المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عبد الوهاب الشعراني: ترهاته ومخازيه (973 ه - موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية - جـ ٨

[المغراوي]

فهرس الكتاب

- ‌ موقفه من المبتدعة:

- ‌ موقفه من المشركين:

- ‌ موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقف السلف من الدكاكي الزنديق (741 ه

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقف سلطان الوقت من محمد بن عبد المعطي المخرف (760 ه

- ‌موقف السلف من محمد زبالة الزنديق (761 ه

- ‌موقف السلف من عثمان بن محمد الدقاق الزنديق (761 ه

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقف السلف من محمود بن إبراهيم الشيرازي الرافضي (766 ه

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌ موقفه من عبد الرحمن بن الأشعث ومن بايع له:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الزنادقة والمشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌الجزولي وضلاله (870 ه

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌ابن حجر الهيتمي (973 ه

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌عبد الوهاب الشعراني: ترهاته ومخازيه (973 ه

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌إبراهيم بن سليمان الحنفي الأزهري (كان حيا سنة 1100 ه

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌الشيخ مربد بن أحمد بن عمر التميمي وعداؤه للدعوة السلفية (1181 ه

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الجهمية:

الفصل: ‌عبد الوهاب الشعراني: ترهاته ومخازيه (973 ه

عنوان محبته وبغضهم عنوان بغضه. ثم قال: وإنما يعرف فضائل الصحابة من تدبر سيرهم معه صلى الله عليه وسلم وآثارهم الحميدة في الإسلام في حياته وبعد مماته، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وأكمله وأفضله، فقد جاهدوا في الله حق جهاده حتى نشروا الدين وأظهروا شرائع الإسلام ولولا ذلك منهم ما وصل إلينا قرآن ولا سنة ولا أصل ولا فرع، فمن طعن فيهم فقد كاد أن يمرق من الملة؛ لأن الطعن فيهم يؤدي إلى انطماس نورها:{وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32)} (1)

وإلى عدم الطمأنينة والإذعان؛ لثناء الله ورسوله عليهم، وإلى الطعن في الله وفي رسوله؛ إذ هم الوسائط بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، والطعن في الوسائط طعن في الأصل، والإزراء بالناقل إزراء بالمنقول عنه، وهذا ظاهر لمن تدبره، وقد سلمت عقيدته من النفاق والغلو والزندقة، فالواجب على من أحب الله ورسوله؛ حب من قام بما أمر الله ورسوله به، وأوضحه وبلغه لمن بعده، وأداه جميع حقوقه، والصحابة هم القائمون بأعباء ذلك كله. (2)

‌عبد الوهاب الشعراني: ترهاته ومخازيه (973 ه

ـ)

كان هذا الرجل من أكابر مخرّفي الصوفية -في القرن العاشر- الذين تخرّج على أيديهم فئام من الجهلة، يُساقون سَوق النَّعَم، ولا يدري المساكين إلى أين؟

(1) التوبة الآية (32) ..

(2)

الزواجر (2/ 510 - 511).

ص: 539

له مصنفات في التصوف، ظاهرها فيه الرحمة، وباطنها من قِبَله الخسران والنقمة. قامت دعوته على مناقضة التوحيد، ونشر الشرك، وكتبه خير شاهد بذلك.

ولولا أمانة حماية التوحيد؛ لما سطرتُ ما سطرت، ولما أضعت الوقت في قراءة مثل هذه الكتب التي تفسد على المرء دينه ودنياه.

ويكفي القارئ المنصف -مريدَ الحق- نماذج نذكرها من مخازي هذا الشعراني، يتبين له من خلالها صدق ما نقول.

ولا يهولنك -أخي- ما قد تسمعُه من الألقاب التي تضفى على مثل هذا الرجل، كالإمام، والهيكل الصمداني، والقطب الرباني، وغيرها، فإنما هي ألقاب عارية عن المضمون، وشعارات واهية لا تنبئ عن المكنون. فكن أخا الإسلام منها على حذر! وفرَّ منها تنجُ من الشرر!

