الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطب العربى
بما أن أفراد القبائل البدوية لا يقتنعون بعلاج أطباء العرب وجراحيهم المتمدنين، لذا قرروا أن يعالجوا مرضاهم بالأدوية المجربة بينهم.
الصفراء:
ويحمل العربان كل من يصفر لونه قليلا على أنه حدث له من التهاب الكبد، وعلى هذا يطلون عقب المريض بزيت زيتون ثم يكوونه بإبرة كبيرة أو سكينة
(1)
صغيرة ملتهبة من الحرارة على شكل صليب وبطريقة مؤثرة ثم يسقون المريض قدرا من الماء المختلط بالفلفل الأسود. فيزول مرض المعلول بحكمة الله تعالى بتأثير تلك العملية.
وإن كان الأطباء يعالجون هذه العلة بأدوية مركبة من بعض مياه معدنية وأحيانا بسولفات، ولكن بما أن هذا المرض له أنواع مختلفة فلا يعالج إلا إذا عرف نوعه وشخص.
الإمساك:
فالذى يجد صعوبة فى التبرز يسقونه لبن النياق فيحدث هذا اللبن فى داخل جسمهم ليونة فيزول عنهم ما يعانون منه.
ويستعمل الأطباء الآن لإزالة الإمساك الزيت الهندى والملح الإنجليزى وأدوية مماثلة لهما.
الصداع:
ويداوون الصداع بكى أحد الأوردة التى فى الرأس برأس مسمار ملتهب كما أنهم يكوون أحد الأوردة التى فى الرأس لوجع العين.
(1)
هذه الإبرة الكبيرة الملتهبة أو السكين تسميان (واقب).
ولما كانت العملية التى تجرى لوجع العين مجربة كذلك من أهالى المدينة المنورة، لذا قد حدث مرارا أنهم قد عالجوا المرضى الذين تعرضوا لوجع العين بأخذهم إلى أحد العربان الذى اشتهر فى الكى وجعلوه يكويهم. وهذا جار حتى الآن.
والأطباء يعدون أدوية الصداع حسب نوعه، لذا يجب أن يستعمل فى مداواة مرض العين الدواء الذى يناسب نوع هذه العلة.
وقد تقدم فى زماننا معالجة أمراض العين تقدما عظيما حتى ظهر أطباء حذّاق ومشتهرون وتعالج علة العين بواسطة هؤلاء المتخصصين.
إذا ما شق بطن أحد الناس بالرمح، أو الخنجر، أو أية آلة حادة وخرجت أمعاؤه خارج البطن، عندئذ يقطعون من داخل المجروح شحما من داخل بطن الرجل كمية صغيرة، ثم يسخنونها على النار حتى توشك على الذوبان ثم يرتبون الأمعاء ويضعونها فى أماكنها ويطعم المجروح بهذا الشحم الساخن ثم يخيطون الأماكن التى قطعت من بطنه.
وبعد أن يخاط جرح المجروح يكوى، وهذا من مقتضيات الطب البدوى.
وبعد أن يخاط جرح المجروح يوضع عليه قطعة من القماش وعليها عسل مخلوط بكمون ويربط الجرح عدة أيام ويغير هذا القماش عدة مرات حتى يلتئم الجرح ويطعم المجروح بحساء العظم أو اللحم فقط.
وهذه العملية الخاصة بفن الجراحة قد تقدمت تقدما عظيما والأمعاء التى خرجت خارج البطن يدخلونها وفق فن الجراحة فى داخله، ثم يخاط بواسطة الإبر والأدوات الخاصة بهذه العملية، ويوضع عليه ما يلزم من الأدوية ويغطى بقطعة قماش ويلف ثم يعالج حسب ما تقتضى حالة الجرح علاجه.
ومن عادات البدو قبل إجراء العملية إطلاق رائحة المسك والبخور. وبناء على اعتقاد أفراد البدو إذا ما أطلق فى أثناء إجراء العملية عطور ذات رائحة طيبة وشمها المجروح فإنه لا يتأثر من تعفن جرحه.
وإن كان إشمام البدو للمريض روائح طيبة، حتى لا يصاب بإغماء ولكن الأطباء اليوم يسقون المريض بعض الأدوية مثل «فوردى يال» حتى لا يصاب بإغماء.
ويستخرج حكماء البدو وأطباؤهم الرصاصة من داخل الجسم بسكينة ملتهبة فى النار بمهارة فائقة من الجسم بعد أن يشقوا مدخلها.
وإذا كانت الرصاصة قد وصلت إلى العظام وهشمت العظم ولم ينتبه المداوى لتلك الحالة والتأم الجرح ثم انتكس الجرح عندئذ يفتح المداوى الجرح كالمرة السابقة بسكينة ملتهبة فى النار ويخرج قطع العظم المهشمة ثم يخيط المكان الذى فتحه ويعالجون الجرح بتركيبة من العسل والكمون إلى أن يتم الشفاء ويلتئم الجرح.
يستعمل الجراحون فى عمليات استخراج الرصاص أنواعا من الآلات التى صنعت خصيصا لذلك الغرض.
وإذا ما تورم عضو من أعضاء أحد الناس وأصيب بالغرغرينة فى الداخل ولم يظهر له فتحة أو رأس عندئذ يشيرون إلى محل التورم بتراب الفحم ثم يدخلون الإبرة الكبيرة التى التهبت فى النار من شدة الحرارة فى سرعة ساحرة فى المكان الذى أشير ويخرجونها وبعد أن تخرج من الداخل التقيحات يصنعون فتيلا من قماش ويغمسونه ب (خيليت).ويدخلونه فى داخل الجرح. ويستعملون هذا الفتيل ما يقرب من ثلاثة أيام وفى اليوم الرابع يضغطون على الجرح إلى أن يخرج الدم الأسود والماء الأصفر. وبعد ذلك يتركون الفتيل ويضعون على الجرح بصلا مقطعا ويستعملون هذا الضماد.
والأطباء فى زماننا يستعملون بعض الأدوية ليقضوا على هذا النوع من الأورام وإذا لم تأت الأدوية بنتيجة حاسمة فإنهم يتدخلون جراحيا ليزيلوا التقيحات الداخلية.
والعرب يكوون رأس من وقع من مكان عال ومن فوق الحصان أو الجمل فتأثرت ضلوعه أو انكسرت.