الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
من العلوم التي برع فيها الإمام محمد الخضر حسين، وصال وجال في ميادينها الشاسعة، وحاز فيها قصب السبق بكل أمانة وجهد: علوم اللغة العربية وآدابها، شأنها شأن العلوم الإسلامية التي شهدت له بالسموّ والإبداع.
ومن المسلَّم به: أن الذي يتلقى علومه من النبع الرائق الصافي؛ كمثل: الجامع الأعظم- جامع الزيتونة-؛ ويأخذ عن شيوخ أجلاّء اتخذوا من العلم عبادة، وتفرغوا له بالدرس والتدريس، يتخرج من قلعة راسخة بالإيمان والمعرفة، ينطلق في الحياة بزاد لا ينفد، ويعطي عطاءً كمن يغرف من بحر لا ساحل له.
ومن أوائل المحاضرات التي تحدثت بها الأندية الأدبية، وتلقفها أهل الفكر في تونس: تلك التي تناول بها: "حياة اللغة العربية".
ومن طلائع الكتب: "الخيال في الشعر العربي". وسار الإمام في سبيل الله معلّماً ومصلحاً ومجاهداً يحمل على كتفيه كافة العلوم، مع الحرص على أن يؤدي لكل علم حقّه.
كان عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق (1)، وعضوًا مؤسساً جاداً
(1) عقد المجمع العلمي العربي بدمشق جلسته الأولى في 30/ 7 / 1919 م، وعين الإمام محمد الخضر حسين عضواً عاملاً فيه طيلة الفترة التي قضاها في سورية. =
وفعالاً في مجمع فؤاد الأول للغة العربية - مجمع اللغة العربية بالقاهرة (1) -.
ومن الرجوع إلى مجلدات المجمع تطالعنا أعماله الهامة، ويبرز لنا نشاطه الفذّ من خلال الجلسات والمؤتمرات التي انتدب إليها.
وكتاب: "دراسات في العربية وتاريخها" أول كتاب جمعتُه وطبعته للإمام، وكان الفاتحة لسيل الكتب الأخرى التي جمعتها وأصدرتها بحول من الله تعالى وقوته. فله الحمد والشكر على ما أعطى.
ثم قدّمتُ للمكتبة اللغوية العربية كتاب: "دراسات في اللغة" ضمَّ المواضيع التي اطلعت عليها بعد طبع الكتاب الأول.
توّج الإمام محمد الخضر حسين دراساته اللغوية بالبحث الفريد الراخ: "القياس في اللغة العربية"، ونال به عضوية هيئة كبار العلماء في القاهرة.
ونجد أنه في ميدان المنشورات العلمية الدورية التي أصدرها، أو ترأس تحريرها، بدءاً من مجلة:"السعادة العظمى"، ومجلة:"نور الإسلام"، و"الهداية الإسلامية"، و"لواء الاسلام" وجَّه اهتماماً خاصاً إلى لغة القرآن، وأفرد لها
= ثم أصبح مراسلاً للمجمع عند انتقاله للسكنى نهائياً في القاهرة.
(1)
تأسس مجمع فؤاد الأول للغة العربية (مجمع اللغة العربية) بمرسوم أصدره الملك فؤاد في (14 شعبان 1351 هـ - 13 كانون الأول 1932 م). وصدر مرسوم بتعيين الإمام عضواً عاملاً مع آخرين في (16 جمادى الثانية 1352 هـ - 6 تشرين الأول 1933 م). وساهم الامام بكل جهد في أعمال المجمع حتى آخر حياته، وترأس لجنة اللهجات، وشارك في لجان: الآداب والفنون - المعجم الوسيط - الأعلام الجغرافية - دراسة معجم المستشرق (فيشر) المتعلق بالألفاظ القرآنية، وله العديد من البحوث المنشورة في مجلة المجمع.
أبواباً ثابتة، ودعا للكتابة فيها كبار رجال اللغة والأدب. وهذا يدل على الاهتمام الكبير الذي أولاه لعلوم العربية.
إن في كتاب: "دراسات في العربية وتاريخها" صفحات من العطاء العلمي، وثمرات من الفكر المبدع للإمام محمد الخضر حسين.
والحمد لله رب العالمين
علي الرّضا الحسيني