الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا يعرف قطعيا أية رواية من هاتين الروايتين صحيحة، ولكن مما ليس فيه شك أن المذهبين يروجان مذهب الرفض والإلحاد.
وإن كان هؤلاء الخبثاء يقتنعون بإمامة محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق (رضى الله عنه)،ويعلنون أنهم ينتمون للطائفة الإسماعيلية إلا أنهم يحكمون بإحلال المحرمات الشرعية، ويعتقدون أن سفك دماء المسلمين مباح، كما يحكمون بكفر من لا يعتنق المذهب القرمطى.
وكانوا يعدون طاعة الإمام المعصوم من الصلوات المكتوبة، وإعطاء كل شخص خمس ما يمتلكه من الأموال للإمام المعصوم من أركان دينهم، ويعدون وقاية أسرار المذهب من الصوم، ونشر ما يخص المذهب وإشاعته زنا أو نوع من الزنا. وكل هذه الأشياء كانت عقيدة خاصة بطائفة القرامطة.
ومن جملة عقائدهم الباطلة حصر الصوم ليومين فى السنة، وعدم الغسل والاغتسال من الجنابة، وجعل الخمر حلالا، وقول «أشهد أن محمد ابن الحنفية رسول الله» فى الأذان المحمدى، والذهاب إلى القدس الشريف من أجل أداء فريضة الحج.
وإذا أريد الاطلاع على معلومات مفصلة عن أحوال القرامطة فليراجع نسخ ترجمان الحقيقة التى طبعت سنة (1296) ونشرت متفرقة.
الاختلاف والتعديلات
التى حدثت فى الأذان المحمدى
أول من أذن فى المدينة المنورة هو بلال الحبشى، وأول من أذن فى مكة المكرمة الصحابى حبيب بن عبد الرحمن-رضى الله عنهما-كما سبق توضيحه مختصرا فى الصورة الثالثة من الوجهة الخامسة لمرآة المدينة المنورة.
كما جعل عثمان بن عفان-رضى الله عنه-رفع الأذان الأول فوق المآذن عادة، وأمر فى أول مرة أن يؤذن عبادة بن الصامت أبو يعلى رضى الله عنه.
وكانت غاية عثمان بن عفان من هذا الأذان هو أن يستعد أصحاب الحرف والتجار لأداء صلاة الجمعة. بناء على ما ينقله محمد بن سعد عن الإمام الشعبى أنه كان للنبى صلى الله عليه وسلم ثلاثة مؤذنين، أحدهم بلال الحبشى، والثانى أبو محذورة، والثالث ابن أم مكتوم وعند ما يغيب بلال الحبشى يؤدى الأذان أبو محذورة وإذا غاب أبو محذورة
(1)
كان يقوم بأداء الأذان ابن أم مكتوم.
وكان الأذان فى المدينة المنورة وبعض أسفار النبى صلى الله عليه وسلم منحصرا فى بلال الحبشى. ولكن كان يحدث أيضا أن يؤذن الأذان ابن أم مكتوم عمرو بن شريح
(2)
.ويروى بناء على قول أن اسم عمرو بن قيس هذا كان عبد الله. وكان اسم أم مكتوم عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة، وعنكثة قبيلة تنتمى إلى بنى مخزوم.
وكان اسم أبى محذورة أوس (وعلى رواية سمرة) بن معير بن ربيعة بن معير بن عريج بن سعد بن جمح. رجا من النبى صلى الله عليه وسلم قراءة الأذان مع بلال الحبشى، وقبل الرجاء من قبل النبى صلى الله عليه وسلم فنال شرف قراءة الأذان أحيانا.
وبناء علر رواية الإمام الكلبى أن أبا محذورة كان يرفع الأذان صباحا فى مكة المكرمة عند وجود النبى صلى الله عليه وسلم فيها.
