الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للهيعة بن عيسى قاضى مصر. روى له أبو داود، والنسائى، وابن ماجه، وأبو جعفر الطحاوى.
* * *
باب النون بعدها العين
2471 -
النعمان بن ثابت، الإمام أبو حنيفة، رضى الله عنه ورحمه، الكوفى: الكلام فيه مشتمل على فصول:
الفصل الأول
فى ميلاده ونسبه
ولد أبو حنيفة، رضى الله عنه، سنة ثمانين من الهجرة فى خلافة عبد الملك بن مروان. قال أبو عمر بن عبد البر: ولا خلاف فى مولده أنه ولد سنة ثمانين من الهجرة، وكذا قال محمد بن سعد، عن الواقدى، عن حماد بن أبى حنيفة، أنه قال: ولد أبو حنيفة سنة ثمانين، وهذا أصح الأقوال. وعن الحسن الخلال: سمعت مزاحم بن ذوَّاد بن عُلبة، عن أبيه، أو عن غيره، قال: ولد أبو حنيفة سنة إحدى وستين، ومات سنة خمسين ومائة، ويقال: ولد سنة سبعين. والرواية المجمع عليها ما ذكرناه فى الأصح، وكان مولده بالكوفة بلا خلاف.
أما نسبه: فهو النعمان بن ثابت بن زُوطا بن ماه، مولى تيم الله بن ثعلبه، وهو رهط حمزة الذبان. وفى التهذيب: قال أحمد بن عبد الله العجلى: أبو حنيفة النعمان بن ثابت، كوفى تميمى، من رهط حمزة الزيات، وكان خزازًا يبيع الخز. وقال محمد بن إسحاق البكاء، عن عمر بن حماد بن أبى حنيفة: أبو حنيفة النعمان بن ثابت زوطا، فأما زوطا فإنه من أهل كابل، وولد ثابت على الإسلام، وكان زوطا مملوكًا لبنى تيم الله بن ثعلبة فأعتق، فولاه لبنى تيم الله بن ثعلبة، ثم لبنى قفل، وكان أبو حنيفة خزازًا، ودكانه
2471 - فى المختصر: النعمان: غير منسوب، عن موسى بن أبى عائشة، وعنه يعقوب، هو ابن ثابت الكوفى، أبو حنيفة الإمام الأعظم، ثقة، ثبت، فقيه، مشهور، رضى الله تعالى عنه.
- وفى المختصر أيضًا: أبو حنيفة: هو نعمان بن ثابت الكوفى الإمام الأعظم، رحمه الله تعالى، قد ذكر فى الأسماء.
قال فى التقريب: الإمام، فقيه، مشهور. انظر: التقريب (7179) ، وتهذيب الكمال (29/417)(6439) ، والتاريخ الكبير (8/ت2253) ، والجرح والتعديل (8/ت2062) ، والكاشف (3/ت5943) ، وميزان الاعتدال (4/ت9092) . والحديث لم أجده
معروف فى دار عمرو بن حريث. وقال إسماعيل بن عبد الله بن ميمون، عن أبى عبد الرحمن المقرىء: كان أبو حنيفة من أهل كابل. وقال النضر بن محمد المروزى، عن يحيى ابن النضر القرشى: كان والد أبى حنيفة من نساء. وقال سليمان بن الربيع، عن الحارث ابن إدريس: أبو حنيفة أصله من ترمذ. وقال أحمد بن إسحاق بن بهلول بن حسان التنوخى الأنبارى، عن أبيه، عن جده ثابت: والد أبى حنيفة من أهل الأنبار.
وقال مكرم بن أحمد القاضى: حدثنا أحمد بن عبيد الله بن شاذان المروزى، قال: حدثنى أبى، عن جدى، قال: سمعت إسماعيل بن حماد بن أبى حنيفة يقول: أنا إسماعيل بن حماد بن النعمان بن ثابت بن النعمان بن المرزبان من أبناء فارس الأحرار: والله ما وقع علينا رق قط، ولد جدى فى سنة ثمانين، وذهب ثابت إلى على بن أبى طالب وهو صغير، فدعى له بالبركة فيه وفى ذريته، ونحن نرجو من الله تعالى أن يكون قد استجاب الله ذلك لعلى بن أبى طالب فينا. قال: والنعمان بن المرزبان أبو ثابت هو الذى أهدى لعلى بن أبى طالب الفالوذج فى يوم النيروز، فقال: نورزونا فى كل يوم. انتهى. قال ابن عبد البر: حدثنا حكيم بن منذر، قال: حدثنا يوسف بن أحمد بن يوسف، قال: حدثنا محمد بن على بن سهل المروزى، قال: حدثنا النضر بن محمد بن يسار الشيبانى، قال: حدثنا يحيى بن نصير، قال: كان مولد النعمان بن ثابت فى نَساء، وكان أبوه عبدًا مملوكًا لرجل من بنى ربيعة من بنى تيم الله بن ثعلبة من فخذ يقال لهم: بنى قُفْل، وكان حمالاً لعبد الله بن قفل.
وقال ابن خلكان: وجده زوطا، قيل: من نساء، وقيل: من ترمذ. وزوطا بضم الزاى، وسكون الواو، وبالطاء المهملة. وقال غيره: كان زوطا من أفضل أهل كابل ورؤسائهم، والحاصل أنهم اختلفوا فى نسبة أبى حنيفة اختلافًا كثيرًا، فقال أكثرهم: كان أبو حنيفة من العجم، اسمه النعمان بن ثابت بن النعمان بن المرزبان النسائى، ويقال: النعمان بن ثابت بن زوطا، ويقال: النعمان بن ثابت بن طاووس بن هرمز ملك بن شيبان، وقال بعضهم: كان أبو حنيفة من العرب، وهو قول أبى مطيع البخلى أيضًا، فقال أبو مطيع: اسم أبى حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطا بن يحيى بن زيد بن فلان الأنصارى، والله أعلم، والأصح فى هذا الرجوع إلى قول إسماعيل بن حماد بن أبى حنيفة؛ لأنه أخبر بنسبه ونسب جده من غيره، وبعد ذلك، فإن التقوى أعلى الإنسان، وأقوى الأسباب، قال الله تعالى:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]، وقال:{فَإِذَا نُفِخَ فِى الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ} [المؤمنون: 101]، وقال صلى الله عليه وسلم:"إلى كلّ ترتقى". وبهذا عُدَّ سلمان الفارسى من أهل البيت، ولقد نفى الله تعالى ولد نوح، عليه
السلام، فقال:{إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: 46] . ولقد قال الشاعر وأحسن فيه:
إلى التقى فانتسب إن كنت منتسبًا
بلال الحبشى العبد فاز تقى
غدًا أبو لهب يرمى إلى لهب
فليس يجزيك يومًا خالص النسب
أحرار قوم قريش صفوة العرب
فيه غدت خطبا حمالة الحطب
الفصل الثانى
فى صفته
كان رحمه الله تعالى حسن الوجه، وقيل: كان طوالاً تعلوه سمرة، أحسن الناس منطقًا، وأحلاهم نعمة. وعن حماد بن أبى حنيفة: كان أبو حنيفة طوالاً تعلوه سمرة، كان حسن الهيئة، كثير العطر، يُعرف بريح الطيب إذا أقبل وإذا خرج من منزله قبل أن يُرى، ويقال: كان حسن النعل والبزة، وعن بشار مولى أبى جعفر، قال: رأيت أبا حنيفة وهو ربعة من الرجال، جميل الوجه، كريم النفس، وليس بالطويل ولا بالقصير، له أذنان عريضتان، وهامة عظيمة، وله سنتان نائيتان، وهو يحدث الناس. ويقال: كان أبو حنيفة نحيفًا، شديد البياض، ربعة من الرجال.
الفصل الثالث
فيمن رأى أبو حنيفة من الصحابة وروى عنهم
كان أبو حنيفة، رضى الله عنه، من سادات التابعين، رأى أنس بن مالك، ولا يشك فيه إلا جاهل وحاسد. قال ابن كثير فى تاريخه: أبو حنيفة كان أجدر العلماء، وأحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبعة، وهو أقدمهم وفاة؛ لأنه أدرك عصر الصحابة، ورأى أنس بن مالك، قيل: وغيره. وذكر الخطيب فى تاريخ بغداد أن أبا حنيفة رأى أنس بن مالك. وذكر المزى فى التهذيب أنه رأى أنس بن مالك، وكذا ذكر الذهبى فى الكاشف، وغيرهم من العلماء، وروى عنه أحاديث، وقد وقع لنا منها حديث أخبرنى به إجازة الحافظ المحدث الشيخ زين الدين عبد الرحيم بن حسين العراقى، وقال: حدثنا الشيخ برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين الرشيدى، بروايته عن الشيخ الإمام شهاب الدين أبى المعالى أحمد ابن الإمام العلامة أبى محمد رفيع الدين إسحاق بن محمد ابن على بن إسماعيل الأبرقوهى، قال: أخبرنا إبراهيم بن عثمان بن يوسف بن أيوب ابن إسحاق الكاشغرى ثم البغدادى الحنفى الزركشى بقراءة والدى عليه وأنا أسمع بحران فى غالب ظنى، فإن لم يكن سمعًا فإجازة، قاله والدى، أخبركم القاضى الإمام أبو الخير مسعود بن أبى الفضل الحسين بن سعيد بن على بن بندار اليزدى بقراءة
والدك عليه فى جمادى الآخرة فى سنة إحدى وستين وخمسمائة فأقر به، قال: أخبرنا الإمام المقرىء أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبرى، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن منصور الفقيه الواعظ، حدثنا أبو إبراهيم أحمد بن الحسن القاضى، حدثنا الإمام أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن حمدان الحنفى، حدثنا الإمام أبو سعيد إسماعيل بن على السمان قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن محمود البزار، حدثنا أبو سعيد الحسين بن أحمد بن محمد بن المبارك، حدثنا أبو العباس أحمد بن الصلت بن المغلس الحمانى، حدثنا بشر بن الوليد القاضى، عن أبى يوسف القاضى، عن الإمام أبى حنيفة، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الله تعالى يحب إغاثة اللهفان (*) ".
