الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إنهم يربون الخيل ليأخذوا ذريته فقط،لذا لا يحتفظون بذكور المهر بل يبيعونها للبلاد المجاورة لهم. ولكنهم يحتفظون بأنثى المهور ليركبوها فى الحروب ويحرصون على الاحتفاظ بها، ولا يهتمون بفرس غير ثابت الأصل والجنس.
ويحدد صاحب الفرس الجنس الذى ينتمى إليه. ويكتب أجناس بعض الأفراس فى سجلات النسب وكلما تلد الفرس يضاف المهر لنسب أبيه وأمه.
ولا يستطيع أن يمتلك مثل هذه الأفراس الأصيلة أحد من فقراء الناس إذ يشترك عدة أشخاص فى ملكيتها. ويبيعون مثل هذه الأفراس فيما بينهم بستين أو سبعين ألف قرش.
وإذا ما باع أحدهم فرسا يشترط أن يكون مهرها الأول الأنثى أو الثالث ملكا له. أو نسلها بعد المرة الثالثة يكون ملك المشترى.
وإذا كانت الفرس حاملا فنتاجها سواء أكان ذكرا أم أنثى ملك البائع، ويعطى له.
والذين يشترون الفرس الحامل مهما ولدت لا يكتمون ذلك ويصدقون القول فإذا ما ولدت أنثى وادعى الشارى كذبا أنها ولدت ذكرا «يعنى لو يكتم الحقيقة» فلا يعيش ذلك المهر المولود ويهلك، ولما كانت هذه المسألة من الأمور المجربة لدى العربان فلا يكتمون الحقيقة.
الوسم:
أكثر ما يملكه البدوى من الدواب الجمال. وبما أن هذه الدابة شديدة الشبه ببعضها فمن الصعب جدا التعرف على ما سرق منها أو ضاع، لذا اتخذت كل قبيلة وسما خاصا بها.
وتطبع هذه الأوسمة على أذن الجمل الأيمن وفى وسط الجهة اليمنى من رقبته، وخلف أذنه وفى وسط الجهة اليسرى من رقبته، وعلى خدوده وجباهه وفوق أنفه. وعلى رجليه الخلفيتين اليمنى واليسرى وفى وسط عظمة فخذه وعلى ركبته. أى أنهم يكوون بالحديدة التى تحمل شكل الوسم المذكور والملتهب فى النار، والوسم هى تلك العلامة التى يعرفها الناس جميعا.
وإذا بيع جمل أحد القبائل لقبيلة أخرى فالشارى يسم الجمل بالوسم الخاص بقبيلته، وعلى الجمل المباع من الأوسمة عدد القبائل التى اشترته، والجمل المسروق أو الضائع يعرف بوسمه الأخير وأينما وجده صاحبه يتعرف عليه من وسمه ويسترده، لذا ترده القبائل التى تعرف ذلك الجمل الذى أتى إلى محل قبيلتهم واختلط بجمالها.
علامات الأوسمة التى ذكرت من قبل تتنوع كالأشكال التى رسمت فى الشكل التالى وكل واحد من هذه الأوسمة خاص بقبيلة معينة.
وقد تتفق عدة قبائل فى بعض الأوسمة إلا أنها تتميز وتفرق باختلاف الأماكن والمواقع.
ويدقق أفراد قبيلة نهابة قبل سرقة الجمال فى أوسمتها فإذا وجدوا أن تلك الجمال تخص قبيلة معروفة لا يمسونها، وإذا ما نهبوا الحيوانات ليلا وكان بينها مثل هذه الجمال يتريثون حتى يأتى أصحابها فيسلمونها لهم.
ولا توجد علامات خاصة للأغنام والماعز، ولما كانت حيوانات كل جهة لا تشبه حيوانات جهة أخرى فإن كل واحد من أصحاب تلك الحيوانات يستطيع أن يميز حيواناته ويخرجها من بين قطيع من عدة مئات وكأنه قد وضعها بنفسه.