ولما كان النبى صلى الله عليه وسلم فى الجعرّانة لتوزيع غنائم حنين علّم أبا محذورة الأذان المحمدى ووجه له القيام بالأذان وقراءته فى المسجد الحرام لذا لم يسافر الصحابى الجليل إلى المدينة المنورة وظل فى مكة المكرمة
(3)
.
يروى بعض المؤرخين أن عثمان بن عفان (رضى الله عنه المنان) أذن أيضا وأن النبى صلى الله عليه وسلم كان فى داخل المسجد عندئذ. ولما كان بلال الحبشى لا يزال حيّا فى عهد الصديق الأعظم قرأ الأذان فى عهده أيضا، ولكن عند ما أصبح عمر بن الخطاب أميرا للمؤمنين لم يقبل تكليفه بقراءة الأذان
(4)
.
(1)
بما أن أبا محذورة ظل فى مكة المكرمة فإنه من المحتمل أن يكون هذا النظام خاص بمكة المكرمة.
(2)
شريح بن عامر من أفراد قبيلة ابن لؤى.
(3)
هذه الرواية منقولة عن ابن جريح.
(4)
ناقل هذا الخبر روايه محمد بن سعد.
وأوصى بلال-رضى الله عنه-عمر بن الخطاب-رضى عنه الله الوهاب-أن يختار سعد القرظى الذى كان مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم فى قباء، واستصوب الخليفة وصية بلال واختار سعد القرظى مؤذنا لمسجد السعادة، وظلت قراءة الأذان فى المسجد النبوى فى آل سعد القرظى إلى أن انقطع نسلهم.
كان فى العصر النبوى فى المدينة المنورة-غير المسجد النبوى-تسعة مساجد أخرى، ولم يكن لهذه المساجد مؤذنون مختصون كانوا يقيمون الصلاة بأذان بلال
(1)
.
رفع الأذان لأول مرة فى مصر فى جامع عمرو بن العاص لأنه عند ما فتح مصر أسس جامعا قاصدا المحافظة على أداء الصلاة فى جماعة مع الصحابة والتابعين، وذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصالحة.
قال أبو عمرو الكندى وهو يذكر مؤذنى جامع عمرو بن العاص ويعرفهم:
«كان أول من أذن فى جامع عمرو بن العاص الكائن فى الفسطاط هو أبو مسلم سالم بن عامر بن عبد المرادى. وكان هذا الرجل الكريم من الصحابة وكان لقراءة الأذان فى عهد عمر بن الخطاب، ووجد مع الجنود الذين رافقوا عمرو بن العاص فى حملته على مصر، وقام بتأدية الأذان إلى يوم الفتح لعمرو بن العاص.
وعقب فتح مصر أسس عمرو بن العاص مسجده فى الفسطاط،وجعل أبا مسلم رئيسا للمؤذنين وعين له تسعة أنفار من المعاونين وظل أبو مسلم إلى أن مات فى رياسة مؤذنى جامع عمرو، وظلت مهمة أداء الأذان فيما بعد فى ذريته إلى أن انقطعوا عن الدنيا».
وحينما كان يؤذن أبو مسلم فى جامع عمرو يبدأ وينهى الأذان ب «لا إله إلا الله» ،وهذه الرواية منقولة عن أبى الخير. ولما توفى أبو مسلم عين مكانه أخوه شرحبيل بن عامر. حينما كان ابن عامر مؤذنا كان أمير مصر مسلمة بن مخلد.
(1)
نقلت هذه الرواية عن الدار قطنى وأبى داود بكير بن عبد الله الأشج.
وقد وسع جامع عمرو بن العاص وأضاف مئذنة وكان خاليا منها، وابن عامر هذا أول من صعد لقراءة الأذان على المئذنة فى مصر.
وقد اعتكف مسلمة بن مخلد فى جامع عمرو بجانب المئذنة إلا أنه انزعج من أصوات نواقيس كنائس الفسطاط فأحضر شرحبيل، وأوصاه بأن يجد لهذا الموضوع حلا. فقال له شر حبيل:«إذن فأنا أبدأ فى قراءة الأذان وأطيله حتى الفجر، وبما أن دق الناقوس فى أثناء قراءة الأذان لن يليق فأصدر أمرا بمنع دق الناقوس فى أثناء الأذان» ؛وأصدر مسلمة بن مخلد أمرا بألا يدق الناقوس ليلا.
وإن كان شرحبيل لم يتخل عن هذه العبادة إلى حين وفاته فى سنة 65 الهجرية، واستمر يؤذن من منتصف الليل إلى الفجر.
إلا أن المساجد والجوامع قد كثرت فى مصر بعد ذلك، وبنى مسلمة بن مخلد لكل مسجد مئذنة ماعدا مسجدى خولان ونجيد وأمر أن يؤذن على هذه المآذن أيضا.
بعض التغييرات فى الأذان: كان الأذان فى مساجد مصر أذانا شرعيّا كما يؤذن فى المدينة المنورة وكما يؤذن الآن إلى أن جاء إلى مصر قائد جيوش المعز لدين الله الفاطمى جوهر الصقلى. وأسس مدينة القاهرة، وصلى جوهر القائد يوم الجمعة الثامن من جمادى الأولى سنة 359 فى جامع ابن طولون، وتولى الخطبة عبد السميع بن عمر العباسى، وأمر أن يقول المؤذنون ب «حى على الصلاة حى على خير العمل» وصلى عبد السميع فى الركعة الأولى ب «الجمعة» ، وفى الركعة الثانية دون أن يركع. واحتد قاضى عسكر جوهر «على بن وليدى على عبد السميع وقال صاخبا:«يا جماعة المسلمين، قد فسدت صلاتكم، فصلوا أربع ركعات صلاة الظهر» .فلم يهتم أحد بهذا الاعتراض والاحتداد، ثم أمر المؤذنون بأن عليهم بعد ذلك أن يقولوا فى كل أذان «حى على خير العمل، وعمم هذا النظام فى جميع المساجد والجوامع.
واحتد جوهر القائد على عبد السميع لأنه لا يبدأ السورة باسم الله جهرا، كما
آنه لا يجهر بالبسملة فى أوائل الخطب فجعله فى أواخر شهر جمادى الأولى إماما للجامع العتيق، وأمر بأن يقال فى الأذان «حى على خير العمل» وأن يجهر عند الصلاة فى الجوامع بالبسملة، ولكن الحاكم بأمر الله أصدر أمرا بعد إحدى وأربعين سنة بعد أن جمع جميع مؤذنى المساجد والجوامع وقاضى القضاة مالك بن سعد الفارقى بأن يسقط من الأذان جملة «حى على خير العمل» ،وأن يقول مؤذنو القصر عقب كل أذان «السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله» ،إلا أنه بعد سنة واحدة عادوا يؤذنون قائلين «حى على خير العمل» ،وبعد أربع سنوات إلى سنة (405) قالوا بدل «حى على خير العمل» - «حى على الصلاة» كما أن مؤذنى القصر تلقوا أوامر بأن يقولوا بدل «السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله» - «الصلاة رحمك الله» .
وكون هذا الأمر الصادر لمؤذنى القصر كان لإحياء سنة قديمة متروكة! لأن حضرة بلال-رضى الله عنه-كان يقف أحيانا أمام باب حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: «السلام عليك يا رسول الله، وأحيانا السلام عليك بأبى أنت وأمى يا رسول الله حى على الصلاة، حى على الصلاة، السلام عليك يا رسول الله
(1)
، وأحيانا يقول السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته»
(2)
ولما تولى أبو بكر الصديق الخلافة كان يقف سعد القرظى أمام باب دائرة الخلافة «ويقول السلام عليك يا خليفة رسول الله» ،ولما تولى عمر بن الخطاب الخلافة راعى سعد هذا النظام فى أول خلافته، ولما قال عمر بن الخطاب أنتم مؤمنون وأنا أميركم أصبح يقول:«السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته حى على الصلاة حى على الفلاح، يا أمير المؤمنين» .