وروى عن أبى يوسف أنه قال: قال أبو حنيفة: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "طلب العلم فريضة على كل مسلم (*) ". وروى عن أحمد ابن الصلت الحمانى، عن بشر بن الوليد، عن أبى يوسف، عن أبى حنيفة: سمعت أنس ابن مالك يقول: سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول: "الدال على الخير كفاعله، والله يحب إغاثة اللهفان"(*) . وروى عن أسد بن عمرو، عن أبى حنيفة، عن أنس بن مالك، قال: كأنى أنظر إلى لحية أبى قحافة كأنها ضرام عرفج، قلت: العرفج بالعين المهملة والفاء والجيم، نبت ينبت فى السهل، الواحدة عرفجة، والضرام بالكسر اشتعال النار فى الحلفا، ونحوها. وروى عن ابن سماعة، وبشر بن الوليد، عن أبى حنيفة، قال: كان علماؤنا
(*) أخرجه أبو نعيم فى مسند أبى حنيفة (1/151) ، والصيداوى فى معجم الشيوخ (1/183، 184) ، وأبو يعلى فى مسنده (7/275)(ح496) ، والبيهقى فى شعب الإيمان (6/116)(ح7657) ، وأبو نعيم فى الحلية (3/42) ، والحافظ الذهبى فى الميزان (6/380) ، وابن عدى فى الكامل (3/298) .
(*) أخرجه ابن ماجه (1/81)(ح224)، وقال البوصيرى: إسناده ضعيف لضعف حفص بن سليمان البزار. انظر: مصباح الزجاجة (1/30)(ح81) ، والطبرانى فى الأوسط (2/297)(ح2030/الخليفة على، عليه السلام ، والصيداوى فى معجم الشيوخ (1/177)(ح125) ، وأبو يعلى فى مسنده (1/257)(ح320/عبد الله بن مسعود) ، والإسماعيلى فى معجم الشيوخ (2/652)(ح283/أبو سعيد) ، والطبرانى فى الصغير (1/36)(ح22/أنس، (1/58)(ح61/الخليفة على، عليه السلام ، والطبرانى فى الكبير (10/195)(ح10439/عبد الله) ، والقضاعى فى مسند الشهاب (1/135)(ح174/أبو سعيد) ، (1/136)(ح175/أنس) ، والبيهقى فى شعب الإيمان (2/253)(ح1663/أنس) ، (2/254)(ح1664/أنس) ، وأبو نعيم فى الحلية (8/323/أنس) ، والبيهقى فى المدخل (1/242)(ح326) .
(*) سبق تخريجه.
كلهم يقولون فى سجدة السهو: إنها بعد السلام ويتشهد فيها ويسلم. قال حماد بن أبى سليمان: هكذا يفتى أنس بن مالك. قال أبو حنيفة: وسألت أنس بن مالك، فقال هكذا.
وروى قاضى القضاة نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادى بإسناده إلى أبى حنيفة أنه قال: نعينا سبعة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت من كل واحد منهم خيرًا، ثم أنهم ذكرانهم: عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى، وعبد الله بن أنس، وعبد الله بن أبى أوفى، وجابر بن عبد الله الأنصارى، وواثلة بن الأسقع، وأنس ابن مالك، وعائشة بنت عجرد. وعن أبى داود الطيالسى، عن أبى حنيفة، قال: ولدت سنة ثمانين، وقدم عبد الله بن أنيس الكوفة سنة أربع وتسعين، ورأيته وسمعت منه وأنا ابن أربع عشرة سنة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حبك للشىء يعمى ويُصّم". وعن عبد العزيز بن حسين الطبرى، قال: حدثنى مكرم بن أحمد، حدثنى محمد بن أحمد ابن سماعة، حدثنى بشر بن الوليد، حدثنى أبو يوسف، حدثنى أبو حنيفة، قال: ولدت سنة ثمانين، وحججت مع أبى سنة ست وتسعين وأنا ابن ست عشرة سنة، فلما وصلت المسجد الحرام رأيت حلقة عظيمة، فقلت لأبى: من هذا؟ فقال: عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى صاحب النبى صلى الله عليه وسلم، فتقدمت وسمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من تفقه فى دين الله كفاه الله همه، ورزقه من حيث لا يحتسب (*) ".
وقد قيل: فى بعض ذلك وهم، فإنه لم ير جابر بن عبد الله ولا روى عنه، فإنه مات سنة تسع وسبعين باتفاق الرواة، وهو آخر من مات بالمدينة من أصحاب العقبة. وولد أبو حنيفة على الصحيح سنة ثمانين، وكيف يتصور ذلك؟ قلت: يتصور ذلك على قول من قال: إن مولد أبى حنيفة سنة إحدى وستين أو سنة سبعين، فعلى الأول يكون عمره ثمانى عشر سنة حين توفى جابر، وعلى الثانى تسع سنين، وكذا قيل: إنه لم ير غير أنس. قلت: لا نسلم ذلك فى غير جابر؛ لأن فى جابر وهمًا، وأما غير ذلك فليس فيه وهم ولا غلط. أما أنس بن مالك، فإنه آخر من مات بالبصرة من الصحابة سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة اثنتين، وقيل: سنة ثلاث، فيكون عمر أبى حنيفة حينئذ إما أحد عشر سنة أو اثنى عشر أو ثلاث عشرة، وأما عبد الله بن الحارث بن جزء، فإنه مات بمصر سنة ثمان وثمانين، فيكون عمر أبى حنيفة حينئذ ثمان سنين، وأقل ما قيل فى
(*) أخرجه الحافظ ابن حجر فى لسان الميزان (1/270، 271) ، والرافعى فى التدوين فى أخبار قزوين (3/260، 261) .
وفاة عبد الله أنه مات فى سنة خمس وثمانين، فيكون عمر أبى حنيفة حينئذ عشر سنين على قول من يقول: إن مولده كان سنة سبعين.
وأما عبد الله بن أبى أوفى، فهو آخر من مات من الصحابة بالكوفة سنة سبع وثمانين، فيكون عمر أبى حنيفة حينئذ سبع سنين أو ست سنين. وأما واثلة بن الأسقع، فإنه مات بدمشق سنة خمس أو ست وثمانين، فيكون عمر أبى حنيفة حينئذ خمس أو ست سنين. وأما عائشة بنت عجرد، فقد روى عن أبى محمد بن عبد الله بن نمير الرازى: حدثنى عبد الرحمن بن أبى حاتم، حدثنى عباس بن محمد الدورى، حدثنى يحيى ابن معين، أن أبا حنيفة صاحب الرأى سمع عائشة بنت عجرد تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أكثر جند الله فى الأرض الجراد لا آكله ولا أحرمه (*) ". وأما قول ابن الأثير، وابن خلكان ومن سلك مسلكهما من المتعصبين الحاسدين من أنه كان فى أيام أبى حنيفة أربعة من الصحابة: أنس بن مالك بالبصرة، وعبد الله بن أبى أوفى بالكوفة، وسهل بن سعد الساعدى بالمدينة، وأبو الطفيل عامر بن واثلة بمكة، ولم يلق أحدًا منهم، ولا أخذ عنه، وأصحابه يقولون: إنه لقى جماعة من الصحابة وروى عنهم، ولا يثبت ذلك عند أهل النقل، فذاك من باب التعصب المحض؛ لأن ما نقله أصحابه أولى من غيرهم، والرجوع إلى ما نقلوا أولى مما نقله غيرهم؛ لأنهم أعرف بحاله من غيرهم، ومن أين يرجح النافون على المثبتين مع ادعاء كل طائفة من الطائفتين أنهم ثقات أثبات فى النقل والرواية؟! وهذه معارضة بالمثل، فترجح رواية المثبت لكونها تثبت أمرًا زائدًا، فتأمل.
وقولهم: لا يثبت ذلك عند أهل النقل، غير صحيح؛ لأن الخطيب من أهل النقل، وهو قد نقل أنه رأى أنس مالك، مع شدة تعصبه على الحنفية، وغيره أيضًا من أصحاب النقل نقلوا أنه رأى أنس بن مالك، ويكفى رؤيته إياه فى كونه تابعيًا، وإن لم يثبت روايته عنه على زعمهم، على أنه يبعد أن يكون مثل أنس بن مالك فى البصرة، ومثل عبد الله بن أبى أوفى فى الكوفة، ولم يكن مثل أبى حنيفة رآه وبين البصرة والكوفة مسافة قصيرة، وقد جرت عادة الناس أنهم إذا سمعوا رجلاً صالحًا فى موضع يسعون إليه من أماكن شاسعة ومواضع بعيدة، ويتزاحمون فى الوصول إليه والدخول عليه، وكيف إذا كان صحابى الرسول صلى الله عليه وسلم فى بلد لا يراه أهلها، أو يكون فى بلد قريب من بلده ولا يمشى إليه، ولا يسعى إلى رؤيته؟! وهذا محال عادة.
(*) أخرجه الرافعى فى التدوين فى أخبار قزوين (1/438) .
الفصل الرابع
فى ذكر بعض مشايخه الذين روى عنهم الحديث وأخذ العلم
ونذكر فى مسنده قريبًا من مائتين من التابعين وغيرهم. وحكى عن عبد الله بن أبى حفص الكبير أنه وقعت منازعة فى زمنه بين أصحاب أبى حنيفة، وأصحاب الشافعى، فجعل أصحاب الشافعى يفضلونه على أبى حنيفة، فقال أبو عبد الله: عد مشايخ الشافعى كم هم؟ فعدوا فبلغوا ثمانين، ثم عد مشايخ أبى حنيفة من العلماء التابعين وغيرهم، فبلغوا أربعة آلاف، فقال أبو عبد الله: هذا فى أدنى فضائل أبى حنيفة.
ثم لنذكر بعض مشايخه الذين ظفرنا بهم على حروف الهجاء:
الألف: إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكى، وإبراهيم بن مسلم الهجرى الكوفى، وإبراهيم بن ميسرة الطائفى، وقيل: المكى، وإسماعيل بن أبى خالد، مولى نحيلة، وإسماعيل بن أمية، وإسماعيل بن عبد الملك بن أبى الصغيراء، وآدم بن على، وأيوب السختيانى، وأيوب بن عائذ الطائى الكوفى، وأبان بن عياش، وإبراهيم النخعى، وأبان ابن لقيط، وأيوب بن عتبة اليمامى، وإسماعيل بن مسلم المكى، وإسحاق بن ثابت، وإبراهيم بن مهاجر البجلى، وإبراهيم بن محمد المنتشر.
الباء: بلال بن أبى بلال، وبكير بن عطاء الليثى، وبلال بن وهب، وبهز بن حكيم، وبهلول بن عمرو الصيرفى.
الثاء: ثابت بن دينار، وثابت البنانى.
