الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مناخ:
مناخ هذا نوع من المعارك العربية التى تجرى بين البدو. وتتم صورته هكذا، إذا طالت المعركة والقتال بين قبيلتين وإذا كانت تلفيات كل من القبيلتين وخسائرهما بالنسبة لعدد القبيلة تمثل زيادة مفرطة واشتد غيظ وغضب كل من القبيلتين وقرر أطراف كل من القبيلتين الاستمرار فى الحرب حتى تختار كل قبيلة أجمل بناتها وتركبها فى محفات يطلق عليها الهوادج وتسوقها إلى ميدان المعركة.
وعندما يتلاقى الصفان تكشف هذه الفتيات عند اشتداد القتال ستائر هوادجهن وترفعن نقابهن وتأخذن فى تشجيع المقاتلين إلى انتهاء المعركة كل واحدة تشجع مقاتلى قبيلتها بصيحات عالية ببعض القصائد الحماسية وأناشيد الفخر الشعرية المنظومة، ويأخذ رجال القبيلتين في القتال ببطولة نادرة ويهلكون بعضهم البعض.
ومن قواعد مقاتلة المناخ أن تستولى الفرقة الغالبة المنتصرة على خيم المغلوبين ومواشيهم وكل ما يملكونه.
وليس من عادة العرب أن يعتدوا على أرواح الفرقة المغلوبة ولا على عرضها وشرفها. إلا أن أشجع المقاتلين من الفرقة الغالبة وبطلهم له الحق أن يأسر أجمل فتيات الهوادج من الفرقة المغلوبة فتعرض عليه قبيلة الفتاة مالا كثيرا ونقودا وفيرة، فإذا طمع فى هذا المال يأخذه ويترك الفتاة إلى قبيلتها ولكن إذا لم يطمع فى المال واستطاع أن يكسب ود الفتاة وقلبها فله أن يعقد عليها ويتخذها زوجة.
الجرود:
وإن كان الجرود يعنى جنود البدو والعربان فأفراد العربان ينقسمون إلى قسمين أو فرقتين.
فرقة منهما تظل تحت إمرة الأمير الذى تتبعه، والفرقة الأخرى تعيش مستقلة وعندما تظهر حادثة تستعد للدفاع مع القبيلة.
فجنود العربان الذين يطلق عليهم جرود عبارة عن هاتين الفرقتين اللتين تحتشدان فى نقطة واحدة للدفاع عن القبيلة ضد أعدائها.
ويهيئ الذين يتبعون أميرهم ويخضعون له الذخائر والأدوات اللازمة للحرب ويذهبون بناء على تنبيهه وأمره إلى المكان المعين للاجتماع ثم يفوض الأمير قيادة المحتشدين لأحد الشيوخ ويأمرهم بأن ينتظروا حتى يصدر لهم أمره الأخير ثم يسوقهم إلى محل ما أو ضد قبيلة عاصية.
ويتولى قيادة فرقة (جرود) عند غياب الأمير شيخ يعينه الأمير. ويذهب هذا الشيخ إلى المكان الذى عينه له أميره ويظل منتظرا بذاته أو ورود أوامر الأمير، إذا لم يذهب الأمير بذاته وأصدر أمر الإغارة على القبيلة العاصية، فيقسم شيخ فرقة الجرود قوته الموجودة إلى ثلاثة أقسام: «يكلف قسما منها بالاستيلاء على أموال ومواشى القبيلة العاصية وسوقها، والقسم الآخر يكلفه بحماية النقط الاستراتيجية التى قد يرد منها العدو والقسم الثالث يكلفه بأداء مهمة الشرطة.
وبعد ذلك يهاجم مقر القبيلة التى قرر الإغارة عليها.
وإلى أن يطلب أفراد هذه القبيلة الأمان والحماية ينهب أموال ومواشى كل واحد منهم بل قد يقتلهم. وإذا ما انقادت القبيلة كلها ولم تدافع عن نفسها فلا يؤخذ شئ من أى واحد منهم.
وبعد أن يعطى أميرهم التابعين له الضمانات الكافية المناسبة للشيخ وبعد أن تتقرر الضرائب السنوية التى ستدفعها القبيلة المغلوبة يعود إلى موطنه.
ومن قوانينهم المرعية أن يحمل عظماء القبيلة المغلوبة ما جمعوه من النقود إلى الأمير الغالب بأنفسهم وأن يوصلوها ليده بالذات. وأن يرجوا من الأمير أن يخفف ما قرر من الضرائب ويحصلوا على موافقته.
وكل فرد من هؤلاء العربان الذين هيئوا للحرب عليه أن يدبر أمر طعامه وأكله وشربه ورصاصاته وباروده. أما الأمير فيشترى بعض الأشياء التى تكفى لأهل دائرته مثل: «الدقيق والأرز والبلح وذخائر حربية كافية وبعض المهمات فإذا ما امتدت الحرب واحتاجت جماعة لذلك وزعها عليهم.