ولنأخذ على سبيل المثال كتابه الطبقات، ولنُجِلِ النظر فيه، لنرى هل هذا الكتاب يطابق اسمه مسماه؟ أم العكس؟

فاسم الكتاب: 'لواقح الأنوار في طبقات الأخيار'، وهو عبارة عن تراجم صنعها مؤلفه لأئمة طريقته ومشايخهم، وأقحم -غير مبالٍ- تراجم بعض الصحب والتابعين، وزمرة من أئمة الحديث المجتهدين، وختمها بشيوخ وقته الذين عاصرهم.

وقد ضمن التراجم ألواناً من الشرك، وأنواعاً من الكفر والزندقة، وشذوذاً في السلوك والأخلاق.

أقول: كيف طاب لهذا الجرّيء أن يجمع بين خير الناس بعد النبيين،

ص: 540

وبين شرهم من الزنادقة الهالكين كابن عربي وابن الفارض وابن سبعين وغيرهم، تلبيساً منه وتدليساً.

والعجب ادعاؤه اتباع سنن المحَدِّثين ومنهجهم في انتقاء هذه الأخبار، فلم يروِ -كما زعم- في كتابه هذا إلا ما صح بالسند الصحيح عند القوم. وما أدري أين يتجلى انتقاؤه المزعوم؟ أَكُلُّ هذه الطّامّات العقدية والتعبدية والخلقية منتقاة؟ فماذا لو لم ينتقِ!!

وإليك أخي القارئ أقوال الشعراني في كتابه، ولا تعجل بالإنكار علينا إلا بعد قراءتك لهذه الأقوال. وقارنها بأقوال من تشبّع بالكتاب والسنة من الصحب ومن اتبعهم بإحسان، تجد البون شاسعاً، رغم ما زعمه الشعراني في مقدمة طبقاته من أن القوم ما وصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا من طريق الكتاب والسنة وتشبثهم بهما.

1 -

مشاركة أولياء الشعراني لله عز وجل في التصريف والتدبير:

قال الشعراني:

- وكان رضي الله عنه يقول: فقدت قلبي منذ عشرين سنة مع الله تعالى، وتركت قولي للشيء كن فيكون منذ عشرين سنة أدباً مع الله عز وجل

(1)

- وكان رضي الله عنه يقول: النقباء ثلاثمائة، والنجباء سبعون، والأبدال أربعون، والأخيار سبعة، والعمد أربعة، والغوث واحد، فمسكن النقباء المغرب، والنجباء مصر، والأبدال بالشام، والأخيار سياحون في الأرض، والعمد في زوايا الأرض، والغوث مسكنه بمكة. فإذا عرض حاجة

(1) الطبقات (1/ 102).

ص: 541

من أمر العامة ابتهل فيها النقباء ثم النجباء ثم الأبدال ثم الأخيار ثم العمد ثم الغوث. (1)

-

مات رضي الله عنه عن أربعين مريداً كلهم من أرباب الأحوال. وحكى أنه لما مات اجتمع هؤلاء المريدون في روضة تجاه زاويته، فجعل كل منهم يأخذ من تلك الروضة قبضة من بنائها، ويتنفس عليها فتزهر من جميع الأزهار المختلفة الألوان من أصفر وأخضر وأزرق وأبيض وغير ذلك، حتى أقرّ بعضهم لبعض بالتمكين والتصريف. (2)

- وكان يقول: إن العبد إذا تمكن من الأحوال بلغ محل القرب من الله تعالى، وصارت همته خارقة للسبع السماوات، وصارت الأرضون كالخلخال برجله، وصار صفة من صفات الحق جل وعلا، لا يعجزه شيء، وصار الحق تعالى يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه، قال ويدل لما قلناه ما ورد في بعض الكتب الإلهية، يقول الله عز وجل: يا بني آدم أطيعوني أطعكم، واختاروني أختركم، وارضوا عني أرض عنكم، وأحبوني أحبكم، وراقبوني أراقبكم، وأجعلكم تقولون للشيء كن فيكون. (3)

- ومنهم الشيخ سويد السنجاري رضي الله عنه

وهو أحد من ملكه الله تعالى التصرف في العالم، وجمع له بين علمي الشريعة والحقيقة. (4)

- ومنهم الشيخ حياة بن قيس الحراني رضي الله تعالى عنه

وهو

(1) الطبقات (1/ 110).