الجيم: جامع بن شداد، وجابر بن يزيد الجعفى، والجراح بن منهال الجزرى، وجبلة ابن سحيم، وجعفر بن محمد الصادق.
الحاء: الحارث بن عبد الرحمن الهمدانى، والحسين بن عبيد الله، والحكم بن عتيبة، وحماد بن أبى سليمان، وحكيم الصيرفى، وحميد بن قيس الأعرج، وحوط بن رافع العبدى، والحسين بن الحارث الحدلى تابعى، وحكيم بن جبير، والحسن بن الصباح الكوفى، والحجاج بن أرطأة الكوفى.
الخاء: خالد بن علقمة، وخصيب بن عبد الرحمن، وخالد بن عبد الأعلى.
الدال: داود بن عبد الرحمن، وداود الطائى.
الذال: ذر الهمدانى أبو عمرو.
الراء: ربيعة بن عبد الرحمن، له قدر وله حالة، ورباح الكوفى.
الزاى: زيد بن على بن الحسين، رضى الله عنهم، وزياد بن علاقة، وزبيد اليامى، وزيد بن أسلم أبو أسامة مولى عمر بن الخطاب، وزياد بن كليب أبو معشر الكوفى، وزياد بن ميسرة الكوفى، وزكريا بن أبى زائدة، وزكريا بن الحارث الكوفى، وزيد السلمى، وزيد بن أبى أنيسة، جليل القدر على صغر سنة، وزيد بن الوليد.
السين: سماك بن حرب الكوفى، وسليمان أبو إسحاق الشيبانى، وسلمة بن كهيل، جليل القدر، وسالم بن عجلان الأفطس، وسعيد بن المرزبان، وسليمان بن أبى المغيرة، وسعيد بن أبى عروبة، وسفيان الثورى، وسليمان الأعمش، وسلمة بن نبيط، وسعيد ابن مسروق الثورى.
الشين: شيبان بن عبد الرحمن الكوفى، وشداد بن عبد الرحمن أبو رؤبة البصرى، وشيبة بن مساور، وقيل: ابن مسور البصرى، وشعبة بن الحجاج، روى عنه حكاية، وشرحبيل بن سعد، وشرحبيل بن مسلم.
الصاد: الصلت بن بهرام الكوفى، وصالح بن صالح الهمدانى.
الطاء: طاووس بن كيسان، كذا ذكر فى التهذيب، وطلحة بن مضر اليامى، وطلحة ابن نافع، وطريف بن كليب، وعامر الشعبى، وعبد الله بن أبى حبيبة.
العين: عبد الله بن دينار، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعبد العزيز بن رفيع، وعبد الكريم بن أمية البصرى، وعبد الملك بن عمير، وعدى بن ثابت الأنصارى، وعطاء بن أبى رباح، وعطاء بن السائب، وعطية بن سعد العوفى، وعكرمة مولى ابن عباس، وعلقمة بن مرثد، وعلى بن الأقمر، وعلى بن الحسن الزراد، وعمرو بن دينار، وعون بن عبد الله بن عقبة بن مسعود، هؤلاء ذكرهم فى التهذيب، وعبد الله بن الحسن ابن الحسين بن على بن أبى طالب، وعبد الله بن أبى نجيح، وعبد الله بن عثمان المكى، وعبد الله بن أبى حنيفة، وعبد الله بن داود، وعبد الله بن أبى المجالد الكوفى، وعبد الله ابن نافع مولى ابن عمر، رضى الله عنه، وعبد الله بن حميد بن عبيد الأنصارى، وعبد الله بن سعيد المقبرى، ولم يصححه بعضهم، وعبد الله بن عمر العمرى، وقيل: لا يصح، وعبد الله بن المبارك روى عنه العمرى، وعبد الرحمن بن عمر الأوزاعى، وعبيد الله بن عمر العمرى، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودى، وعبد الملك بن أبى بكر، وعبد الملك بن ميسرة، وعبد الملك الشيبانى الأعور، وعبد العزيز بن رفيع، وعبد الأعلى الكوفى، وعبد الكريم بن المخارق، وعبيدة بن معقب، وعيسى الصيقل، وعجلان البصرى، وعمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعى، وعمرو بن مرة المرادى،
وعمرو بن شعيب، وعامر بن السبط، وعامر بن عبد الله بن قيس، وعاصم بن أبى النجود، وعيسى بن أبى عثمان، وعاصم الأحول، وعمر بن ذر، وعمر بن بشير، وعمار ابن عبد الله الجهنى، وعون بن عبد الله، وعون بن أبى جحيفة، وعثمان بن راشد، وعلقمة بن زهير، وعمران بن عمير، وعلى بن بذيمة، وعبد الرحمن بن حزم.
الغين: غالب بن الهذيل الكوفى، وغيلان.
الفاء: فراس بن يحيى الكوفى، وفرات بن عبد الرحمن.
القاف: القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، والقاسم بن محمد الأسدى، والقاسم بن محمد أبو سهل الكوفى، وقابوس بن أبى ضبيان، وقتادة بن دعامة، وقيس ابن مسلم الجدنى.
اللام: ليث بن أبى سليم.
الميم: محارب بن دثار، ومحمد بن الزبير الحنظلى، ومحمد بن السائب الكلبى، ومحمد ابن على بن الحسين بن على بن أبى طالب، ومحمد بن قيس الهمدانى، ومحمد بن مسلم الزهرى، ومحمد بن المنكدر، ومخول بن راشد، ومسلم البطين، ومسلم الملائى، ومعن بن عبد الرحمن، ومقسم، ومنصور بن المعتمر، وموسى بن أبى عائشة، هؤلاء ذكرهم فى التهذيب، ومحمد بن مسلم بن تدرس أبو الزبير المكى، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، ومحمد بن مالك بن زبيدة، ومحمد بن عبيد الله العزرمى، وموسى بن مسلم الكوفى، وموسى الصغير، ومنهال بن خليفة الكوفى، ومنهال بن الجراح، ومسلم بن كيسان الضبى، ومنصور بن زاذان، ومسعر بن كدام، وميمون بن مهران، وميمون بن أبى حمزة الأعور، وميمون بن سيار، ومجالد بن سعيد، ومكحول الشامى، ومزاحم بن زفر، ومالك بن أنس، ومعاوية بن إسحاق.
النون: ناصح بن عبد الله المحلمى، ونافع مولى ابن عمر، ونافع بن درهم العبدى، وناصح بن عجلان، ونصر بن طريف.
الهاء: الهيثم بن حبيب العراف الكوفى، وهشام بن عروة، وهشام بن عمرو، وهشام ابن عائذ.
الواو: واصل بن حبان الأسدى الكوفى، وواصل بن سليمان التيمى الكوفى، وواقد بن يعقوب الكوفى، والوليد بن سريع مولى عمرو بن حريث، والوليد بن عبد الله بن جميع.
الياء: يحيى بن عبد الله التيمى الكوفى، ويحيى بن عبيد الله بن موهب، ويحيى بن سعيد الأنصارى، ويحيى بن أبى حية، ويحيى بن عامر الكوفى، ويحيى بن عمرو بن سلمة، ويحيى بن عبد الله الأجلح، ويزيد بن عبد الرحمن الكوفى، ويونس بن عبد الله ابن أبى فروة، ويونس بن زمران، ويعلى بن عطاء الطائفى، وياسين بن معاذ الزيات الكوفى. وفى التهذيب: ويزيد بن صهيب الفقيه، ويحيى بن عبد الله الجابر.
الفصل الخامس
فى ذكر من روى عنه الحديث وأخذ عنه الفقه من العلماء من أهل الأمصار
وفى التهذيب: روى عنه إبراهيم بن طهمان، والأبيض بن الأغر بن الصباح، وأسباط بن محمد القرشى، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وأسد بن عمرو القاضى القرشى، وإسماعيل بن يحيى الصيرفى، وأيوب بن هانىء الجعفى، والجارود بن يزيد النيسابورى، وجعفر بن عوف، والحارث بن نبهان، وحبان بن على العنزى، والحسن ابن زياد اللؤلؤى، والحسن بن الفرات القزاز، الحسين بن حسن بن عطية العوفى، وحفص بن عبد المحسن البلخى القاضى، وحكام بن سالم الرازى، وأبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخى، وابنه حماد بن أبى حنيفة، وحمزة بن حبيب الزيات، وخارجة بن مصعب السرخسى، وداود بن نصير الطائى، وأبو الهذيل زفر بن الهذيل التميمى، وزيد ابن الحباب العكلى، وسابق الرقى، وسعد بن الصلت قاضى شيراز، وسعيد بن أبى الجهم القابوسى، وسعيد بن سالم، وسلم بن سالم البلخى، وسليمان بن عمرو النخعى، وسهل بن مزاحم، وشعيب بن إسحاق الدمشقى، والصباح بن محارب، والصلت بن الحجاج الكوفى، وأبو عاصم النبيل، وعامر بن الفرات النسوى، وعائذ بن حبيب، وعباد بن العوام، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن يزيد المقرىء، وأبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحمانى، وعبد الرزاق بن همام، وعبد العزيز بن خالد الترمذى، وعبد الكريم بن محمد الجرجانى، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبى رقاد، وعبد الوارث ابن سعيد، وعبيد الله بن الزبير القرشى، وعبد الله بن عمر الرقى، وعبد الله بن موسى، وعتاب بن محمد بن شوذب، وعلى بن ظبيان الكوفى العامى، وعلى بن عاصم الواسطى، وعلى بن مسهر، وعمر بن محمد العنقذى، وأبو قطف عمرو بن الهيثم القطعى، وأبو نعيم الفضل بن دكين، والفضل بن موسى السينانى، والقاسم بن محمد العرنى، والقاسم بن معن المسعودى، وقيس بن الربيع، ومحمد بن أبان العنبرى الكوفى، ومحمد بن بشر العبدى، ومحمد بن الحسن بن أتَشَ الصنعانى، ومحمد بن عبد الله الأنصارى، ومحمد بن الفضل بن علية، ومحمد بن القاسم
الأسدى، ومحمد بن مسروق
الكوفى، ومحمد بن يزيد الواسطى، ومروان بن سالم، ومصعب بن المقدام، والمعافى بن عمران الموصلى، ومكى بن إبراهيم البلخى، وأبو سهل نصر بن عبد الكريم البلخى المعروف بالصقيل، ونصر بن عبد الملك العتكى، وأبو غالب النضر بن عبد الله الأردنى، والنضر بن محمد المروزى، والنعمان بن عبد السلام الأصبهانى، ونوح بن دراج القاضى، وأبو عصمة نوح بن أبى مريم، وهشيم بن بشير، وهوذة بن خليفة، والهياج بن بسطام الترجمى، ووكيع بن الجراح، ويحيى بن أيوب المصرى، ويحيى بن نصر ابن حاجب، ويحيى بن يمان، ويزيد بن زريع، ويزيد بن هارون، ويونس بن بكير الشيبانى، وأبو إسحاق الفزارى، وأبو حمزة السكرى، وأبو سعيد الصاغانى، وأبو شهاب الحناط، وأبو مقاتل السمرقندى، والقاضى أبو يوسف، فهؤلاء ذكرهم فى التهذيب، وأما الذين ذكرهم غيره:
فمن أهل مكة: عمرو بن دينار، جليل القدر، ووهيب المكى، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن الوليد العدنى، وسليمان بن مسلم الخشاب، وعبد الله بن يزيد المقرىء، سمع من أبى حنيفة تسعمائة حديث، ويحيى بن سليمان، حكى عنه حكاية، وخلاد بن يحيى، واليسع بن طلحة، حكى عنه حكاية، وحنظلة بن أبى سفيان، كان يسأله، وداود ابن يحيى بن عبد الرحمن، ويحيى بن عمرو، وحمزة بن الحارث، حكى عنه حكاية، وأبو سعيد الطائى. ومن أهل المدينة: جعفر بن محمد الصادق، كان يسأله، ويناظره، ومالك ابن أنس، كان يسأله ويأخذ بقوله ويسمع منه متنكرًا، ومحمد بن إسحاق صاحب المغازى، وعبد الله بن عمر العمرى، وعبد العزيز بن أبى حازم، كان يأخذ بقوله، ومحمد بن إسماعيل بن أبى فديك، وإبراهيم بن سعد، والحسن بن يزيد بن على الهاشمى، ومحمد بن يزيد بن على بن الحسين، حكى عنه حكاية، ومحمد بن الحسن بن على بن الحسين، حكى عنه حكاية، ونافع بن أبى نعيم المقرىء، وحاتم بن إسماعيل نزيل المدينة، وعبد العزيز بن أبى سلمة الماجشون، حكى عنه حكاية.
