الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحادية عشرة من الهجرة النبوية. وبلغت مدة خلافة الخليفة المكرم سنتين وثلاثة أشهر وتسعة أيام كما بلغ عمره ثلاث وستين سنة.
عمر الفاروق (رضى الله عنه):بدأت خلافة عمر بن الخطاب فى السنة الثالثة عشرة من التاريخ الهجرى، وبلغت مدة خلافته عشر سنوات وستة أشهر وأربعة أيام، ونالت ذاته العالية مرتبة الشهادة فى السنة الثالثة والعشرين وتوفى وعمره ثلاث وستون سنة.
عثمان ذو النورين (رضى الله عنه):تولى الخلافة فى السنة الثالثة والعشرين من الهجرة، واستشهد فى السنة الخامسة والثلاثين منها، فكانت مدة خلافته اثنتى عشرة سنة وبلغ عمره اثنتين وثمانين سنة.
الإمام على (كرم الله وجهه ورضى الله عنه):كان ابتداء خلافته فى السنة الخامسة والثلاثين من الهجرة، وكان استشهاده فى السنة الأربعين، وبهذا تبلغ مدة خلافته أربع سنوات وتسعة أشهر، وبلغ عمره الشريف ثلاثا وستين عاما.
وكان سكان جزيرة العرب تحت حكم الخلفاء الراشدين العدول فى حالة خضوع وطاعة وانقياد للدولة.
وبعد أن استشهد الإمام على (كرم الله وجهه) تولى الخلافة ابنه الإمام الحسن (رضى الله عنه) ستة أشهر، وبعد ذلك تنازل عن الخلافة وترك السلطنة لمعاوية بن أبي سفيان أول خلفاء بنى أمية وآثر الانزواء والعزلة وتوفى وقد بلغ عمره الشريف ستة وأربعين سنة.
الملوك الأموية
ظهر الملوك الأمويون فى السنة الحادية والأربعين من الهجرة، وانقرضت دولتهم سنة اثنتين وثلاثين بعد المائة، وكانت مدة حكمهم واحدا وتسعين عاما، وبلغ عدد ملوكهم فى هذه الفترة ثلاثة عشر شخصا. وكانت دمشق عاصمة ملكهم.
وكان سكان جزيرة العرب خاضعين للأمويين منذ بداية ملكهم إلى انتهائه ومنقادين لهم، وكان (عبد الله بن الزبير) قد دفع راية العصيان عليهم وحكم مكة المكرمة ما يقرب من تسع سنوات.
وتقول الروايات بينما كان أخو معاوية بن أبى سفيان يزيد بن أبي سفيان واليا على الشام من قبل الفاروق الأعظم تنازل عن الولاية سنة عشرين من الهجرة لأخيه معاوية دون أن يستأذن من مقام الخلافة، ولما عرف سيدنا عمر الأمر قبل ولاية معاوية بن أبي سفيان، حتى لا تؤدى الأمور إلى حدوث المشاكل بسبب أمر يسير.
وأبقى معاوية بن أبى سفيان فى وظيفته خلال خلافة عثمان (رضى الله عنه)،وكان ذا قرابة من الخليفة المذكور، وعقب استشهاد عثمان بن عفان قام معاوية بطلب الثأر من قاتلى الخليفة، وحرض أهالى الشام وحلب ومصر ضد الإمام على (رضى الله عنه)،وهكذا أشعل دائرة الخصام ضد الخليفة.
وإن كان منصب الخلافة الجليل انتقل بعد استشهاد الإمام على بن أبى طالب لابنه الإمام الحسن-رضى الله عنه-إلا أن معاوية بن أبى سفيان ابتدر بإزالة حقوق الإمام الحسن فى الخلافة، وأخذ يتهيأ للقتال للحصول على الخلافة. ولما رأى الإمام الحسن ذلك تنازل عن الخلافة لمعاوية حتى لا يريق دماء المسلمين دون سبب.
وبعد وفاة معاوية بويع ابنه يزيد بالخلافة، ولم يؤبه بأقوال الإمام الحسين وعبد الله بن الزبير اللذين كانا يدعيان عدم صلاحية يزيد لاعتلاء مقام الخلافة، وعند ذلك هاجر ابن الزبير إلى مكة المكرمة، والإمام الحسن إلى الكوفة بناء على الدعوة المقدمة من أهاليها.
وقد رضى أهل مكة أن يختاروا ابن الزبير خليفة لهم وبايعوه، إلا أن الإمام الحسين استشهد فى كربلاء، ولقى ربه مع أغلب أفراد أسرته فى تلك الأراضى الموحشة، وكان هذا الخبر الأليم مانعا لأهالى الحرمين من بيعة يزيد، ولأجل
ذلك ساق يزيد، كثيرا من الجيوش لمحاربة عبد الله بن الزبير وأتباعه، وبينما كان هؤلاء الجنود يحاربون عبد الله بن الزبير محاصرين مكة المكرمة جاء خبر وفاة يزيد، فبايع جميع أهالى الحرمين عبد الله بن الزبير فاستقلت بلاد جزيرة العرب، وأصبحت كلها تحت سيطرة عبد الله بن الزبير فى سنة 64 هجرية.
وبعد سنتين خرج رجل فى العراق من قبيلة بنى ثقيف يدعى مختار بن عبد الله الثقفى طالبا الثأر من أجل الإمام الحسين، فانضم له جمع وافر من الجنود، وتجرأ على الاستيلاء على الكوفة فبايعه كثير من أهالى تلك المدينة.
وأخذ المختار بن عبد الله الثقفى ثأر الإمام الحسين من قاتليه كما يخبرنا التاريخ، وقتل ما يقرب من سبعين ألف إنسان، إلا أنه انحرف وأخذ يدعى النبوة. وبناء على هذا عين عبد الله بن الزبير أخاه مصعبا حاكما للعراق، وأمده بكثير من الجنود وأرسله ليحارب المختار الثقفى.
ولما كان المختار الثقفى قد أظهر عصيانه ومخالفته جهرا قتل فى أثناء دفاعه سنة 67 الهجرية.
وأرسل عبد الملك بن مروان من الملوك الأموية بعد خمس سنوات الحجاج الأظلم الذى فاق فى الجور والظلم متجبرى وطغاة الأسلاف، ومعه أربعون ألف جندى لمحاربة عبد الله بن الزبير فى مكة المكرمة، وبعد معارك كثيرة بينهما استطاع الحجاج أن يسترد جزيرة العرب من يد ابن الزبير، وأن ينيل ذلك الشهم مرتبة الشهادة العالية فى سنة 73 الهجرية.
وفى عهد مروان بن محمد الأموى رفع بعض الخوارج فى الأطراف والأكناف راية التمرد والعصيان حتى إن عبيد الله بن يحيى من حضرموت استولى على البلاد الحجازية واليمن، وحكم فيهما سنة وأربعة أشهر وذلك فى سنة 120 هـ.
ولما كان مروان فريدا فى ميدانى الشجاعة والنصر فقد طرد جميع الخوارج الذين رفعوا راية الفتنة من أملاكه، وخاصة عبد الله بن يحيى طرده من اليمن وبلاد الحجاز، إلا أنه بمرور الأيام فقد مروان أسباب قوته وصولته، فانهارت