ثم أضاف جملة رحمك الله، بناء على الأمر الصادر له من مقام الخلافة
(3)
ولم يترك المؤذنون هذه العادة المستحبة إلى عهود خلفاء بنى أمية والخلفاء
(1)
ناقل هذه الرواية وراويها الإمام الواقدى.
(2)
هذه الرواية منقولة من البلاذرى.
(3)
ثمة من يقول بأن إضافة عبارة رحمك الله كان فى عهد خلافة سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه.
العباسيين، وكانوا ينادون الخلفاء والأمراء على هذه الصورة وكان هؤلاء يؤدون صلواتهم مع الجماعة
(1)
.
وأراد الملوك الفاطميون أن يتبعوا هذه الطريقة، ولكن بما أنهم لم يتعودوا الصلاة الجماعية أخذ مؤذنوهم عقب صلاة الصبح يسلمون فوق المآذن على الملوك والأمراء وهكذا جعلوهم يقررون ما كان يقوله مؤذنو الأسلاف على أبواب الأمراء والخلفاء فوق المآذن.
وغير السلطان صلاح الدين الأيوبى عادات الفاطميين، فأمر بإلقاء الصلاة والسلام فى المآذن تعظيما لخليفة بغداد. وسرى هذا النظام على جوامع مصر والشام والحجاز. وفى خلال سنة 760 الهجرية اتخذت عبارة «الصلاة والسلام عليك يا رسول الله» عقب أذان العشاء ليلة الجمعة، وبعد إحدى وثلاثين سنة عقب أذان الصلوات الخمس كلها.
قد شغلت بتغيير الأذان المحمدى الطائفة الإمامية أيضا فى بعض الأوقات.
وكان ذلك الوقت عند ما سجن أبو على بن كتبغا بن الأفضل شاهنشاه بن بدر الجمالى الحافظ لدين الله أبا الميمون عبد المجيد ابن الأمير أبى القاسم محمد بن المستنصر بالله، وبما أنه من متعصبة الطائفة الإمامية ففى سنة 524 الهجرية عند ما تولى الوزارة أراد أن يخالف أصحاب المذهب الإسماعيلى، فأزال من الأذان جملة «حى على خير العمل» ،ووضع مكانها جملة محمد وعلى خير البشر، وأنكر هذا مجتهد المذهب الإسماعيلى، وإسماعيل الذى ينتسب إليه الإسماعيلية هو ابن الإمام جعفر الصادق وقتل بعد سنتين، فظهر الحافظ لدين الله وحذف من الأذان جملة «محمد وعلى خير البشر» ،وأعاده كما فى السابق جملة «حى على خير العمل» .وأول من أذن من الإمامية قائلا «محمد وعلى خير البشر» شخص يدعى الأمير كابى شكنبة حسين.
ويروى أن هذا الشخص هو على بن محمد بن على بن إسماعيل بن حسن
(1)
وقد تخلى الخلفاء العباسيون فيما بعد عن الصلاة فى جماعة.
بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب. ويحكون أنه أذن فوق إحدى مآذن حلب ذات ليلة على هذه الصورة، وفى عصر سيف الدولة الحمدانى، وأصبحت قراءة الأذان فى هذه الصورة عادة لمن يتبعون المذهب الإسماعيلى.
هذه الرواية تنسب إلى الشريف محمد بن أسعد الجوانى النسابة، وقد دامت قراءة الأذان بصيغة «حى على خير العمل محمد وعلى خير البشر» إلى قرب عهد نور الدين محمود. وبنى محمود مدرسة الحلاوية وافتتحها فدعا لأجل التبرك، أبا الحسن على بن الحسن بن محمد البلخى الحنفى. وقد استجاب أبو الحسن للدعوة مع فقهاء البلدة ولما حل وقت الصلاة طلب أن يصعد أحد الأشخاص على المئذنة ويؤذن بالصورة المشروعة المعروفة وإذا وجد من يرفض ذلك أن يضرب وأن يهدد من قبل الجماعة.
