الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سَهْمًا فِي كَبِدِ الْقَوْسِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْمِيَهُ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ. وَلَوْ رَمَيْتُهُ لَأَصَبْتُهُ، فَرَجَعْتُ وَأَنَا أَمْشِي فِي مِثْلِ الْحَمَّامِ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ الْقَوْمِ وَفَرَغْتُ قُرِرْتُ، فَأَلْبَسَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فَضْلِ عَبَاءَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ يُصَلِّي فِيهَا، فَلَمْ أَزَلْ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحْتُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قَالَ: قُمْ
يَا نَوْمَانُ.»
بَابُ غَزْوَةِ أُحُدٍ
(1789)
وَحَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُفْرِدَ يَوْمَ أُحُدٍ فِي سَبْعَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَمَّا رَهِقُوهُ قَالَ: مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَلَهُ الْجَنَّةُ، أَوْ هُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ. فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ رَهِقُوهُ أَيْضًا، فَقَالَ: مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَلَهُ الْجَنَّةُ، أَوْ هُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ. فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قُتِلَ السَّبْعَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِصَاحِبَيْهِ: مَا أَنْصَفْنَا أَصْحَابَنَا.»
(1790)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ «أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يُسْأَلُ عَنْ جُرْحِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: جُرِحَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَهُشِّمَتِ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ، فَكَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَغْسِلُ الدَّمَ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَسْكُبُ عَلَيْهَا بِالْمِجَنِّ، فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ أَنَّ الْمَاءَ لَا يَزِيدُ الدَّمَ إِلَّا كَثْرَةً، أَخَذَتْ قِطْعَةَ حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهُ حَتَّى صَارَ رَمَادًا، ثُمَّ أَلْصَقَتْهُ بِالْجُرْحِ فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ.»
100 - قوله: (أفرد يوم أحد
…
إلخ) وذلك أن المشركين فروا وانهزموا بعد أن دارت المعركة ساعة، فتبعهم المسلمون وطاردوهم، حتى تركوا مواضع صفوفهم، وتقدموا إلى معسكر المشركين، وأخلى عامة الرماة مواضعهم، فلما رأى ذلك خالد بن الوليد رجع مع فرسانه، ودار خلف المسلمين ليطوقهم، ورجعت صفوف المشركين المنهزمة، فوقع المسلمون بين شقي الرحي، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخريات المسلمين يدير المعركة وينظر إليها، فانقطع بذلك عنهم وأفرد مع أصحابه التسعة، ووقع له ولهم ما وقع (ورجلين من قريش) هما سعد بن أبي وقاص الزهري وطلحة بن عبيد الله التيمي (فلما رهقوه) أي غشوه وقربوا منه. قيل: لا يستعمل الرهق إلَّا في المكروه (لصاحبيه) القرشيين (ما أنصفنا أصحابنا) بصيغة جمع المتكلم من الإنصاف، وعدم إنصافهم هو تأخر القرشيين عن هؤلاء الأنصار في التضحية.
101 -
قوله: (يسأل عن جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم) مجموع ما ذكر في الأخبار أنه شج يومئذ وجهه، وكسرت رباعيته، وجرحت وجنته وشفته السفلى من باطنها، ووهى منكبه من ضربة ابن قمئة، وجحشت ركبته (رباعيته) بفتح الراء وتخفيف الباء والياء، هي السن التي تلي الثنية من كلّ جانب، والثنايا أربع أسنان في الوسط: اثنان من فوق واثنان من تحت، فالرباعية أيضًا أربع في جوانبها، والتي كسرت هي الرباعية اليمنى السفلي، انكسرت مها قطعة، ولم تكن اقتلعت من الأصل (وهشمت البيضة) أي كسرت الخوذة التي تلبس على الرأس لوقايته، وتكون من الحديد أو الحجارة، والهشم كسر الشيء اليابس أو الأجوف، ذكر ابن هشام في حديث أبي سعيد الخدري "أن عتبة بن أبي وقاص هو الذي كسر رباعية النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم السفلى، وجرح شفته السفلى، وأن عبد الله بن شهاب الزهري هو الذي شجه في جبهته، وأن عبد الله بن قمئة جرحه في وجنته، فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته =