الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النظم والقوانين الجديدة عند العرب كا
(الخمسة، والسمية
، والعوانى، والمنن، والمجبودة)
الخمسة، والسمية:
يطلق على اتصال شخص بالآخر بنسب حتى الدرجة الخامسة والرابعة والثالثة خمسة، والطوائف التى يتصل نسبها بعد الجد الخامس يطلق عليهم «سمية» .
إن أفراد طائفة السمية يوردون أسماءهم بإضافة اسم آخر مخلص «حتى يضيفوا لاسم جدهم السادس شهرة وليضيفوا لنسبهم شرفا ومكانة.
مثلا إن أحدا من العربان المسمى ب «عويضة» يسمى ابنه باسم سمية وعويضة وذلك ليبين أن ابنه هذا وصل للبطن السادس، مثلا إذا كان اسم ابن عويضة الرابع «حميد بن حمدان بن حمود بن حمد» فحميد يعد من «السمية» .
ويمكن أن يكون تحت السمية سميات أخرى متعددة. أى يمكن أن يكون لجد إحدى السميات أولاد متعددة ولهؤلاء الأولاد أطفال كثيرون فيكون هؤلاء قد كونوا سميات كثيرة متعددة مشهورة بأسمائهم.
مثلا إذا فرض أن لعويضة ابنان وهما «سالم، وحامد» وإذا كان كل من سالم وحامد كثير الأولاد فيعتبرون هؤلاء من سمية عويضة وينقسمون إلى سميتى سالم وحامد. ولكن بما أن سالم وحامد قد تفرعا من سمية عويضة يقال لهما سمية عويضة أيضا.
واختراع القبائل العربانية مثل هذه الأشياء وعادات «خمسة، وسمية» وقبولهم ذلك بسبب الحصول على حقوقهم من أعدائهم بسهولة، مثلا إذا ما قتل أحد من عربان القبائل أو ضرب أو نهبت أمواله وممتلكاته، وإذا لم يستطع المضروب
القبض على الفاعل الأصلى فإنه إذا قبض على خمسة متفرع من جده الخامس أى إذا قبض على أى واحد من أبناء الفاعل الأصلى يأخذ حقه منه ويستوفيه. والموظفون فى الحكومة يعملون وفقا لهذا القانون فى زماننا.
ويعود سبب اتباع الحكومة للقوانين العربانية إغارة العربان على أبناء السبيل والحجاج والزوار ونهب أموالهم ولا سيما الغرباء، والتجار يتعرضون من جراء هجماتهم لخسائر عظيمة.
وإذا ما قتل أحد العربان وأحدا من أبناء السبيل فى أى وقت كان أو نهب وسلب أموال التجار والمسافرين يهرب إلى الصحارى والجبال حتى لا يقبض عليه ويختفى. وتحاول الحكومة أن تقبض على الجانى لتستوفى حقوق المجنى عليه وتتعرض لمشكلات كثيرة فى سبيل ذلك وفى النهاية تفشل. وبناء على ذلك لجأ عقلاء المدينة المنورة لاستيفاء حقوق الناس وفقا للقوانين والنظم التى كانت مرعية بين العربان قبل هذا بثلاثة قرون أو خمسة وعملوا على تعديل وإصلاح ما كان صالحا للقبول، وقبلت الحكومة أيضا بعد إصلاح بعض أحكامها ليتسنّى لها العمل بهذه القوانين.
وإحدى المسائل التى قبلت من قبل عقلاء أهل المدينة وعدّلت مسألة «الدم والمال فى الخمسة» التى يراعى حكمها بين القبائل البدوية.
وإن هيئة تعديل القوانين العربانية التى تكونت مقدما من سادة الأهالى صححت الفقرة القانونية التى تكفل البحث عن القاتل والسارق الأصلى أو عن خمستهما بفقرة «الدم فى الخمسة والمال فى السمية» أى تقرر أن تؤخذ دية دم المقتول من قبل الورثة من الذين تسلسلوا من جد القاتل الخامس مثل العم وأبناء العم كما أن المال المسروق يؤخذ من خمسة السارق ومن سميته أى من أعمامه الذين تشعبوا من جده الخامس والسادس وأبناء عمه، وعملت الهيئة على أن تجرى الأمور الخاصة بالحقوق على هذه الصورة وأخذت موافقة العربان على هذا التغيير وتصديقهم. وبهذا قدموا أعظم خدمة بالنسبة للذين سيأتون من بعدهم.
ويستعمل عربان القبائل قانونى الخمسة والسمية فى بعض الأحكام الأخرى.
مثلا، إذا ما فرض أن أحد من سمية قبيلة ما تسلط على شخص من عشيرة أخرى بالقتل أو النهب لأموال فحكم القانون الخاص بحالته يجرى فى حقه وحق خمسته.
إذا كانت الحالة متعلقة بقتل النفس وفر القاتل دون أن يقبض عليه فأقارب المقتول الذين لهم حق استيفاء القصاص وخمسته يقبضون على أى واحد من خمسة القاتل، ويجرون عليه نفس الحكم الذى كان يجرى على القاتل وإذا كانت الحالة خاصة بالدية يستوفون حقهم من خمسة القاتل بالكامل.
وإذا ما سرقت الأموال أو أشياء أخرى وعرف أن الناهب قد هرب ففى هذه الحالة لا يبحث عنه بتاتا بل يتجهون رأسا إلى خمسته ويحصلون منهم على ما سرق.
وإذا كانت الأشياء المسروقة خاصة بالحكومة أو التجار أو أبناء السبيل ويكون قد بحث عن السارق مدة طويلة ولم يقبض عليه فالحكومة أيضا تلجأ إلى قوانين العربان وتحصل على الأموال المنهوبة من خمسة الفار أو سميته.
لما كانت القوانين الخاصة بالخمسات والسميات معترفا بها لدى القبائل العربية ومعتبرة فأفراد العربان يعنون أشد العناية بحفظ أنسابهم وليس بينهم من لا يعرف نسبه. وكان من سئل منهم عن نسبه يستطيع أن يعد نسبه قائلا» أنا فلان بن فلان .. »،ويصل إلى عشرين بطنا من أجداده.
وإذا ما قبض على أى شخص من هؤلاء العربان على أنه سمية قاتل من قبل خمسة المقتول وادعى هذا الشخص أنه ليس من خمسة القاتل وأخذ بيده عصا رفيعة وقبض عليها بأصابعه أمام بعض الناس وأخذ يعد قائلا «أنا فلان بن فلان حتى يصل إلى جده الخامس وكل ما يذكر اسما يرفع أصبعا من أصابعه وفى النهاية تقع العصا من يده ويذكر اسم جده السادس وأثبت أمام شاهدين صحة ادعائه وحلف على ذلك يمكنه أن ينقذ نفسه، وإلا فلا طريقة أخرى لذلك، وهذا يتوقف على حفظ النسب.