(2)

الطبقات (1/ 138).

(3)

الطبقات (1/ 142).

(4)

الطبقات (1/ 152).

ص: 542

أحد الأربعة الذين يتصرفون في قبورهم بأرض العراق. (1)

- وكان يقول: كل بدل في قبضة العارف؛ لأن ملك البدل من السماء إلى الأرض، وملك العارف من العرش إلى الثرى. (2)

- وقد كان سهل بن عبد الله التستري رضي الله عنه يقول: أعرف تلامذتي من يوم {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} (3)، وأعرف من كان في ذلك الموقف عن يميني، ومن كان عن شمالي، ولم أزل من ذلك اليوم أربي تلامذتي وهم في الأصلاب لم يحجبوا عني إلى وقتي هذا، نقله ابن عربي رضي الله عنه في الفتوحات. (4)

- وكان رضي الله عنه يقول:

حركت ما سكن، وسكنت ما تحرك بإذن الله تعالى وأنا ابن أربع عشرة سنة. (5)

- وسافر إلى العراق فتلقاه أشياخها منهم سيدي عبد القادر وسيدي أحمد بن الرفاعي فقالا: يا أحمد مفاتيح العراق والهند واليمن والروم والمشرق والمغرب بأيدينا، فاختر أيّ مفتاح شئت منها، فقال لهما سيدي أحمد رضي الله عنه: لا حاجة لي بمفاتيحكما، ما آخذ المفتاح إلا من الفتّاح. (6)

- فدار الكلام بينهما فقال سيدي علي: ما تقول في رجل رحى

(1) الطبقات (1/ 153).

(2)

الطبقات (1/ 156).

(3)

الأعراف الآية (172).

(4)

الطبقات (1/ 183).

(5)

الطبقات (1/ 183).

(6)

الطبقات (1/ 183).

ص: 543

الوجود بيده يدورها كيف شاء؟ فقال له سيدي محمد رضي الله عنه: فما تقول فيمن يضع يده عليها فيمنعها أن تدور؟ فقال له سيدي علي: والله كنا نتركها لك، ونذهب عنها

(1)

- كان رضي الله عنه من الرجال المتمكنين أصحاب التصريف

وكان رضي الله عنه يقول كثيراً: كنت أمشي بين يدي الله تعالى تحت العرش، وقال لي كذا وقلت له كذا، فكذبه شخص من القضاة فدعا عليه بالخرس، فخرس حتى مات

(2)

(التعليق:

انظر رعاك الله إلى هذه الأقوال المشينة المخالفة لأبجديات عقيدة المسلم، كيف يتفوّه امرؤ عاقل بمثلها؟ بل كيف يترضى على أصحابها؟

2 -

اطلاع أولياء الشعراني على الغيب ورؤيتهم اللوح المحفوظ:

قال الشعراني:

- هو أحد أئمة القوم، ومن أكابر علمائهم المتكلمين في علوم الإخلاص والرياضات وغيوب الأفعال

(3)

- وكان يقول في قوله تعالى: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} (4):

(1) الطبقات (2/ 90).

(2)

الطبقات (2/ 104).

(3)

الطبقات (1/ 77).

(4)

النساء الآية (83).

ص: 544

المستنبط هو الذي يلاحظ الغيب أبداً، فلا يغيب عنه شيء، ولا يخفى عليه شيء. وقال في قوله:{لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} (1): المتوسم هو الذي يعرف الوسم وهو العارف بما في سويداء القلب

(2)

- وكان يقول: إذا امتحن القلب بالتقوى ترحل عنه حب الدنيا وحب الشهوات، واطلع على المغيبات، ومن لم يمتحن قلبه بالتقوى لا يبرح عن حبّ الدنيا، ولم يزل محجوباً عن المغيبات

(3)

-

وحفظ حكم السر يوسع قدرة الاطلاع على مكامن المكنونات

(4)

