الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وافر العقل حسن الأخلاق.
ألف التآليف المفيدة الحسنة الدالة على سعة علمه واطلاعه. توفي رحمه الله سنة إحدى وأربعين وثمانمائة.
موقفه من المبتدعة:
دفاعه عن شيخ السلفيين في وقته وبعده:
جاء في الضوء اللامع: ولما دخل التقي الحصني (1) حلب، بلغني أنه لم يتوجه لزيارته -أي سبط- لكونه كان ينكر مشافهة على لابسي الأثواب النفيسة على الهيئة المبتدعة وعلى المتقشفين، ولا يعدو حال الناس ذلك. فتحامى قصده. فما وسع الشيخ إلا المجيء إليه. فوجده نائما بالمدرسة الشرفية، فجلس حتى انتبه، ثم سلم عليه فقال له: لعلك التقي الحصني فقال: أنا أبو بكر. ثم سأله عن شيوخه فسماهم له فقال: إن شيوخك الذين سميتهم هم عبيد ابن تيمية أو عبيد من أخذ عنه، فما بالك تحط أنت عليه. فما وسع التقي إلا أن أخذ نعله وانصرف ولم يجسر يرد عليه. ولم يزل على جلالته وعلو مكانته حتى مات مطعونا في يوم الاثنين. سادس عشر شوال سنة إحدى وأربعين بحلب ولم يغب له عقل بل مات وهو يتلو. (2)
التعليق:
1 -
هذا النص يدل دلالة واضحة على حب هذا المحدث الكبير لشيخ الإسلام، فسياق القصة من أولها إلى آخرها يدل على ذلك.
(1) كان من الذين يطعنون في ابن تيمية ويصرحون بكفره.
(2)
الضوء اللامع (1/ 145).
2 -
عدم ذهابه لزيارة أكبر عدو للسلفية في وقته، على شهرته، واحتفاء أمثاله به. ولو كان من السلفيين لذهب الشيخ إليه، وكان في مقدمة من يستقبله ويعتبر ذلك شرفا له.
3 -
سؤاله له بتلك الصيغة مما يدل على احتقاره له وعدم المبالاة به.
4 -
عدم الاعتراف بشيوخ المخرف وأنهم في مرتبة العبيد، أو أقل.
5 -
المقارنة بين شيوخ المخرف ونسبتهم إلى شيخ الإسلام ابن تيمية.
6 -
تأنيبه للمخرف وأن هذا الفعل الذي يفعله لا يليق به، وأن قدر شيخ الإسلام لا يدانيه مثل هذا المخرف.
7 -
إغلاظه القول للمخرف فانصرف ذليلا حقيرا.
ابن ناصر الدين الدمشقي (1)(842 هـ)
الشيخ المحدث أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الدمشقي الشافعي الشهير بابن ناصر الدين. ولد في العشر الأول من المحرم سنة سبع وسبعين وسبعمائة بدمشق وبها نشأ وحفظ القرآن وعدة متون في صغره، وحبب إليه علم الحديث، فوجه همته إليه وعكف ليله ونهاره عليه. سمع من بدر الدين بن قوام ومحمد بن عوض الابناسي وقرأ على ابن حجر وقرأ ابن حجر عليه. وأجاز له من القاهرة الحافظ الزين العراقي والسراج ابن الملقن وغيرهما.
كان إماما علامة حافظا كثير الحياء سليم الصدر حسن الأخلاق دائم
(1) شذرات الذهب (7/ 243 - 244) والبدر الطالع (2/ 198 - 199) والضوء اللامع (8/ 103 - 106) والنجوم الزاهرة (15/ 465) والأعلام (6/ 237) وجلاء العينين في محاكمة الأحمدين (ص.40).