الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بنو رسول التركمانية: هم من أتباع رسول الأيوبية كان ظهورهم سنة 626، وانقراضهم سنة 859.وبلغت مدة حكمهم إلى مائتين وثلاث وثلاثين سنة، كما بلغ عدد حكامهم إلى عشرة أشخاص وكان مقر حكومتهم مدينة زبيد.
يدعى المؤرخون أن بنى رسول من أصل يستند إلى الملوك الغسانية، ويرددون
الحكاية
الآتية فى سبيل إثبات مدعاهم.
الحكاية
كان جبلة بن الأيهم من الملوك الغسانية تشرف باعتناق الإسلام فى عهد عمر الفاروق الذى اتّسم بالعدالة، ثم ارتد ودخل تحت حماية ملك القسطنطينية وأصر على الكفر.
إلا أن بعض أولاده الذين نشئوا فى القسطنطينية اختاروا أن يتنزهوا ويسيحوا فى البلاد التركمانية، وتآلفوا هناك مع عشيرة بجك وتعلموا لغتهم، ونتيجة لذلك عدوا أنفسهم من أفراد هذه العشيرة.
وذهب واحد منهم وهو محمد بن هارون مع بعض الأقوام الكردية الذين اختلط بهم إلى بغداد، واكتسب صداقة بعض الأمراء من خلفاء العباسيين، وتحيز لهم فأرسل فى فترة ما بمهمة خاصة إلى جهات مصر والشام وسمى رسول.
ووجد هذا الشخص فى أثناء فتن بغداد فى جهة الشام ولما عرف بالأمر قصد مصر وبايع الناصر صلاح الدين من السلاطين الأيوبية ونالت بيعته قبولا واحتراما لديه. وأرسل بمهمة إلى اليمن حيث أعلن استقلاله باليمن بعد فترة.
وحكم خلفاء محمد بن هارون فى إقليم اليمن مستقلين. ووسعوا بلادهم وزادوا من قوتهم حتى أنهم انتصروا على الأئمة الزيدية الذين خرجوا رافعين راية العصيان وشتتوا شملهم.
بنو طاهر-ظهر حكام بنى طاهر فى سنة 859،وانقرضوا فى خلال سنة 922،ولم يستطيعوا أن يثبتوا فى الحكم إلا 63 سنة.
ينتمى بنو طاهر نسبا لعمر بن عبد العزيز من الخلفاء الأمويين.
انتزع عامر بن طاهر حاكمهم الأول بعض أماكن القطعة اليمنية من بنى رسول، وبعض أماكنها من أيادى الأشراف، واستولى فيما بعد على جميع أقاليم اليمن، وانتقل زمام الإدارة بعد وفاته لأخيه، وبعد موته لابن أخيه وبعد موته ليد ابنه. وفى سنة 917 استولى البرتغاليون على كجرات ودكن من البلاد الهندية، كما استولوا على شواطئ جزيرة العرب الشرقية الجنوبية، كما بنوا على ساحل دكن فى نقطة استراتيجية قلعة حصينة متينة تسمى فوقا، وتمكنوا من مضيق هرمز وأخذوا يؤذون الأهالى من المسلمين الذين يسافرون بحرا أو برا ويضرونهم.
ولما عرف حاكم نجران مظفر وحاكم اليمن عامر بن عبد الوهاب استمدا من ملك مصر السلطان الغورى العون مرسلين له رسائل استغاثة. وما كان من السلطان الغورى إلا أن أرسل الأمير حسين بما جهزه من السفن الموافية والجنود الكافية إلى مضيق هرمز ليدافعوا عن البلاد الإسلامية ضد البرتغاليين. وعند ما وصل الأمير حسين إلى جدة، أسرع ببناء قلعة يحتمى بها عند الحاجة وبعد الانتهاء من بناء القلعة توجه نحو مياه كجرات ولما كان المرور من المضيق الذى استولى عليه البرتغاليون من الأول مستحيلا فعاد إلى جزيرة كمران
(1)
التى تحت ولاية اليمن وحكمه، وأرسل رسولا خاصا إلى حاكم اليمن عامر بن عبد الوهاب يعلمه أنه ظل بدون ذخائر، وبناء عليه يجب أن يرسل له بعض الذخائر.
ولكن عامر بن عبد الوهاب كان غاضبا من الأمير حسين لقضائه وقتا طويلا فى جدة عبثا لبناء القلعة فلم يتنازل حتى بالرد عليه. وأثار غضب عامر بن عبد الوهاب وعدم رده على رسالة الأمير حسين حفيظة الأمير. أخذ يفكر فى انتزاع بلاد اليمن من يد عامر واغتصابها طمعا فى امتلاكها، وانصرف عن المهمة التى بغث لأجلها من قبل الحكومة المصرية، وساق الجنود الذين تحت إمرته إلى
(1)
هذه الجزيرة الآن هى الجزيرة التى يطلق عليها (قمرون).