- هو أوحد الأئمة، أبرز الله تعالى له المغيبات، وخرق له العادات

(5)

- وكان يقول: ما أخذت العهد قط على مريد حتى رأيت اسمه مكتوباً في اللوح المحفوظ، وأنه من أولادي

(6)

- وكان رضي الله عنه يقول: العارف من جعل الله تعالى في قلبه لوحاً منقوشاً بأسرار الموجودات، وبإمداده بأنوار حق اليقين يدرك حقائق تلك السطور على اختلاف أطوارها، ويدرك أسرار الأفعال فلا تتحرك حركة ظاهرة أو باطنة في الملك والملكوت إلا ويكشف الله تعالى له عن بصيرة إيمانه

(1) الحجر الآية (75).

(2)

الطبقات (1/ 92).

(3)

الطبقات (1/ 125).

(4)

الطبقات (1/ 137).

(5)

الطبقات (1/ 139).

(6)

الطبقات (1/ 149).

ص: 545

وعن عيانه فيشهدها علماً وكشفاً

(1)

- وكان رضي الله عنه يقول: إذا كمل العارف في مقام العرفان أورثه الله علماً بلا واسطة، وأخذ العلوم المكتوبة في ألواح المعاني ففهم رموزها وعرف كنوزها .. وأطلعه الله على العلوم المودعة في النقط، ولولا خوف الإنكار لنطقوا بما يبهر العقول

وكذلك لهم الاطلاع على ما هو مكتوب على أوراق الشجر والماء والهواء، وما في البر والبحر، وما هو مكتوب على صفحة قبة خيمة السماء، وما في جباه الإنس والجان، مما يقع لهم في الدنيا والآخرة، وكذلك لهم الاطلاع على ما هو مكتوب بلا كتابة من جميع ما فوق الفوق وما تحت التحت، ولا عجب من حكيم يتلقى علماً من حكيم عليم

(2)

- وكان رضي الله عنه يقول: إن أولياء الله يطلعون على أمور لم يطلع عليها العلماء، فلا يسع الخائف على دينه إلا الأدب والتسليم. (3)

- وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجود وصرفه في الكون

وأنطقه بالمغيبات

(4)

- عن أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه أنه كان يقول: سيظهر بمصر رجل يعرف بمحمد الحنفي يكون فاتحاً لهذا البيت، ويشتهر في زمانه ويكون له شأن عظيم، وفي رواية أخرى عن الشاذلي رضي الله عنه: يظهر بمصر

(1) الطبقات (1/ 153).

(2)

الطبقات (1/ 169 - 170).

(3)

الطبقات (2/ 76).

(4)

الطبقات (2/ 89).

ص: 546

شاب يعرف بالشاب التائب، حنفي المذهب اسمه محمد بن حسن وعلى خده الأيمن خال، وهو أبيض اللون مشرب بحمرة، وفي عينيه حور ويربى يتيماً فقيراً. (1)

-

فيقول الشيخ رضي الله عنه لذلك الشخص: أما تسأل؟ فلو سألتني شيئاً لم يكن عندي أجبتك من اللوح المحفوظ

(2)

- وكان آخر عمره مقعداً، ويتكلم على أخبار سائر الأقاليم من أطراف الأرض، وكانت له نصرانية تعتقده في بلاد الإفرنج، فنذرت إن عافى الله ولدها أن تصنع للفرغل بساطاً، فكان يقول: هاهم غزلوا صوف البساط، هاهم دوروا الغزل على المواسير، هاهم شرعوا في نسجه، هاهم أرسلوه، هاهم نزلوه المركب، هاهم وصلوا إلى المحل الفلاني ثم الفلاني، فقال يوماً: واحد يخرج يأخذ البساط؛ فإنه قد وصل على الباب فخرجوا فوجدوا البساط على الباب كما قال الشيخ رحمه الله. (3)

- كان رضي الله عنه إذا دخل بلداً سلم على أهلها كباراً وصغاراً بأسمائهم حتى كأنه تربّى بينهم. (4)

- وكان رضي الله عنه يخبر بالوقائع في مستقبل الزمان للولاة، فيقع كما أخبر لا يخطئ. (5)

(1) الطبقات (2/ 90).

