهيم الطامي:
روي لي هذه السالفة محمد بن حمد الصقعبي، قال فيها:
كان لحمد بن محمد الصقعبي (حمده) صديق حداد في الأواني المنزلية، وفي ذات مرة أتى إلى الحداد رجل غريب يحمل بندقية، وقال له: أريدك أن تصلح لي هذه البندقية والحداد لا يعرف إصلاحها ولكنه قال في نفسه آخذها وأتفحصها يمكن أن يكون إصلاحها بسيطًا، أخذها الحداد وقال لصاحب البندقية: تعال غدًا لتأخذها صالحة، سلمه البندقية وذهب في حال سبيله.
الحداد (فكك) البندقية قطعة قطعة، وعندما أراد إعادتها انكسر جزء منها، ولا يمكن إصلاحه فتورط بها مع صاحبها، وكيف التخلص منها، ومن الورطة التي وقع فيها.
فقال ما لي إلا صديقي (حمده) يخلصني.
جاء إلى صديقه حمد وأخبره بورطته ويريد منه المساعدة في الخروج من هذه الورطة، فضحك حمده ضحكًا عاليًا وقال له: الأمر بسيط، وبسيط جدًّا وسوف أخلصك وأخرجك منها بسلام، بشرط، قال صديقه وما هو شرطك؟ قال: شرطي أن تعشيني الليلة، وسوف أخلصك.
وعندما حل الليل وتعشيا معًا قال: حمده لصديقه لا تفتح دكانك غدًا ولا تظهر لأحد، اجلس في بيتك قال: صديقه إن شاء الله سوف أنفذ أمرك ولن افتح دكاني وسوف أجلس في بيتي يومي كله.
فلما أصبح الصباح ذهب حمده إلى دكان صديقه وجلس في عتبته وما هي إلَّا دقائق حتى جاء صاحب البندقية على الموعد فوجد الدكان مغلقًا فجلس إلى جوار حمده ينتظر صاحب الدكان.
طال الانتظار، سأل الرجل حمده هل يتأخر صاحب الدكان عن فتح دكانه؟ التفت إليه حمده وقال له: ما تريد منه؟
قال: عنده لي بندقية يصلحها، نظر إليه حمده وهو مرتبك وقال له: أنت صاحب البندقية؟ قال: نعم قال إن صاحب الدكان في السجن، كان يصلح بندقية فثارت (انطلقت) طلقة وقتلت رجلًا مارًّا بالشارع لأنه لا يعلم الحداد أن بالبندقية فشكه (طلقة) فسجن وهم الآن يبحثون عن صاحب البندقية، فإن كنت أنت صاحبها فاهرب قبل أن يقبضوا عليك فالتفت الرجل يمينًا وشمالًا لئلا يراه أحد ثم هرب وهو يسترجع لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله.
فجاء حمده إلى صديقه في بيته وقال له، افتح دكانك غدًا وسوف لن ترى صاحب البندقية أبدًا.
فقال له صديقه: ماذا عملت معه، فأخبره بما قاله له: وكيف ارتبك الرجل وظهرت عليه معالم الخوف فما كان من صديقه إلَّا أن استلقي على ظهره من الضحك وقال لحمده وأيضًا عشاك عندي على حسن تصرفك وإخراجي من ورطتي.
وفعلًا عاش الحداد سنين طويلة في دكانه هذا لم ير صاحب البندقية (1).
ومنهم سليمان بن إبراهيم الصقعبي كان من كبار تجار عقيل الذين هم تجار المواشي بين القصيم والشام ومصر، بل من مشاهيرهم.
وبعد أن انتهى عصر التجارة في المواشي بسبب قيام دولة اليهود حاجزًا في الطريق البري بين المملكة ومصر صار فلاحًا في الصوير شرق بريدة.
وابنه إبراهيم كان درس عندنا في المدرسة المنصورية في بريدة، ثم بدأ يطلب العلم على الشيخ المؤرخ إبراهيم بن عبيد آل عبد المحسن، ولكنه مات شابًّا فرثاه الشيخ إبراهيم العبيد بقصيدة منها:
رأيتك في الدنيا مقيمًا وواثقًا
…
تروح وتغدو ناسيًا كل نازل
تعمر دارًا آذنت برحيلها
…
وتصرخ في ويلاتها بالزلازل
أما قد تراها في شتات وخدعة
…
تغر ذويها بالخداع إلا باطل
تذيق محبا من حلاوة شهدها
…
وفي طيها سم لها كالحبائل
ألم ترها ترقي ذوي الحب رتبه
…
فترميهمو من شاهقات المعاقل
لك الله ما طابت فترضى بموطيء
…
وقلبك مشغوف على غير حاصل
تجر الدواهي والبلايا خطوبها
…
ويسأمها هل النهى والفضائل
بنفسي وأهلي من حبيب مفارق
…
اديب نجيب ماهر في المسائل
فلو أن الموت يقبل فدية
…
لكنا بها نسعى سريعًا بعاجل
(1) سواليف المجالس، ج 9، ص 56 - 58.
