المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌موقفه من القدرية: - موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية - جـ ٨

[المغراوي]

فهرس الكتاب

- ‌ موقفه من المبتدعة:

- ‌ موقفه من المشركين:

- ‌ موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقف السلف من الدكاكي الزنديق (741 ه

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقف سلطان الوقت من محمد بن عبد المعطي المخرف (760 ه

- ‌موقف السلف من محمد زبالة الزنديق (761 ه

- ‌موقف السلف من عثمان بن محمد الدقاق الزنديق (761 ه

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقف السلف من محمود بن إبراهيم الشيرازي الرافضي (766 ه

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌ موقفه من عبد الرحمن بن الأشعث ومن بايع له:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الزنادقة والمشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌الجزولي وضلاله (870 ه

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌ابن حجر الهيتمي (973 ه

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌عبد الوهاب الشعراني: ترهاته ومخازيه (973 ه

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌إبراهيم بن سليمان الحنفي الأزهري (كان حيا سنة 1100 ه

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌الشيخ مربد بن أحمد بن عمر التميمي وعداؤه للدعوة السلفية (1181 ه

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الجهمية:

الفصل: ‌موقفه من القدرية:

الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} (1) وقوله: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا} (2) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» (3).اهـ (4)

‌موقفه من القدرية:

لقد أجاد شيخ الإسلام القول في بيان اعتقاد الفرقة الناجية في مسائل القدر ضمن العقيدة الواسطية.

- قال رحمه الله: وتؤمن الفرقة الناجية، أهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره، والإيمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين:

فالدرجة الأولى: الإيمان بأن الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم، الذي هو موصوف به أزلا، وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال. ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق: فأول ما خلق الله القلم، قال له: أكتب. قال: ما أكتب؟ قال: أكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة (5). فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم

(1) الحجرات الآية (11).

(2)

السجدة الآية (18).

(3)

تقدم تخريجه في مواقف أبي وائل شقيق بن سلمة سنة (82هـ).

(4)

مجموع الفتاوى (7/ 353 - 355).

(5)

أحمد (5/ 317) من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه فذكره. قال الشيخ الألباني رحمه الله في 'ظلال الجنة' (1/ 48): "وإسناده لا بأس به في الشواهد رجاله ثقات غير ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ لكنه يتقوى بما قبله وما بعده" -يعني من كتاب 'السنة' لابن أبي عاصم-. وأخرجه أبو داود (5/ 76/4700) من طريق إبراهيم بن أبي عبلة عن أبي حفصة قال: قال عبادة بن الصامت لابنه. فذكره. والترمذي (4/ 398/2155) وقال: "وهذا حديث غريب من هذا الوجه". وفيه قصة طويلة. وأخرجه أيضا في (5/ 394 - 395/ 3319) وقال: "هذا حديث حسن صحيح".

ص: 160

يكن ليصيبه، جفت الأقلام وطويت الصحف كما قال سبحانه وتعالى:{أَلَمْ تَعْلَمْ أَن اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70)} (1) وقال: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)} (2).

وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملة وتفصيلا فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء، وإذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث إليه ملكا، فيؤمر بأربع كلمات، فيقال له: أكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد (3)، ونحو ذلك، فهذا القدر قد كان ينكره غلاة القدرية قديما، ومنكره اليوم قليل.

وأما الدرجة الثانية: فهو مشيئة الله النافذة، وقدرته الشاملة، وهو الإيمان بأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه ما في السماوات والأرض من حركة ولا سكون إلا بمشية الله سبحانه، لا يكون في ملكه إلا ما يريد، وأنه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات. فما من مخلوق في الأرض ولا في السماء إلا الله خالقه سبحانه، لا خالق غيره ولا رب سواه. ومع ذلك فقد أمر العباد بطاعته وطاعة رسله،

(1) الحج الآية (70).

(2)

الحديد الآية (22).