(2)

الطبقات (2/ 97).

(3)

الطبقات (2/ 104).

(4)

الطبقات (2/ 142).

(5)

الطبقات (2/ 143).

ص: 547

- وكان قد أعطاه الله تعالى التمييز بين الأشقياء والسعداء في هذه الدار. (1)

- وكان محل كشفه اللوح المحفوظ

(2)

- وكان يخبر بوقائع الزمان المستقبل، وأخبرني سيدي علي الخواص رضي الله عنه أن الله تعالى يطلع الشيخ شعبان على ما يقع في كل سنة من رؤية هلالها، فكان إذا رأى الهلال عرف جميع ما فيه مكتوباً على العباد. (3)

(التعليق:

ما ترك هؤلاء لله عز وجل من علم الغيب؟ وهو القائل سبحانه: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (4) و {وعنده مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} (5) والقائل: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)} (6).

وأين هم من النبي صلى الله عليه وسلم القائل كما حكى الله عنه آمراً له بذلك: {قل

(1) الطبقات (2/ 150).

(2)

الطبقات (2/ 150).

(3)

الطبقات (2/ 185).

(4)

النمل الآية (65).

(5)

الأنعام الآية (59).

(6)

لقمان الآية (34).

ص: 548

لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)} (1).

بل لِمَ لُعن الكهنة والعرافون إلا لادعائهم الغيب؟

3 -

تلقي أولياء الشعراني الوحي عن الله مباشرة، أو بواسطة المَلَك:

قال الشعراني في كتابه الأنوار القدسية وهو يحكي عن نفسه: فبينما أنا بالفسطاط مقابل الروضة بمصر، أخذتني حالة بين النائم واليقظان، فسمعت هاتفاً أسمع صوته ولا أرى شخصه، يقول على لسان الحق سبحانه وتعالى: عبدي لو أطلعتك على جميع الكائنات وعدد الرمال واسم كل ذرة منه، والنبات وأسمائها وأعمارها، والحيوانات وأعمارها وأنسابها إلى أصولها من الوحش والطيور والحشرات وسائر الدواب، وكشفت لك عن ملكوت السموات والأرض والجنة والنار وما فيهن ظاهراً وباطناً

(2)

وقال أيضاً عن نفسه: ولو أن أبا حامد وغيره اجتمعوا في زمانهم بكامل من أهل الله، وأخبرهم بتنزل الملك على الولي، لقبلوا ذلك، ولم ينكروه، وقد نزل علينا ملك ولله الحمد. (3)

(1) الأعراف الآية (188).

(2)

انظر هامش الطبقات (1/ 2 - 3).

(3)

الطبقات.

ص: 549

قال: وقد كان سهل بن عبد الله التستري رضي الله عنه يقول: أعرف تلامذتي من يوم: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} (1)، وأعرف من كان في ذلك الموقف عن يميني، ومن كان عن شمالي، ولم أزل من ذلك اليوم أربي تلامذتي وهم في الأصلاب لم يحجبوا عني إلى وقتي هذا .. وكان رضي الله عنه يقول: أشهدني الله تعالى ما في العلا وأنا ابن ست سنين، ونظرت في اللوح المحفوظ وأنا ابن ثمان سنين، وفككت طلسم السماء وأنا ابن تسع، ورأيت في السبع المثاني حرفاً معجماً حار فيه الجن والإنس ففهمته

(2)

وقال الشعراني عن أوليائه: وكان رضي الله عنه يقول: إذا صلح القلب صار مهبط الوحي والأسرار. (3)

- وكان رضي الله عنه يقول: لو أخذت من ربي عز وجل عهداً أن لا تحرق النار جسداً دخل تربتي. (4)

- فرأيت الحق جل وعلا، فقال لي: يا عبدي قد جعلتك من صفوتي في أرضي، وأيدتك في جميع أحوالك بروح مني، وأقمتك رحمة لخلقي، فاخرج إليهم، واحكم فيهم بما علمتك من حكمي، وأظهر لهم بما أيدتك به من آياتي، فاستيقظت وخرجت إلى الناس فهرعوا إليَّ من كل جانب، رضي الله عنه. (5)

(1) الأعراف الآية (172).

