الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمد بن محمد بن يوسف الأخيضر، وبعد وفاة محمد بن محمد الشريف حسن بن يوسف الأخيضر وبعده إلى أخيه، ومن بعد إلى الشريف محمد بن جعفر بن يوسف بن محمد بن يوسف الأخيضر، وبعد وفاة الشريف محمد إلى الشريف صالح بن إسماعيل بن يوسف بن محمد بن يوسف الأخيضر. وهؤلاء هم الذين سعدوا إذا فازوا بإدارة مكة المكرمة.
وكان أولاد وأحفاد الشريف صالح بن إسماعيل فى داخل ممالك السودان، وفى فترة ما هاجروا إلى مدينة «غانا» القريبة من المحيط الأطلسى وكونوا هناك دولة وحكموا فيها.
2 - الطبقة الثانية من الأشراف الحسنية:
والأشراف الكرام الذين يكونون هذه الطبقة هم الأشراف الكرام الذين يطلق عليهم المؤرخون الموسويين أو بنى موسى.
وأول من تولى منهم الإمارة هو الشريف موسى الثانى بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحصن بن حسن المثنى بن حسن السبط بن على بن أبى طالب (رضى الله عنهم) وعدد أفراد الموسويين الذين حكموا البلاد الحجازية أحد عشر أميرا.
وظهر الشريف موسى الثانى الذى كان أولهم سنة 350،والذين تولوا إمارة الحجاز من بعده استمروا إلى سنة 453 إذ انتهت إمارتهم فى خلال تلك السنة.
وبعد وفاة الشريف موسى الثانى بن عبد الله تولى الإمارة ابنه الشريف داود بن موسى الثانى، ومن بعده الشريف محمد الأكبر بن موسى الثانى، وبعد وفاة محمد الأكبر الشريف حسين بن محمد الأكبر، ومن بعده الشريف محمد الثائر بن محمد الأكبر، وبعد وفاة محمد الثائر الشريف أبو هاشم محمد بن محمد الثائر، وبعد ارتحال أبى هاشم الشريف أبو جعفر محمد بن الحسين بن محمد الأكبر واستقل الشريف أبو جعفر محمد بالإمارة فى عهد الملوك الفاطميين
وحكم مكة المكرمة ومواقع أخرى من أرض تهامة ما يقرب من عشرين عاما.
وبالقرب من أواسط مدة إمارة الشريف أبى جعفر كان ملوك العصر يعينون من قبلهم أميرا خاصا بهم فى مكة المكرمة، وقد زاد الشريف أبو جعفر من قوته وشوكته، واستقل وبعد هذا الاستقلال انتقلت حكومة مكة المكرمة بالفعل للشرفاء الكرام.
وهناك روايات متعارضة فى بيان سبب استقلال أبى جعفر وتاريخه إلا أنه بناء على أقوى الروايات فإن أبا جعفر استقل عند ما كانت مصر تحت إدارة الإخشيديين، وكان كافور الإخشيدى لم يمت بعد، كما أن الملوك الفاطميين لم يكونوا قد تولوا بعد على مصر ويدعى البعض أن وفاة كافور كانت سنة 356 هـ وكان استقلال أبى جعفر سنة 358.
وكان سبب استقلال المشار إليه الفتنة التى حدثت بين بنى حسن وبنى حسين (رضى الله عنهما)،وعند حدوث هذه الفتنة عاد أبو جعفر من المدينة المنورة إلى مكة المعظمة، وأعلن الاستقلال، وعند ما انتقلت حكومة مصر إلى الفاطميين أبقى المعز لدين الله العبيدى على إمارة أبى جعفر وصدق استقلاله.
وتولى الإمارة بعد وفاة الشريف أبى جعفر أبو محمد جعفر بن محمد بن حسين بن محمد الأكبر، وبعده الشريف عيسى بن أبى جعفر محمد، وبعده الشريف أبو الفتوح حسين بن محمد الثائر، وبعد وفاته الشريف تاج المعالى بن أبى حسين بن محمد الثائر.
أرسل حاكم مصر العزيز بالله العبيدى عند ما كان ابن أبى جعفر الشريف عيسى أميرا علويا إلى مكة من قبله. وقد ضغط هذا الشخص على أهالى الحرمين ضغطا شديدا، وأجبر الأئمة على ذكر اسم العزيز بالله فى الخطب.
وبعد وفاة العزيز بالله بعث ابنه الحاكم بأمر الله خطبة عجيبة إلى الشريف أبى الفتوح السالف ذكره، وأمره بأن تقرأ هذه الخطبة على منبر المسجد الحرام، ولما كان فى الخطبة المذكورة بعض الألفاظ الجارحة للأصحاب الكرام وبعض زوجات
النبى-رضى الله عنهن-وعبارات غير لائقة بهم هجم الأهالى على الخطيب الذى نجا بجلده هاربا، وبعد هذه الحادثة منع الناس من الحديث فى مكة عن مذهب العبيديين.
