الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مصابة بالمرض لن تصيبهم العلة، لذلك عندما يدخلون مثل هذه القرى يدخلون ناهقين.
السلوان: اسم نوع من الخرز.
فالمتبلون بمرض العشق إذا ما نثروا فوق الماء الخرز المسمى بسلوان وشربوا من هذا الماء يستطيعون أن يتحملوا المرض مهما كان شديدا.
إن سوء أحوال أهل الجاهلية ليدل على بطلان عقائدهم، وهناك حكايات غريبة وعجيبة ولكن حجم هذا الكتاب لا يكفى لاستيعابها؛ لذا اكتفينا بهذا القدر.
المذهب القديم:
كان جميع سكان الجزيرة العربية قاطبة قد اتبعوا دين وملة خليل الله إبراهيم عليه السلام-ولكن لشدة الأسف أصبحوا مع مرور الزمن أميين لا يعرفون القراءة والكتابة، ولم يبق كتاب يصدق أركان ذلك الدين الحنيف وشرائطه. ولم يبق بينهم من يلجئون إليه عندما يختلفون فى مسألة ما لحل مشكلاتهم من أرباب الشريعة والاجتهاد، فاشتدت جهالتهم بالتدريج فانتهوا إلى الشرك والزندقة، واستولت عبادة الأصنام بناء على رأى عمرو بن لحى وتصويبه على مدينة مكة المعظمة قبل الهجرة النبوية بخمسمائة عام، أو على قول بثلاثمائة وخمس عشرة سنة، وأخذوا ينكبون على عبادة الأصنام التى صنعوها بأيديهم.
وقد ظهر بينهم بعض السحر والكهنة وأخذوا يخبرونهم عن الغيبيات رجما بالغيب ولما صادف أنه تحقق بعض ما أخبروه فانخدعوا بهم، وأخذوا يستعينون فى حل مسائل دينهم ومشكلات حياتهم بهاتين الطائفتين المضلتين وأخذوا يتلقون قبولا حسنا كل ما يقولون بل تسابقوا فى مضمار الضلال.
وأراد قصى بن كلاب بن مرة-وهو أحد أجداد النبى صلى الله عليه وسلم-قبل الهجرة النبوية بمائتى سنة أن يعيد أهل مكة إلى دين خليل الله، وقد انتزع رياسة مكة المكرمة واستولى عليها، إلا أنه لم يوفق فى ذلك؛ لأن العقائد الباطلة التى
انتشرت فى عهد عمرو بن لحى، كانت قد سرت فى عروق أهل مكة كما تجرى الدماء الفاسدة وتمكنت من أعصابهم.
وكان أهل الجاهلية الذين عاشوا فى عهد قصى بن كلاب فى حالة بداوة كالقبائل العربانية، وكان أكثرهم يعتنقون عبادة الأصنام والأوثان، وكان لكل قبيلة صنمها الخاص بها إلا أنهم من حيث العقيدة منقسمين إلى عدة فرق.
1 -
الفرقة الأولى-كانت تنكر الخالق والبعث وتحاول أن تثبت أن الطبيعة تحيى والدهر يفنى.
2 -
الفرقة الثانية-كانت تعترف بالخالق وابتداء الخلق ولكنها تنكر البعث.
3 -
الفرقة الثالثة-كانت تعترف بالخالق وابتداء الخلق ونوعا من البعث ثم أنكروا ذلك وعبدوا الأوثان ظانين أنها ستكون شفعاء لهم لدى الله-سبحانه وتعالى-وكانوا يحجون بالطواف حول الأصنام ويتقربون لها بذبح الذبائح كما أنهم يحرمون ويتحللون من الإحرام.
وكان بينهم من يعبد النجوم والكواكب مثل الآشوريين، ومن يعبدون الحيوانات مثل المصريين ومن يعبد الملائكة والجن، وكان منهم من انحرف لمذهب من يعتقد فى تناسخ الأرواح.
وكان الذين يعتقدون فى تناسخ الأرواح يظنون أن أجزاء أجسام الذين يتوفون تتحد وأنه يتكون من الأجزاء التى تجمعت فى كل مائة سنة طائر، والطائر الذى يتكون من كل جنازة سيأتى إلى رأس القبر الذى تدفن فيه تلك الجنازة وكان بينهم من اعتنقوا اليهودية والنصرانية.
إلا أنهم كانوا يجتنبون الزواج بأخواتهم وأمهاتهم واستفراشهن والجمع بين أختين فى الزواج.
وكانوا يستنكرون ويستقبحون من يتزوج من زوجات آبائهم، ويعيبون عليهم ارتكاب مثل هذه الأعمال الآثمة.
وكانوا يعدون المضمضة والاستنشاق والاستنجاء واستعمال المسواك وقص