وقمنا سراعًا كي ندافع دونه
…
بجاه واموال كذا كل طائل
ولما له زرنا لاخره مرة
…
وجدناه ذا ثقل كثير التماثل
فما كان إلا برهة ثم ناله
…
بكأس المنون المرحتف الغوائل
لخمس من الأيام من بعد عشرها
…
بشهر حرام سابع للاوائل
لتسع سنين بعد سنين قد تلت
…
ثلاث مئين بعد الف لناقل
وقائلة مالي أراك مفجعا
…
كثير هموم بالفواد شواغل
فقلت ذريني قد عراني كوارث
…
وهم طويل دايم غير زائل
أنيس شفيق نافع غير ضائر
…
أديب وصول نابغ في الأماثل
له في الندى وصل يطول على الورى
…
ويعلو على أقرانه في الفضائل
على فقد إبراهيم تجري مدامعي
…
ويعلو نحيب بالشجون القواتل
على الندب إبراهيم نبكي بحرقة
…
ونهمي دموعًا من جفان هوامل
ومنهم تاجر أهل عيون الجواء، أو على الأدق تاجر أهل الجواء فهد بن سليمان الصقعبي.
غضب من بعض أهل العيون فقرر أن يذهب إلى الشيحية لأن له فيها أملاكًا فقال أحد كبارهم ويقال: إنه أمير العيون: لا يروح عنكم فهد الصقعبي أرضوه، ترى لو وقف رَجَّال بباب المسجد وقال لا يطلع إلَّا اللي ما عليه دين للصقعبي ما طلع منكم أحد.
مات فهد بن سليمان الصقعبي عام 1356 هـ.
وابنه صالح كان أيضًا ذا مال وثروة وعمر دهرًا، فقد وصل التسعين فتوفي في مكة معتمرًا أو حاجًّا في 24/ 7/ 1425 هـ.
ومن وجهاء أسرة الصقعبي (سليمان بن حمد الصقعبي) وهو سليمان بن حمد بن ناصر الصقعبي.
جاء ذكر (ناصر الصقعبي) الجد هذا - في وثيقة مؤرخة في عام 1197 هـ.
وقد قدمت نقلها في الكلام على حجيلان بن حمد أمير القصيم.
أما سليمان بن حمد الناصر فإنه صاحب أملاك في الصباخ التي هي صبرت، وأبناؤه هم: عبد الكريم "أبو زهير" وحمد ومحمد، وحمد ابنه هو والد حمد المحمد السليمان الصقعبي الملقب بحمده.
ولسليمان الحمد الناصر الصقعبي: إخوة من المشاهير في زمنهم وهم فهد وصالح وعلي وناصر.
له ذرية هاجر بعضهم إلى الكويت.
وأخوه ناصر الحمد الناصر: ذريته المعروفون بالعصيل الآتي ذكرهم في حرف العين، ومنهم أناس انتقلوا إلى حائل.
وأخوه فهد الحمد الناصر: هو والد حمد الفهد المولود في بريدة عام 1318 هـ وتوفي في عام 1407 هـ كان مؤذنًا لمسجد فيصل بن تركي بالرياض بشارع الثميري، وهو شاعر له محاورات شعرية مع الشاعر سويلم العلي وغيره، كما سبق.
من الوثائق المتعلقة بسليمان بن حمد الصقعبي هذا وثيقة صُبْرَة وهي الإجارة الطويلة أي التي تمتد لسنوات طوال فهي لمائة وخمسين سنة، وهذا نادر في الصُبَر - جمع صبرة في بريدة لأن أطول الصبر القديمة فيها تكون في العادة لمائة سنة، ولكنها قد تزيد على ذلك في حالات نادرة مثل هذه الحالة، وإلَّا فإن غالب الصبر في بريدة تكون لثلاثين سنة، أو خمسين سنة.
وإنما الصبر الكثيرة جدًّا هي في عنيزة وأذكر أنني رأيت وثيقة فيها الصبرة لمدة ألف سنة، ومن الطريف أن الوثيقة تقول: أن على المتصبر وهو
المستأجر هذا الأجرة الطويلة أن يرفع يده عن البيت بعد تمام مدة الصبرة، ويسلمه لأهله، مع أن مدة الصبرة لألف سنة.
ولكن الصبرة لألف سنة، نادرة أيضًا في عنيزة، وإنما الأكثر لمائة سنة ولمائتين، والوثيقة تتعلق يكون سليمان بن حمد الصقعبي وكيلًا على (بيت داحس) وبيت داحس واقع في سوق أي زقاق نافذ يسمى (سوق داحس) أدركنا ذلك، وهو مشتهر به، لأنه صار في الفترة التي أدركنا الأمور فيها جزءًا من المقصب الذي هو دكاكين الجزارين الذين يبيعون اللحم، فإذا قال الناس: نبي نروح لسوق داحس، كان معناه: أننا سنذهب لشراء لحم.
ثم خبا ذكره مع انتقال القصابين إلى مكان آخر.
ويقع سوق داحس إلى الجنوب من الجامع الكبير قبل تنظيم الشوارع في تلك المنطقة، ثم دخل في توسعة المنطقة وصار جزءًا من جنوبي شارع الملك فيصل، ويقع عنه جنوبًا في موضع بعض الدكاكين التي أقيمت هناك.
وقد أجر سليمان بن حمد الصقعبي بيت داحس المذكور لشخصين هما عبد الله بن ناصر العجاجي وحمد بن مبارك بن حميد، ويظهر أنهما شركاء في هذا الاستئجار مناصفة بينهما.
قيمة الإيجار:
بعد أن ذكرت الوثيقة حدود البيت المذكور ذكرت بأن مدة الإيجار هي مائة وخمسون سنة، وبأجرة ثلاثة ريالات ونصف لكل سنة، ولكنها ذكرت المبلغ الإجمالي لأجرة مائة وخمسين سنة وهو خمسمائة وخمسة وعشرون ريالًا.
وقالت وهي بخط الشيخ العالم ناصر بن سليمان بن سيف الذي لابد أنه الذي صاغ بعض عباراتها: أن الأجرة المذكورة مؤجلات على عدد السنين مائة وخمسين نجمًا، أي مقسطة مائة وخمسين قسطًا كل نجم أي قسط يحل
ثلاثة أريل ونصف أول الحلول في رمضان عام 1306 هـ. وهو تمام سنة ماضية من دخولها وهَلُمَّ جرّا كل سنة تحل في رمضان الصبرة المعلومة ثلاثة (أريل) ونصف حتى تخلص المدة المعلومة ثم يرجع المبيع إلى أهله ويرفعان أيديهما عنه، ولم يكن أي ولا يكون لهما فيه دعوى ولا تبعة لا في البيت ولا فيما جعلاه فيه من خشب وأبواب.
أقول: من الطريف أن أحفاد حفيد المؤجر سليمان بن حمد الصقعبي قد صاروا رجالًا الآن في عام 1428 هـ. وما تزال لمدة الإيجارة هذه بقية هي اثنتان وعشرون سنة.
والشاهد على ذلك محمد الرشيد الحميضي وهو ثري وكاتب معروف بل مشهور في وقته وعلي بن عبد الرحمن السعيد.
والكاتب ناصر السليمان بن سيف.
والتاريخ: 27 رمضان عام 1305 هـ.
وقد ذُيلت الوثيقة بالتصديق على صحتها من القاضي الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم بتاريخ 1305 هـ.
ومن الوثائق المتعلقة بسليمان بن حمد الصقعبي هذه المكتوبة بخط العلامة الشيخ محمد بن عمر بن سليم ومؤداها أن سليمان أقر بأنه قد بلغه ثمن الدار التي كان باعها على مرشد الراشد إلَّا أربعة أريل تقبله بها سعيد آل حمد (السعيد المنفوحي) وكان سليمان قد رهن الدار المذكورة ببقية ثمنها فأطلق رهنه عليها لسعيد وقد شهد بذلك سليمان العبد الكريم بن جاسر وتاريخها في ذي القعدة سنة 1274 هـ وتحتها إقرار من مرشد الراشد المذكور بدين لسعيد الحمد ذكر فيه الريالات الأربعة التي تقبل بها سليمان آل حمد باقي ثمن الدار.