(3)

أخرجه أحمد (1/ 382و430) والبخاري (6/ 373/3208) ومسلم (4/ 2036) وأبو داود (5/ 82 - 83/ 4708) والترمذي (4/ 388 - 389/ 2137) وقال: "هذا حديث حسن صحيح". وابن ماجه (1/ 29/76).

ص: 161

ونهاهم عن معصيته. وهو سبحانه يحب المتقين، والمحسنين والمقسطين، ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ولا يحب الكافرين، ولا يرضى عن القوم الفاسقين، ولا يأمر بالفحشاء، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يحب الفساد.

والعباد فاعلون حقيقة، والله خالق أفعالهم، والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر، والمصلي والصائم، وللعباد قدرة على أعمالهم ولهم إرادة، والله خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم، كما قال تعالى:{لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)} (1).

وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية، الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الأمة (2)، ويغلو فيها قوم من أهل الإثبات، حتى سلبوا العبد قدرته واختياره، ويُخرجون عن أفعال الله وأحكامه حكمها ومصالحها. (3)

- وجاء في مجموع الفتاوى عنه قال: فإن الله سبحانه قد فرق بالقرآن وبالإيمان بين أمره الديني وخلقه الكوني. فإن الله سبحانه خالق كل شيء، ورب كل شيء ومليكه، سواء في ذلك الذوات وصفاتها وأفعالها، وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، لا يخرج عن مشيئته شيء، ولا يكون شيء إلا بمشيئته.

وقد كذب ببعض ذلك القدرية المجوسية من هذه الأمة وغيرها، وهم

(1) التكوير الآيتان (28و29).

(2)

تقدم في مواقف محمد بن الحسين الآجري سنة (360هـ).

(3)

مجموع الفتاوى (3/ 148 - 150).

ص: 162

الذين يزعمون أن الله لم يخلق أفعال عباده من الملائكة والجن والإنس والبهائم، ولا يقدر على أن يفعل بعباده من الخير أكثر مما فعله بهم، بل ولا على أفعالهم، فليس هو على كل شيء قدير، أو أن ما كان من السيئات فهو واقع على خلاف مشيئته وإرادته. وهم ضلال مبتدعة، مخالفون للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، ولما عرف بالعقل والذوق.

ثم إنه قابلهم قوم شر منهم، وهم القدرية المشركية، الذين رأوا الأفعال واقعة بمشيئته وقدرته، فقالوا:{لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ} (1) ولو كره الله شيئا لأزاله، وما في العالم إلا ما يحبه الله ويرضاه، وما ثم عاص، وأنا كافر برب يعصى، وإن كان هذا قد عصى الأمر فقد أطاع الإرادة، وربما استدلوا بالجبر، وجعلوا العبد مجبورا، والمجبور معذور، والفعل لله فيه لا له، فلا لوم عليه. فهؤلاء كافرون بكتب الله ورسله، وبأمر الله ونهيه، وثوابه وعقابه، ووعده ووعيده، ودينه وشرعه، كفرا لا ريب فيه، وهم أكفر من اليهود والنصارى، بل أكفر من الصابئة والبراهمة الذين يقولون بالسياسات العقلية. فإن هؤلاء كافرون بالديانات والشرائع الإلهية، وبالآيات والسياسات العقلية. وأما الأولون: ففي تكفيرهم تفصيل ليس هذا موضعه. وهؤلاء أعداء الله وأعداء جميع رسله، بل أعداء جميع عقلاء بني آدم، بل أعداء أنفسهم، فإن هذا القول لا يمكن أحدا أن يطرده، ولا يعمل به ساعة من زمان، إذ لازمه: أن لا يدفع ظلم ظالم، ولا

(1) الأنعام الآية (148).