ومن أهل الكوفة كثيرون لا يحصون، ونذكر أشهرهم: سفيان الثورى، روى عنه مصرحًا ومكنيًا، وكان يأخذ الفقه من على بن مسهر تلميذ أبى حنيفة، ومغيرة بن مقسم الضبى، كان يفتى بقوله ويُحتج به، وعمار بن زريق، حكى عنه حكاية، ومحمد ابن عبد الرحمن بن أبى ليلى قاضى الكوفة، كان يأخذ بقوله مع عداوته إياه، وعبد الله ابن شبرمة، روى عنه حديثًا واحدًا، ورقبة بن مصقلة، كان يجالسه ويأخذ بقوله، ومسعر بن كدام روى عنه، وإسماعيل بن خالد، تابعى كان يسأله ويطارحه ويأخذ
بقوله، وشريك بن عبد الله النخعى، روى عنه مع حسده وعداوته إياه، وزكريا بن أبى زائدة، ومطرف وطريف، كانوا يختلفون إليه ويسألونه ما يشتبه عليهم من الحديث، ومالك بن مغول، جالسه وروى عنه منقبة، وإسماعيل بن عبد الملك أستاذ الثورى سمعه، وخلاد بن يزيد، صحبه وروى له مناقب، ويعقوب بن أبى المشيد خال سفيان ابن عيينة، وعلقمة بن مرثد، وحفص بن حمزة، وسنان بن هارون، وأبان بن تغلب، وأبان بن عثمان البجلى، ويحيى بن يعقوب خال أبى يوسف الناجى، ومحمد بن خطاب السدوسى، ومحمد بن طلحة بن مصرف، وأيوب بن النعمان ابن عم أبى يوسف، ونعيم بن يحيى، وسعيد بن سويد، ويعلى بن الحارث، والمغيرة بن حمزة، ومحمد بن سوار الكلبى، وعبد الله بن الأجلح، وبكر بن حنيش، والركين بن الربيع، وإسحاق بن مالك، ومحمد بن إسماعيل القفاد، وسيف بن عمر التيمى، ومجالد بن سعيد أستاذه روى عنه حديثًا واحدًا، وعبد السلام بن حرب الملائى، وعبد ربه بن نافع، وأبو خالد الأحمر، وعلى بن غراب، وجعفر بن عون أكثر عنه، وحماد بن أسامة، وعبدة بن سليمان، وأبو معاوية الضرير أكثر عنه رواية الحديث والفقه، وجابر بن نوح الحمانى، والنضر بن إسماعيل، وداود بن علبة، ونوح بن دراج، وعبثر بن القاسم، ويونس بن بكير، وحماد بن شعيب، وأبو نعيم الفضل بن دكين أكثر عنه، وصلت بن الحجاج، وسعيد بن مسروق، وله عنه أحاديث كثيرة، وعبد الحميد
الحمانى أكثر عنه رواية الحديث والفقه، ومنصور بن حازم، ومحمد بن بشر العبدى أكثر عنه، ومحمد الأنماطى، ومحمد بن الصلت، ومحمد بن مروان، وأيوب بن هانىء، ويحيى بن آدم أحد حفاظ الكوفة أكثر عنه، وخلف بن يس، وعلى بن حمزة الكسائى، كان يتلهف على ما فاته من الأخذ، وكان يمدحه، وآخرون كثيرون جدًا.
ومن أهل البصرة: قتادة بن دعامة إمام أهل الهجرة فى التفسير والحديث والفقه، روى حديث الخروج من النار عنه، وسليمان بن طرخان، وجرير بن حازم، وحماد بن سلمة أكثر عنه، وسلام بن أبى مطيع، والمعتمر بن سليمان روى عنه حديثًا واحدًا، وسعيد بن أبى عروبة، سأله عن أشياء مشكلة وكان يهدى إليه أبو حنيفة، وبشر بن المفضل، وقزعة بن سويد، وعبد الله بن داود الخريبى، أكد عنه، وأبو عاصم النبيل، أكثر عنه رواية الحديث والفقه، وعبد الرحمن بن مهدى، روى له منقبة، وروى ابن عبادة، وعبد الوارث بن سعيد، وسوار بن عبد الله القاضى، روى عنه بالمراسلة والإجازة، ومحمد بن عدى، والفضل بن سليمان، ويحيى بن كثير، ووهب بن جرير، وعمر بن على المقدمى، ومعاذ بن معاذ العنبرى، وعمر الضرير، وحماد بن يحيى، وآخرون
كثيرون.
ومن أهل واسط: شعبة بن الحجاج، روى له المناقب الكثيرة، وأبو عوانة الوضاح أكثر عنه فى الحديث والفقه، ويحيى بن عنبسة، وعاصم بن مرزوق، وهشيم بن بشير أكثر عنه، وعباد بن العوام كذلك، وإسحاق بن يوسف الأزرق، ويزيد بن هارون، جليل القدر أكثر عنه وأخرج له المناقب، وكان يحدث عنه ويتعجب له، وداود بن راشد، وآخرون. ومن أهل المدائن: بيان بن حمران، وشعيب بن حرب، وشبابة بن سوار، وغيرهم. ومن أهل الموصل: هارون بن عمران الأنصارى، وعبد الرحمن بن الحسن الزجاج، وعمر بن أيوب، وعفيف بن سالم، والمعافى بن عمران، وغيرهم. ومن أهل الجزيرة: عبد الكريم الجزرى إمام أهل الجزيرة، كان يفتى بقوله، ومروان بن سالم، ومروان بن شجاع، وطريف بن عيسى. ومن أهل الرقة: عثمان بن سابق، وطلحة بن يزيد، وكثير بن هشام، وسعيد بن سلمة بن هشام أكثر عنه، وسابق الرقى روى عنه صحيفة، وغيرهم. ومن أهل حران: عفان بن بشر، ومخلد بن يزيد، ومحمد بن سلمة، وعبد الملك بن واقد، وغيرهم.
ومن أهل نصيبين: حماد بن عمر، ويوسف بن أسباط، وإبراهيم بن محمد، وأبو إسحاق الدارمى الكوفى سكن ثغرًا. ومن أهل دمشق: الأحوص بن حكيم، وسعيد بن عبد العزيز أكثر عنه، وسعد بن يحيى، والوليد بن مسلم، وسليمان بن أبى كريمة، وآخرون. ومن أهل رملة: يحيى بن عيسى الرملى، وأيوب بن سويد، والعلاء بن هارون، وحمزة بن ربيعة، وغيرهم. ومن أهل عسقلان: ذواد بن الجراح. ومن أهل حمص: إسماعيل بن عياش، أكثر عنه فى الحديث والفقه، وفرع بن فضالة، وبقية بن الوليد، وآخرون. ومن أهل المصيصة: مخلد بن حسين. ومن أهل مصر: يحيى بن أيوب المصرى، والليث بن سعد إمام مصر قبل الشافعى، روى عنه ومدحه، وروى عن أبى يوسف، عن أبى حنيفة، وأبو عبد الله الشيبانى المصرى. ومن أهل اليمن: معن بن راشد نزيل اليمن روى عنه فى الفقه، وعبد الرزاق بن همام أكثر عنه، ومحمد بن أنس الصنعانى، ويوسف بن يعقوب الصنعانى، وإسماعيل بن عبد الكريم الصنعانى، ومضر ابن مازن قاضى اليمن، والعباس بن سالم الطائى.
ومن أهل اليمامة: محمد بن جابر الحنفى، حكى عنه حكاية وروى له منقبة، وأيوب ابن جابر الحنفى، روى مناظرته مع غيلان. ومن أهل البحرين: عيسى بن موسى. ومن أهل بغداد: أبو جعفر المنصور الخليفة، وحماد بن الوليد نزيل بغداد، ويحيى بن سعيد
الأموى، وعبد الله بن المغيرة، ومحمد بن سابق، وطلحة بن إياس، وسفيان بن زياد، وآخرون. ومن أهل الأهواز: محمد بن الزبرقان، وسعد بن الصلت القاضى أكثر عنه، وعبد الله بن بزيغ، وعصمة بن الجراح، وآخرون. ومن أهل كرمان: حسان بن إبراهيم، أكثر عنه فى الحديث والفقه، وعطاء بن جبلة، ويحيى بن بكير. ومن أهل حلوان: الوليد الحلوانى. ومن أهل همدان: أخرم بن حوشب، والقاسم بن حكم العرنى الكوفى، ولى قضاء همدان، أكثر عنه رواية الحديث. ومن أهل نهاوند: عبد العزيز النهاوندى. ومن أهل أصبهان: النعمان بن عبد السلام، وأبو هانىء، كوفى ولى قضاء أصبهان، وعصام الأصبهانى. ومن أهل الرى: على بن مجاهد الرازى، وعيسى بن خلاد، وعبد الرحمن الدوسى، وإبراهيم المختار، وحكام بن مسلم الرازى، ويحيى الرازى، والصباح بن محارب، وهارون بن المغيرة، وآخرون.