ولما كان الشريف أبو الفتوح من أشجع أبناء موسى وأكثرهم جرأة رد خطبة الحاكم بأمر الله مبينا زيفها، وخرج عن طاعة العبيديين وبايعه أهالى الحرمين بالخلافة لأن الخطبة التى وردت من الحاكم بأمر الله كانت مليئة بسب الأصحاب الكرام ولعنهم.
وكانت رسالة خاصة للشريف أبى الفتوح مرفقة بالخطبة حيث يلح الحاكم بأمر الله على أن يعمل الشريف على إقناع الأهالى بما جاء فى هذه الخطبة، وعقب ذلك ذهب الشريف أبو الفتوح إلى نواحى الشام، وأعلن استقلاله وخاص حروبا كثيرة وفى سنة (403) وعاد إلى مكة وانتقل إلى رحمة ربه بعد فترة وجيزة، ومدة إمارته 43 سنة.
ولما سارع أفراد القبائل العربية بالاعتراف بخلافة الشريف أبى الفتوح، وهو فى طريقه إلى الشام فهم الحاكم بأمر الله وأخافه الأمر وأخذ يستعد للحرب، ولما كان أبو الفتوح لا يريد أن يريق دماء المسلمين عبثا بعث بأبى حسان مفرح إلى الحاكم بأمر الله يعلمه أنه لا يدعى الخلافة، فسر الحاكم بأمر الله بهذا الخبر وأسرع بالتصديق بإمارته.
كان تاج المعالى بن أبي الفتوح قد وحد بين إمارتى المدينة المنورة ومكة المكرمة. وكانت كنيته «أبا عبد الله» ولقبه (شكر) ومات بلا ولد فى سنة 461، وعلى قول سنة 464،وعلى قول ثالث سنة 453.وأراد أحد غلمانه أن يكون أميرا. وفى أثناء سفر أبى الفتوح إلى الشام استولى أبو طالب داود بن عبد الرحمن بن القاسم بن الفاتك عبد الله بن داود بن سليمان بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن حسن المثنى بن حسن السبط بن على (رضى الله عنه) على مكة، وانتصر على ذلك العبد وانتزع منه زمام الإمارة، إلا أن إمارة مكة المكرمة الجليلة انتقلت إلى «بنى هاشم» بعد ذلك الحادث بسبع سنوات.
وإن من نال مقام الإمارة من بنى أبى الطيب هو محمد بن أبى القاسم بن عبد الرحمن بن جعفر، وجلس على كرسى الحكم سنة 453.
إلا أن ملك اليمن على بن محمد الصليحى استولى على قطر الحجاز، وانتزع إمارة مكة المفخمة من أيدى بنى الطيب. وإن كان يروى بعض المؤرخين أن على ابن محمد الصليحى أودع مقام الإمارة ليد «محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن هاشم» وعاد إلى بلاده.
إلا أن تاج المعالى بن أبي الفتوح مات تاركا حمزة بن وهاس بن أبى الطيب داود السليمانى من بنى سليمان أميرا، وبعد أن حارب هذا موسى ما يقرب من سبع سنوات، انتقل زمام الإمارة إلى يد محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن هاشم وبعد ارتحاله إلى يد أولاده.
وليس من بنى سليمان من ارتقى كرسى الإمارة غير حمزة بن وهاس بن أبى طالب. وإن كانوا ينقلون أن محمد بن الفاتك وأخويه قد شغلوا كرسى الإمارة، ولما كان من المحقق أن حمزة بن وهاس خاتمة الطبقة الثانية يقتضى عدم صحة هذه الرواية.
بناء على رواية الإمام الفاسى فإن محمد بن جعفر أحد أفراد الأمراء الذين يطلق عليهم (الهواشم) وضبط نسبه على أنه «أبو هاشم محمد بن جعفر بن عبد الله بن أبى هاشم محمد بن الحسين بن محمد الثائر
(1)
بن موسى الجون بن عبد الله المحصن بن حسن المثنى بن حسن السبط (رضى الله عنه)،وظل أبو هاشم ما يقرب من ثلاثين عاما يشغل منصب الإمارة وأطلق على الذين تولوا مقام الإمارة بعده «الهواشم» .
وبنو سليمان الذين كانوا خاتمة هذه الطبقة ليسوا بنى سليمان الذين حكموا بين التلمسان والمغرب الأوسط.
والأشراف الذين حكموا فى تلك البقاع أولاد «سليمان بن عبد الله المحصن
(1)
ووجه إطلاق لقب الثائر عليه قيامه بأخذ الثأر والآنتقام من أهل المدينة فى عهد المعتز بن المتوكل العباسى.