ص: 163

يعاقب معتد، ولا يعاقب مسيء لا بمثل إساءته، ولا بأكثر منها. (1)

- وفيها: ولا يوجد أحد يحتج بالقدر في ترك الواجب وفعل المحرم، إلا وهو متناقض، لا يجعله حجة في مخالفة هواه، بل يعادي من آذاه وإن كان محقا، ويحب من وافقه على غرضه وإن كان عدوا لله، فيكون حبه وبغضه، وموالاته ومعاداته، بحسب هواه وغرضه وذوق نفسه ووجده، لا بحسب أمر الله ونهيه، ومحبته وبغضه، وولايته وعداوته. إذ لا يمكنه أن يجعل القدر حجة لكل أحد. فإن هذا مستلزم للفساد، الذي لا صلاح معه، والشر الذي لا خير فيه، إذ لو جاز أن يحتج كل أحد بالقدر لما عوقب معتد، ولا اقتص من ظالم باغ، ولا أخذ لمظلوم حقه من ظالمه، ولفعل كل أحد ما يشتهيه، من غير معارض يعارضه فيه، وهذا فيه من الفساد: ما لا يعلمه إلا رب العباد. (2)

- وفيها سؤال في القدر أورده أحد علماء الذميين فقال:

أيا علماء الدين، ذمي دينكم

تحير دلوه بأوضح حجة

إذا ما قضى ربي بكفري بزعمكم

ولم يرضه مني فما وجه حيلتي؟

دعاني، وسد الباب عني، فهل إلى

دخولي سبيل؟ بينوا لي قضيتي

قضى بضلالي ثم قال: ارض بالقضا

فما أنا راض بالذي فيه شقوتي

فإن كنت بالمقضي يا قوم راضيا

فربي لا يرضى بشؤم بليتي

فهل لي رضا ما ليس يرضاه سيدي؟

فقد حرت دلوني على كشف حيرتي

إذا شاء ربي الكفر مني مشيئة

فهل أنا عاص في اتباع المشيئة؟

(1) مجموع فتاوى ابن تيمية (2/ 409 - 410).

(2)

مجموع فتاوى ابن تيمية (2/ 301).

ص: 164

وهل لي اختيار أن أخالف حكمه؟

فبالله فاشفوا بالبراهين غلتي

فأجاب شيخ الإسلام الشيخ الإمام العالم العلامة أحمد بن تيمية مرتجلا (1):

الحمد لله رب العالمين:

سؤالك يا هذا سؤال معاند

مخاصم رب العرش، باري البرية

فهذا سؤال خاصم الملأ العلا

قديما به إبليس، أصل البلية

ومن يك خصما للمهيمن يرجعن

على أم رأس هاويا في الحفيرة

ويدعى خصوم الله يوم معادهم

إلى النار طرا، معشر القدرية

سواء نفوه، أو سعوا ليخاصموا

به الله أو ماروا به للشريعة

وأصل ضلال الخلق من كل فرقة

هو الخوض في فعل الإله بعلة

فإنهم لم يفهموا حكمة له

فصاروا على نوع من الجاهلية

فإن جميع الكون أوجب فعله

مشيئة رب الخلق باري الخليقة

وذات إله الخلق واجبة بما

لها من صفات واجبات قديمة

مشيئته مع علمه، ثم قدرة

لوازم ذات الله قاضي القضية

وإبداعه ما شاء من مبدعاته

بها حكمة فيه وأنواع رحمة

ولسنا إذا قلنا جرت بمشيئة

من المنكري آياته المستقيمة

بل الحق أن الحكم لله وحده

له الخلق والأمر الذي في الشريعة

هو الملك المحمود في كل حالة

له الملك من غير انتقاص بشركة

(1) مجموع فتاوى ابن تيمية (8/ 245 - 255).