ومن أهل قومس: بكير بن معروف إمام أهل قومس، روى عنه كثيرًا فى الحديث، وكان مفرطا فى حبه، ومحمد بن بكير قاضى دمغان. ومن أهل طبرستان: حكيم بن زايد قاضى آمد. ومن أهل جرجان: عبد الكريم بن محمد إمام أهل جرجان أكثر عنه، وعمران بن عبيد الجرجانى، وعنبسة بن الأزهر، وأبو الخطاب الجرجانى، وآخرون. ومن أهل نيسابور: حفص بن عبد الرحمن، وهو شريكه روى عنه كثيرًا، وإبراهيم بن طهمان أكثر عنه، وحماد بن قراط. ومن أهل سرخس: خارجة بن مصعب إمام أهل خراسان مطلقا، لقى ألفًا من العلماء وأخذ منهم، وأنفق مائة ألف فى طلب العلم ومائة ألف على الناس، وأخذ عن أبى حنيفة، وكان يشاوره فى أموره. ومن أهل نَساء: أبو سفيان قاضى مرو، وعامر بن الفرات النسوى إمام أهل نساء، وفضالة النسائى، وآخرون. ومن أهل مرو: إبراهيم الصانع مفخر أهل خراسان، وكان شريكًا عنه حماد، فلجلالة أبى حنيفة روى عنه، والحسن بن واقد، والنضر بن محمد أكثر عنه، والفضل ابن عطية، وابنه محمد بن الفضل أكثر عنه، وأبو غانم، ويونس بن عامر من كبار أهل مرو، أدرك عمر بن عبد العزيز، ووهب بن منبه، وهو أستاذ عبد الله بن المبارك قد روى عنه كثيرًا، ونوح بن أبى مريم قاضى قضاة خراسان أكثر عنه، وأبو حمزة محمد بن ميمون السكرى جليل القدر، والنضر بن شميل إمام أهل اللغة والحديث، روى له المناقب، وخالد بن صبح إمام أهل مرو وقاضى قضاتهم، لزمه وأخذ عنه كثيرًا، وأبو مجاهد العابد كتب عنه ألف مسألة، وآخرون كثيرون.
ومن أهل بخارى: شريك النخعى، ومحمد بن القاسم الأسدى، صحبه أربعين سنة،
وحمل عنه كثيرًا، ومحمد بن فضل، وكان أستاذ أبى حفص الكبير، ومحمد بن سلام أستاذ البخارى، وهو الذى بث علم أبى حنيفة بما وراء النهر، وخليد بن حسان صاحب الحسن، وابن سيرين نزيل بخارى حمل عنه كثيرًا، وحذيفة بن إسحاق أكثر عنه، وعثمان بن حميد المعروف بأبى حنيفة روى له مناقب. ومن أهل سمرقند: حفص بن سلم الفزارى حمل عنه كثيرًا، ونصر بن عبد الملك أحد مفاخر سمرقند فى علم الحديث والفقه، وكان يسمى نصر الإمام، أكثر عنه، وآخرون. ومن أهل كشى: راهب الكشى أكثر عنه. ومن أهل ترمذ: عبد العزيز بن خالد، جالسه وحمل عنه كثيرًا، وإسماعيل بن زياد الترمذى، لزمه وأخرج له المناقب. ومن أهل بلخ: مقاتل بن حيان، أدرك مشايخ أبى حنيفة مثل نافع وغيره، ثم جالس أبا حنيفة وأخذ عنه وروى له المناقب، والمتوكل ابن حمران، جاوره أربع سنين وروى عنه، والحكم بن عبد الله أبو مطيع البلخى سيد أهل بلخ، لزمه وروى عنه كثيرًا، وبث مذهبه ببلخ ونواحيها، سأل أبا حنيفة عن أربعة آلاف مسألة فأجابه فيها، وأبو معاوية خالد بن سليمان أحد مفاخر بلخ أكثر عنه، والحسين بن سليمان، كان من كبراء أصحابه، وكان ثقة فى حديثه، وإبراهيم بن أدهم روى عنه ونصحه، وأبو حنيفة حتى أقبل على العلم، وشقيق بن إبراهيم البلخى العابد الزاهد، لزمه وحمل عنه كثيرًا ولزم زفر بعده، وآخرون.
ومن أهل هراة: الهياج بن بسطام إمام أهل هراة، صحبه اثنى عشر سنة، وحمل عنه كثيرًا من الحديث والفقه، وكنانة بن جبلة، صحبه مدة طويلة وروى كثيرًا، وعبد بن واقد أكثر عنه، وآخرون كثيرون. ومن أهل قهسان: الجراح القهسانى، أكثر عنه رواية الحديث. ومن أهل سجستان: قاضى الزم سمعه وروى عنه أبان بن عبد الله، والفضيل السجزى، روى عنه الحديث والفقه. ومن أهل زم: أبو معروف السجستانى قاضى الزم، سمعه وروى عنه. ومن أهل خوارزم: المغيرة بن موسى البصرى نزيل خوارزم، روى عنه كثيرًا، وإبراهيم بن عبد الرحمن الخوارزمى، وأبو على قاضى خوارزم، روى مناظرته مع جهم بن صفوان، ورشد الخوارزمى، وابنه داود، وآخرون كثيرون غير هؤلاء.
الفصل السادس
فيمن أثنى عليه واعترف بفضله
وفى التهذيب: قال محمد بن سعد العرفى: سمعت يحيى بن معين يقول: كان أبو حنيفة ثقة، لا يحدث بالحديث إلا بما يحفظ، ولا يحدث بما لا يحفظ. وقال صالح بن
محمد الأسدى الحافظ: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو حنيفة ثقة فى الحديث. وقال أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز، عن يحيى بن معين: كان أبو حنيفة لا بأس به. وقال مرة: كان أبو حنيفة عندنا من أهل الصدق، ولم يتهم بالكذب، ولقد ضربه ابن هبيرة على القضاء فأبى أن يكون قاضيًا. وعن عبد الله بن المبارك: لولا أن الله عز وجل أغاثنى بأبى حنيفة وسفيان كنت كسائر الناس. وعن الشافعى، رحمه الله: قيل لمالك بن أنس: هل رأيت أبا حنيفة؟ قال: نعم، رأيت رجلاً لو كلمك فى هذه السارية أن يجعلها ذهبًا لقام بحجته. وعن ضرار بن صرد: وسُئل يزيد بن هارون: أيهما أفقه أبو حنيفة أو سفيان؟ قال: سفيان أحفظ للحديث، وأبو حنيفه أفقه.
وعن محمد بن مزاحم: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: رأيت أعبد الناس، ورأيت أورع الناس، ورأيت أعلم الناس، ورأيت أفقه الناس: أما أعبد الناس فعبد العزيز بن أبى رواد، وأما أورع الناس فالفضيل بن عياض، وأما أعلم الناس فسفيان الثورى، وأما أفقه الناس فأبو حنيفة. ثم قال: ما رأيت فى الفقه مثله. وعنه: إذا اجتمع سفيان وأبو حنيفة فمن يقوم لهما على فتيا. وعن أبى نعيم: كان أبو حنيفة صاحب غوص فى المسائل. وعن محمد بن سعيد أبى عبد الله الكاتب، قال: سمعت عبد الله بن أبى داود الخريبى يقول: يجب على أهل الإسلام أن يدعوا الله لأبى حنيفة فى صلاتهم. قال: وذكر حفظه عليهم السنن والفقه. وعن شداد بن حكيم: ما رأيت أعلم من أبى حنيفة. وعن مكى بن إبراهيم: كان أبو حنيفة أعلم أهل زمانه. وعن يحيى بن معين: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: لا نكذب، والله ما سمعنا أحسن من رأى أبى حنيفة، وقد أخذنا بأكثر أقواله. قال يحيى بن معين: وكان يحيى بن سعيد يذهب فى الفتوى إلى قول الكوفيين، ويختار قوله من أقوالهم، ويتسع رأيه من بين أصحابه. وعن الربيع: سمعت الشافعى يقول: الناس عيال على أبى حنيفة. كل هذا ذكره صاحب التهذيب فى ترجمة أبى حنيفة بأسانيده.
وعن سفيان بن عيينة: شيئان ما ظننت أنهما يجاوزان قنطرة الكوفة، وقد بلغا الآفاق: قراءة حمزة، ورأى أبى حنيفة. وروى ابن عبد البر بإسناده، عن سفيان بن عيينة أنه قال: أول من اقتدى للحديث بالكوفة أبو حنيفة، أقعدنى بالجامع وقال: هذا أقعد الناس بحديث عمرو بن دينار، فحدثتهم. وكان مسعر بن كدام، وأيوب السختاينى، والأعمش، وشعبة يثنون على أبى حنيفة، فقال: ثقة، ما سمعت أحدًا ضعفه، هذا شعبة ابن الحجاج يكتب إليه أن يحدث ويأمره، وثقه شعبة. وسُئل يحيى أيضًا: هل
حدث سفيان عن أبى حنيفة؟ فقال: نعم، كان أبو حنيفة ثقة صدوقًا فى الحديث والفقه، مأمونًا على دين الله تعالى. وعن الحسن بن صالح: كان النعمان بن ثابت فهمًا عالمًا متثبتًا فى علمه، إذا صح عنده الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعد إلى غيره. وعن عبد الرزاق بن همام: ما رأيت أحدًا قط أحكم من أبى حنيفة. وعن يحيى بن معين: ما رأيت مثل وكيع، وكان يفتى برأى أبى حنيفة. وعن الشافعى: كان أبو حنيفة وقوله فى الفقه مسلمًا له فيه. وكان أحمد بن حنبل كثيرًا ما يثنى على أبى حنيفة، ولاسيما لما ابتلى وضرب على القول بخلق القرآن. وعثمان المزنى كان أبو حنيفة أفقه من حماد، وأفقه من إبراهيم، وأفقه من علقمة.
ولو ذكرنا ما أثنى العلماء الكبار والسادات الأخيار على أبى حنيفة لطال الكتاب جدًا، وفى هذا القدر كفاية للمنصف، وأما المتعصب أو الحاسد فيتصامم عن ذلك، ليت شعرى ما يفيد قول بعض المحطين عليه ممن أتى من بعد هؤلاء الكبار الذين ذكرناهم كالبخارى، فإنه ذكره بالتضعيف، وكالنسائى يقول: كثير الغلط والخطأ على قلة روايته. وكان ابن عدى الذى لا يستحى ولا يعرف مقداره حتى يقول: عامة ما يرويه غلط، وتصحيف، وزيادات، وله أحاديث صالحة، وليس من أهل الحديث. ثم يتبعهم الدارقطنى، والبيهقى، والخطابى فيما ذكروا، فهؤلاء وأمثالهم إن كان قصدهم إظهار الصواب وبيان أن ما فى نفس الأمر فليس كذلك؛ لأن قولهم هذا ينافى ويضاد أقوال من ذكرناهم من الأكابر والسادات كالثورى، وابن عيينة، وابن المبارك، ومالك، والشافعى، وأحمد، ويحيى بن معين، ووكيع، وأضرابهم، وإن كان لغير ذلك فهذا حرام، وقد قال صلى الله عليه وسلم:"دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد، والبغضاء"، فانظر ماذا يترتب من الأمر فى هذا، فالعاقل إذا سمع ثناء السادات المذكورين على أبى حنيفة بخير، ثم سمع من هؤلاء بضده يصغى إلى قول المادحين أو إلى قول الذامين، ولا يصغى إلا إلى قول المدح، ولاسيما من هؤلاء العلماء الذين هم أركان الدين، وحفاظ المسلمين، ونقاد المحدثين، ومحمل كلام أهل الذم على التعصب، والتحامل، فلا يمشى إلى ذلك؛ لخمالته وتفاهته.
وقد روى أبو عمر بن عبد البر بإسناده إلى سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رضى الله عنهما، قال: استعموا علم العلماء، ولا تصدقوا بعضهم على بعض، فوالذى نفسى بيده هم أشد تعايرًا من التيوس ماذروا بها. وروى أيضًا بإسناده إلى سعيد بن المسيب، عن ابن عباس قال: خذوا من العلم حيث وجدتم، ولا تقبلوا قول الفقهاء بعضهم فى
بعض، فإنهم يتعايرون تعاير التيوس فى الزريبة. وقال أبو عمر: الصحيح فى هذا الباب أن من صحت عدالته، وثبتت أمانته لم يلتفت فيه إلى قول أحد، إلا أن يأتى فى جرحه ببينة محاولة يصح بها جرحه على طريق الشهادات، فما ورد من ذلك، ولا يلتفت إليه ما ذكر عن مغيرة، عن حماد، أنه ذكر أهل الحجاز فقال: قد سألتهم فلم يكن عندهم شىء، والله لصبيانكم أعلم منهم بل صبيان صبيان صبيانكم. وعن مغيرة: قدم علينا حماد من مكة فأتيناه. فقال أحمد: والله يا أهل الكوفة لقيت عطاء، ومجاهدًا، وطاووسًا، فصبيانكم أعلم منهم، بل صبيان صبيانكم. قال مغيرة: هذا بغى منه. قال أبو عمر: صدق. فقد كان أبو حنيفة، وهو أفقه الناس بحماد، يفضل عطاء عليه. قال أبو عاصم: سمعت أبا حنيفة يقول: ما رأيت أفضل من عطاء بن أبى رباح، ومنه كلام مالك فى ابن إسحاق دجال؛ لكونه قال: هاتوا علم مالك فأنا بيطاره، ولكونه قال: هو مولى بنى تميم، وإنما هو أصبحى من حلفاء بنى تميم، وربما كان تكذيب مالك له لتشيعه وللقدر، وأما الصدق فوثقه ابن وهب.
قال أحمد بن صالح: سألت ابن وهب عن أبى إسحاق فوثقه، فقلت: إن مالك يقول: كذاب، قال: لا يقبل قول بعضهم فى بعض. ومنه قول الفضل بن موسى: قال أبو حنيفة: إن الأعمش لم يصم رمضان، ولا اغتسل من جنابة. قال على بن خشرم: فقلت للفضل: ما يعنى بذلك؟ قال: كان الأعمش يرى الماء من الماء، ويتسحر على حديث حذيفة. وقال يحيى بن يحيى: كنت آتى ابن القاسم فيقول لى: من أين؟ فأقول: من عند ابن وهب، فيقول: الله الله اتق الله، أكثر هذه الأحاديث ليس عليها العمل. ثم آتى ابن وهب، فيقول: من أين؟ فأقول: من عند ابن القاسم، فيقول: اتق الله، فإن أكثر هذه المسائل رأى. وقال أبو عمر أيضًا: وقد كان ابن معين، عفا الله عنه، يطلق فى أعراض بعض الثقات لسانه، منها قوله: كان عبد الملك أبخر، وكان رجل سوء، وكان أبو عثمان النهدى شرطيًا. وقال فى الزهرى: ولى الخراج لبعض بنى أمية، وإنه فقد مرة مالاً فاتهم غلامًا له، فضربه فمات. وقوله فى الأوزاعى: كان من الجند. وقال فى موضع آخر: لا يكتب عن الجند. وقال: حديثه عن الزهرى، ويحيى بن أبى كثير ليس بثبت. وقوله: كان طاووس شيعيًا. ذكر هذا كله أبو الفتح الأزدى فى آخر الضعفاء، عن العلائى، عن يحيى، وقد رواه مفرقًا عباس وغيره عنه، ومما عيب به يحيى قوله فى الشافعى: ليس بثقة، فقال أحمد: ومن أين يعرف يحيى الشافعى، هو لا يعرف الشافعى ولا يعرف ما يقول الشافعى، أو نحو هذا من جَهِلَ شيئًا عاداه. فصدق أحمد، وكلام الأقران بعضهم فى بعض لا عبرة به إلا ببرهان، فانظر أيها العاقل إذا لم يلتفت إلى قول
مثل مالك فى حق ابن إسحاق، ولا إلى قول مثل حماد فى عطاء، ومجاهد، وطاووس، ولا إلى قول يحيى بن معين فى الشافعى، فكيف يلتفت إلى كلام ابن العدى، والدارقطنى، ونحوهما فى حق الإمام أبى حنيفة؟! فاعتبر من هذا، وما مثل من تكلم فى حق الأئمة الأربعة إلا كما قيل:
كناطح صخرة يومًا ليفلقها
فلم يضرها وأوهى قرنة الوعل
وهو للأعشى، وقال الحسين بن حميد:
يا ناطح الجبل العالى لتكلمه
أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
الفصل السابع
فى فطنته وورعه
وعن الشافعى، رحمه الله تعالى: ما قامت النساء عن رجل أعقل من أبى حنيفة. وقال إبراهيم بن عمر بن حماد بن أبى حنيفة: وكان أبو حنيفة حسن الفراسة، فقال لداود الطائى: أنت تتخلى للعبادة. وقال لأبى يوسف: أنت تميل إلى الدنيا. وقال لزفر وغيره كلامًا، فكان كما قال. وفى التهذيب: عن أسد بن عمر: وصلى أبو حنيفة فيما حفظ عليه صلاة الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة، وكان عامة الليل يقرأ جميع القرآن فى ركعة واحدة، وكان يسمع بكاؤه فى الليل حتى يرحمه جيرانه، وحفظ عليه أنه ختم القرآن فى الموضع الذى توفى فيه سبعين ألف مرة. وعن إسماعيل بن حماد بن أبى حنيفة، عن أبيه، قال: لما مات أبى سألنا الحسن بن عمارة أن يتولى غسله، ففعل، فلما غسله قال: رحمك الله وغفر لك، لم تفطر منذ ثلاثين سنة، ولم تتوسد عينك الليل منذ أربعين سنة، وقد أتبعت من بعدك، وفضحت القراء. وعن بشر بن الوليد، عن أبى يوسف، قال: بينا أنا أمشى مع أبى حنيفة، إذ سمعت رجلاً يقول لرجل: هذا أبو حنيفة لا ينام الليل، قال أبو حنيفة: والله لا يتحدث عنى بما لم أفعل. وكان يُحيى الليل صلاة ودعاء وتضرعًا.
وعن خارجة بن المصعب: ختم القرآن فى ركعة أربعة من الأئمة: عثمان بن عفان، وتميم الدارى، وسعيد بن جبير، وأبو حنيفة. وعن يحيى بن نصير: كان أبو حنيفة ربما ختم القرآن فى شهر رمضان ستين ختمة. وعن عبد الله بن المبارك: قدمت الكوفة فسألت عن أورع أهلها، فقالوا: أبو حنيفة. وعن مكى بن إبراهيم: جالست الكوفيين، فما رأيت منهم أورع من أبى حنيفة. وعن عبيد الله بن عمرو الرقى: كلم ابن هبيرة أبا حنيفة أن يلى قضاء الكوفة فأبى عليه، فضربه مائة سوط وعشرة أسواط، فى كل يوم
عشرة أسواط، وهو على الامتناع، فلما رأى ذلك خلى سبيله. وعن يحيى بن آدم: أن أبا حنيفة أراده ابن هبيرة أن يدخل فى الطراز، يعنى بيت المال، فلم يدخل، فضرب ثلاثين يومًا. وعن أبى يوسف: أن ابن هبيرة ضرب أبا حنيفة بالسياط حتى قطع لحمه على أن يلى قضاء الكوفة فلم يفعل.
