الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمراء الحرمين
انقسمت خطة الحجاز السعيدة بعد عهد الخلفاء الراشدين إلى إمارتين كبيرتين أطلقت على إحداهما (إمارة مكة المكرمة) وأطلقت على الأخرى (إمارة المدينة المنورة)،وظلت إدارة هاتين الإمارتين بعد معارك جمة وحروب كثيرة فى أيدى السلالة الطاهرة التى تنتهى إلى السبطين المكرمين (رضى الله عنهما).
ويظن بعض الذين لم يحسنوا الاطلاع على التاريخ أن إمارة مكة المكرمة ظلت منحصرة فى أشراف الحسنية، فى حين ظلت إمارة المدينة المنورة فى أيدى السادة الحسينية إلا أنه من الثابت بدلالة التواريخ الموجودة أن هؤلاء الأمراء تبادلوا الحكم فى هاتين الإمارتين.
أمراء مكة
ينقسم الأشراف الكرام الذين تولوا إمارة مكة المكرمة إلى أربع طبقات، وقد سمى الأشخاص الذين يشكلون هذه الطبقات بأمراء مكة. وإن كان بين أمراء مكة الحسينية أيضا، ولكن أغلب هؤلاء الحسينية من الذين أقام أجدادهم قبل أن تتحول مكة المكرمة إلى إمارة فى ينبع والبلاد التهامية والنجدية.
1 - طبقة سادات بنى حسن:
يطلق على الذين يشكلون الطبقة الأولى من الطبقات الأربع «بنو أخيضر» وقد ظهر بنو أخيضر الذين حكموا 99 سنة فى سنة مائتين وخمسين الهجرية. وانقرضوا فى أواخر سنة ثلاثمائة وخمسين الهجرية وحتى سنة 251 كانت حكومة مكة المكرمة فى يد ولاة الخلفاء الراشدين وملوك بنى أمية وخلفاء بنى العباس. وقد ظهر بنو أخيضر فى تلك السنة المذكورة، واستولوا على بلاد اليمامة بادروا إلى حكمها.
بنو أخيضر: اتخذ أشراف بنى أخيضر بلاد اليمامة ومقر حكومة لهم أولا ثم مكة المكرمة. وعدد الأمراء الذين تولوا الحكم منهم ثلاثة عشر شريفا، حكم ثلاثة منهم فى اليمامة فقط،والباقون حكموا فى اليمامة وأرض الحجاز.
وأول ممن ظهر من سادات بنى أخيضر هو إسماعيل بن يوسف الأخيضر بن إبراهيمم بن عبد الله بن موسى الجون الحسنى.
ويحكى أن إسماعيل بن يوسف الأخيضر وجد بمكة، وبايع النفس الزكية محمد بن عبد الله المحصن الذى خرج فى أواخر حكومة بنى أمية، وأن المنصور العباسى وجد أثناء هذه البيعة، ومدح واقعة البيعة بقصيدة طويلة وإن هذا البيت كان ضمن هذه المطولة:
بيعتكم تحظى بطاعتنا
…
إن الخلافة فيكم يا بنى حسن
لما استولى إسماعيل بن يوسف الأخيضر على البلاد اليمانية كان جعفر بن الفضل بن عيسى بن موسى بن محمد بن على بن يوسف بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب (رضى الله عنه) واليا على مكة من قبل المستعين بن المعتصم العباسى. وانتزع الألواح الذهبية التى وضعها الخليفة المتوكل على مقام إبراهيم، وضرب بها سكة ليدافع بها عن مكة لآخر لحظة، إلا أنه انهزم وبعد ما استولى إسماعيل بن يوسف على أطراف مكة المكرمة أيضا قصد إلى المدينة المنورة وهو مريض، وارتحل إلى عالم البقاء فى سنة 252 الهجرية.
وانتقلت بلاد اليمامة بعد وفاة إسماعيل بن يوسف الأخيضر لأخيه الشريف أبى عبد الله محمد بن يوسف الأخيضر، وبعد وفاته لأخيه الآخر الشريف أبو جعفر بن يوسف الأخيضر، وبعد ارتحاله انتقلت إلى الشريف حسن بن يوسف الأخيضر أخيه الآخر.
بعد ما استولى الشريف حسن على بلاد اليمامة صرف جهده لتوسيع حدود حكومته، وفى النهاية شكل إمارة مكة المكرمة واستقل بها.
وانتقلت حكومة أم القرى بعد وفاة الشريف حسن إلى عمه وإلى أخيه يوسف الأخيضر، ولما مات محمد بن يوسف الأخيضر انتقلت الحكومة إلى ابنه الشريف يوسف بن محمد بن يوسف الأخيضر، ومن بعده إلى أخيه الشريف أبى عبد الله إبراهيم بن محمد، ومن بعده إلى أبى عبد الله إلى الشريف