ص: 165

فما شاء مولانا الإله فإنه

يكون، وما لا لا يكون بحيلة

وقدرته لا نقص فيها، وحكمه

يعم فلا تخصيص في ذي القضية

أريد بذا أن الحوادث كلها

بقدرته كانت، ومحض المشيئة

ومالكنا في كل ما قد أراده

له الحمد حمدا يعتلي كل مدحة

فإن له في الخلق رحمته سرت

ومن حكم فوق العقول الحكيمة

أمورا يحار العقل فيها إذا رأى

من الحكم العليا وكل عجيبة

فنؤمن أن الله عز بقدرة

وخلق وإبرام لحكم المشيئة

فنثبت هذا كله لإلهنا وهذا

ونثبت ما في ذاك من كل حكمة

مقام طالما عجز الألى

نفوه وكروا راجعين بحيرة

وتحقيق ما فيه بتبيين غوره

وتحرير حق الحق في ذي الحقيقة

هو المطلب الأقصى لوراد بحره

وذا عسر في نظم هذي القصيدة

لحاجته إلى بيان محقق

لأوصاف مولانا الإله الكريمة

وأسمائه الحسنى، وأحكام دينه

وأفعاله في كل هذي الخليقة

وهذا بحمد الله قد بان ظاهرا

وإلهامه للخلق أفضل نعمة

وقد قيل في هذا وخط كتابه

بيان شفاء للنفوس السقيمة

فقولك: لم قد شاء؟ مثل سؤال

يقول: فلم قد كان في الأزلية؟

من وذاك سؤال يبطل العقل وجهه

وتحريمه قد جاء في كل شرعة

وفي الكون تخصيص كثير يدل من

له نوع عقل: أنه بإرادة

وإصداره عن واحد بعد واحد

أو القول بالتجويز رمية حيرة

ولا ريب في تعليق كل مسبب

بما قبله من علة موجبية

ص: 166

بل الشأن في الأسباب، أسباب ما

وإصدارها عن حكم محض المشيئة

ترى وقولك: لم شاء الإله؟ هو

أزل عقول الخلق في قعر حفرة

الذي فإن المجوس القائلين بخالق

لنفع، ورب مبدع للمضرة

سؤالهم عن علة السر، أوقعت

أوائلهم في شبهة الثنوية

وإن ملاحيد الفلاسفة الألى

يقولون بالفعل القديم لعلة

بغوا علة للكون بعد انعدامه

فلم يجدوا ذاكم، فضلوا بضلة

وإن مبادي الشر في كل أمة

ذوي ملة ميمونة نبوية

بخوضهمو في ذاكم صار شركهم

وجاء دروس البينات بفترة

ويكفيك نقضا: أن ما قد سألته

من العذر مردود لدى كل فطرة

فأنت تعيب الطاعنين جميعهم

عليك، وترميهم بكل مذمة

وتنحل من والاك صفوة مودة

وتبغض من ناواك من كل فرقة

وحالهم في كل قول وفعلة

كحالك يا هذا بأرجح حجة

وهبك كففت اللوم عن كل كافر

وكل غوي خارج عن محجة

فيلزمك الإعراض عن كل ظالم

على الناس في نفس، ومال، وحرمة

ولا تغضبن يوما على سافك دما

ولا سارق مالا لصاحب فاقة

ولا شاتم عرضا مصونا وإن علا

ولا ناكح فرجا على وجه غية

ولا قاطع للناس نهج سبيلهم

ولا مفسد في الأرض في كل وجهة

ولا شاهد بالزور إفكا وفرية

ولا قاذف للمحصنات بزنية

ولا مهلك للحرث والنسل عامدا

ولا حاكم للعالمين برشوة

وكف لسان اللوم عن كل مفسد

ولا تأخذن ذا جرمة بعقوبة

ص: 167

وسهل سبيل الكاذبين تعمدا

على ربهم، من كل جاء بفرية

وإن قصدوا إضلال من يستجيبهم

بروم فساد النوع، ثم الرياسة

وجادل عن الملعون، فرعون، إذ

فأغرق في اليم انتقاما بغضبة

طغى وكل كفور مشرك بإلهه

وآخر طاغ كافر بنبوة

كعاد، ونمروذ، وقوم لصالح

وقوم لنوح، ثم أصحاب الأيكة

وخاصم لموسى، ثم سائر من أتى

من الأنبياء محييا للشريعة

