الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بإخبار الله تعالى، مع جزمه وتيقنه صدق الخبر، ووقوع المخبر عنه بخبر من لا يبقى في القلب أدنى شك ولا ريبة، وبالله التوفيق.
تتمة: مذهب السلف ومن وافقهم من الأشعرية جواز الاستثناء في الإيمان، يقول الإنسان: أنا مؤمن إن شاء الله، خلافا لمن يمنعه كالجهمية والمرجئة. وخلافا لمن يوجبه كابن كلاب ومن وافقه.
والقول بجواز الاستثناء مذهب أصحاب الحديث كالثوري وابن عيينة وأكثر علماء الكوفة، ويحيى بن سعيد القطان فيما يرويه عن علماء البصرة، وهو مذهب الإمام أحمد، وغيره من علماء السنة، فإنهم يستثنون في الإيمان. وهذا متواتر عنهم، لأن الإيمان عندهم يتضمن فعل جميع الواجبات، فلا يشهدون لأنفسهم بذلك، كما لا يشهدون لها بالبر والتقوى من غير شك في إيمانهم كما هو منصوص الشافعي وأحمد رضي الله عنهما، خلافا لأبي حنيفة رضي الله عنهم أجمعين. (1)
موقفه من القدرية:
- ذكر رحمه الله في الدرة المضية مسائل القدر فقال: (الباب الثاني في الأفعال المخلوقة):
وسائر الأشياء غير الذات
…
وغير ما الأسماء والصفات
مخلوقة لربنا من العدم
…
وضل من أثنى عليها بالقدم
وربنا يخلق باختيار
…
من غير حاجة ولا اضطرار
لكنه لا يخلق الخلق سدى
…
كما أتى في النص فاتبع الهدى
(1) لوائح الأنوار السنية (2/ 343 - 345).
أفعالنا مخلوقة لله
…
لكنها كسب لنا يا لاهي
وكل ما يفعله العباد
…
من طاعة أو ضدها مراد
لربنا من غير ما اضطرار
…
منه لنا فافهم ولا تمار
وجاز للمولى يعذب الورى
…
من غير ما ذنب ولا جرم جرى
فكل ما منه تعالى يجمل
…
لأنه عن فعله لا يسأل
فإن يثب فإنه من فضله
…
وإن يعذب فبمحض عدله
فلم يجب عليه فعل الأصلح
…
ولا الصلاح ويح من لم يفلح
فكل من شاء هداه يهتدي
…
وإن يرد ضلال عبد يعتدي (1)
- وقال: (فصل في الكلام على القضاء والقدر):
وكل ما قدر أو قضاه
…
فواقع حتما كما قضاه
وليس واجبا على العبد الرضا
…
بكل مقضي ولكن بالقضا
لأنه من فعله تعالى
…
وذاك من فعل الذي تقالى (2)
حسين العُشَارِي (3)(1194 هـ)
حسين بن علي بن حسن بن محمد العشاري، نجم الدين، أبو عبد الله البغدادي الشافعي. ولد سنة خمسين ومائة وألف للهجرة ببغداد، وتعلم فيها، وغلب عليه الفقه حتى كان يسمى الشافعي الصغير. وبعث رحمه الله إلى
(1) شرح العقيدة السفارينية (ص66).
(2)
شرح العقيدة السفارينية (ص68).
(3)
هدية العارفين (1/ 328) والأعلام (2/ 248) ومعجم المؤلفين (4/ 28).