(2)

الطبقات (1/ 183).

(3)

الطبقات (1/ 141 - 142).

(4)

الطبقات (1/ 132).

(5)

الطبقات (1/ 139).

ص: 550

- وكان رضي الله عنه يقول: عليكم بتصديق القوم في كل ما يدعون، فقد أفلح المصدقون، وخاب المستهزئون، فإن الله تعالى يقذف في سرّ خواصّ عباده ما لا يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل. (1)

- وكان رضي الله عنه يقول: أنا موسى عليه السلام في مناجاته

أنا في السماء شاهدت ربي، وعلى الكرسي خاطبته .. وما كان ولي متصلاً بالله تعالى إلا وهو يناجي ربه كما كان موسى عليه السلام يناجي ربه

وإن الله عز وجل خلقني من نور رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرني أن أخلع على جميع الأولياء بيدي. (2)

(التعليق:

فما عسى أن يقول العاقل إذا قرأ أو سمع مثل هذا الكلام! متى سُمع عن صحابيّ من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم أن الله كلّمه مباشرة أو جالسه، أو أنزل عليه مَلَكاً؟ وهم رضي الله عنهم خير الناس بعد الأنبياء على الإطلاق. فكيف يزعم الشعراني وأضرابه مرتبة لهم أفضل من مرتبة الصحابة؟ بل كيف يتخذ هؤلاء الأنذال لأنفسهم طريقاً غير طريق النبي صلى الله عليه وسلم؟ والأولى أن نقول: كيف يزعم هؤلاء أنه يوحى إليهم مثل النبي صلى الله عليه وسلم؟ يكفينا فيهم قول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} (3).

(1) الطبقات (1/ 173).

(2)

الطبقات (1/ 181).

(3)

الأنعام الآية (93).

ص: 551

4 -

اجتماع أولياء الشعراني بالخضر عليه السلام:

زعم المتصوفة اجتماعهم بالخضر صاحب موسى عليهما السلام، ومذاكرتهم له، وأخذهم العلم عنه.

قال الشعراني في طبقاته:

-

وكان يجتمع بالخضر عليه السلام، وذلك أدلّ دليل على ولايته، فإن الخضر لا يجتمع إلا بمن حقت له قدم الولاية المحمدية. (1)

- وكان رضي الله عنه يقول: دخلت داري يوماً فإذا رجل جالس في الدار، فقلت له: كيف دخلت داري بغير إذني، فقال: أنا أخوك الخضر، فقلت: ادع الله تعالى لي. فقال عليه السلام: هوّنَ الله عليك طاعته. (2)

- وكان يقول: لقيت إبراهيم بن أدهم بمكة، فقال لي: اجتمعت بالخضر عليه السلام، فقدم لي قدحاً أخضر فيه رائحة السكباج، فقال لي: كل يا إبراهيم، فرددته عليه، فقال: إني سمعت الملائكة تقول: من أُعطِيَ فلم يأخذ سأل فلا يُعطى. (3)

- وكان رضي الله عنه يقول: علّمني الخضر عليه السلام رقية للوجع، فقال: إن أصابك وجع فضع يدك على الموضع وقل: {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ} (4) فلم أزل أقولها على الوجع فيذهب لساعته. (5)

(1) الطبقات (2/ 125).

(2)

الطبقات (1/ 72).

(3)

الطبقات (1/ 76).

(4)

الإسراء الآية (105).

(5)

الطبقات (1/ 82).