البلاد اليمانية. واستولى على مدينة زبيد سنة 922،ونفر اليمنيون منه بما قام ضد الأهالى من ظلم وبغى.
ولما ألحق السلطان سليم القطعة المصرية بالولايات العثمانية المتسعة فى سنة 923،علم بما قام به الأمير حسين من الظلم والبغى ضد أهالى اليمن فبعث برسالة سلطانية إلى أمير مكة الشريف أبى نمى يطلب منه أن يعمل على قتل وإعدام الأمير حسين فما كان من الشريف المشار إليه إلا أن دعا الأمير حسين ليبعث إلى عتبة السلطان سليم ولما جاء أركبه على سفينة فى مياه جدة فلقى حتفه غريقا.
وعند ما أعدم الأمير حسين استولى أحد غلمانه الذى يسمى برسباى على حكومة اليمن بالقوة جامعا حوله بقية السيوف من حرب مصر، وارتكب كثيرا من الظلم والأذى ضد الأهالى.
وقد أسندت فى سنة 923 بعد وفاة الأمير برسباى ولاية اليمن إلى أمير مقرابة إسكندر بك بمنشور سلطانى، وأخذ خطباء اليمن يذكرون بعد ذلك فى خطبهم اسم السلطان العثمانى، وفى سنة 927 أنهيت خدمات أمراء الشراكسة وحكومتهم.
الأشراف الحسينية-كان عبد الله منصور من السادات الحسينية وقد غضب من الخلفاء العباسية وهاجر إلى اليمن حيث أقام مرتاحا.
ولما أصاب إدارة الإمام فى تلك الفترة ضعف كلى ظاهر بايع الناس الشريف عبد الله منصور سنة (600) وهكذا اكتسبت جماعة المشار إليه قوة فاستولى على مدينة صنعاء العظيمة وما حولها وحكم إماما أربعة عشر عاما، وبعد أن توفى قسم أولاده بلاده إلى قسمين وقاموا بحكمهما كلية.
والذين قاموا بالإمامة إلى وقت قريب كانوا من نسل عبد الله منصور حتى إن أغلب أهالى اليمن وصنعاء اتبعوا المذهب الذى وضعه زيد بن على زين العابدين بن الحسين الشهيد بن على بن أبى طالب رضى الله عنه كما أن حكام اليمن
يسمون ب الأئمة الزيدية أيضا وكان الحكام الذين يحكمون القطعة اليمانية يحكمون جهات حضرموت أيضا.
إن أراضى نجد وعمان فى داخل القطع الخمس لجزيرة العرب، ولمم كانت بعيدة عن قطع الحجاز واليمن تفصل بينها صحارى شاسعة، وكانت هذه الصحارى سدا منيعا تقف دون ضبط هذه البلاد للحكومات التى تحكم الحجاز واليمن، لذا كان الأهالى المقيمون فى هذه الأراضى يفوضون أمورهم لبعض الأمراء والمشايخ خاضعين لهم منقادين. وقد اتخذ سكنة هذه المناطق فى عهد الإمام على-كرم الله وجهه-فى زمن خلافة بنى أمية والخلفاء العباسيين مذهبا مخالفا لمذهب أهل السنة والجماعة، وأعلنوا أن البيعة والانقياد غير مشروعة للخلفاء وكفروا أهل السنة والجماعة وحاولوا أن يردوهم إلى مذهبهم بالقوة والحرب.
واتفقوا مع الخوارج الذين يرون الجهاد واجبا لرد المسلمين إلى مذاهبهم وحاربوا أصحاب العقائد الصحيحة، وقاتلوهم فترة طويلة وبذلوا أقصى الجهود لنشر أفكارهم، ناهيك عن ترويج مقاصدهم لكن قوتهم وصولتهم اضمحلت فى ظل سيف الشريعة المسلول. وما زال حكم العقائد الباطلة جاريا بين سكان الممالك المذكورة. وقد ظهر فى وقت ما بعض الخبثاء الذين يسمون القرامطة والذين يذهبون لاعتناق خلاصة الخلاصة لمذاهب السابقين والذين أساءوا إساءة بالغة لأهل السنة والجماعة فى زمنهم وإننى سأذكر فى المقالة الآتية كيفية ظهورهم والمضرات والخسائر التى أورثوها للأمة الإسلامية.