فصعد أحد الفقهاء المئذنة وأذن على الوجه المطلوب ولم تتغير بعد ذلك اليوم صيغة الأذان. واستمرت صيغة أذان مصر إلى سنة 567،أى إلى عهد سلطنة صلاح الدين الأيوبى على الصيغة التى كانت عليها فى عهد الفاطميين. ولما كان صلاح الدين الأيوبى شافعى المذهب، وعلى عقيدة الشيخ أبى الحسن الأشعرى رفع بدعة «حى على خير العمل» ،وبعد ذلك كانت صيغة الأذان التى تقرأ فى مصر أو الشام أو البلاد الملحقة بهما نفس صيغة الأذان التى تقرأ فى مكة المعظمة. واستمر هذا النظام إلى تأسيس الأتراك المدارس فى الديار المصرية أى إلى سنة (761) الهجرية، وبعد ذلك انتشر المذهب الحنفى فالأذان الذى كان يؤذن يوافق أذان الكوفيين، وكذلك أذان الصلوات. والأذان الذى يؤذن فى المدارس الأخرى والجوامع كذلك الصلوات تؤدى وفق أذان المكيين وصلواتهم.
وكان المؤذنون فى ليالى الجمع عقب أذان العشاء يصلون ويسلمون على النبى صلى الله عليه وسلم وقد اتخذ هذا النظام من طرف محتسب القاهرة صلاح الدين عبد الله البرلسى. وفى سنة 791 الهجرية اتخذت عادة قراءة الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم عقب أذان الصلوات المفروضة الخمسة، وذلك بأمر المحتسب نجم الدين محمد الطبندى وعممت على كل الجوامع.
وجرأة نجم الدين الطبندى على تعميم هذا النظام عمله بقول أحد السكارى.
ويحكى أن طائفة من السكارى استحسنت قراءة الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم بعد أذان صلاة العشاء فى ليلة الجمعة، فقام واحد منهم وقال:«هل ترغبون أن يصلى على الرسول صلى الله عليه وسلم عقب كل أذان؟!» فأجابه رفقاؤه: «نعم وما أحسنها من فكرة!!» واستيقظ الشخص الذى أورد هذا السؤال منشرحا باشا، وقال «قد رأيت الليلة فى منامى ورؤياى الرسول صلى الله عليه وسلم وأبلغنى أن أذهب إلى المحتسب ليأمر المؤذنين أن يصلوا فعلا فذهب إلى المحتسب وأخبره برؤياه» .
وكان محتسب مصر فى ذلك الوقت رجلا مسنّا يسمى (نجم الدين الطبندى)،وكان فى غاية الجهل والحماقة مذموما بين الناس لاتصافه بمذموم الصفات. فاستعجب من قول صاحب الرؤيا أن النبى صلى الله عليه وسلم أمره بأن يبلغ المؤذنين أن يقولوا عقب كل أذان فى الصلوات الخمس (الصلاة والسلام عليك يا رسول الله)،وجمع كل المؤذنين وأمرهم أن يصلوا على النبى صلى الله عليه وسلم عقب كل أذان بعد الصلوات الخمس
(1)
.
ولم يدر نجم الدين هذا أن النبى صلى الله عليه وسلم لن يأمر بعد وفاته بشئ يخالف الشريعة الإسلامية، ولم يتذكر قول الله تعالى {أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ} [الشورى:21].
ولم يخطر بباله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «إياكم ومحدثات الأمور» وكان هذا الأحمق سببا فى اتخاذ هذه البدعة التى استمرت إلى يومنا هذا. ويظن بعض الجهلاء فى القرى أن الصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم من تتمة الأذان الشريف ويصرون على عدم تركها، حتى إن بعض الجهلاء يسلمون على أرواح من يعتقدون فى صلاحهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(1)
اتخذت قراءة الصلاة والسلام على مآذن البلاد العثمانية فى عهد السلطان مراد خان الأول بن السلطان أورخان غازى.