ص: 552

- وكان يقول: لقيت الخضر عليه السلام في بادية، فسألني الصحبة فخشيت أن يفسد عليّ توكلي بالسكون إليه ففارقته. (1)

- وكان رضي الله عنه كثيراً ما يجتمع بالخضر عليه السلام، وكان يطبخ طعام القمح كثيراً، فقيل له في ذلك، فقال رضي الله عنه: إن الخضر عليه السلام زارني ليلة فقال: اطبخ لي شوربة قمح، فلم أزل أحبها لمحبة الخضر عليه السلام لها. (2)

- وكان الخضر عليه السلام يحضر مجلسه مراراً، فيجلس على يمينه، فإن قام الشيخ، قام معه، وإن دخل الخلوة شيعه إلى باب الخلوة

(3)

(التعليق:

انظر رعاك الله كيف لَبَّسَ الشيطان على هؤلاء المغفلين فأراهم أشباحاً لا حقيقة لها، ثم هم يزعمون أنه الخضر، أيّ خضر هذا؟ أما خضر موسى فقد مات منذ أمد بعيد، هذا الذي عليه المحققون من أهل العلم، وأما خضر هؤلاء الصوفية فهو من شياطين الجن، إن صدق القوم في دعواهم، وإلا فهو أسطورة من اختلاق أربابهم وكبرائهم.

5 -

زعمهم أن موتاهم من الأولياء يتصرفون ويقضون حوائج الناس:

قال الشعراني وهو يحكي عن بيعته التي بايع بها السيد أحمد البدوي

(1) الطبقات (1/ 97).

(2)

الطبقات (1/ 159).

(3)

الطبقات (2/ 100).

ص: 553

وهو في قبره:

قد كان أخذ عليَّ العهد في القبلة تجاه وجه سيدي أحمد رضي الله عنه، وسلمني إليه بيده فخرجت اليد الشريفة من الضريح وقبضت على يدي، وقال: سيدي يكون خاطرك عليه، واجعله تحت نظرك، فسمعت سيدي أحمد رضي الله عنه من القبر يقول: نعم

وفرش لي فرشاً فوق ركن القبة التي على يسار الداخل وطبخ لي حلوى، ودعا الأحياء والأموات إليه وقال: أزل بكارتها هنا

وأخبرني أن سيدي أحمد رضي الله عنه كان ذلك اليوم يكشف الستر عن الضريح ويقول أبطأ عبد الوهاب ما جاء

ثم أراني خلقاً كثيراً من الأولياء وغيرهم الأحياء والأموات. (1)

- قال الشعراني:

فلما مات وسوّوا عليه اللبن وقعت عليه لبنة فإذا هو قائم يصلي في قبره

ولما مات كان الناس يسمعون من قبره تلاوة القرآن رضي الله تعالى عنه. (2)

- وقال أيضاً: ولما وضعوه في لحده نهض قائماً يصلي واتسع له القبر وأغمي على من كان نزل قبره

(3)

وغير هذه كثير، وإنما هي غيض من فيض، يكفينا منها ما ذكرنا للدلالة على المقصود.

أقول: هذه هي الصوفية المسعورة، وهؤلاء هم رجالاتها، ومربّو أجيالها.

(1) الطبقات (1/ 186).

(2)

الطبقات (1/ 36).

(3)

الطبقات (1/ 140).

ص: 554

أما حمق مشايخها وجنونهم فلدينا منه الأمثلة الكثيرة، أعرضنا عن ذكرها قصداً.

وأما سلوكاتهم وأخلاقهم فاسمعها من الشعراني يحكيها عن أوليائه، وليته ما ذكرها!! فهي تنبئ عن سفاهة، وقلة مروءة، وذهاب حياء. والعجب كيف يترضّى الشعراني عن أصحابها ومرتكبيها.

قال الشعراني:

- وكان أهل مصر لا يمنعون حريمهم منه في الرؤية والخلوة، فأنكر عليه بعض الفقهاء، فقال: يا فقيه اشتغل بنفسك، فإنه بقي من عمرك سبعة أيام وتموت، فكان كما قال. (1)

- وقد رأى السيد عبد القادر الجيلي لمريده أنه لا بد له أن يزني بامرأة سبعين مرة، فقال: يا رب اجعلها في النوم، فكان كذلك

وكان رضي الله عنه يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لي: كَنِّ أصحابك فلاناً كذا، وفلاناً كذا، وكَنِّ فلاناً أبا الظهور لأنه يتبع ظهور النساء ببصره ولا عليك منه. (2)

- وكان الشويمي رضي الله عنه يدخل بيت الشيخ يحسس بيده على النساء، فكنَّ يشكين لسيدي مدين رضي الله عنه فيقول: حصل لكم الخير فلا تشوّشوا. (3)

- وأخبرني الشيخ شمس الدين البوصيري رضي الله عنه أَجَلُّ أصحابه

(1) الطبقات (1/ 157).