على كونهم قد جاهدوا الناس إذ

ونالوا من المعاصي بليغ العقوبة

بغوا وإلا فكل الخلق في كل لفظة

ولحظة عين، أو تحرك شعرة

وبطشة كف، أو تخطي قديمة

وكل حراك، بل وكل سكينة

همو تحت أقدار الإله وحكمه

كما أنت فيما قد أتيت بحجة

وهبك رفعت اللوم عن كل فاعل

فعال ردى، طردا لهذي المقيسة

فهل يمكن رفع الملام جميعه

عن الناس طرا عند كل قبيحة

وترك عقوبات الذين قد اعتدوا

وترك الورى الإنصاف بين الرعية

فلا تُضْمَنَنْ نفس ومال بمثله

ولا يعقبن عاد بمثل الجريمة

وهل في عقول الناس أو في طباعهم

قبول لقول النذل: ما وجه حيلتي؟

ويكفيك نقضا: ما بجسم ابن آدم

صبي، ومجنون، وكل بهيمة

من الألم المقضي في غير حيلة

وفيما يشاء الله أكمل حكمة

إذا كان في هذا له حكمة، فما

يظن بخلق الفعل، ثم العقوبة؟

وكيف، ومن هذا عذاب مولد

عن الفعل، فعل العبد عند الطبيعة؟

كآكل سم، أوجب الموت أكله

وكل بتقدير لرب البرية

ص: 168

فكفرك يا هذا، كسم أكلته

وتعذيب نار. مثل جرعة غصة

ألست ترى في هذه الدار من جنى

يعاقب إما بالقضا أو بشرعة؟

ولا عذر للجاني بتقدير خالق

كذلك في الأخرى بلا مثنوية

وتقدير رب الخلق للذنب موجب

لتقدير عقبى الذنب إلا بتوبة

وما كان من جنس المتاب لرفعه

عواقب أفعال العباد الخبيثة

كخير به تمحى الذنوب. ودعوة

تجاب من الجاني، ورب شفاعة

وقول حليف الشر: إني مقدر

علي كقول الذئب: هذي طبيعتي

وتقديره للفعل يجلب نقمة

كتقديره الأشياء طرا بعلة

فهل يَنْفَعَنْ عذر الملوم. بأنه

كذا طبعه أم هل يقال لعثرة؟

أم الذم والتعذيب أوكد للذي

طبيعته فعلا لشرور الشنيعة؟

فإن كنت ترجو أن تجاب بما عسى

ينجيك من نار الإله العظيمة

فدونك رب الخلق، فاقصده ضارعا

مريدا لأن يهديك نحو الحقيقة

وذلل قياد النفس للحق، واسمعن

ولا تعرضن عن فكرة مستقيمة

وما بان من حق فلا تتركنه

ولا تعص من يدعو لأقوم شرعة

ودع دين ذا العادات، لا تتبعنه

وعج عن سبيل الأمة الغضبية

ومن ضل عن حق فلا تقفونه

وزن ما عليه الناسب المعدلية

هنالك تبدو طالعات من الهدى

تبشر من قد جاء بالحنيفية

بملة إبراهيم، ذاك إمامنا

ودين رسول الله خير البرية

فلا يقبل الرحمن دينا سوى الذي

به جاءت الرسل الكرام السجية

وقد جاء هذا الحاشر الخاتم الذي

حوى كل خير في عموم الرسالة

ص: 169

وأخبر عن رب العباد بأن من

غدا عنه في الأخرى بأقبح خيبة

فهذي دلالات العباد لحائر

وأما هداه فهو فعل الربوبة

وفقد الهدى عند الورى لا يفيد

غدا عنه، بل يجزي بلا وجه حجة

من وحجة محتج بتقدير ربه

تزيد عذابا، كاحتجاج مريضة

وأما رضانا بالقضاء فإنما

أمرنا بأن نرضى بمثل المصيبة

كسقم وفقر ثم ذل وغربة

وما كان من مؤذ، بدون جريمة

فأما الأفاعيل التي كرهت لنا

فلا ترتضى، مسخوطة لمشيئة

وقد قال قوم من أولي العلم: لا

بفعل المعاصي والذنوب الكبيرة

رضا وقال فريق: نرتضي بقضائه

ولا نرتضي المقضي أقبح خصلة

وقال فريق نرتضي بإضافة

إليه. وما فينا فنلقى بسخطة

كما أنها للرب خلق، وأنها