الفصل الثامن
أن مذهبه أحق بالتقديم وأوفق للإمامة
وأصلح للولاة والأئمة من مذهب المخالفين
من وجوه، منها: أنه أخذ العلم عن حماد بن أبى سليمان، وحماد أخذ عن إبراهيم النخعى، وإبراهيم أخذ عن علقمة والأسود، وهما أخذا عن عمر بن الخطاب، وعلى ابن أبى طالب، وعبد الله بن مسعود، ولم يوجد لأحد من الفقهاء هذه الطريقة ولا يدانيها، فإذا كان كذلك فالأخذ عن إسناده المتصل بالنبى صلى الله عليه وسلم فى جل علمه أولى من الأخذ عن غيره. ومنها: أنه كان فى القرن الذى شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهله بالعدالة والخيرية، فوجب الأخذ بقوله دون من كان فى الزمن الذى ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الكذب يفشو فيه. ومنها: أنه من التابعين كما ذكرناه، والتابعى ممن يشهد له بالعدالة والخير فى الطبقة الثانية. ومنها: أن الفقه سؤال وجواب، فالسؤال له، وكذلك نصف الجواب، وهو ينازعهم فى الربع الباقى، وذلك لأنه أول من وضع الأسئلة، فهذا نصف العلم، ثم أجاب عنها، فقال بعضهم: أصاب، وقال بعضهم: أخطأ فى بعض، فإذا جعلنا نصف جوابه جوابًا صار له نصف النصف فبقى الربع، وهو ينازعهم فيه، ولا يسلم لهم. وأما بيان أن مذهبه أوفق للإمامة فمن وجوه:
أحدها: مسألة الاستثناء المتصل، فإن أبا حنيفة هو الذى وضعها، فعلى هذا لما توجد بيعة الخليفة ولا السلطان ولا عهد لأحد من المسلمين. وروى عن بعض السلف أنه قال: لا يزال الإسلام مشَيَّد الأركان ما بقى له ثلاثة أشياء: الكعبة، والدولة العباسية، والفيتا على مذهب أبى حنيفة.
والثانى: أن الأراضى الخراجية إذا عجزت أربابها عن زراعتها، وعن أداء خراجها، قال أبو حنيفة: للإمام أن يؤجر الأرض من غيرهم، ويأخذ الخراج من الأجرة، وإن لم يجد من يؤاجرها منه جاز له أن يبيعها ويأخذ الخراج من ثمنها، سواء رضى أربابها بذلك أو لم يرضوا. وقال من خالفه: ليس له ذلك.
والثالث: أن الإمام إذا فتح بلدة من بلاد الكفر بالقهر، وأراد أن يمن عليهم ويقرهم
على أملاكهم، ويضع الجزية على رؤوسهم، ولا يقسمها، قال أبو حنيفة: جاز للإمام أن يفعل ذلك، سواء رضيت بذلك جنوده أو لا. وقال من خالفه: ليس له أن يمن عليهم إلا برضاء الغانمين، والواجب أن يقسمها بين الغانمين. ولها نظائر كثيرة اكتفينا بهذا القدر.
الفصل التاسع
فى الخبر الذى ورد حقه من طرق عديدة
الأولى: عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون فى أمتى رجل يقال له: أبو حنيفة، هو سراج أمتى يوم القيامة".
والثانية: عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيكون رجل يقال له: النعمان بن ثابت، ويكنى بأبى حنيفة، يُحيى دين الله وسنتى".
والثالثة: عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يظهر من بعدى رجل يعرف بأبى حنيفة، يُحيى الله سنتى على يديه".
والرابعة: روى عن على بن أبى طالب كذلك. وكل طريق من هذه على وجوه مختلفة فى المتن والإسناد، بينا جميع ذلك فى ترجمة أبى حنيفة فى تاريخنا البدرى، والمحدثون ينكرون هذا الحديث، بل أكثرهم يدعون وضعه، ولكن اختلاف طرقه ومتونه ورواته يدل على أن له أصلاً، والله أعلم بالصواب.
الفصل العاشر
فى وفاته، رضى الله عنه
قال ابن خلكان: توفى فى رجب. وقيل: فى شعبان سنة خمس وخمسين ومائة. وعن يحيى بن معين: مات سنة إحدى وخمسين ومائة. ويقال: سنة ثلاث وخمسين ومائة. والصحيح أنه مات فى سنة خمسين ومائة. وقيل: لإحدى عشرة ليلة من جمادى الأولى من سنة خمسين ومائة، وكانت وفاته فى السجن ليلة القضاء، وهو الصحيح. وقيل: إنه لم يمت فى السجن. وقيل: إنه توفى فى اليوم الذى ولد فيه الشافعى. وعن عبد الرحمن ابن مالك بن مغول: أن المنصور أرسل إليه وهو فى الحبس: إنك إن أجبت وقلت ما طلبت منك لأخرجنك من السجن ولأكرمنك، فأبى عليه أشد الإباء، فأمر أن يخرج كل يوم ويضرب عشرة أسواط، وكان يخرج كل يوم ويضرب، فلما تتابع عليه الضرب فى تلك الأيام بكى وأكثر الدعاء، فما لبث إلا يسيرًا حتى مات فى الحبس مبطونًا مجهودًا،
فأخرجت جنازته، وكثر بكاء الناس عليه، ودفن فى مقابر الخيزران. ويقال: ضيقوا عليه الأمر فى الطعام والشراب والحبس، ودسوا إليه فسموه وقتلوه. وقال يحيى بن النضر: لم يشك أن أبا حنيفة سقى السم فمات.
وعن أبى حسان الزيادى: لما أحس أبو حنيفة بالموت سجد، فخرجت نفسه وهو ساجد، وكان عمره يوم توفى سبعين سنة، وغسله الحسن بن عمارة، وهو من مشايخ أبى حنيفة، ومن كبار المحدثين، وكان يصب عليه الماء أبو رجاء عبد الله بن واقد الهروى إمام أهل هراة، وصلى عليه الحسن بن عمارة أيضًا، وصلى عليه يوم مات ست مرات؛ لكثرة الزحام، آخرهم عليه صلاة ابنه حماد، وجاء المنصور وصلى على قبره. ويقال: مكث الناس يصلون على قبره أكثر من عشرين يومًا، وبنى شرف الملك أبو سعد محمد ابن منصور الخوارزمى مستوفى مملكة السلطان ملكشاه السلجوقى على قبره قبة، وبنى عنده مدرسة كبيرة للحنفية، وذلك فى سنة تسع وخمسين وأربعمائة. ويقال: إن أبا سعد بناهما نيابة عن السلطان ألب أرسلان محمد، والد السلطان ملكشاه، وهو الظاهر، لأن العادة جرت أن النواب يباشرون عن ملوكهم، فنسب العمارة إليه بهذا الطريق. وقال أبو نصر: لم يكن لأبى حنيفة من الولد الذكران غير حماد، وكان لحماد من الأولاد أبو حبان، وإسماعيل، وعمر، وعثمان، وكان حماد يكنى بأبى إسماعيل، وإسماعيل هذا ولى القضاء بالبصرة للمأمون، وكان فقيهًا، محدثًا، ورعًا شديدًا على أهل الأهواز، رضى الله عنهم أجمعين.
2472 -
النعمان بن راشد الجزرى: أبو إسحاق الرقى، مولى بنى أمية. روى عن زيد ابن أبى أنيسة، وعبد الله بن مسلم بن شهاب أخى الزهرى، وعبد الله بن أبى محذورة، والزهرى، وميمون بن مهران. روى عنه جرير بن حازم، وحماد بن زيد، وعبد الرحمن ابن ثابت بن ثوبان، وابن جريج، وهو من أقرانه، ووهيب بن خالد. وعن يحيى القطان: ضعيف جدًا. وعن أحمد: مضطرب الحديث، روى أحاديث مناكير. وعن يحيى: ضعيف. وعنه: ليس بشىء. وقال البخارى: فى حديثه وهم، وهو صدوق فى الأصل. وكذلك قال عبد الرحمن بن أبى حاتم، عن أبيه، وقال: أدخله البخارى فى كتاب الضعفاء، فسمعت أبى يقول: تحول منه. وقال النسائى: ضعيف كثير الغلط. وعنه:
2472 - فى المختصر: النعمان بن راشد الجزرى: أبو إسحاق الرقى، مولى بنى أمية، صدوق، سيىء الحفظ.
قال فى التقريب: صدوق، سيىء الحفظ. انظر: التقريب (7180) ، وتهذيب الكمال (29/445)(6440) ، والتاريخ الكبير (8/2248) ، والجرح والتعديل (8/ت2060) ، والكاشف (3/ت5944) .
أحاديثه مغلوطة. وذكره ابن حبان فى الثقات. استشهد به البخارى، وروى له الباقون، وأبو جعفر الطحاوى.
2473 -
النعمان بن سالم الطائفى: روى عن أويس بن أبى أوس الثقفى، وعبد الله ابن الزبير، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعثمان بن أبى العاص، وعمر بن أوس بن أوس، ويعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفى، وجدته. روى عنه أبو يونس حاتم بن أبى صعرة، والحكم بن عبد الملك، وداود بن أبى هند، وسماك بن حرب، وشعبة، وعامر الأحول. وقال يحيى، وأبو حاتم: ثقة. زاد أبو حاتم: صالح الحديث. وذكره ابن حبان فى الثقات. روى له الجماعة سوى البخارى، وروى له أبو جعفر الطحاوى.
2474 -
النعمان بن سعد بن حبة: ويقال: ابن جبير الأنصارى الكوفى، خال عبد الرحمن بن إسحاق الكوفى. روى عن الأشعث بن قيس، وزيد بن أرقم، وعلى بن أبى طالب، والمغيرة بن شعبة. روى عنه ابن أخته أبو شيبة عبد الرحمن بن إسحاق. قال أبو حاتم: ولم يرو عنه غيره. وذكره ابن حبان فى الثقات. روى له الترمذى، وأبو جعفر الطحاوى.
2475 -
النعمان بن أبى عياش الزرقى الأنصارى: أبو سلمة المدنى، جد طلحة بن يحيى الزرقى، واسم أبى عياش زيد بن الصامت، وقيل: زيد بن النعمان، وقيل: عبيد ابن معاوية. روى عن جابر بن عبد الله، وعبد الله بن عمر، وأبى سعيد الخدرى، وخولة بنت شام، ويقال: بنت قيس. روى عنه أبو حازم سلمة بن دينار، وسمى مولى أبى بكر الصديق، وسهيل بن أبى صالح، وعبد الله بن دينار، ومحمد بن عجلان، ويحيى
2473 - فى المختصر: النعمان بن سالم الطائفى: ثقة.
قال فى التقريب: ثقة، وقيل: وهما اثنان. انظر: التقريب (7181) ، وتهذيب الكمال (29/448)(6441) .
2474 -
فى المختصر: النعمان بن سعد بن حبة: بفتح المهملة، وسكون الموحدة، ثم مثناة، ويقال: آخره راء، أنصارى كوفى، مقبول.
