الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- وقال: وأما قوله في حديث العرباض (1): «فإن كل بدعة ضلالة» بعد قوله: «وإياكم ومحدثات الأمور» فإنه يدل على: أن المحدث يسمى بدعة. وقوله: «كل بدعة ضلالة» : قاعدة شرعية كلية بمنطوقها ومفهومها، أما منطوقها فكأن يقال:"حكم كذا بدعة وكل بدعة ضلالة" فلا تكون من الشرع لأن الشرع كله هدى، فإن ثبت أن الحكم المذكور بدعة صحت المقدمتان، وأنتجتا المطلوب، والمراد بقوله «كل بدعة ضلالة» ما أحدث ولا دليل له من الشرع بطريق خاص ولا عام. (2)
موقفه من المشركين:
- قال في قوله تعالى: {فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} (3) ويستفاد من هذا مشروعية الهرب من الكفار ومن الظلمة لأن الإقامة معهم من إلقاء النفس إلى التهلكة، هذا إذا لم يعنهم ولم يرض بأفعالهم، فإن أعان أو رضي فهو منهم، ويؤيده أمره صلى الله عليه وسلم بالإسراع في الخروج من ديار ثمود (4).اهـ (5)
موقفه من الرافضة:
جاء في الفتح:
(1) انظر تخريجه في مواقف اللالكائي سنة (418هـ).
(2)
الفتح (13/ 254).
(3)
النساء الآية (140).
(4)
أحمد (2/ 9 و58 و72) والبخاري (6/ 467/3381) ومسلم (4/ 2286/2980 (39)) من حديث ابن عمر.
(5)
الفتح (13/ 61).
- واتفق أهل السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من ذلك ولو عرف المحق منهم، لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إلا عن اجتهاد، وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد، بل ثبت أنه يؤجر أجرا واحدا وأن المصيب يؤجر أجرين. (1)
- وقال عند حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة
…
» الحديث (2): قوله: «كلهم يزعم أنه رسول الله» ظاهر في أن كلا منهم يدعي النبوة، وهذا هو السر في قوله في آخر الحديث الماضي «وإني خاتم النبيين» (3) ويحتمل أن يكون الذين يدعون النبوة منهم ما ذكر من الثلاثين أو نحوها، وأن من زاد على العدد المذكور يكون كذابا فقط لكن يدعو إلى الضلالة، كغلاة الرافضة، والباطنية، وأهل الوحدة، والحلولية، وسائر الفرق الدعاة إلى ما يعلم بالضرورة أنه خلاف ما جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويؤيده أن في حديث علي عند أحمد، "فقال علي لعبد الله بن الكواء: وإنك لمنهم" وابن الكواء لم
(1) الفتح (13/ 34).
(2)
أحمد (2/ 313 - 530) والبخاري (6/ 764/3609) و (13/ 102/7121) ومسلم (4/ 2239 - 2240/ 157) وأبو داود (4/ 506 - 507/ 4333) والترمذي (4/ 432/2218) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ورواه ابن ماجه (2/ 1304/3952) من حديث ثوبان رضي الله عنه.
(3)
ذكره في شرح قوله صلى الله عليه وسلم: (قريب من ثلاثين). من رواية حذيفة «سيكون في أمتي كذابون دجالون سبعة وعشرون: منهم أربع نسوة، وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي» أخرجه: أحمد (5/ 396) والطبراني في الكبير (3/ 188/3026) والأوسط (6/ 214/5446) والبزار (7/ 294/2888) البحر الزخار) مختصراً. وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 332) وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط والبزار، ورجال البزار رجال الصحيح". وجود إسناده الحافظ في الفتح (13/ 108).