لمخلوقة ليست كفعل الغريزة

فنرضى من الوجه الذي هو خلقه

ونسخط من وجه اكتساب الخطيئة

ومعصية العبد المكلف تركه

لما أمر المولى وإن بمشيئة

فإن إله الخلق حق مقاله

بأن العباد في جحيم وجنة

كما أنهم في هذه الدار هكذا

بل البهم في الآلام أيضا ونعمة

وحكمته العليا اقتضت ما اقتضت من الـ

ـفروق بعلم ثم أيد ورحمة

يسوق أولي التعذيب بالسبب

يقدره نحو العذاب بعزة

الذي ويهدي أولي التنعيم نحو

بأعمال صدق في رجاء وخشية

نعيمهم وأمر إله الخلق بين ما به

يسوق أولي التنعيم نحو السعادة

فمن كان من أهل السعادة أثرت

أوامره فيه بتيسير صنعة

ص: 170

ومن كان من أهل الشقاوة لم ينل

بأمر ولا نهي بتقدير شقوة

ولا مخرج للعبد عما به قضى

ولكنه مختار حسن وسوأة

فليس بمجبور عديم الإرادة

ولكنه شاء بخلق الإرادة

ومن أعجب الأشياء: خلق مشيئة

بها صار مختار الهدى بالضلالة

فقولك: هل أختار تركا لحكمة؟

كقولك: هل أختار ترك المشيئة؟

وأختار أن لا أختار فعل ضلالة

ولو نلت هذا الترك فزت بتوبة

وذا ممكن، لكنه متوقف

على ما يشاء الله من ذي المشيئة

فدونك، فافهم ما به قد أجبت من

معان، إذا انحلت بفهم غريزة

أشارت إلى أصل يشير إلى الهدى

ولله رب الخلق أكمل مدحة

وصلى إله الخلق، جل جلاله

على المصطفى المختار خير البرية

التعليق:

قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي في الدرة البهية عن هذه المنظومة: وهذا النظم: قد أتى فيه الشيخ بالعجب العجاب، وبين الحق الصريح، وكشف الشكوك والشبهات التي طالما خالطت قلوب أذكياء العلماء، وحيرت كثيرا من أهل العلم الفضلاء. (1)

- قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى: ومن أقر بالشرع، والأمر والنهي، والحسن والقبح، دون القدر وخلق الأفعال -كما عليه المعتزلة- فهو

(1) الدرة البهية (ص.11).

ص: 171

من القدرية المجوسية الذين شابهوا المجوس، وللمعتزلة من مشابهة المجوس واليهود نصيب وافر.

ومن أقر بالقضاء والقدر وخلق الأفعال وعموم الربوبية، وأنكر المعروف والمنكر، والهدى والضلال، والحسنات والسيئات، ففيه شبه من المشركين والصابئة. وكان الجهم بن صفوان ومن اتبعه كذلك لما ناظر أهل الهند، كما كان المعتزلة كذلك لما ناظروا المجوس (الفرس)، والمجوس أرجح من المشركين. فإن من أنكر الأمر والنهي، أو لم يقر بذلك، فهو مشرك صريح كافر -أكفر من اليهود والنصارى والمجوس- كما يوجد ذلك في كثير من المتكلمة والمتصوفة -أهل الإباحة ونحوهم. (1)

- وقال في حديثه عن إرادة الله: وإرادته قسمان: إرادة أمر وتشريع، وإرادة قضاء وتقدير.

فالقسم الأول: إنما يتعلق بالطاعات دون المعاصي، سواء وقعت أو لم تقع. كما في قوله:{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ} (2) وقوله: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (3).

وأما القسم الثاني: وهو إرادة التقدير، فهي شاملة لجميع الكائنات،

(1) مجموع فتاوى ابن تيمية (16/ 238 - 239).

(2)

النساء الآية (26).

(3)

البقرة الآية (185).