قال فى التقريب: مقبول. انظر: التقريب (7182) ، وتهذيب الكمال (29/450)(6442) ، والتاريخ الكبير (8/ت2236) ، والجرح والتعديل (8/ت2047) ، والكاشف (3/ت5946) .
2475 -
فى المختصر: النعمان بن أبى عياش: بتحتانية معجمة، الزرقى الأنصارى، أبو سلمة المدنى، ثقة.
قال فى التقريب: ثقة. انظر: التقريب (7185) ، وتهذيب الكمال (29/454)(6445) ، والتاريخ الكبير (8/ت2229) ، والجرح والتعديل (8/ت2039) ، والكاشف (3/ت5949) .
ابن سعيد الأنصارى، وآخرون. وعن يحيى: ثقة. وذكره ابن حبان فى الثقات، وكان أبوه فارس النبى صلى الله عليه وسلم. روى له الجماعة سوى أبى داود، وروى له أبو جعفر الطحاوى.
2476 -
النعمان بن منذر الغسانى: ويقال: اللخمى أبو الوزير الدمشقى. روى عن سالم بن عبد الله بن عمر، وسليمان بن موسى، وطارق بن عبد الرحمن، وطاووس بن كيسان، وعطاء بن أبى رباح، ومجاهد، والزهرى، ومكحول الشامى، وآخرين. روى عنه سويد بن عبد العزيز، وعمر بن عبد الواحد، ومحمد بن شعيب بن شابور، والهيثم بن حميد الغسانى، ويحيى بن حرملة، وآخرون. وقال ابن سعد: كان كثير الحديث. قال أبو زرعة: ثقة. وقال دحيم: ثقة، إلا أنه يرمى بالقدر. قال أبو داود: كان داعية إلى القدر، وضع كتابًا يدعو فيه إلى القدر. وقال النسائى: ليس بذاك القوى. وذكره ابن حبان فى الثقات. مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة. روى له أبو داود، والنسائى، وأبو جعفر الطحاوى.
2477 -
نعيم بن ثابت: أبو قتيبة البصرى، وهو أبو قتيبة الكبير. يروى عنه عبد الرحمن بن أبى حماد، وأبو يحيى الحمانى. روى له أبو جعفر الطحاوى.
2478 -
نعيم بن حكيم المدنى: روى عن أبى مريم، وقيس. روى عنه شبابة بن سوار، وأسباط بن محمد، وأبو عوانة، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيع، وعبد الله بن داود الخريبى، ومحمد بن بشر العبدى، وعبيد الله بن موسى العبسى. وقال محمد بن سعد: ولم يكن بذاك. وقال يحيى بن معين، وأحمد بن عبد الله العجلى: ثقة. وقال ابن حراش: صدوق، ولا بأس به. وقال أبو داود: مات سنة ثمان وأربعين ومائة. روى له أبو داود، والنسائى. وذكره الذهبى فى الميزان. وقال الأزدرى: أحاديثه مناكير، والله أعلم.
2476 - فى المختصر: النعمان: غير منسوب، عن الزهرى، وعنه الهيثم بن حميد، هو ابن المنذر الغسانى، أبو الوزير الدمشقى، صدوق، رمى بالقدر.
قال فى التقريب: صدوق، رمى بالقدر. انظر: تهذيب الكمال (29/461)(6449) ، والتاريخ الكبير (8/ت2249) ، والجرح والتعديل (8/ت2055) ، والكاشف (3/ت5952) .
2477 -
انظر الجرح والتعديل (8/463) .
2478 -
قال فى التقريب: صدوق، له أوهام. انظر: التقريب (7191) ، وتهذيب الكمال (29/464)(6450) ، والجرح والتعديل (8/ت2118) ، وميزان الاعتدال (4/ت9101) .
2479 -
نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك الخزاعى: أبو عبد الله المروزى الفارضى الأعور، سكن مصر، وأبى الحسين بن واقد. وروى عن إبراهيم بن سعد، وإبراهيم بن طهمان، فقال حديثًا واحدًا، وبقية بن الوليد، وجرير بن عبد الحميد، وحفص بن غياث، وروح بن عبادة، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهب، وعبد الرزاق بن همام، وعبد العزيز الدراوردى، وفضيل ابن عياض، وأبى عصمة نوح بن أبى مريم، وهشيم بن بشير، ووكيع، ويحيى القطان، وأبى داود الطيالسى، وأبى معاوية الضرير، وآخرين. روى عنه البخارى مقرونًا بغيره، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجانى، وإبراهيم بن أبى داود البرلسى شيخ الطحاوى، وحسين بن نصر بن المبارك شيخ الطحاوى أيضًا، ويونس بن عبد الأعلى شيخه أيضًا، ويحيى بن عثمان شيخه أيضًا، وأحمد بن آدم غندر، وبكر بن سهل الدمياطى، والحسن ابن على الحلوانى، وأبو زرعة الدمشقى، وأبو حاتم الرازى، وآخرون.
وعن أحمد: كان من الثقات. وعن يحيى: ثقة. وعنه: يروى عن غير الثقات. وقال على بن الحسين بن حبان: وجدت فى كتاب أبى بخط يده: قال أبو زكريا: نعيم بن حماد ثقة، صدوق، رجل صدق، أنا أعرف الناس به، كان رفيقى بالبصرة، كتب عن روح بن عبادة خمسين ألف حديث. وقال العجلى: مروزى ثقة. وقال أبو زرعة الدمشقى: وصل أحاديث يوقفها الناس. وقال أبو حاتم: محله الصدق، مات بالعسكر من سر من رأى سنة سبع وعشرين ومائتين. وقال النسائى: نعيم بن حماد ضعيف. وعنه: ليس بثقة. وذكره ابن حبان فى الثقات، وقال: ربما أخطأ ووهم. ويقال: كان يضع الحديث فى تقوية السنة وحكايات عن العلماء فى ثابت أبى حنيفة كذب. وقال ابن عدى وابن حماد: منهم فيما يقوله لصلابته فى أهل الرأى، وقد أثنى عليه قوم، وضعفه قوم، وكان أحد من يتصلب فى السنة، ومات فى محنة القرآن فى الحين. وعن أبى بكر الطرسوسى: أخذ نعيم بن حماد فى أيام المحنة سنة ثلاث أو أربع وعشرين ومائتين، وألقوه فى السجن، ومات سنة سبع وعشرين ومائتين، وأوصى أن يدفن فى قيوده. وقال نفطويه: فجر بأقياده فألقى فى حفرة، ولم يكفن، ولم يصل عليه، فعل ذلك به صاحب ابن أبى
2479 - فى المختصر: نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعى: أبو عبد الله المروزى، نزيل مصر، صدوق، يخطىء كثيرًا، فقيه، عارف بالفرائض.
قال فى التقريب: صدوق، يخطىء كثيرًا، فقيه، عارف بالفرائض، وقد تتبع ابن عدى ما أخطأ فيه، وقال: باقى حديثه مستقيم. انظر: التقريب (7192) ، وتهذيب الكمال (29/466)(6451) ، والجرح والتعديل (8/ت2125) ، والكاشف (3/ت5954) ، وميزان الاعتدال (4/ت9102) .
داود. روى له مسلم فى مقدمة كتابه، والباقون سوى النسائى، وروى له أبو جعفر الطحاوى.
2480 -
نعيم بن زياد الأنمارى: أبو طلحة الشامى. روى عن بلال مؤذن النبى صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن عمرو بن العاص، والنعمان بن بشير، وأبى أمامة الباهلى، وأبى كبشة الأنمارى، وأبى هريرة. روى عنه معاوية بن صالح الحضرمى، ومكحول الشامى. قال ابن المدينى: معروف. وقال النسائى: ثقة. وذكره ابن حبان فى الثقات. روى له أبو داود فى كتاب التفرد، والنسائى، وأبو جعفر الطحاوى.
2481 -
نعيم بن عبد الله المجمر: أبو عبد الله المدنى، مولى آل عمر بن الخطاب، سمى المجمر؛ لأنه كان يجمر المسجد، والمجمر صفة لعبد الله على الصحيح، وبه جزم ابن حبان. وقال النووى: ويطلق على ابنه نعيم مجازًا. روى عن أنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وعبد الله، وربيعة بن كعب الأسلمى، وسالم مولى شداد، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبى هريرة، وآخرين. روى عنه بكير بن عبد الله بن الأشج، وثور بن زيد الديلى، وزيد بن أبى أنيسة، وعمارة بن غزية الأنصارى، ومالك بن أنس، ومحمد بن عجلان، وابنه محمد بن نعيم، وآخرين. قال يحيى، وأبو حاتم، ومحمد بن سعد، والنسائى: ثقة. وذكره ابن حبان فى الثقات. روى له الجماعة، وأبو جعفر الطحاوى.
2482 -
نعيم بن أبى هند: واسم أبى هند: النعمان بن أشيم الأشجعى، وهو ابن عمر سالم بن أبى الجعد، وابن عم مالك الأشجعى. روى عن أبيه، وأبى وائل، وربعى ابن خراش. روى عنه سليمان التيمى، ومغيرة بن النعمان، وشعبة، والحسن بن سالم بن أبى الجعد. قال ابن أبى حاتم: ولأبيه صحبة. وقال أبو حاتم: صدوق. قال عمرو بن
2480 - فى المختصر: نعيم بن زياد الأنمارى: بفتح أوله، وسكون النون، أبو طلحة الشامى، ثقة، يرسل.
قال فى التقريب: ثقة يرسل. انظر: التقريب (7196) ، وتهذيب الكمال (29/485)(6455) ، والجرح والتعديل (8/ت3114) ، والكاشف (3/ت5958) .
2481 -
فى المختصر: نعيم بن المجمر: بسكون الجيم، وضم الميم الأولى، وكسر الثانية، هو ابن عبد الله المدنى، مولى آل عمر، ثقة.
قال فى التقريب: ثقة. انظر: التقريب (7198) ، وتهذيب الكمال (29/487)(6457) ، والتاريخ الكبير (8/ت2310) ، والجرح والتعديل (8/ت2106) ، والكاشف (3/ت5960) .
2482 -
فى المختصر: نعيم بن أبى هند النعمان بن أشيم الأشجعى: ثقة، رمى بالنصب.
قال فى التقريب: ثقة، رمى بالنصب. انظر: التقريب (7204) ، وتهذيب الكمال (29/497)(6463) ، والجرح والتعديل (8/ت2109) ، والكاشف (3/ت5966) ، وميزان الاعتدال (4/ت9112) .