(2)

الطبقات (2/ 72).

(3)

الطبقات (2/ 103).

ص: 555

قال: لم يزل الشيخ يمتحنني إلى أن مات، وأراني ضرب المقارع على أجنابي من الدعاوي التي كان يدعيها علي عند الحكام، قال: وكنت أعترف عند الحكام إيثاراً لجناب الشيخ أن يُرَدَّ قوله، فإذا قال: هذا زنى بجاريتي، أقول: نعم، أو يقول: هذا أراد الليلة أن يقتلني، أقول: نعم، أو يقول: هذا سرق مالي، أقول: نعم. (1)

- وكان رضي الله عنه إذا غلب عليه الحال نزع ثيابه وصار عرياناً ليس في وسطه شيء. (2)

- وكان رضي الله عنه إذا رأى امرأة أو أمرد راوده عن نفسه، وحسس على مقعدته، سواء كان ابن أمير أو ابن وزير، ولو كان بحضرة والده أو غيره، ولا يلتفت إلى الناس ولا ينكر عليه من أحد. (3)

- وكان يتكلم بالكلام الذي يستحى منه عرفاً، وخطب مرة عروساً فرآها فأعجبته فتعرى لها بحضرة أبيها، وقال لها: انظري أنت الأخرى حتى لا تقولي بعد ذلك بدنه خشن، أو فيه برص أو غير ذلك، ثم مسك ذكره، وقال: انظري هل يكفيك هذا؟ وإلا فربما تقولي هذا ذكره كبير لا أحتمله، أو يكون صغيراً لا يكفيك فتقلقي مني وتطلبي زوجاً أكبر آلة مني. (4)

- وكان إذا رأى شيخ بلد أو غيره ينزله من على الحمارة ويقول له: أمسك رأسها لي حتى أفعل فيها، فإن أبى شيخ البلد تسمر في الأرض لا

(1) الطبقات (2/ 130).

(2)

الطبقات (2/ 130).

(3)

الطبقات (2/ 135).

(4)

الطبقات (2/ 184).

ص: 556

يستطيع يمشي خطوة، وإن سمع حصل له خجل عظيم والناس يمرون عليه. (1)

- وكان رضي الله عنه عرياناً لا يلبس إلا قطعة جلد أو بساط أو حصير أو لباد، يغطي قبله ودبره فقط، وكان يرى حلال زينة الدنيا كالحرام في الاجتناب. (2)

(التعليق:

فهل يسع عاقلاً بعد هذا أن ينسب نفسه إلى هذا المستنقع الذي هؤلاء هم أسياده وأشياخه؟ اللهم، فلا. ونعوذ بالله من أناس هذا حالهم، وهذه أخلاقهم وصفاتهم. ونعوذ بالله من منافح عنهم وعن أفكارهم. ونسأل الله عز وجل أن يبصرنا بعيوبنا، وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.

علي بن سلطان القاري (3)(1014 هـ)

نور الدين علي بن سلطان بن محمد الهروي المكي الحنفي، وقد عرف بالقاري لأنه كان إماما في القراءات، وكان أيضا فقيها محدثا أصوليا مفسرا مقرئا مؤرخا نحويا أدبيا. ولد بهراة من مدن خراسان، وتلقى عن علمائها ثم رحل إلى مكة فاستقر بها.

أخذ العلم في مكة عن أبي الحسن البكري والسيد زكرياء الحسيني تلميذ العالم الرباني إسماعيل الشرواني وعبد الله السندي وغيرهم. صنف

(1) الطبقات (2/ 150).

(2)

الطبقات (2/ 186).

(3)

البدر الطالع (1/ 445 - 446) والأعلام للزركلي (5/ 12 - 13).

ص: 557