ص: 172

محيطة بجميع الحادثات، وقد أراد من العالم ما هم فاعلوه بهذا المعنى لا بالمعنى الأول، كما في قوله تعالى:{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} (1) وفي قوله: وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ} (2) وفي قول المسلمين: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. ونظائره كثيرة.

وهذه الإرادة تتناول ما حدث من الطاعات والمعاصي، دون ما لم يحدث، كما أن الأولى تتناول الطاعات حدثت أو لم تحدث، والسعيد من أراد منه تقديرا ما أراد به تشريعا، والعبد الشقي من أراد به تقديرا ما لم يرد به تشريعا، والحكم يجري على وفق هاتين الإرادتين، فمن نظر إلى الأعمال بهاتين العينين كان بصيرا، ومن نظر إلى القدر دون الشرع أو الشرع دون القدر كان أعور، مثل قريش الذين قالوا:{لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ} قال الله تعالى: {كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148)} (3).

(1) الأنعام الآية (125).

(2)

هود الآية (34).

(3)

الأنعام الآية (148).

ص: 173

طرفين ووسط: فالقدرية من المعتزلة وغيرهم قصدوا تعظيم الرب وتنزيهه عما ظنوه قبيحا من الأفعال وظلما، فأنكروا عموم قدرته ومشيئته، ولم يجعلوه خالقا لكل شيء، ولا أنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، بل قالوا: يشاء ما لا يكون، ويكون ما لا يشاء، ثم إنهم وضعوا لربهم شريعة فيما يجب عليه ويحرم بالقياس على أنفسهم، وتكلموا في التعديل والتجويز بهذا القياس الفاسد الذي شبهوا فيه الخالق بالمخلوق، فضلوا وأضلوا.

وقابلهم الجهمية الغلاة في الجبر، فأنكروا حكمة الله ورحمته، وقالوا: لم يخلق لحكمة، ولم يأمر بحكمة، وليس في القرآن "لام كي" لا في خلقه ولا في أمره. وزعموا أن قوله:{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} (1) و {خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} (2) وقوله: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31)} (3) وقوله: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} (4) وقوله: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} (5) -وأمثال ذلك- إنما اللام فيه لام العاقبة كقوله:

(1) الجاثية الآية (13).

(2)

البقرة الآية (29).

(3)

النجم الآية (31).

(4)

البقرة الآية (185).

(5)

النساء الآية (165).

ص: 176

{فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} (1) وقول القائل: "لدوا للموت وابنوا للخراب". ولم يعلموا أن لام العاقبة إنما تصح ممن يكون جاهلا بعاقبة فعله كفرعون الذي لم يكن يدري ما ينتهي إليه أمر موسى، أو ممن يكون عاجزا عن رد عاقبة فعله، كعجز بني آدم عن دفع الموت عن أنفسهم والخراب عن ديارهم، فأما من هو بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، وهو مريد لكل ما خلق: فيمتنع في حقه لام العاقبة التي تتضمن نفي العلم أو نفي القدرة. (2)

تاج الدين الفاكهاني (3)(731 هـ)

تاج الدين عمر بن عالم بن سالم اللخمي الإسكندري العلامة النحوي والفقيه المالكي. سمع علي بن طرخان والمكين الأسمر وعتيق العمري. ولد سنة أربع وخمسين وستمائة. قال ابن فرحون: وكان فقيها فاضلا، متفننا في الحديث، والفقه، والأصول، والعربية والأدب، وكان على حظ وافر من الدين المتين، والصلاح العظيم، واتباع السلف الصالح، حسن الأخلاق، صحب جماعة من الأولياء، وتخلق بأخلاقهم، وتأدب بآدابهم وحج غير مرة، وحدث ببعض مصنفاته. وقال البرزالي: رجل جيد كثير البر والتودد والتواضع من بيت كبير. توفي رحمه الله سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة.

(1) القصص الآية (8).

(2)

مجموع الفتاوى (17/ 99 - 101).

(3)

الديباج المذهب (2/ 80) والدرر الكامنة (3/ 178 - 179) وشذرات الذهب (6/ 96 - 97).

ص: 177